موقع 24:
2025-02-20@23:40:04 GMT

كيف تصدّع الهلال الشيعي الإيراني مؤخراً؟

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

كيف تصدّع الهلال الشيعي الإيراني مؤخراً؟

تناول الكاتب الصحافي التركي إنيس بيرنا كيليتش تفكك استراتيجية إيران القديمة في الشرق الأوسط، والتي تركز على ما يسمى "الهلال الشيعي"، ويشمل هذا المفهوم الجيوسياسي جهود إيران لممارسة نفوذها على العراق وسوريا ولبنان واليمن، من خلال تحالفات وقوات بالوكالة.

طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها



ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة - خاصة انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وتفكيك إسرائيل لقيادة حزب الله - تركت استراتيجية إيران في حالة من الفوضى.


وسلط الكاتب الضوء، في مقاله بصحيفة "تركيا اليوم"، على التحديات الحرجة التي تواجه طهران، وهي تتنقل في مشهد إقليمي ودولي سريع التغير.


تحديات تواجه استراتيجية إيران


وقال الكاتب إن "الهلال الشيعي، الذي كان ذات يوم محور نفوذ هائل، واجه ضربات كبيرة. فقد انهارت الاستثمارات الإيرانية الواسعة النطاق في سوريا، بما في ذلك الدعم السياسي والمالي والعسكري للحفاظ على نظام بشار الأسد".

 

"Fractured?" hahaha, it is beyond demolished, decimated, obliterated, محروق نفسو

Can't read pass this stupid headline "The fractured crescent: What’s next for Iran’s ???????? strategy in Middle East?"https://t.co/ZRzsrNxvj8

— Saad Abedine (@SaadAbedine) January 12, 2025


وحرم هذا إيران من ممر حيوي إلى لبنان ووكيلها حزب الله. كما أدت العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله إلى إضعاف الجماعة بشكل أكبر، مما قلل من دورها باعتبارها الحليف الأكثر أهمية لإيران في المنطقة.
وأشار الكاتب إلى مأزق إيران بالقول إن سنوات من النفوذ ومليارات الدولارات من الموارد قد تم القضاء عليها في غضون أسابيع. وتطرح الديناميكيات الإقليمية الجديدة، إلى جانب الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب القادمة، أسئلة وجودية لاستراتيجية إيران.


التفاوض أم المواجهة؟


وكانت حملة "الضغط الأقصى"، التي نفذتها إدارة ترامب في ولايته الأولى ضد إيران، بمنزلة تحول محوري في السياسة الأمريكية. فمع العقوبات الصارمة والإجراءات البارزة مثل اغتيال قاسم سليماني، أشارت واشنطن إلى استعدادها لمواجهة إيران دون خوف من الانتقام الكبير. ومع اقتراب ولاية ترامب الثانية، ناقشت كل من واشنطن وتل أبيب علانية الضربات العسكرية المحتملة على البنية التحتية النووية الإيرانية.

 

With Bashar's downfall and Hezbollah's setbacks, the options ahead for Iran will also shape the fate of the regime as Trump re-enters the stage@kilicnss @alibakeer @ismail_yasa @joehammoura https://t.co/pWQLm6ABQI

— Türkiye Today (@turkiyetodaycom) January 12, 2025


وبرغم كل ذلك، يبدو أن إيران تتبنى نهجاً حذراً. ويشير محللون مثل علي باكير إلى أن طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها. ومن خلال إبداء استعدادها للانخراط في صفقات معاملاتية، تهدف إيران إلى تهدئة التوترات، مع الاستعداد للتحولات المحتملة في القيادة الأمريكية. ومع ذلك، فإن التوافق المتزايد بين السياسات الأمريكية والأوروبية، إلى جانب التنفيذ الرئيس لعقوبات الأمم المتحدة، يمكن أن يحد بشكل كبير من خيارات إيران.


شبكات الوكلاء تحت ضغط


وتابع الكاتب: "تواجه شبكة الوكلاء الإيرانية، التي كانت ذات يوم مركزية لاستراتيجيتها الإقليمية، انتكاسات كبيرة، منوهاً إلى أن نفوذ إيران في لبنان قد تضاءل، مع إضعاف حزب الله بسبب عمليات إسرائيل والقيود اللوجستية".
وبحسب الباحث اللبناني جو حمورة، فإن قوة حزب الله ووجوده تأثرا بشدة، كما أن انسحابه السريع من سوريا بعد سقوط الأسد جعل تضحياته بلا جدوى. ويواجه حزب الله الآن معارضة داخلية متزايدة، حيث يعارض كثيرون في لبنان احتكاره للمقاومة وصنع القرار.


