تعتبر حنان صبحى، ابنة قرية القصر بالوادي الجديد أول سيدة تنجح فى إنشاء معرض متحفى للتراث الواحاتى القديم والذى تم وضعه على خريطة مزارات المدينة الإسلامية العريقة، ويضم أكثر من 3000 قطعة فنية مصنوعة يدويا استغرق إنجازها أكثر من 20 عام حتى تم اكتماله، حيث بدأ عشقها للتراث كهواية لكونها غير متخصصة أكاديميا فهى خريجة معهد خدمة اجتماعية، ولكنها طورت من قدراتها وشاركت فى عدد من المعارض الهامة خارج المحافظة، وحققت شهرة لمنتجاتها وبدأت فى التوسع بالجهود الذاتية حتى نجحت فى إنشاء المعرض الكائن فى قرية القصر الإسلامية وسط أهم المعالم الأثرية بالقرية.

ويعتبر هذا المعرض أحد مظاهر إعادة تجسيد الحياة الواحاتية للحفاظ على العادات القديمة والمتأصلة، هو ظاهرة إعادة إحياء المشغولات اليدوية التى يتم انتاجها من  مخلفات النخيل  والتي قامت بتجسيدها فى عدد من الحرف اليدوية أهمها صناعة الخوص والجريد والعرجون والخرز والكريستال والارابيسك والثوب الواحاتى وغيرها من المشغولات اليدوية التى تتميز بدقتها المتناهية لكونها مصنوعة يدويا.

وكان سبب انشائها لهذا المعرض أن الحرف اليدوية صعبة، وأوشكت على الاندثار، كما أنها تحتاج لمزيد من الوقت والجهد ومنها ضرورة صناعة نول خاص بعرجون النخيل لنسجه، وانتاج حصير دقيق يشبه السجاد اليدوى، ويتم قص الأجزاء منه لادخالها فى صناعة الديكورات ومستلزمات المنازل والمكاتب بصورة احترافية غاية فى الابداع، وكذلك الخوص وما يتم إنتاجه من أدوات ومستلزمات وأيضا الخرز والكريستال والثوب الواحاتى، وهو أصعب المنتجات التى يتم انتاجها، حيث أن الثوب الواحد يستغرق صناعته شهر كامل بالنسبة للمبتدئات فى العمل وحوالى 15 يوما بالنسبة للمحترفات .

كما نجحت حنان صبحى فى إعادة إحياء صناعة الثوب الواحاتى يدويا والذى يتميز بثبات ألوانه بصورة دائمة ما بين اللونين الأسود والاحمر، بالإضافة لخطوط التطريز اليدوى والمشغولات المزركشة بحرص، وفقا لما دأبت عليه المرأة الواحاتية القديمة حيث يستغرق الثوب الواحد حوالى شهر كامل للانتهاء من العمل فى الثوب الواحد لكونه يعتمد على الشغل اليدوى فقط ويشمل عدد كبير من التعقديات فى التفصيل والتطريز .

وأوضحت أن الثوب الواحاتى يضم مجموعة كاملة من القطع التى يتم حياكتها يدويا وتشمل الجلباب والطرحة والبيشة والإيشارب وجميعها بمقاسات واحدة لكل سيدة ويتم خياطتها بالكامل يدويا بنظام الغرز السحرية، وبعدها يجرى تنفيذ الرسومات والزركشه والتطريز وفقا لنوع الثوب والمناسبة التى يتم استخدامها، ويغلب عليها اللون الاسود والاعتدال فى اختيار الألوان، بما يوافق المناسبة التى يتم ارتدائه فيها.

وأضافت أن الثوب الواحاتى كان الزى الرسمى للمرأة الواحاتية ويعتمد فى تنفيذه على تصميمات ثابتة لا يمكن تعديلها وأهمها الحشمة والوقار بحيث يخفى كافة معالم المرأة الجسدية ويظهر بصورة متناسقة وجميلة تعكس هيبة المرأة دون مبالغة فى إبراز ملامحها الجسمانية أو ظهورها بشكل مهلهل وهو ما يستوجب الدقة الشديدة فى اخذ المقاسات ومراعاة الابعاد التى يتم الحياكة على أساسها للثوب الواحاتى الذي يمتاز بالفخامة والمتانة فى نفس الوقت.
وأكدت حنان أن اللواء محافظ الوادي الجديد يحرص علي  دعم جهود وتسويق المنتجات اليدوية والتراثية وتشجيع السيدات من أهالى المحافظة ،  وأصحاب الحرف والصناعات اليدوية ودعمهم بما يساهم فى زيادة مبيعات منتجاتهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قرية القصر الوادي الجديد المزيد التى یتم

إقرأ أيضاً:

الحرف اليدوية تنتعش في أسواق رمضان وتعزز الهوية

تشهد العديد من الحرف اليدوية ازدهارًا ملحوظًا في شهر رمضان المبارك، إذ تمثل فرصة مهمة للمجتمعات المحلية لعرض مهاراتها والإسهام في إثراء أجواء الشهر الفضيل. وعلى الرغم من الانشغال الكبير بالعبادات والأعمال المنزلية، فإن الحرف اليدوية تبقى جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الرمضانية في مختلف الأحياء.

