أحمد إبراهيم الشريف: بعض القصص في زغرودة تليق بجنازة حقيقية.. والقاهرة لم تمنحني بعد الإذن بالكتابة عنها| حوار
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
في حوار شيق ومُلهم، يسرد الكاتب أحمد إبراهيم الشريف مسيرته الأدبية التي توجت بفوزه بجائزة ساويرس الثقافية، منذ أن انطلقت رحلته بفوز روايته الأولى “موسم الكبك” بجائزة ساويرس شباب الأدباء عام 2015، وصولًا إلى تكريمه مؤخرًا، يشاركنا الكاتب رؤيته حول أهمية هذه المحطات في ترسيخ مكانته الأدبية ونقل إبداعه إلى القراء.
في البداية متى وكيف اكتشفت شغفك بالكتابة؟
نشأت في قرية في الصعيد، وكانت الكتب والمجلات جزءًا أساسيًّا في البيت، والفضل في ذلك يرجع لإخوتي الأكبر، ولأنني طفل يميل للعزلة – نوعًا ما – انجذبت للقراءة، وصارت عالمي الذي أعيش فيه، أما الكتابة وقدرتي عليها فقد ظهرت بعد ذلك في الجامعة، ثم تطورت وسعيت للتعلم وتحسين ما أفعل.
ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك، وهل تراها وسيلة للتعبير أم للتأثير؟
الكتابة بالنسبة إليَّ هي العالم، الشيء الوحيد الذي أفعله بكامل إرادتي وشغفي، وهي تمثلني، أنا حتى الآن لا أجيد التعبير عن نفسي مثلما أفعل في الكتابة، إضافة إلى أنني أنظر إليها بوصفها دور علي القيام به، فلا توجد كتابة مجانية، بل إن كل كتابة تحمل قيمة، فالكاتب إما أنه يدعو لقيمة ما أو يدافع عن قيمة سابقة أو يهاجمها، أي أن الكتابة تعني موقفًا من العالم، فهي إذن وسيلة للتعبير ووسيلة للتأثير في الوقت نفسه.
في طريقك للنشر كيف كانت رحلتك الاولى؟ وهل وجدت صعوبة في إيصال صوتك إلى القارئ؟
أنا كاتب صبور في مسألة النشر لا أطارد الناشر إلا بالطبيعي من الأمر، وكانت روايتي الأولى "موسم الكبك" قد صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وحصلت على جائزة "ساويرس" شباب الأدباء في سنة 2015، بما ساعد في أن يتلقى الناس ما أكتب بدرجة من توقع كتابة جيدة، وبالتالي لم أجد صعوبة تذكر في وصول صوتي للقراء لأنني أراهن على ما أكتبه، وربما عملي في الصحافة ساعد على ذلك حتى دون قصد مني.
حدثنا عن مجموعتك "زغرودة تليق بجنازة"، وما القضايا أو الأفكار التي تركز عليها؟
صدرت مجموعتي القصصية زغرودة تليق بجنازة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهي عبارة عن مائة قصة قصيرة، كل قصة في نحو مائة كلمة، تتحدث عن الإنسان، عن مشاعره، أفراحه وأحزانه وقضاياه، ضحكه وبكاه، وعن الموت والحياة، وهذه القضايا عادة هي موضوعاتي المفضلة في الكتابة، فأنا مشغول بالإنسان وبوجوده.
بانجذابك نحو القصص القصيرة هل تحمل في هذه المجموعة تجارب شخصية أم أنها مستوحاة من الخيال؟
النوعان معًا، أي أنه بالفعل هناك جزء من هذه القصص ينطلق من تجربة شخصية، ليس بمعنى أنني كنت بطلها دائمًا، لكن بمعنى أنني شاهدتها أو سمعت عنها أو كانت لها مؤشرات وأنا تخيلت سياقها وأضفت إليها وفكرت في مصيرها، وبعضها وليد الخيال تماما لكنه ابن منطق الحكي.
وأقول لك إنه أحيانا يكون الواقع موضوعًا أقوى من الخيال، وبعض القصص التي رأى الناس أنها محض خيال لغرابتها كانت مستوحاة من وقائع حقيقية جرت بالفعل.
ما الرمزية التي تحملها "زغرودة تليق بجنازة" في رأيك، وكيف تفسر العنوان للقارئ؟
في رأيي أن النقاد هم من يتحدثون عن رمزيتها، فأنا عندما كتبت هذه القصص لم يكن في ذهني سوى الإشارة إلى ما يمر به الإنسان، ذلك المحصور بين الحياة والموت، أما العنوان فبالفعل توجد قصة اسمها "زغرودة تليق بجنازة" داخل المجموعة، ولم أكن أتخيل أن العنوان سوف يترك كل هذا الأثر، فمنذ صدرت المجموعة كان الناس يستوقفوني ويبدون إعجابهم بعنوان المجموعة.
هل توقعت فوزك بجائزة ساويرس؟ وكيف استقبلت هذا الإنجاز؟
لم أتوقع لكنني تمنيت، كنت أعتقد أن المجموعة تستحق جائزة، لكنني أعرف أن الجوائز "رزق"، فتمنيت أن يكتب الله لها رزقها، لأنني أعرف أن الأهمية الأولى والأساسية للجائزة أنها تلقي الضوء على العمل مرة أخرى، وتساعد على قراءته بصورة أكبر.
وقد اسقبلت الفوز بسعادة، وشكر لله سبحانه وتعالى وامتنان للكتابة وما قدمته لي، أنا أراهن طوال حياتي على أن الكتابة قادرة على منحي السعادة، ولم تخذلني يوما.
هل سبق وحصلت على جائزة ساويرس من قبل؟ وما الأعمال التي قدمتها للمسابقة؟
بالفعل حصلت على جائزة ساويرس دورة 2015 عن روايتي الأولى "موسم الكبك" وقد مثل ذلك لي دفعة قوية لأتأكد أن الطريق الذي اخترته صحيحًا، كما ساعدت على أن يتعرف الكثير من الكتاب والقراء على كتابتي.
ما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك الأدبية؟
الحمد لله حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات المهمة فبعد الحصول على جائزة ساويرس دورة 2015 حصلت أيضا على جائزة أفضل رسالة دكتوراه فى قسم اللغة العربية، بكلية البنات جامعة عين شمس للعام (2020 - 2021)، عن رسالتي المقدمة تحت عنوان "بلاغة الخطاب فى مسرح على أحمد باكثير"، وحصلت على تكريم مجمع اللغة العربية عام 2022. وها هي جائزة جديدة.
كيف تستلهم أفكارك لكتابة أعمالك؟ وما المصادر التي تغذي إبداعك؟
أعتقد أن للبيئة التي نشأت فيها دورًا كبيرًا في ذلك، فالقرى في الصعيد تمثل الحكايات جزءًا أساسيا من تركيبتها، فكل ما فيها يصلح أن يكون عملا سرديا، إضافة إلى قراءاتي وانشغالي بكيف يفكر الآخرون.
هل هناك موضوعات أو قضايا تود الكتابة عنها مستقبلاً ولم تتناولها بعد؟
طالما الإنسان قادر على الكتابة فلديه أفكار تنتظر أن يكتبها، وأنا قلت من قبل إنني أريد الكتابة عن المدينة، فأنا أعيش في القاهرة منذ أكثر من عشرين عاما، لكن حتى الآن لم تمنحني الإذن بالتعبير عنها.
كيف ترى المشهد الثقافي في مصر حاليًا؟
المشهد الثقافي بخير، يكفي أن تتأملي الكتب الصادرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب لتتأكدي من ذلك، وهناك كتاب كبار يقدمون إبداعا وأفكارا ناتجة من إيمانهم بدورهم وأهمية ما يقولونه، أما عن ظهور غير الجيد والظواهر التي نسمع عنها، فذلك أمر طبيعي جدا أن يكون موجودا، لكن الأهم أن نلتفت لما يمكث في الأرض وينفع الناس.
