أزمة سيولة خانقة تفاقم معيشة السودانيين
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تشهد غالبية ولايات السودان أزمة سيولة حادة وازدحاماً غير مسبوق أمام المصارف للحصول على السيولة النقدية "الكاش" لتغطية نفقات الحياة المعيشية اليومية، في وقت وجه البنك المركزي السوداني المصارف إلى منح المودعين 200 ألف جنيه فقط يومياً، لكن المصارف عجزت عن صرف مبالغ كافية للمواطنين.
من جانبه، أقر المدير العام للمصرف الإسلامي السوداني فرع بورتسودان عاطف حامد يس، في تصريحات مؤخراً، بتخفيض حجم السحب اليومي إلى 100 ألف بدلاً من 200 ألف.
وشكا مواطنون من عدم تمكنهم من شراء أبسط الأشياء الضرورية مثل السلع والخبز، ما دفعهم إلى استخدام تطبيقات مصرفية للشراء، ولكن بعض التجار لا يتعاملون بالتطبيقات المصرفية لأنهم لا يملكون أجهزة اتصال يتوفر فيها التطبيق، ووصلت نسبة صرف الكاش مقابل تحويل التطبيق إلى 20%.
وقال المواطن ياسين عبد الله من أم درمان لـ"العربي الجديد" إن مشهد عدم توفر السيولة يذكرهم بأيام نظام عمر البشير السابق حيث انعدم الكاش في المصارف لأن المواطن يورد المبلغ إلى المصرف ولا يستطيع استرداده.
وأضاف أنّه لا يمكن أن تورد مبلغ مليون جنيه وتسحب 100 ألف فقط، الأمر الذي جعل الناس تعود إلى المعاملات الربوية وأصبح بيع المليون مقابل 800 ألف، مضيفاً: كثير من التجار لديهم معاملات خارجية وفى كل مليون يخسرون 20%.
تابع: "هنالك تجارة أمام المصارف في النقود، حيث يمتلك شباب كميات من الفئات القديمة الصغيرة ويبيعون كاش (سيولة) مقابل تحويلات التطبيقات بسعر أعلى". وأردف: "طبعاً الأمر انعكس على قيمة السلع ارتفاعاً، عدا عن شح كثير من السلع القادمة من بعض الولايات".
من جانبه، أكد التاجر محمد زين لـ"العربي الجديد" أن هنالك مشكلة أخرى متمثلة في وقف التجارة بين ولايات دارفور والولايات الشمالية بسبب العملة، لأن مليشيا الدعم السريع رفضت التعامل بالعملة الجديدة وهددت التجار بملاحقتهم، ولذلك سوف تتفاقم الأوضاع أكثر.
تداعيات شح السيولة في السودان
وأثرت مشكلة شح السيولة في المصارف على موسم الحصاد، إذ يقول المزارع مبارك النور عبد الله لـ"العربي الجديد" إن المزارعين لن يتمكنوا من حصد محاصيلهم بسبب عدم توفر السيولة علماً بأن أغلب العمالة التي تستخدم في موسم الحصاد من العمالة الأجنبية من دول الجوار مثل إثيوبيا، وبحسب قانون مصرف السودان لا يحق لهم فتح حسابات. أضاف: "الكثير من المناطق الزراعية لا يوجد بها شبكات اتصال ومصارف وهي مناطق نائية تبعد عن المدن التي بها المصارف مئات الكيلومترات". وحمّل النور فشل الحصاد للجنة العليا لاستبدال العملة.
اقتصاديون سودانيون قالوا إن استبدال العملة فاقم مشكلات السيولة لأن الكميات المطبوعة غير كافية لمقابلة سحوبات العملاء.
وقال الباحث الاقتصادي هيثم فتحي لـ"العربي الجديد" إن أزمة السيولة فاقمت مشاكل المواطنين وعرقلت حصولهم على احتياجاتهم الأساسية من السلع الاستهلاكية.
