لبنان ٢٤:
2025-03-23@03:56:37 GMT

ليس دفاعًا عن الرئيس ميقاتي

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

لو أردنا أن نفتش عمن كان مسرورًا أكثر من غيره بنتائج الاستشارات النيابية الملزمة، التي أفضت إلى تكليف السفير السابق نواف سلام، لما وجدنا سوى الرئيس نجيب ميقاتي. فهو تلقى بصدره على مدى ما يقارب الثلاث سنوات تقريبًا ما لم يستطع أحد غيره تلقيه، وتحمّل ما لا يمكن تحمّله، لكنه بقي صامدًا أمام هول الحملات التي تعرّض لها بصبر وإيمان كبيرين.

ولو تعرّض غيره، أيًّا يكن، لِما واجهته من مشاكل وصعوبات في ظل الفراغ الرئاسي الطويل، لما استطاع أن يصمد في وجه هذه الرياح العاتية، ولو لبضعة ساعات فقط. هو مسرور ليس لأنه ارتاح من كل هذا الحمل، الذي حمله وحده مع قلة من أهل السياسة، الذين يعتبرون أن المسؤولية تقتضي التصرّف بتجرد لمصلحة عدم انهيار الهيكل على رؤوس ساكنيه، بل لأنه جاء من المؤمنين بالمسار الديمقراطي، وإن كان البعض يأخذ هذا المسار على غير حقيقته، ويتصرف انطلاقًا من بعض الأحقاد والكيديات.
كان من السهل على الرئيس ميقاتي الوقوف على حافة النهر، مكتوف الأيدي ومكتفيًا بالقول إنه من غير الممكن السير بعكس التيار، وإنه لا يملك عصًا سحرية، وأن ليس في مقدوره فعل أي شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكان من السهل عليه أيضًا أن ينسحب من المعركة ويترك الساحة لغيره وينصرف إلى شؤونه الخاصة.
الرجل لم يفكر بكل هذا، بل قَبِل بتحمّل المسؤولية كاملة، مع أنه كان يعرف تمام المعرفة أنه بقبوله بهذه المهمة إنما هو يتقبّل بأن يحمل بيديه العاريتين "كرة نار" لم يرد غيره حرق يديه بها. كان يعرف مدى خطورة الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمالية في البلد، ومدى خطورة الانقسام السياسي، عموديًا وأفقيًا. وكان يعرف أيضًا أن تحمّل المسؤولية في هكذا ظروف أنما هو "مخاطرة سياسية"، لأن العين بصيرة واليد قصيرة، خصوصًا في ظل ما تعرّض له لبنان من عدوان إسرائيلي غاشم ومدمّر .
كان المطلوب الكثير من العمل والجهد للحفاظ على الحدّ الأدنى من مقومات الدولة، وللحؤول دون تفاقم الوضع إلى ما هو أسوأ.  قَبِل التحدّي. وضع خارطة طريق إنقاذية. أطلق على حكومته اسم "معًا للإنقاذ"، لأنه كان يدرك جيدًا أن هذا الإنقاذ غير ممكن، بل مستحيل إن لم تتضافر جهود جميع الأفرقاء في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. 
كان يعلم أن صعوبات كثيرة ستواجهه، وأن عراقيل أكثر من كثيرة ستوضع في طريقه، من داخل "أهل البيت الحكومي" ومن خارجه. كان يعلم أنه سيُحَارب، وأن المتضررين من قيام دولة حقيقية كثرٌ، وأن كل طرف من الأطراف السياسية يحاول تحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة. كان يعرف أن عربة البلاد يشدّها حصانان.
كل هذا وغيره الكثير لم تثبط من عزيمته ولم تنل من تصميمه على إنقاذ ما يجب إنقاذه قبل "خراب البصرة "، ولم تضعف من إرادته، وهو الذي كانت تواجهه مع كل إشراقة شمس مشكلة جديدة تُضاف إلى سلسلة المشاكل المتراكمة.
كان يعرف أن الوضع صعب أكثر مما يمكن تصّوره، وأنه أكثر تعقيدًا وهو عصّي على الحلّ بالمسكّنات والتداوي بالأعشاب. وعلى رغم ذلك لم يرمِ "سلاحه" ولم يستسلم، بل كان في كل مرّة تواجهه مصيبة يستلهم ربّه، ويجدّد إيمانه بأن لبنان وهو أجمل بلد في الكون لا يمكن أن ينهار وأن يموت ويزول، لأن له دورًا لا يمكن لغيره أن يلعبه. 
حاول السير بين النقاط لئلا تتحول الصراعات السياسية إلى ساحة قتال على الأرض، فكانت له وقفة جريئة على أثر الاعتداءات الاسرائيلية فجّنب البلاد كارثة سياسية خطيرة. تمكّن بحكمته ودرايته وإرادته من إعادة المياه إلى مجاريها بين لبنان ودول الخليج.
حاول المستحيل. نجح مرّات كثيرة في إطفاء الحرائق المتفرقة، وكان يريد أن يرى ما عمل له منجزًا بالكامل، لكن الظروف عاكسته ووقفت حجر عثرة في طريقه.
أدّى قسطه للعلى. ولو طُلب منه إعادة الكرّة لفعل الشيء نفسه، وهو المؤمن بربه أولًا وبوطنه ثانيًا، وبالشعب اللبناني وبحقّه في أن يعيش بطمأنينة وسلام، واستقرار، وبحبوحة أولًا وأخيرًا.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: کان یعرف

