الزواج بين زميلين في العمل.. هل هو مفسد لعلاقة الزمالة فقط؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تتخذ العلاقات في المجتمع أحياناً مسارات جديدة تختلف عن طبيعتها السابقة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك زمالة العمل التي تتحول بمرور الوقت إلى علاقة زواج. هذا التحول ناتج عن العديد من العوامل التي تمهد الطريق لانتقال العلاقة من إطار مهني إلى حياة مشتركة تشمل العمل والمنزل، مما يعني انتقال الطرفين إلى حالة اجتماعية جديدة.
ورغم أن البعض يعارض فكرة الزواج من زميل العمل، إلا أن الواقع يظهر أن العديد من الرجال والنساء اختاروا شركاء حياتهم من نفس الشركة أو المؤسسة التي يعملون فيها. هذا القرار لا يُتخذ عشوائياً كما يعتقد البعض، بل يقوم على قناعات ومعطيات تتبلور بمرور الوقت نتيجة للتواصل اليومي المستمر بين الزملاء.
غالباً ما يكون الدافع وراء هذا النوع من الزواج هو التفاهم والتواصل العميق الناتج عن العمل المشترك. فالمعرفة المسبقة بالشخص الذي ترغب في الارتباط به توفر ميزة كبيرة، إذ إن هذه المعرفة تمنح الثقة وتعزز القناعة بالشريك المحتمل. على عكس الزواج التقليدي الذي قد يعتمد على ترتيبات أسرية، يتيح الزواج من زميل العمل فرصة لبناء علاقة قائمة على أسس واقعية ومعرفة مباشرة بالشخصية والسلوك.
يرى المؤيدون لهذا النوع من الزواج أنه يوفر استقراراً أكبر، لأن الطرفين يعرفان بعضهما جيداً نتيجة التعامل المستمر في بيئة العمل. بالنسبة لهم، الزواج هنا ليس إلا امتداداً طبيعياً لعلاقة قائمة على التفاهم، لكنها تنتقل إلى إطار اجتماعي وشخصي أكثر عمقاً.
في حين، نجد أن الكثير ممن يعارضون فكرة الزواج من زميلة العمل أو العكس بالنسبة للمرأة، أن هذا الزواج، في الغالب لن يكون ناجحا، فمعرفة الشخص في أدق تفاصيله تقتل الفضول عند الطرف الآخر، وتقع العلاقة في ما يسمى بالروتين في الحديث أو في الأفكار.. وهذا، ما يولد الملل بين الزوجين، وينتهي المطاف إلى الطلاق. أي إن معرفة الشخص الذي نريد الارتباط به، تكون على فترات، فمعرفة الشخص في العمل بكل تفاصيله أمر لا يساعد على دوام العلاقة بينهما. أضف إلى هذا، أن محيط الشغل قد يكون طرفا في عدم نجاح العلاقة.
الشروق الجزائرية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هل صيام الشخص المتنمر مقبول؟.. هبة النجار تجيب
أكدت الدكتورة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن التنمر من الذنوب العظيمة التي يجب أن يحذر منها المسلم، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يسعى الجميع إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والتقرب إلى الله عز وجل.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر لا يقتصر أثره على مجرد الكلمات الجارحة، بل قد يؤدي إلى أضرار نفسية جسيمة، تصل في بعض الحالات إلى الاكتئاب الحاد أو حتى الانتحار، خاصة إذا كان الشخص المتنمر عليه غير قادر على الهروب من بيئته، كما هو الحال في المدارس أو أماكن العمل.
وأضافت أن الإسلام شدد على ضرورة عدم إيذاء الآخرين، مستشهدة بقاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، داعية الجميع إلى الانتباه لما يقولونه، فالكلمة قد تترك أثراً لا يُمحى في نفس الإنسان، مؤكدة أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يجب أن يشمل الامتناع عن الأفعال السيئة، ومنها التنمر، حتى يكون الصيام صحيحًا ومقبولًا عند الله.
أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: التنمر محرم شرعًا ومظهر من مظاهر الجاهلية
وكانت الدكتورة هبة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، حذرت من أخطر ذنوب السوشيال ميديا المنتشرة بين الناس، لافتة إلى أنها أصبحت من العادات المنتشرة في الآونة الأخيرة ويرتكبها كثيرون في غفلة عن السيئات التي يتحملونها.
وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يختلف في حكمه عن التنمر اللفظي أو الجسدي، بل قد يكون أشد ضررًا، نظرًا لانتشاره السريع وتأثيره العميق على الحالة النفسية للأفراد، خاصة الشباب والمراهقين.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن البعض يظن أن التعبير عن الرأي على السوشيال ميديا بلا ضوابط، فيطلقون تعليقات مسيئة أو يسخرون من الآخرين ظنًا منهم أنها مجرد مزاح، لكن في الحقيقة، هذه الأفعال محرمة شرعًا وتعد من صور الأذى الذي حذر منه الإسلام، مستشهدة بقول النبي ﷺ: "المسلم ليس بطعّان، ولا لعّان، ولا فاحش، ولا بذيء".
وأضافت أن التنمر الإلكتروني قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، والاكتئاب، بل وقد يصل الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات، مؤكدة أن الإسلام شدد على احترام مشاعر الآخرين وعدم السخرية منهم، لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ".
وشددت النجار على أهمية التصدي لهذه الظاهرة، موضحة أن من يشاهد التنمر ولا ينكره يكون شريكًا في الإثم، إلا إذا رفضه بقلبه أو تدخل لإنكاره باللسان أو الفعل، مستدلة بتصرف النبي ﷺ عندما نهى الصحابة عن الضحك على دقة ساقي الصحابي عبد الله بن مسعود، مؤكدًا أن لهما وزنًا أعظم من جبل أحد في الميزان عند الله.
ودعت إلى التحلي بأخلاق الإسلام، والتوقف عن نشر التعليقات المسيئة أو تداول الصور والمنشورات التي تسخر من الآخرين، مطالبة الأهل والمدارس بتوعية الشباب بمخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمع.