وبالتزامن مع سوء الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة تحالف دول العدوان على اليمن .. ثمة منعطف آخر حول التطورات المتسارعة في تلك المحافظات مع ما باتت تشهده من سخط شعبي عارم تحت شعار "ثورة الجياع" تنديداً بتردي الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية.

ففي محافظة عدن تنتفض المديريات، وتتسع موجة الغضب الشعبي والإحتجاجات التي قوبلت في بعض الشوارع بالقمع وتحولت قبل شهرين إلى مظاهر فوضى وصدامات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

. وتتجدد اليوم بشكل أكبر.

الإحتجاجات الرافضة لتحالف دول العدوان السعودي - الإماراتي والفصائل الموالية له.. شهدت اتساعاً لنطاقها، إذ عاشت محافظة حضرموت على وقع ذات التظاهرات الغاضبة التي باتت تمتد إلى محافظتي أبين وشبوه وكانت قد اندلعت في مدينة تعز أيضا ومناطق أخرى، فيما تتواصل الدعوات للتصعيد الثوري حتى طرد تحالف الشر والإحتلال بقيادة دول الجوار المعتدية (السعودية والإمارات) وأدواتها حكومة فنادق الرياض وما يسمى بالشرعية الزائفة.

يأتي ذلك في ظل اتساع الحراك الشعبي الذي يعد الأكبر ضد دول العدوان السعودي - الاماراتي وأدواته منذ سيطرته، وسط مؤشرات على تصاعد الاحتجاجات والصراعات مع تصاعد غليان الشارع وانضمام عدة قوى لثورة بدت ملامحها جلية تلوح في الأفق بالتوازي مع تدهور الاقتصاد الوطني وارتفاع سعر صرف العملات الصعبة أمام العملة المحلية حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد أكثر من ألفي ريال فيما سعره في صنعاء ومناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى لا يتجاوز ال530ريال وأما الريال السعودي فقد وصل بمناطق دول العدوان السعودي الإماراتي إلى أكثر من خمسمائة وخمسين ريال فيما سعره بمناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى لا يتعدى مائة وأربعين ريالا.

 ويرى خبراء اقتصاد أن ارتفاع أسعار الصرف للعملات الأجنبية في مناطق سيطرة دول العدوان السعودي - الإماراتي يعد تطورا خطيرا يصفونه بالكارثي كونه لم يتوقف وفي إرتفاع مستمر مما ينذر بمزيد من إنهيار العملة الوطنية وتدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية على المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود.

وفي مستجدات ثورة الجياع نظمت ما يسمى بالنقابات العمالية، وشريحة واسعة من المعلمين وعدد من النقابات في مؤسسات الدولة، ومجلس تنسيق المتقاعدين، الثلاثاء ، تظاهرة حاشدة في محافظة عدن.

ورفع المحتجون الذين تجمعوا في ساحة العروض بمديرية خور مكسر، لافتات معبرة عن مطالبهم بتحسين مرتباتهم وصرفها بانتظام، ومعالجة التدهور الاقتصادي للعملة الوطنية.

وطالب المحتجون بهيكلة المرتبات وإعادة قيمتها بما يعادلها بالعملة الصعبة كما كانت عليه قبل عام 2015، وإيجاد حلول عاجلة لمعالجة انهيار العملة وتدهور الخدمات الأساسية، وإلزام الحكومة بالوفاء بالتزاماتها تجاه أعضاء هيئة التدريس والموظفين.

وخاطب بيان التظاهرة حكومة فنادق الرياض بالقول: "إن الاستمرار في تجاهل مطالبنا واحتياجاتنا المعيشية يعكس استهتاركم بمعاناة الناس. مطالبنا واضحة ومشروعة، وعلى رأسها إعادة صرف الرواتب بانتظام، تحسين الخدمات العامة، وهيكلة الأجور بما يتناسب مع الظروف المعيشية المتدهورة. إن تجاهلكم المستمر لن يقود إلا إلى تصعيد أكبر حتى انتزاع حقوقنا".

وحمل البيان، ما يسمى بمجلس القيادة الوهمي، مسؤولية التدهور الكارثي الذي تشهده الحياة اليومية، مشيرا إلى أن إصدار المذكرات والقرارات الخالية من التنفيذ لا يرقى إلى مستوى مواجهة الواقع.

وطالب ما يسمى بمجلس القيادة المعين من الرياض وأبوظبي بتحمل تبعات الفشل الجاري أمام الشعب وأن يكون على قدر المسؤولية الوطنية.

