ولى الشتاء و انا اهئ زينتي.. مشرق الجبهة مخضوب الجناح...قائداً لمواكب الهجرة سفراء للطبيعة و "لا في ايدنا جواز سفر" ..أملين بدء موسم الهجرة الازلى من الشمال ..تحت الغمام و الوان السحاب.. مسافرين .في الرياح .."بشبق الجروف البكر للأمطار حين تصلّ في القيعان رقرقة السراب"..عائدين الى ارض النيل " لا تسال عن التعب.

. الشوق بين ضلوعي ليس باللعب.. لي في الديار ديار كلما طرفت عيني... يرف ضياها في دجى هدبي...الناس اروع ما فيهم بساطتهم لكن معدنهم اغلى من الذهب."
قال نقيب السرب مؤكداً: " و ما حب الديار شغفن قلبي و لكن حب من سكن الديارا".
ياتي موكب الهجرة محملاً باشواق دفيقة ...للوطن لترابه لشطئانه للدور الوريقة..."ملء قلبي الشوق و ملء كياني هذه (رحلتي) فقف يا زماني"...ردد السرب.
غرد القائد: لكني ارقت من طول هم بات يعروني و هاجس يعصف بي ان مواكب الهجرة لهذا العام ستكون عسيرة مليئة بالتوجس و الحذر و ربما تغير المسار... كما اخبر "طائر الشؤم" .
وصل السرب الحدود المائية و الانهار تجري من تحتى مرهفاً السمع للنيل... سليل الفراديس ينشد في حسرة :"سقيت الناس من قلبي حصاد العمر
ذوب عروقي الولهى
بأكوابٍ من النور... أقبل كل من ألقى على (الفلوات)
من فرحى وألثم أعين الدور"
هنا حلفا البداية..مسها الضر ..هاجر اهلها ذات رحيل و "خلو ا الريح تنوح فوق النخل"..و اذا بها تستقبل من مواكب الهجرة القسرية...جيلاً بعد جيل ...هزه شوق الى سكن فبكى للاهل و السكن..عند المعابر يفترش العشب ليلا..ملتحفاً السماء ..ذاهلا فيما سياتي ناعياً ما قد مضى...اين اتفاقيات الحروب و ضمير الانسانية...ام على المعاهدات اقفالها..و على المنابر ...متامرون لا خير في كثير من نجواهم ...و شركاء؟
ردد السرب: انما الناس سطور كتبت لكن بماء.
اعبروا ... من الشلال الى نبتة ..الى عبري "احن اليك يا عبري حنيناً ماج في صدري"...الى مروي ..بين رمال و وهاد بمحاذاة البطانة "سيظل الشعر يركض فوق ساحتها فيطويها و يسكب روحه فيها و يحلب قلبه المطعون فوق دروبها العطشي فيرويها".لا تلقى عصا الترحال سلام الى نهر عطبرة ...و ماؤه مقطر... بعض يلزم الضفة و بعض يتبعثر ..و على "ستيت" نور يتكسر...و على "القربة" سكر...وعلى "غابة الفيل" ليل يتعثر و على "القاش" لغز لا يفسر..
..في السرعة زيد..الى "الدندر"..و عند الدوحة الغناء افياء من السحر.. و كم اطيارها غنت تراتيلاً مع الفجر..سلام انتي الحاني...
الى الروضة الغناء و المعبد القدسي في حنتوب لنردد الشكوى لما لاقيت من وجد فانا عابر في بعض يومي و غدي ..لا أقوى على حمل الهوى وحدي...حتى مدني و الضريح و الكسمبر و الهلالية...لي فيها ذكرى و سلوى فاحبابي بها سكنوا وقد جاءوا على قدر ...الى بركات..."حيث يضوع بنفسج الرؤيا و تخضر النجيمات".. قول سلام..و نعيد سلام.
