كشف محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، عن محاولة إسرائيلية خطيرة لاستهداف البرنامج النووي الإيراني من خلال زرع متفجرات في منصة أجهزة الطرد المركزي التي تعتمد عليها منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

تفاصيل الحادثة

صرّح ظريف، في مقابلة مع وسائل الإعلام الإيرانية، أن إيران اكتشفت متفجرات مزروعة داخل منصة مستوردة لأجهزة الطرد المركزي.

وأشار إلى أن طهران اشترت هذه المنصة عبر وسطاء، دون تحديد توقيت اكتشاف المتفجرات أو عملية الشراء.

وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني صادر أجهزة الاتصال المرتبطة بالحادثة، واتخذت الحكومة قرارات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، بما في ذلك حظر الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة على الرحلات الجوية التجارية.

العقوبات ودورها في تسهيل الاختراق الإسرائيلي

وأوضح ظريف أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران دفعت طهران للاعتماد على وسطاء لشراء المعدات اللازمة لبرنامجها النووي، مما أتاح لإسرائيل فرصة استغلال سلسلة التوريد لتنفيذ هذا الهجوم.
وأضاف أن الاعتماد على وسطاء كان "ثغرة استغلتها إسرائيل لتنفيذ مخططها، مشيرًا إلى أضرار العقوبات التي تجعل التهرب منها أمرًا ضروريًا لإيران".

هجمات مشابهة في لبنان

ظريف أشار إلى وجود تنسيق إسرائيلي دقيق في عمليات مشابهة استهدفت أجهزة اتصالات لاسلكية "بيجر" في لبنان على مدار سنوات، ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد من قبل تل أبيب.

التوتر الإقليمي والبرنامج النووي الإيراني

يُعد البرنامج النووي الإيراني محط اهتمام دولي، خاصة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. 

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، براد كوبر، ناقش مع نائب رئيس الأركان الإسرائيلي استعدادات محتملة لهجوم مشترك على المنشآت النووية الإيرانية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البرنامج النووي الايراني أجهزة الطرد المركزي إسرائيل وإيران العقوبات الدولية الهجوم على المنشآت النووية الحرس الثوري الإيراني

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد الإيراني في عامه الجديد بين الأزمات والفرص المشروطة

طهران– قدّم محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، في 13 مارس/آذار الجاري، تقريرًا شاملًا عن الوضع الاقتصادي خلال الأشهر الـ9 الأخيرة من عام 2024.

وجاء في التقرير ما يلي:

النمو الاقتصادي وتكوين رأس المال الثابت
شهد الاقتصاد الإيراني نموًا بنسبة 3.7% خلال هذه الفترة. كما ارتفع معدل تكوين رأس المال الثابت بنسبة 3.4%، مما يعكس زيادة الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية. حجم التجارة غير النفطية
سجّل حجم التجارة غير النفطية نموًا بنسبة 11.2%، متجاوزًا 116 مليار دولار. ويشير هذا الارتفاع إلى تحسن العلاقات التجارية وتوسّع الصادرات غير النفطية. معدل التضخم للمستهلكين
انخفض معدل التضخم للمستهلكين من 55.7% إلى 35.4%، مما يعكس تحسنًا في السيطرة على الأسعار واستقرارًا نسبيًا في السوق الاستهلاكية. معدل نمو السيولة النقدية
تراجع معدل نمو السيولة النقدية إلى 27.6%، وهو ما قد يسهم في السيطرة على التضخم وتحقيق مزيد من الاستقرار الاقتصادي. السياسات الائتمانية المستقبلية
يعمل البنك المركزي على وضع سياسات ائتمانية للعام القادم تركز على دعم الإنتاج وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر آليات تمويل جديدة، وهو ما يمكن أن يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل. استمرار انخفاض التضخم في قطاع الإنتاج
يواصل معدل التضخم في تكاليف الإنتاج اتجاهه التنازلي، مما يشير إلى انخفاض تكاليف الإنتاج وتحسن الظروف الاقتصادية للمنتجين. إعلان إدمان عائدات النفط

في حديث للجزيرة نت، قدم أستاذ الاقتصاد مرتضى أفقه تحليلًا للوضع الاقتصادي الإيراني الحالي والتوقعات المستقبلية بناء على سيناريوهات مختلفة، مؤكدا أن التبعية التاريخية لعائدات النفط لا تزال أكبر نقاط ضعف اقتصاد البلاد، مما يجعله هشًا أمام العقوبات والتطورات السياسية الخارجية.