وطالب المحتجون، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه معاناة المواطنين الذين يواجهون سياسات الإفقار والتجويع المتعمد، مضيفين في بيانهم: "إن صمتكم عن هذه الانتهاكات المستمرة يمثل تواطؤًا غير مباشر مع من يعمقون أزماتنا. ندعوكم لاتخاذ موقف جاد لدعم حقوق هذا الشعب وضمان حقه في حياة كريمة بعيدًا عن المساومات السياسية".

ودعا المحتجون، دول العدوان على اليمن وعلى رأسها السعودية والإمارات لمراجعة دورها والتزاماتها تجاه الشعب اليمني الذي لا يزال يعاني من أزمات متفاقمة، مؤكدا أنهم ينتظرون من تحالف دول العدوان خطوات حقيقية لإنقاذ الشعب من "الفساد المستشري وتردي الخدمات، بدلًا من التهاون مع من يعبث بمقدرات هذا الشعب".

وشدد البيان، على ضرورة إعادة صرف الرواتب بانتظام لجميع العاملين في القطاعين المدني والعسكري والمتقاعدين، وصرف الرواتب المتأخرة فورًا، وهيكلة الأجور وإعادتها إلى قيمتها الحقيقية بما يتناسب مع انهيار العملة وغلاء الأسعار.

وأكد البيان، على أهمية تحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء، والمياه، والتعليم، والصحة بشكل عاجل، ووقف تدهور العملة المحلية ووضع برنامج اقتصادي شامل لمعالجة الأزمات الاقتصادية.

وطالب البيان، بإعادة تشغيل المنشآت الحيوية مثل مصافي عدن وميناء عدن لضمان الإيرادات ودعم الاقتصاد.

ودعا البيان، لإلغاء قانون رقم (6) لعام 1995م الذي يمنح الحصانة للمسؤولين الفاسدين، وفتح ملفات الفساد للمساءلة القانونية، وتنفيذ قرارات التسوية والتعويض للمسرحين والمبعدين والجرحى وأسر الشهداء منذ حرب صيف 1994م، وترتيب أوضاعهم بما يضمن العدالة.

وحذر البيان، كل الأطراف من موجة غضب شعبية ستجرف الجميع دون استثناء، مضيفا: "لن نصمت بعد اليوم أمام السياسات الفاشلة والفساد المستشري، وسنستخدم كل الوسائل المشروعة لانتزاع حقوقنا المسلوبة. هذه مرحلة اللاعودة، وستظل صرختنا "يا إما نكون أو لا نكون".

وأكد البيان، استمرارهم في التصعيد السلمي والنقابي حتى تتحقق جميع المطالب المشروعة، مختتما بالقول: "لن نتراجع أو نساوم على حقوقنا، وسنستخدم كل الوسائل القانونية والنضالية، من اعتصامات وعصيان مدني وقطع للإيرادات، حتى استعادة كرامتنا وتحقيق العدالة لشعبنا".

إلى ذلك تناقل إعلاميون تسريبات ان السعودية والإمارات تهيئان لإقالة العليمي وعدد من أعضاء ما يسمى بمجلس القيادة وقيادات بما يسمى بالشرعية الزائفة وذلك لامتصاص غضب الشارع

ويرى مراقبون ان دول العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات لم ولن تعمل شيئا لصالح اليمنيين لأنها تريد النزاع مستمر باليمن كي تبرر لتواجدها واحتلالها للأراضي اليمنية.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: دول العدوان السعودی السعودیة والإمارات ما یسمى

إقرأ أيضاً:

19 فبراير خلال 9 أعوام.. 9 جرحى في جرائم حرب بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته للمنازل والممتلكات باليمن

يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يومَ التاسع عشر من فبراير خلال الأعوام: و2017 م، و2018م، و2019م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة، بغاراتِه الوحشية، وقصفه مرتزقته، على المنازل والأحياء السكينة والأسواق، في محافظات صنعاء، وصعدة، ومأرب، والحديدة، ما أسفر عن 9 جرحى، بينهم 5 أطفال وامرأتان، وتهجير عشرات الأسر من منازلها، وترويع الآمنين، ومضاعفة المعاناة، واستهداف الطرقات، وتفاقم الأوضاع المعيشية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

19 فبراير 2017..3 جرحى بغارات عنقودية على منازل المواطنين بسوق الخميس بصنعاء:

في التاسع عشر من فبراير 2017م، تحولت أحياء سوق الخميس في مديرية بني الحارث بصنعاء إلى ساحة مفتوحة للرعب، بعد أن استهدفت طائرات العدوان السعودي الأمريكي منازل مدنية بقنابل عنقودية محظورة دوليًّا، مخلفة ثلاثة جرحى بينهم أطفال ونساء، ومحولة الحياة اليومية إلى كابوس لا ينتهي، وجريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني.