الصراعات في العراق واليمن


وبالمثل، تتعرض معاقل إيران المتبقية في العراق واليمن لضغوط. ففي العراق، تشير الجهود المتزايدة لإبعاد البلاد عن النفوذ الإيراني إلى تحول في الديناميكيات الإقليمية. وأشار الكاتب إلى شراكات العراق مع تركيا ودول الخليج بوصفها حواجز محتملة ضد نفوذ طهران. ومع ذلك، تظل الميليشيات المدعومة من إيران تشكل عقبة كبيرة أمام استقلال العراق.
ويمثل اليمن، حيث خدم الحوثيون لفترة طويلة كوكيل رئيس لإيران، تحدياً آخر. ويتعرض الحوثيون، برغم مرونتهم، لضغوط متزايدة من التحالف الذي تقوده السعودية. ويشير محللون مثل إسماعيل ياسا إلى أن الضغط المطول قد يؤدي إلى تآكل قدرة إيران على دعم عملياتها بالوكالة في اليمن، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار استراتيجية طهران الأوسع نطاقاً.



إعادة البناء أم الانسحاب؟


وبالنظر إلى المستقبل، يقول كيليتش إن قدرة إيران على إعادة ضبط استراتيجيتها الإقليمية ستعتمد على الصبر الاستراتيجي والمخاطر المحسوبة. وفي هذا الصدد، تواجه إيران تحديات هائلة: فالاضطرابات الاقتصادية، والعقوبات الدولية، والصراعات داخل شبكات وكلائها لا تترك مجالاً كبيراً للخطأ.
إنها صعوبة الخيار بين التفاوض والمواجهة. وفي حين قد تكسب الجهود المبذولة للانخراط في الدبلوماسية الوقت، فإن اعتماد طهران على وكلائها للحماية من المواجهة المباشرة أصبح غير قابل للاستمرار على نحو متزايد. والهلال المتصدع الذي كان يرمز ذات يوم إلى طموحات إيران الإقليمية أصبح الآن يخاطر بالتحول إلى عبء يهدد الاستقرار داخل الجمهورية الإسلاموية نفسها.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "إن انهيار الهلال الشيعي إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة يفرض على طهران تحديات كبيرة ستكون حاسمة في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. سواء من خلال المفاوضات، أو التصعيد بالوكالة، أو الانكماش الاستراتيجي، فإن رد طهران سوف يحدد قدرتها على التعامل تحت الضغط الدبلوماسي والعقوبات".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد إسرائيل وحزب الله استراتیجیة إیران حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصعيد جديد.. إيران ترد على تهديدات نتنياهو ماذا فعلت؟

تصاعدت حدة التوترات بين طهران وتل أبيب، إذ صعَّدت إيران من لهجة التحذيرات بعد تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي هدد بأنه مستعد «لإنجاز المهمة» في إشارة لضرب البرنامج النووي الإيراني، في حال كان هناك دعم أمريكي، مستغلين حالة الضعف التي تمر بها إيران.

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل

يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه تقارير استخباراتية أمريكية تؤكد بأن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات عسكرية كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال النصف الأول من العام الجاري، مستغلةً الظروف الصعبة التي تمر بها إيران، وفق ما أفادت قناة القاهرة الاخبارية.

وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى احتمالية شن دولة الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على إيران، لكنه أعرب عن تفضيله التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.

تصعيد إيراني عقب تهديدات نتنياهو

وبعد تهديدات نتنياهو، نفى نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، مزاعم الاحتلال ضعف إيران، معتبرًا أنها «رواية إسرائيلية مضللة» تهدف إلى التمهيد لعمل عسكري ضد بلاده، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.

وشهدت الفترة الماضية تصعيدًا عسكريًا بين الطرفين، حيث شنت إسرائيل ضربات استهدفت منشآت دفاعية إيرانية، فيما ردّت طهران بهجمات صاروخية على الأراضي الإسرائيلية في عمليتي «وعد صادق 1 و2».

فيما أكد بيان الحرس الثوري أن إيران نفذت أكبر عملية إطلاق صواريخ باليستية في العالم، مؤكدًا أن الضربات الإيرانية نجحت في اختراق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.

استعدادات عسكرية إيرانية

في ظل هذا التصعيد، أنهت القوات الإيرانية تدريباتها السنوية، حيث انتقلت إلى مناطق الجنوب الغربي الغنية بالنفط والغاز، وأكد «الحرس الثوري» استعداد بلاده للرد على أي هجوم محتمل، مؤكدًا أن «إيران لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الإقليمي».

يأتي هذا المشهد المتوتر وسط مخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، في وقت تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية لمنع حدوث تصعيد عسكري شامل.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: نرغب في التفاوض لكن ترامب يضع يده على رقابنا
  • الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
  • خامنئي يدعو قطر إلى الإفراج عن أموال إيران المحتجزة
  • تصعيد جديد.. إيران ترد على تهديدات نتنياهو ماذا فعلت؟
  • من طهران إلى مكران .. إيران تدرس نقل العاصمة
  • إيران تدرس نقل العاصمة إلى الجنة المفقودة على الساحل الجنوبي
  • إيران تنفي علاقتها بالأسلحة المضبوطة مؤخرا قبالة سواحل اليمن
  • وسط تصاعد الضغوط الأمريكية .. العراق يقترب من إزاحة النفوذ الإيراني من أراضيه
  • مظلومية السمك الجري والقواقع والاخطبوط في المفهوم الشيعي
  • إيران تدرس نقل عاصمتها من طهران إلى ساحل خليج عمان