وهل تعتقد أن هناك اهتمامًا كافيًا بالأدب والكتّاب؟
الاهتمام بالثقافة والأدب ضرورة، فمصر قوتها - التي لا يستطيع أحد أن ينكرها - هي قوتها الناعمة، وبالطبع فإن الكتاب والمثقفين والمفكرين يجب أن يكونوا في طليعة الأمور وأن يسمح لهم بدور واضح، والمؤسسات تحاول ذلك وتقدمه لكن الأمر يحتاج الكثير والكثير.
ما نصيحتك للشباب الذين يطمحون لدخول عالم الكتابة والنشر؟
لا أحب النصح، فهو غير مجدٍ إلا لإنسان في داخله يريد أن يساعد نفسه، لذا أقول لمن يحاولون أن يساعدوا أنفسهم واختاروا عالم الكتابة والنشر، عليكم بالقراءة بشكل مستمر بحيث تكون القراءة جزءا من حياتك اليومية، حتى لو دقائق قليلة، وثانيا عليكم بالإيمان بأن ما تقدمونه هو "فن" ليس شرطا أن يعجب الجميع، لذا فتقبل الآراء المختلفة أمر مهم في تشكيل شخصياتكم.
ما جديدك الأدبي الذي تعمل عليه في الوقت الحالي؟
صدرت، مؤخرًا، روايتي الجديدة "التجريدة" عن دار منشورات الربيع، وستكون متوفرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي رواية تاريخية تدور في زمن الخديوي إسماعيل في صعيد مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة جائزة ساويرس كبار الأدباء المزيد جائزة ساویرس على جائزة حصلت على
إقرأ أيضاً:
يتأخر عن عمله نصف ساعة فهل لراتبه تأثير في الشرع الشريف
أحيانًا أحضر إلى العمل في الصباح متأخرًا نصف ساعة أو نحو ذلك ، فهل هذا يؤثر على مرتبي؟ وكيف يجعل الإنسان المرتب الذي يأخذه من عمله حلالًا مباركًا .. سؤال نشره الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية السابق عبر الفيسبوك.
قال مجدي عاشور إن الموظَّف في مختلف المؤسسات والمصالح عامة أو خاصَّة هو عَاملٌ بأجرة، ويجب عليه في مقابل ذلك الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وسائر ضوابط ولوائح العمل، لعموم قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِ} [المائدة: 1].
وأضاف : هناك ثلاث صور لتأخير الموظف عن مواعيد حضوره للعمل الصورة الأولى : أن يكونَ هناك إذن من الجهة المسؤولة في العمل عن ذلك، فهذا لا بأس به.
والصورة الثانية : أن يكونَ التأخير مدة يسيرة يُتعارف عادة على التسامح فيها، فلا شيء فيه . وهذا يرجع إلى العُرف السائد .
والصورة الثالثة : أن يتأخر الموظف وقتًا لا يتعارف بالتسامح في مثله، فهنا يجب عليه إخبار الجهة المسؤولة بذلك، وإلا فلا يستحق الأجرة عن هذه المدة لعدم احتباسه فيها على العمل.
وأكد الدكتور مجدي عاشور أن الواجب على الموظف الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف وبحسب اللوائح والتعليمات، فإن تأخر عن موعد حضوره بإذن أو مُدَّةٍ يُتَعَارَفُ على المسامحة فيها فلا إثم عليه ، أما إذا كانت المدة غير مسموح بها ولم يأخذ في ذلك إذن الجهة المسؤولة، فإن أجره عن الزمن الذي غابه ولم يعمل فيه لا يكون حلالًا، وعليه أن يَرُدَّ إليهم مِن راتبه قَدْرَ ذلك الوقت، إلا إذا تعذر إيصاله إليهم بأية وسيلة فيجوز صرفه في المصالح العامة، وننصحه بأن لا يتعمد أو يعتاد فعل ذلك بصورة متكررة اعتمادًا على أنه سيخرج مقابل هذا التأخير صدقة لأنه في هذه الحالة يُعَدُّ آثمًا شرعًا لتعمده المعصية .