في تلك الليلة والنوم يرخي سدوله، وهناك من يطفى آخر لمبة ضوء ليخلد إلى النوم، وكبير سن يصلي القيام، وأم تسهر بجوار طفلها المريض، انهمرت القنابل العنقودية على منازل متلاصقة في المنطقة المكتظة بالسكان، حيث لا تحمل الجدران الطينية أية حصانة ضد أسلحة الدمار الحديثة، دمرت المنازل على رؤوس ساكنيها، وأفزعت الأهالي من نومهم، هنا رب أسرة يدعى أحمد النهمي يقول، وهو يحفر بين الأنقاض بحثًا عن أغراض أسرته: “كنت نوم أنا وأطفالي في هذه الغرفة سمعت الغارة حضنتهم وهربت وجدت زوجتي ورضيعها جرحى في الصالة، وسقط علينا الجدار، وها هو الدمار، دماء عائلتي لن تذهب هدراً، زوجتي وطفلي جرحى في المستشفى”.

أم كبيرة في السن تصرخ أمام الكاميرا، البيت تدمر بنتي جرحت وحفيدتي عمرها شهر، لا تزال حياتها معلقة بين الحياة والموت في المستشفى، أين هي حقوق الإنسان، نحن راقدين في أمان الله، صاروخ بسيط يضبوه على بيت فيه أسطوانة غاز وشولة طباخة، هؤلاء جبناء هؤلاء عجزة، بنتي كانت هانا وبنتها في حضنها، أين العالم يشاهد ما يفعل سلمان”.

أب آخر من بين منزله المدمر يقول: “أمس الليل الساعة العاشرة، ونحن نائمون، وقع ضرب على المنزل، فزعنا من النوم مرعوبين، والدمار فوقنا، هذا ابني عمره 5 أعوام مجروح في رأسه وفي عينه، ما ذنب هذا الطفل، لماذا هذا التعمد باستهداف المنازل المدنية، أدعو الشعب اليمني أن يتحرك وينفر للجهاد في سبيل الله، لا مخرج لشعبنا اليمني دون الجهاد، وتحرك الرجال إلى معسكرات التدريب والجبهات”.

القنابل العنقودية، تلك الأسلحة التي تنثر المئات من القنابل الصغيرة على مساحة واسعة، لا تفرق بين مدني وعسكري، ولا بين طفل وامرأة، هي أسلحة تزرع الموت والتشويه في كل مكان تطأه، وتخلف وراءها حقولًا من الألغام التي تهدد حياة الأجيال القادمة.

“كنا نجلس في منزلنا عندما سمعنا صوت انفجار الغارات والقنابل القوية، لم نكن نعلم ما يحدث، وفجأة وجدنا أنفسنا وسط الدخان والغبار، جرحت زوجتي في يدها ورأسها، وهي الآن في العناية، ولا نعرف كيف ستتعافى” هكذا تحدث أحد الناجين من القصف، بصوت يملأه الحزن والألم.

أهالي سوق الخميس من فوق ركام منازلهم المدمرة، وجدرانها المتساقطة يرفعون الشظايا ويتحاشون الاقتراب من القنابل التي لم تتفجر بعد، يطالبون المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف استخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليًّا، وحماية المدنيين من هذه الأسلحة الفتاكة،. كما يدعون إلى تقديم الدعم اللازم للمصابين والمتضررين، وإزالة القنابل الصغيرة غير المنفجرة من المنطقة.

استهداف المدنيين بالقنابل العنقودية جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها، وحماية المدنيين في اليمن من ويلات العدوان.

لم تكن الإصابات الجسدية هي الضحية الوحيدة، فالرعب الذي خلفته الشظايا المتناثرة من القنابل العنقودية، التي تُعتَبر “ألغامًا مستقبلية”؛ بسبب عدم انفجار بعضها جعل السكان يعيشون في قلق دائم، تقول “أم محمد”، إحدى الناجيات: “حتى النزوح إلى مكان آخر نخاف أن ندوس على قنبلة من مخلفات العدوان بين الدمار”.