الى الخرطوم في جنح الدجى.. تلقى قيها النيل بلمع في الظلام ..زي سيف مجوهر في النجوم من غير نظام".. و لان السلام امان ..ايها السرب ...(قبل ما تشرب تمر على بيت كبير)...في سوحه ...في النوافذ و الابواب ...كانت البشريات ...و الذكريات... و مراغم كثيرة وسعة. و من خلف الاسوار اشجار البان و على الافنان مجموعات الهدهد ذات التيجان الذهبية دعوها تاج العز فخر العز.. مجد العز... عز العز ...و البلابل على شجر الاراك حرقت الحشاشة في هواك ..و "ذات الضفاير التايهة بين مجلس عشيرة بين أهل " و كل فتاة تحمل الشوق و الصبا و الخيالات موكبا ...تسال عن السدر المخضوض و الطلح المنضود..و اشجار النيم تحي الحي ما حيت جمال "لجانه" الشمس و لا قامت لهم في مسجد صلواتها الخمس.
اتي الهدهد بنبأ عظيم يوم فزعت الخرطوم..فساء صباح المنذرين.. و صاحب الدار اسرع الى المساكن ساعة السحر ولشرفتين راح يناى عنهما القمر."حيران يكفكف دمعته... حزنان .يغالب لوعته" ...و يتمنى النجاة لاسرته...لكنه لم يشأ ان يهزم الامل..معزياً طيور الحي في المدينة و الحمامات الحزينة لفراقهم ..متسائلاً: "ليه يا عصافير ليه الاسف مين علمك عن الوداع.. و عارف دا ما اول سفر لبلاد بعيدة بدون متاع...زي ما بتخافي من الرياح بنخاف كمان نحن الضياع".. لكن مدخل الدار صاح متستجديا: تمهل في وداعي ...يا حبيب الدرار هب لي بضع لحظات سراع"...ليلتها بكت الديار و ايقنت ان "الناس سعيدهم في الحياة لا ضاق فراق لا جربوا"..و باتت القماري ليلتها ساهرة..و دموع عينيها ظاهرة..و ضياء عينيها اعشى.
ايها السرب تعزى:
لا تاسى لمن فاتوا فبعض مساكن تبقى و بعض مساكن تناى فتدنيها المسافات"
ماذا نحن واجدون بشارع النيل: تنزل هناك و تحي يا طير باحترام..و تقول سلام.. يا خرطوم .."اين عشاقك سمار الليالي .اين من واديك يا مهد الجمال... اين المتحف اين الهرمان...اين ماء النيل اين الضفتان"...بلد اللاءات الثلاث...بامر الثورة..و شهداء الاعتصام..المظالم ...المعالم.."كبري الحديد" و هل عنه نحيد...و "جمهورية اعلى النفق" و القمر اذا اتسق في ليالي الاعتصام ...و شارع الجامعه و لجان المقاومه ..شباب يحمل الفكرة و الوعي معا: و كلهم "علق بحق المجد من طلابه ...حتى يكون المجد و هو مصوح في الارض منقلب على أعقابه ..صوراً موثقة العرى في ناشئ حدث مصورة على أعصابه ...و المجد اجدر بالشباب و انما (للعسكر) موجدة على أصحابه".
يا خرطوم. لقد.اذرى بك الدهر بعدنا..فقالت معاذ الله..بل الحرب ..لا الدهر.و منذ ذاك اليوم "تراجع الحب... و في قلوب الدنيا استوطنت الحرب": سرقت الثورة وصرت ابكى "لاجل من تشردوا لاجل أطفال بلا منازل لاجل من دافع و استشهد في المداخل و استشهد السلام في وطن السلام و سقط العدل على المداخل.".. ثم ضاع (الامن) منى و انظوت في القلب حسرة.