اكتسب زوجي أموالًا كثيرة بطرق غير مشروعة فماذا نفعل؟ سؤال تم توجيهه إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك».
وأجاب الشيخ على فخر، أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية، قائلاً: “ننصحه بأن لا يأتى بأموال بطرق غير مشروعة لأن هذه الأموال يحرم أخذها، وإذا ما أصر على هذا تصرين كذلك على أن لا تأخذى هذة الأموال ولا تشتري بها طعامًا ولا شرابًا ولا أى شيء حتى يمتنع عن هذا الأمر، راجين من الله له الهداية والرشاد فى أن يطعم نفسه وأولاده من الحلال”.
وأشار إلى أنه حتى يكون الإنسان مستجاب الدعوة عليه أن يكون ماله حلال ويأكل من حلال.
كيفية التخلص من المال الحرام المختلط بالحلالقالت دار الإفتاء المصرية إنه ينبغى على المسلم أن يحرص على التوبة دائمًا؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله -عز وجل- أن يتفضل عليه ويدخله الجنة، والتوبة النصوح هي: التي يتحقق فيها: الاستغفار باللسان، ومجانبة خلطاء السوء، والندم بالقلب مع إضمار التائب ألَّا يعود إلى المعصية أبدًا.
وأضافت «الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال يقول صاحبه: «ما حكم وكيفية التخلص من المال الحرام؛ حيث إنَّ شخصًا قد كسب مالًا كثيرًا من الحرام ويريد التوبة منه. فهل يجوز له أن يتصدق به، وهل إذا فعل ذلك يكون له أجر عليه؟»، أن التوبة من المعصية على الفور باتفاق الفقهاء من الأمور الواجبة والمأجور صاحبها –إن شاء الله تعالى-.
وذكرت ما قاله الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" عند تفسيره لقول الله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، [النور: 31]، "بأن قوله تعالى: ﴿وَتُوبُوا﴾ أمر. ولا خلاف بين الأمة في وجوب التوبة، وأنها فرض متعين، والمعنى: وتوبوا إلى الله فإنكم لا تخلون من سهو وتقصير في أداء حقوق الله تعالى، فلا تتركوا التوبة في كل حال".
وتابعت أن الله – تعالى- تفضل على عباده ووعدهم بأنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فمتى تاب العاصي من معصيته واستغفر الله لذنبه قبل الله توبته وغفر له؛ قال تعالى: -«وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»، [الشورى: 25]، وقال - عز وجل-: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا»، [النساء: 110]، كما روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنهما- أن رسول -صلى الله عليه وآله وسلَّم- قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ».
وأكدت أن التوبة إما أن تكون بين العبد وربه فحسب فلا يجب بها حقٌّ لأحد؛ كالكذب، أو شرب مسكر، فالتوبة من مثل هذه الذنوب تكون بالندم، والعزم على عدم العودة إليها، ويقال عنها: توبة باطنة أي غير ظاهرة، وإما أن تتوقف صحة التوبة وقبولها على رد الحقوق سواء أكانت هذه الحقوق لله- تعالى-؛ كمنع الزكاة، أو لآدمي؛ كالسرقة والغصب، فالتوبة من مثل هذه الأمور يُشترط فيها رفع المظلمة ورد الحقوق بحسب إمكانه؛ فيؤدي الزكاة ويرد المسروق أو المغصوب.
واختتمت بأن السبيل الوحيد إلى التخلص من المال الحرام المكتسب من طريق غير مشروع هو التوبة منه ورده إلى صاحبه أو إلى ورثته، أما إذا لم يعلم صاحب المال ولا ورثته أو عجز عن رده، فإنه يتصدق به ويصرفه في مصالح المسلمين العامة بقصد حصول الثواب لصاحبه وسقوط الإثم عنه، فإذا فعل ذلك لم يكن الأجر له، وإنما يكون لصاحب المال الأصلي.