جريمة سوق الخميس سابقة إضافية في سجل انتهاكات استخدام الأسلحة المحرمة، حيث حظرت اتفاقية أوسلو 2008 استخدام القنابل العنقودية بسبب تدميرها العشوائي وقدرتها على قتل المدنيين حتى بعد عقود من انتهاء الحروب، منظمة “هيومن رايتس ووتش” كانت قد أدانت سابقًا استخدام هذه الأسلحة في اليمن، مشيرة إلى أنها تنتهك مبادئ القانون الإنساني الدولي.

تحت أنقاض سوق الخميس، لا تزال قصص الألم تبحث عن أذن تسمعها، فالقنابل العنقودية لم تمزق الجدران فقط، بل مزقت أحلام عائلات اعتادت الحياة البسيطة، تاركة وراءها جروحًا جسدية ونفسية لن تندمل إلا بوقف العدوان، ورفع الحصار على الشعب اليمني، ومحاسبة مجرمي الحرب، ومن يبيعون الأسلحة المحرمة بأرواح الأبرياء.

19 فبراير 2018.. جريحان بغارات سعودية أمريكية تستهدف الطريق العام بصعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2018م، تحول الطريق العام في منطقة آل عقاب بالقرب من مدينة صعدة إلى مسرح لجريمة مروعة، عندما استهدفه طيران العدوان السعودي الأمريكي، بغارة مباشرة، أسفرت عن جريحين من المدنيين الأبرياء، وتدمير جزء من البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية، في جريمة حرب تضاف إلى سجل جرائم العدوان بحق اليمنيين.

نقل الجرحى إلى أحد المستشفيات بجراح عميقة، ودماء مسفوكة، ضرجت أجسامهم، وغيرت لون ملابسهم، وأرعبت المسعفين، والأهالي والمسافرين، يقول شاهد عيان: “طيران العدوان استهدف الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، بغارتين، وجرح 2 مواطنين بجروح خطيرة، كانوا ماشين على الرصيف، متسوقين، وتضرر موتر نقل للمسافرين على الخط، وإعاقة لحركة السير والمرور، وبث الرعب في نفوس المسافرين، والتجار والمزارعين.

استهداف الطرقات جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، تعيق حركة المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، والإمدادات الطبية، وبث الخوف والذعر في نفوس السكان، ويعطل الحياة اليومية، وزيادة معاناة المدنيين الذين يعانون من ظروف إنسانية صعبة.

19 فبراير 2019.. 3 أطفال جرحى باستهداف قذائف مرتزقة العدوان لمنزلهم في تعز:

وفي منطقة النوبة بمديرية خدير بتعز، في يوم التاسع عشر المشؤوم، من فبراير عام 2019م، أضاف مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، جريمة جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، حين تحولت لحظات اللعب البريئة إلى كابوس مرعب، عندما استهدفت قذائف الغزاة، وأدواتهم التي لا ترحم، منزلًا يؤوي عائلة بسيطة، لم تكن هذه العائلة تتوقع أن يتحول منزلها الآمن إلى هدف عسكري، وأن تجد نفسها في لحظة بين أنقاضه، وأصوات الاستغاثة.

أسفرت عن جرح 3 أطفال، ومزقت سكون المكان، وروعت الأهالي، فارتفعت صرخات الأمهات والآباء الذين رأوا فلذات أكبادهم يتألمون، ولا يملكون لهم إلا الدعاء، وتضرر المنازل المجاورة، وتدمرت الممتلكات، ويعاني الأطفال وأسرهم من صدمة نفسية كبيرة جراء القصف، والخوف من تكرار الاعتداءات.

ثلاثة أطفال يتأوهون، دمائهم سفكت، وأرواحهم هددت بالموت، وشظايا قذائف مرتزقة العدوان غارت في أجسادهم، يخرج والدهم ووالدتهم من المنزل ليشاهدوا أبناءهم وفلذات أكبادهم ينزفون دماً، يستنجدون ويصرخون في مشهد يدمي القلوب.

يقول والد الجرحى: “كان أبنائي جوار المنزل يلعبون غير آبهين بما ينتظرهم، وحين سمعنا القصف، من جبل الصيب، من جهة الدواعش، أخوهم الأول جرح قبل شهور ولا يزال يعاني من الشظايا في جسده إلى اليوم”.

