تتخذ العلاقات في المجتمع أحياناً مسارات جديدة تختلف عن طبيعتها السابقة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك زمالة العمل التي تتحول بمرور الوقت إلى علاقة زواج. هذا التحول ناتج عن العديد من العوامل التي تمهد الطريق لانتقال العلاقة من إطار مهني إلى حياة مشتركة تشمل العمل والمنزل، مما يعني انتقال الطرفين إلى حالة اجتماعية جديدة.

ورغم أن البعض يعارض فكرة الزواج من زميل العمل، إلا أن الواقع يظهر أن العديد من الرجال والنساء اختاروا شركاء حياتهم من نفس الشركة أو المؤسسة التي يعملون فيها. هذا القرار لا يُتخذ عشوائياً كما يعتقد البعض، بل يقوم على قناعات ومعطيات تتبلور بمرور الوقت نتيجة للتواصل اليومي المستمر بين الزملاء.

غالباً ما يكون الدافع وراء هذا النوع من الزواج هو التفاهم والتواصل العميق الناتج عن العمل المشترك. فالمعرفة المسبقة بالشخص الذي ترغب في الارتباط به توفر ميزة كبيرة، إذ إن هذه المعرفة تمنح الثقة وتعزز القناعة بالشريك المحتمل. على عكس الزواج التقليدي الذي قد يعتمد على ترتيبات أسرية، يتيح الزواج من زميل العمل فرصة لبناء علاقة قائمة على أسس واقعية ومعرفة مباشرة بالشخصية والسلوك.

يرى المؤيدون لهذا النوع من الزواج أنه يوفر استقراراً أكبر، لأن الطرفين يعرفان بعضهما جيداً نتيجة التعامل المستمر في بيئة العمل. بالنسبة لهم، الزواج هنا ليس إلا امتداداً طبيعياً لعلاقة قائمة على التفاهم، لكنها تنتقل إلى إطار اجتماعي وشخصي أكثر عمقاً.

في حين، نجد أن الكثير ممن يعارضون فكرة الزواج من زميلة العمل أو العكس بالنسبة للمرأة، أن هذا الزواج، في الغالب لن يكون ناجحا، فمعرفة الشخص في أدق تفاصيله تقتل الفضول عند الطرف الآخر، وتقع العلاقة في ما يسمى بالروتين في الحديث أو في الأفكار.. وهذا، ما يولد الملل بين الزوجين، وينتهي المطاف إلى الطلاق. أي إن معرفة الشخص الذي نريد الارتباط به، تكون على فترات، فمعرفة الشخص في العمل بكل تفاصيله أمر لا يساعد على دوام العلاقة بينهما. أضف إلى هذا، أن محيط الشغل قد يكون طرفا في عدم نجاح العلاقة.

الشروق الجزائرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حتى لا يكون النصر مأسسةً لحربٍ جديدة