إقرأ أيضاً:

النائب «علاء عابد»: توجيهات الرئيس السيسي بمواجهة العنف ضد المرأة خطوة لبناء مجتمع أكثر عدلا وتوازنا

أشاد النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، بتوجيهات الرئيس السيسي للحكومة بمواجهة كافة أشكال العنف ضد المرأة.

وقال عابد، إن هذه التوجيهات تمثل خطوة مهمة نحو تمكين المرأة وضمان حصولها على حقوقها كاملة.

وأكد رئيس نقل النواب، أن توجيهات الرئيس السيسي تعكس رؤية استراتيجية شاملة لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن العنف ضد المرأة يمثل أحد التحديات التي تعيق تقدمها وتساهم في تدهور الأوضاع الاجتماعية.

وشدد النائب علاء عابد، على ضرورة تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية من أجل وضع آليات فعالة لمكافحة العنف، وضمان تنفيذ القوانين التي تحمي حقوق المرأة وتحقق العدالة الاجتماعية.

وأشار رئيس نقل النواب، إلى أن حماية المرأة ودعمها لا يقتصران فقط على مواجهة العنف، بل يشملان أيضًا تعزيز مشاركتها في جميع مجالات الحياة، بدءًا من التعليم وحتى مواقع صنع القرار.

وثمن النائب علاء عابد، ما حققته المرأة المصرية من إنجازات بفضل دعم الدولة، والتي شهدت تمثيلاً غير مسبوق في المناصب القيادية والحياة السياسية والاقتصادية.

واختتم نائب رئيس حزب مستقبل وطن، بيانه بالتأكيد أن توجيهات الرئيس السيسي بمواجهة العنف ضد المرأة وحماية حقوقها هي خطوة إضافية نحو بناء مجتمع أكثر عدالة وتوازناً، يقدر دور المرأة ويسعى لضمان حقوقها بكل حزم.

مقالات مشابهة

  • النائب «علاء عابد»: توجيهات الرئيس السيسي بمواجهة العنف ضد المرأة خطوة لبناء مجتمع أكثر عدلا وتوازنا
  • وزير دفاع لبنان: لن نعود إلى ما قبل وقف إطلاق النار.. ويجب ردع العدو الإسرائيلي
  • مبعوث ترامب: حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها ونتنياهو مهتم بالحرب أكثر من الأسرى
  • ميقاتي: فقدنا هدى شديد المميزة والقوية والموضوعية
  • نتنياهو ووزير دفاع الاحتلال يصدران تعليمات لقصف أهداف في لبنان
  • وزير دفاع إسرائيل بعد إطلاق الصواريخ من لبنان: المطلة مقابل بيروت!
  • الأمن والمخدرات عنوان اللقاء الثاني في دارة ميقاتي:هل من حلول جدّية للفلتان في طرابلس؟
  • ميقاتي اجتمع مع فاعليات طرابلس: أمن المدينة أولوية ولتكثيف عمل القوى الأمنيّة
  • اجتماع في دارة ميقاتي لفاعليات طرابلس للبحث بملفات أمنية وسياسية
  • تعميم صورة مطلوب بجرم احتيال بطريقة السحر والشّعوذة.. هل من يعرف عنه شيئًا؟