طبيب يحاول تقديم الإسعافات الأولية لطفل منهم، فيصرخ خوفاً من لهيب الجراح وألم المطهر، وشدة النزيف، منادياً بصوت عال يا أباه يا أباه انقذني، فيما تعاني مدينة تعز من سيطرة قوى العدوان ومرتزقتهم عليها، وحصارهم لها من مختلف الجهات، ويحاول الأب إسعافهم، لكن أمامه مشوار طويل، وظروفه المالية لا تتحمل التكاليف، في ظل عدوان وحصار، وتراجع الدخل، وزيادة البطالة، ونقل البنك وانقطاع صرف المرتبات”.

استهداف المدنيين وخاصة الأطفال، جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، تضع الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية التابعة لها أمام مسؤولية كبيرة، ووصمة عار في المنظمات الداعية باسم الأطفال وحماية حقوق الطفولة في عالم أصم، متخاذل.

19 فبراير 2019.. امرأة تصارع الألم بعد استهدافها برصاص مرتزقة العدوان في الحديدة:

في اليوم ذاته من العام 2019م، سجل مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، وخرقاً إضافياً لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، مستهدفين الأحياء السكينة في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، بوابل من الرصاص، أسفر عن جرح امرأة، وحالة خوف ورعب في نفوس النساء والأطفال، وموجة نزوح، ومحولين ذلك اليوم إلى يوم مأساوي.

لم يكن الرصاص الذي أصاب المرأة مجرد جرح جسدي، بل كان جرحًا عميقًا في قلب أسرة بأكملها، فقد تحولت حياتهم إلى كابوس، وأصبحوا يعيشون في خوف دائم من تكرار الجريمة بحق أحد أفراد العائلة، لتنضم الجريحة إلى قائمة طويلة من المدنيين الذين يدفعون ثمن الصمود في مواجهة الغزاة والمحتلين.

تعاني المرأة المصابة وأسرتها من آثار الإصابة الجسدية والنفسية، ويعيش أبناء محافظة الحديدة، أياماً وسنوات من الرعب والخروقات المتواصلة، يجبرون على النزوح والتنقل من مكان إلى آخر، وتستمر قوافل الشهداء والجرحى من النساء والأطفال والمدنيين، دون أي اعتبار للقوانين للمواثيق والمعاهدات الأممية، من قبل مرتزقة العدوان.

الجريحة تقول: “جت لي رصاصة من المرتزقة، عذبونا من يوم اعتدوا على الحديدة، الله لا وفقهم، وما أحد يشتي شرعيتهم التي تقتل النساء والأطفال، وتدمر المنازل وتحرق المزارع، وتهجر المواطنين”.

الدكتورة المعالجة تقول: “وصلت إلينا هذه الجريحة ولديها رصاصة في جنبها الأيمن، وقدمنا لها الإسعافات الأولية، وإن شاء الله يتم نقلها إلى مستشفى أفضل لإخراج الرصاصة من جسدها”.

الأم التي لم تكمل واجباتها تجاه أطفالها، لم تصدق أنها على قيد الحياة، فيما هم مصدومون ومهددون باليتم، ولحق الأهالي إلى المستشفى بشكل جماعي لتفقد المرأة، بعيون تذرف الدموع، وقلوب رحيمة، تخشى استمرار العدوان.

أهالي منطقة الجبلية يطالبون المجتمع الدولي، بتنفيذ وقف إطلاق النار، ووقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، وتقديم الدعم اللازم للمرأة المصابة وأسرتها، وتوفير الأمن والأمان للمنطقة.

مقالات مشابهة

  • 19 فبراير خلال 9 أعوام.. 9 جرحى في جرائم حرب بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته للمنازل والممتلكات باليمن
  • الرئاسة الفلسطينية: نطالب بتدخل الإدارة الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل
  • الريال اليمني يسجل استقرارا عند أدنى مستوى تاريخي لأسعار الصرف.. آخر تحديث
  • عقوبات أمريكية قادمة تهدد 15 مصرفًا عراقيًا بسبب تهريب العملة!
  • 18 فبراير خلال 9 أعوام.. 19 شهيدًا وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن
  • انهيار جديد لأسعار الصرف مساء اليوم في عدن
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 18 فبراير
  • البنك المركزي في عدن عاجز أمام انهيار العملة وفوضى أسعار الصرف
  • ارتفاع كبير لأسعار الصرف: الريال اليمني يتراجع أمام الدولار السعودي بعدن وصنعاء
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 17 فبراير