تعتبر خياطة الكمة العمانية من أبرز الحرف التقليدية التي تشهد طلبًا كبيرًا في العيد، إلا أن الطلب عليها خلال شهر رمضان قد تراجع بسبب وجود بدائل أخرى في الأسواق، مما جعل الإقبال عليها أقل من السنوات السابقة، كما تشير مريم البطاشية، إلا أن هذه الحرفة تبقى جزءًا من التقاليد العمانية التي تتزين بها الملابس في المناسبات الخاصة، مثل العيد.

من بين الحرف التي تزداد شهرة في رمضان، تأتي المشغولات اليدوية من سعف النخيل التي تُستخدم في تزيين الأجواء الرمضانية، خصوصًا في "ليلة القرنقشوه"، التي تشهد احتفالات خاصة. هذه المنتجات تساهم في إحياء التقاليد العمانية وتعزز من الهوية الثقافية في الشهر الفضيل.

أما بالنسبة لمنتجات الفضيات، فقد أفادت نادية سعيد الرواحية، صاحبة "إشراقات فضية للحرفيات"، بأن الخناجر، والعصي، والحلي النسائية الفضية تحظى بإقبال كبير خلال رمضان. ورغم أن الحرف اليدوية المصنوعة من الفضيات قد تأثرت بسبب ارتفاع أسعار الذهب، إلا أن الفضيات المطلية بالذهب تبقى من الخيارات الأكثر طلبًا، كما توجد العديد من الحرف اليدوية الأخرى مثل صناعة الفخار، والفوانيس الصغيرة التي تزين المنازل في رمضان، إضافة إلى صناعة البخور التي تعكس الطقوس العمانية الخاصة، وخاصة خلال الفترة المسائية من رمضان بعد صلاة المغرب.

وفيما يتعلق بصناعة البخور، تقول وفاء الرحبية، صاحبة "شواهد العرب": "صناعة البخور تتطلب دقة خاصة في رمضان، حيث يبدأ العمل في فترة المساء بعد صلاة التراويح للحصول على أفضل النتائج." كما يعتبر البخور جزءًا لا يتجزأ من كل منزل عماني في رمضان، حيث يتميز بعادة تقديم البخور في التجمعات العائلية بعد الإفطار. من بين الأنواع الأكثر طلبًا: العود المخمر والعود المشحم، اللذان يضفيان عبقًا خاصًا على الأجواء.

وفيما يخص الملابس، تشير زينب بنت يوسف البلوشية إلى أن الطلب على الجلابيات وملابس القرنقشوه للأطفال يزداد بشكل ملحوظ خلال رمضان، وتعمل زينب على حياكة الملابس يدويًا باستخدام تقنيات الكروشيه والبيلاور، مما يضفي جمالًا وأناقة على الملابس التي يرتديها الكبار والصغار في الجلسات العائلية.

من خلال هذه الحرف اليدوية، يُستحضر التراث العماني ويُعزز ارتباط الأفراد بالهوية الثقافية، كما تساهم هذه الأنشطة في الحفاظ على الحرف التقليدية وتمثل مصدر رزق للعديد من العائلات، وخلال شهر رمضان، يزداد الطلب على بعض الحِرف التقليدية، حيث يضفي الجو الروحاني للشهر طابعًا خاصًا يعزز الإقبال عليها، سواء للاقتناء الشخصي أو كهدايا رمضانية تعبّر عن التراث والهوية الثقافية.

مقالات مشابهة

  • وكيل تعليم الوادي الجديد: دعم كامل لطلاب مدارس المناطق النائية وتحسين مهاراتهم
  • هل تنجح إسرائيل في تهجير سكان غزة بعد إنشاء مديرية خاصة؟
  • «الوثبة للتمور» يتوج الفائزين في دورته الثانية
  • الأسطى حمودة: الجيل الحالي لا يرغب في تعلم صناعة الكليم أو الحرف اليدوية
  • أضرار الفسيخ والرنجة في عيد الفطر
  • محافظ الوادي الجديد: تدعيم شبكات الكهرباء بعدد من مراكز المحافظة
  • أخبار الوادي الجديد: استقرار أسعار اللحوم والخضراوات والفاكهة بأسواق الوادي الجديد.. واستمرار الرقابة الميدانية
  • اخبار الوادي الجديد| طرح أعمال إنشاء وصيانة 15 مدرسة.. ونجاح موسم حصاد الكمون على مساحة 6615 فدانا
  • بينها أول واحدة STEM.. محافظ الوادي الجديد: طرح أعمال إنشاء وصيانة 15 مدرسة
  • الحرف اليدوية تنتعش في أسواق رمضان وتعزز الهوية