وأشار إلى أن هناك أزمة في المناطق التي تشهد صراعات بسبب صعوبة الحصول على العملات الورقية، وهذا الأمر يمكن أن يفاقم مشاكل تزوير العملة، خاصة أن غالبية الصرافات الآلية متوقفة منذ اندلاع الحرب بسبب السرقة أو التدمير الذي لحق بها.
وقال إن التحول من التعاملات الورقية إلى التعاملات الإلكترونية يحتاج إلى وقت حتى تستقر الأوضاع، كما أن استبدال العملة في هذا التوقيت فاقم أزمة السيولة وأدى إلى ارتفاع أسعار السلع، إذ تختلف الأسعار من البيع كاش أو عبر التطبيقات بنسبة تراوح بين 10 و20% وتختلف الأسعار بين تاجر وآخر وبين منطقة وأخرى.
يذكر أن مصرف السودان المركزي شرع في مباشرة أعماله بولاية الخرطوم، وفتح نافذة له في مدينة أم درمان، لمساعدة المصارف في عمليات السحب والإيداع النقدي وتغيير العملة وحماية المستهلك، لأول مرة منذ بدء الحرب في منتصف إبريل/ نيسان 2023.
العربي الجديد
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العربی الجدید
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي المصري يسحب فائض سيولة تريليونية قبل اجتماع الخميس
سحب البنك المركزي المصري اليوم فائض سيولة من 25 بنكا يعمل بالقطاع المصرفي بقيمة 1.05 تريليون جنيه، للربط في الودائع بمعدل ثابت 27.75%.
ويأتي سحب فائض السيولة لمدة أسبوع، ضمن أدوات السياسة النقدية للبنك المركزي للسيطرة على التضخم، ويتزامن مع الاجتماع المقرر أن يعقده «المركزي» الخميس المقبل، لتحديد أسعار الفائدة المتداولة بالجهاز المصرفي.
وتسجل أسعار الفائدة حالياً على الجنيه المصري نسبة 27.25% في عملية الإيداع و28.25% في الإقراض لليلة واحدة، وهي معدلات ثابتة منذ أن قرر البنك المركزي رفعها بمعدل 600 نقطة أساس خلال مارس 2024.
اجتماع في البنك المركزي لتحديد سعر الفائدةيربط الاقتصاديون في بنوك الاستثمار المساحة المتاحة أمام البنك المركزي لتخفيض الفائدة في اجتماعه الخميس المقبل بمدي التأكد من استمرار تباطؤ التضخم وأيضًا بقاء العوائد على أدوات الدين الحكومية «سندات وأذون خزانة» جذابة أمام المستثمرين الأجانب بما يسهم في تواجد فائض من العملة الأجنبية داخل السوق الرسمية ومنع تعرض الجنيه للضغوط التي مني بها خلال الأعوام 2022 و2023 وأوائل 2024.
ويرى الاقتصاديون أن البنك المركزي مستمر في تشديد السياسة النقدية حتى صدور أرقام التضخم عن الربع الحالي، لكن لا يستبعد بعضهم اتجاه «المركزي» المصري نحو تمرير تخفيض طفيف بنسبة 0.5% أو 1%
يشار إلى أن التضخم في مصر شهد تراجعاً ملحوظاً طوال الأشهر الخمسة الماضية ليصل إلى 22.6% في يناير الماضي من 23.2% في ديسمبر 2024 وفقا لحسابات البنك المركزي المصري، كما تباطأ التضخم العام الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لـ 24% في يناير الماضي.
اقرأ أيضاًبنك مصر وفوري وEBC تطلق خدمة الإيداع والسحب النقدي من المحافظ الإلكترونية
«إي فاينانس» و«فيزا» توقعان اتفاقية خطة النمو الاستثماري المشترك خلال فعاليات «Visa Connect»
بعائد 27%.. 3 شهادات بأجل سنة في البنك الأهلي وبنك مصر قبل اجتماع المركزي