*حتى لا يكون النصر مأسسةً لحربٍ جديدة*
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
• دعم الشعب السوداني لمؤسسة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى غير مشروط ، لأنها الأقدم تأسيساً ، والأشمل تكويناً ، والأخلص لشعبها منذ تأسيسها وعلى امتداد أنظمة الحُكم الوطنية وحتى اليوم ، ولكن دعم الشعب لقيادة هذه المؤسسات لطالما كان محدوداً بأمَدٍ ومشروطاً بأداء ، وهذه المحدودية المشروطة هي ما حملت الجيش والقوات النظامية الأخرى على الاصطفاف إلى جانب الشعب ضد قيادة الجيش في ١٩٦٤م و ١٩٨٥م و ٢٠١٩م ، ولطالما كان جيشُنا يخوض الحرب تلو الحرب منذ الاستقلال وحتى اليوم ، ولم يتغير شئ من معادلة العلاقة بين الشعب والجيش وقواته النظامية ، فدعم الشعب لقيادة الجيش محدودٌ ومشروطٌ بما عاهدت عليه القيادة جيشها وشعبها من النصر المُطلق والعدالة المطلقة وعدم المساومة ، وهذه الشرطية قائمةٌ مهما تعالت أصوات الجنجوريين هنا وهناك ، ولهذه القيادة حق الدَّعم والمُناصرة والطاعة ما أوفت بواجبها والتزاماتها ، ولها على الناس كذلك حقُّ النُّصحِ والنَّقد متى ما تطلَّب الأمر ذلك ، كما أنَّ من حقِّها الانصراف مشكورةً متى ما استشعرت ثِقَلَ الواجبِ وطول الأمدِ فوق طاقتها.
• إن حقوق المواطنة لا تحتاج مِنحةً من أحد ، وسيادة القانون فوق كلِّ أحد ، وما هبَّ الشعب باذِلاً أرواحه ومُستنفِداً وُسعَه إلا دِفاعاً عن الحَقِّ والكرامة ، فالحقوق إذا لم تكُن سجيَّةً ألجأت الناس لانتزاعها ، وقوة الحقِّ إن لم تستعلي بالقانون استوجب رفعها بحقِّ القوة ، وليس التلاعُب بالحقوق الفِطرية والقانون مما يُسْتَجلبُ به النَّصر أو تستقِر به الأوطان ، فإن الأخذ على يدِ الظالم وأطْرُه بالقانون على الحق أطْرَاً هو الحِصنُ من ضرب قلوب الصَّف الوطني بعضها ببعض.
• إن باب التوبة الوطنية عن العمالة والتمرُّد والظُّلمِ ، والأوبة إلى الحقِّ والعدلِ مفتوح ، ولكنَّ التوبة لابُد أن تعبُر من خلال مُستوجباتها الوطنية التي تقتضي:-
١. الإعتراف عَلَناً (كما تمَرَّدوا عَلَناً) بالجُرمِ والعمالة والخطإ والنَّدمِ على ذلك .. لا بتبريره.
٢. الارتداد الفوري عن العمالة والتمرُّد إلى صفوف الوطن والطَّاعة .. لا بالمساومة عليها.
٣. الإنصاف من الذات بِردِّ المظالم بالقانون .. لا برغبة صاحب السلطة.
٤. استعادة حقوق المواطنة كامِلةً بعد ذلك وبالتساوي مع غيرِهم بالقانون .. لا بصفقةٍ بين ذوي الوُدِّ أو المصالح المُشتَركة.
• من الصَّعب أن يخسر السودان والسودانيون أكثر مما خسروه ، ومن الحماقة محاولة الصِّراع مع من لم يعُد لديه كثيراً مما يخشى خسارته ، وإنَّ من الخيانة التي لا تُغتَفر .. جعل كلِّ تلك الدِّماء والأعراض والأموال ومئات الآلاف من الأرامل وملايين الأيتام تضيع تضحياتهم هَدَراً من أجل استقرار عرش السُّلطة لشخصٍ أو فِئة ، واليوم قِيادة البلاد وقواتها النظامية وشعبها في أمانتهم هذه بالخيار .. ما بين أن يكون عشرات الملايين من الضحايا أعلاه والأجيال القادمة التي سيترتبُ عليها مآلات هذه الحرب شُفعاء لهم أو خُصوماً لهم ، وقد علَّمتنا التجارب بأن بعض النَّاسِ لا يُبالون أن يبيعوا بلادهم وشعبهم وخاصة أهلهم وآخرتهُم بِحفنةٍ إموالٍ يقتَرِفونها أو سُلْطةٍ يرضونها ، وبعضهم يستميتون في أن يبيعوا لمَرضٍ في قلوبهم فإنهم يبيعون ذلك كله بمصلحةٍ قد يُصيبها غيرِهم ، وأولئكم هم أدنى العدو ، ومن لم يتفكَّر في العواقب فما الدهر له بصاحب ، ومن البَليَّات توضيح الواضحات.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أبرز المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق .. استشاري الطب النفسي توضح
  • صريح جدا: هذا هو الشخص الذي يثق فيه الجزائري و يبوح له بسره
  • إفهم التأثير النفسي للألوان لكي تعرف ما لديك من قدرات للقيادة والتفكير الإبداعي
  • حتى لا يكون النصر مأسسةً لحربٍ جديدة
  • سر الزواج الطويل
  • أتاسي: هذا التفاعل الشعبي الذي يعكس نبض الشارع وتطلعات المواطنين شكل قاعدة صلبة استندت إليها اللجنة التحضيرية في تحديد الأفكار المركزية والمحاور الرئيسية التي يناقشها المؤتمر
  • الدغيم لـ سانا: القضايا التي ستناقش بالمؤتمر متروكة لتبادل وجهات النظر وزيارات المحافظات وترتيب أوراق العمل في المؤتمر، والتي بالتأكيد ستتكشف عنها الأيام تباعاً
  • الدغيم لـ سانا: عندما تنضج عملية التواصل وإعداد الأوراق الأولية للتنفيذ لا شك ستتم الدعوة لمؤتمر الحوار الوطني، الذي سيلاقي فيه السوريون والسوريات الأرضية التي سينطلقون منها في بناء مستقبل بلدهم لأول مرة منذ عام 1950
  • الصبيحي .. العمل النيابية ووزير العمل عندما يكون التوافق مخالفاً للقانون.!
  • يحيى فؤاد: الزملاء ليسوا أصدقاء.. ووضع الحدود يحمي العلاقات المهنية