ويرى أفقه أن التبعية لعائدات النفط، التي كانت مشكلة قائمة قبل الثورة الإيرانية وبعدها، لم تنخفض كما كان متوقعًا، بل تحولت إلى إدمان اقتصادي، مما جعل إيران شديدة التأثر بالعلاقات السياسية الدولية، خاصة مع الدول المتقدمة التي تشتري النفط الإيراني وتوفر السلع الأساسية للصناعة والزراعة والخدمات.

سيناريوهان

يوضح أستاذ الاقتصاد الإيراني أن المسار المستقبلي للاقتصاد يعتمد على طبيعة العلاقة بين طهران وواشنطن، ويطرح سيناريوهين رئيسيين:

1) إذا تم التوصل لاتفاق بين إيران والولايات المتحدة 
من المتوقع أن تتحسن بعض المؤشرات الاقتصادية، ولكن بشكل محدود. حتى مجرد الحديث عن اتفاق محتمل قد يؤدي إلى استقرار نسبي في الأسواق، خاصة سوق الصرف.

ومع ذلك، لن يكون هناك تحسن جوهري ما لم يتم رفع العقوبات بشكل كامل، بحيث تتمكن إيران من تصدير نفطها واستيراد السلع بحرية.

2) إذا لم يتم التوصل لاتفاق واستمرت العقوبات
يتوقع أفقه أن تتفاقم الأزمة الاقتصادية، مع استمرار ارتفاع معدل التضخم وسعر الصرف. ومن المحتمل أن يتجاوز سعر الدولار 100 ألف ريال إيراني (حاليا 42 ألفا) بينما ستظل قدرة الحكومة على التدخل محدودة.

ونظرًا لاعتماد الإنتاج الصناعي والزراعي على المواد المستوردة، فإن استمرار العقوبات سيؤدي إلى أزمة في قطاع الإنتاج المحلي.

في ظل الصعوبات التي يواجهها اقتصاد إيران يمكن للعملة المحلية أن تتراجع لمستوى 100 ألف ريال للدولار (رويترز) العجز المالي والتضخم: كيف أثرت الإدارات المتعاقبة؟

يشير أفقه إلى أن الحكومات الإيرانية، منذ عهد حسن روحاني وحتى حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، واجهت عجزا متزايدا في الموازنة، مما دفعها إلى الاقتراض من البنك المركزي، وهو ما تسبب في ارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 50%.

إعلان

كما أن إلغاء الدعم الحكومي لسعر الصرف (42 ألف ريال للدولار) تسبب في ارتفاع حاد بأسعار المواد الغذائية، حيث بلغ معدل التضخم في هذا القطاع أكثر من 60%.

 أما حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، فقد تولت السلطة في وقت كانت فيه خزينة الدولة شبه فارغة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك الاشتباكات بين مع إسرائيل وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، مما زاد الضغوط السياسية والاقتصادية على طهران.

ترامب وتصاعد الضغوط الاقتصادية

يرى أفقه أن فوز دونالد ترامب  بالرئاسة الأميركية وإعادة تفعيل سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران قد أدى إلى اضطرابات كبيرة في سوق الصرف الإيراني خلال الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت قيمة الدولار إلى مستويات غير مسبوقة، مما أثر على القدرة الشرائية للمواطنين وزاد من التضخم.

إلى أين يتجه الاقتصاد الإيراني؟

في تقييمه للمستقبل، يؤكد أفقه أن استمرار العقوبات يعني استمرار التدهور، حيث قد يتجاوز التضخم 45%، بينما قد يرتفع سعر الدولار إلى 130-150 ألف ريال.

أما في حالة حدوث انفراجة دبلوماسية ورفع العقوبات، فقد يستقر الاقتصاد إلى حد ما، لكنه لن يشهد تحسنًا كبيرًا ما لم تتم إعادة إدماج إيران في الاقتصاد العالمي والسماح لها ببيع النفط بحرية واستيراد السلع دون قيود.

الاقتصاد الإيراني بين الضغوط الخارجية وفرص التعافي

شهد الاقتصاد الإيراني خلال السنوات الماضية العديد من التقلبات، حيث ظل مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالسياسة على مدار العقود الأخيرة. وبهذا السياق، يرى أستاذ الاقتصاد آيزاك سعيديان أن الأشهر المقبلة قد تحمل تحديات إضافية خاصة في ظل العقوبات الغربية والضغوط الأميركية المتزايدة.

ويقول سعيديان في حديثه للجزيرة نت "على مدى 20 عامًا الماضية، فرضت الدول الغربية، إلى جانب الولايات المتحدة، أشد العقوبات الاقتصادية على إيران. ومع ذلك، وبعد وصول بايدن إلى السلطة، حاولت إدارته التخفيف من حدة العقوبات، لا سيما في قطاع الطاقة. لكن مع عودة ترامب، قد نشهد تشديدًا جديدًا للعقوبات الدولية، مما قد يفاقم الضغوط على الاقتصاد الإيراني".

إعلان نقاط الضعف في الاقتصاد الإيراني

وحول أبرز نقاط ضعف الاقتصاد الإيراني -كما يوضح أستاذ الاقتصاد- أن ضعف دعم العملة الوطنية يشكل تحديًا رئيسيًا، حيث سجلت إيران، رغم تعدادها السكاني الكبير، معدلات نمو اقتصادي ضعيفة، مما أدى إلى تراجع قيمة الريال أمام العملات الأجنبية.

كما يشير إلى عجز الموازنة الحكومية كإحدى المشكلات الرئيسية، موضحًا أن تضخم الميزانية العامة خلال السنوات الأخيرة لم يرافقه نهج واضح لتمويلها، بينما أدى انخفاض عائدات النفط إلى تفاقم هذا العجز. ويضيف "إذا استمر الوضع الحالي دون انفراجة في العلاقات مع الولايات المتحدة، فمن المرجح أن تنخفض صادرات النفط الإيرانية أكثر، مما سيزيد من عجز الميزانية".

وفيما يتعلق بالتضخم، يوضح سعيديان أن معدل التضخم في إيران تجاوز 50%، وهو رقم خطير لم تتم السيطرة عليه عبر سياسات اقتصادية فعالة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذا التضخم "ناجم عن السيولة النقدية غير المدعومة بالإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية".

أما الاستثمار الأجنبي فقد شهد تراجعا كبيرا، حيث يشير أستاذ الاقتصاد إلى أن العديد من المستثمرين الأجانب بدؤوا سحب رؤوس أموالهم من السوق الإيرانية بسبب ارتفاع المخاطر الاقتصادية. ويضرب مثالًا على ذلك بانسحاب شركة صوفلای السعودية من السوق الإيرانية بعد فوز ترامب بالرئاسة.

نقاط القوة والتوقعات المستقبلية

ورغم هذه التحديات، يرى سعيديان أن هناك نقاط قوة يمكن أن تدعم الاقتصاد الإيراني إذا تم استغلالها بشكل فعال. ويوضح أن إيران تمتلك قوة عاملة شابة ومتعلمة، مما يمنحها فرصة لتعزيز الإنتاج المحلي إذا توفرت الظروف المناسبة.

كما يشير إلى الثروات الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها إيران، مثل النفط والغاز والمعادن، يمكن أن تجعلها واحدة من أغنى دول العالم إذا تم استثمارها بشكل صحيح.

التوقعات

وفيما يتعلق بالمستقبل القريب، يتوقع سعيديان أن يشهد الريال مزيدًا من التراجع خلال الأشهر الثلاثة القادمة، خاصة إذا استمرت الضغوط السياسية والاقتصادية الحالية. لكنه يضيف "قد نشهد استقرارا نسبيًا في سعر الصرف في الأشهر التي تلي، وذلك في حال تدخل المركزي الإيراني لضبط السوق المالية".

إعلان

وفي الختام، يشدد على أن تحسن الاقتصاد الإيراني يعتمد بشكل كبير على قدرة البلاد على التوصل لاتفاقات سياسية طويلة الأمد مع الغرب والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تحقيق مثل هذه الاتفاقات يمكن أن يضع إيران على مسار الانتعاش السريع ويجعلها واحدة من أكثر الدول ازدهارًا بالشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد الإيراني في عامه الجديد بين الأزمات والفرص المشروطة
  • محادثات أمريكية إسرائيلية الأسبوع المقبل بشأن الملف النووي الإيراني وتطورات حرب غزة
  • إعلام عبري: وفد إسرائيلي يتوجه إلى واشنطن لإجراء مباحثات بشأن النووي الإيراني
  • إعلام عبري: وفد إسرائيلي رفيع المستوى يتوجه إلى واشنطن لإجراء مباحثات بشأن الملف النووي الإيراني
  • زاخاروفا: لا يمكن تحديد مصير النووي الإيراني دون روسيا والصين
  • الخارجية الروسية: مصير الاتفاق النووي الإيراني لا يمكن تحديده دون موسكو وبكين
  • إيران تتلقى رسالة ترامب وتترك باب التفاوض مفتوحا
  • مصدر مطلع:قاآني اجتمع مع زعماء الإطار ومسؤولي الحشد لاستهداف القوات الأمريكية والإسرائيلية عند ضرب إيران
  • ترامب يمهل إيران شهرين للتفاوض بشأن برنامجها النووي أو استهدافه
  • بعد جلسة مجلس الأمن المغلقة.. أين يتجه التصعيد النووي الإيراني؟