نادي قائد السرب: الانتباه..الاتجاه...الى ام درمان مع الموجة الصباحية ...و اذا بالجروف عطشانه فوق احزانها متكية. ..فسال: نبآني ان كنتما تعلمان ما دهى ام درمان ايها الفرقدان؟ اجابت ام درمان: لا تسلني بل" سل النيلين عني" تحسر السرب و قال: انفصمت كل العرى وانفرطت ملايين العقود: "انا في الرياح مسافر يلقى على الابواب جارحة الردود". غامت الرؤية و علينا تقصى الدروب بلا حاد او دليل الا من سفر الخليل..لم يزل يرتاد المشارق... . الى فتيح للخور للمزالق. اسألوا عن مكتبة الاذاعة اجاب السرب: سالنا عنها قبل ساعة "قيل سارت مع السديم و ضيعت مفتاحها و بابها ...و عطرها القديم" .تابع الى الضريح الفاح طيبه عابق ....السلام يا المهدي الامام..عجل و في السرعة زيد الى الضريح.. في ام مرحي.. فوق جبلنا كل الغشاه تهنى..لكن القذائف و الرماح..مشرعة. قالت مواكب الطيور: " لن يقفل (فضاء) مدينتنا فانا ذاهبة لاصلي سادق على الابواب و سافتحها الابواب و ستغسلي يا امواه النيلين وجهي بمياه قدسية وستمحو يا ماء النيلين اثار القدم الهمجية".
ردد السرب:" النيلان وجهانِ من صفوةِ الأعراقِ قد ومضــــــــا..على أُهليهما من صفوة البشر"
اين الجبل ...اين الضريح.. اين السواح و حارس المسيد ..اعلى الدرجات ..."سقى السايحين.. ..ادوا السلسلة يربط و يحل في الليل كم صلى و الناس نايمين"...ويردد السرب: لعله نزح مع النازحين قبل ان يهجم المغول على "عهد جيرون":
و " كيف يقبل اسباب الهوان و له اباء صدق من الغر الميامين ...النازلين على حكم العلا ابداً من زينوا الدهر منهم اي تزيين".قال النقيب مؤمناً: .بيخوضوا الرماح لو كان تزيد او تقل ..و يقابلوا المدافع بالثبات و العقل...وافق الجمع مغردين: التختاروا لي دون شك جميل..
الاختيار الى بحري.. و الحان الهزار الطلق فوق خمائل النهر..
يا مرج الشط: "أين زمان تلقانا..بساح الجمر نحرق في سبيلك سوسنات العمر..نضرع، ثم تأبانا
اجابت بحري:
" اسال طيور الروابي تجبك باني بثثتها كل ما بي فصاغت (الفقد) لحناً ووقعته ببابي".
ردد السرب: كم زلت قدم.. و صار دابهم النكوص على العهود و المواعيد الوهم.."ما اصله حال الدنيا تسرق منية في لحظة عشم".
قال قائد السرب. غنوا علي بحري اغاني الحسرة والاسف الطوييييييل.
غرد السرب بصوت جماعي: لا بد من الغابة فقد طال السفر ...انها ماوانا و سدرة منتهانا: في المقرن ..هل من معالم..اين القصور...اجاب النقيب: قصرت عن حماية نفسها ..و فرطت في سيادتها. اجاب الدليل: هذا هو القصر. صاح قائد السرب منزعجاً:
صه يا كنار ..ودع المزاح لذي الطلاقة و الدد...هذه اطلال تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد..اجاب الكنار محتجاً: بل الاحداثيات صحيحة بحسب الخليل: "عند القيف هناك تحته الدابي كور"..و على "العلم" السلام.
ردد السرب: انه القصر..انه القصر لا تسال و لا تعتب علينا..
اذن ضاع الطريق... و ضاعت الغابة و اصبحت "اثراً كومض شرارة تعبى على خشب الحريق".
قال الجميع بصوت باك واهات: "انا المحروم من دنياك لما غامت الرؤيا و لفتني المتاهات".
و بعد ان كتم القائد اشواق الحنين داير الدموع اتقلوا..تاكد ان حرمانه سيطول و رجع صابراً و ..خلى الدموع يرتاحوا...منه و ينزلوا.
هتفت الطيور: ايها الجنرال " هل اتخذت (الغابة) مثلي منزلا دون القصور و تتبعت السواقي و تسلقت الصخور..هل تحممت بعطر و تنشفت بنور ...و شربت الفجر خمراً في كؤوس من اثير".
تقاتلان على عدم..لا ارضا قطعتم و لا ظهراً ابقيتم..لم تراعوا إلاً و لا ذمة ..لا في الطير و لا في البشر..."و ما من دابة في الارض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم" منا من ياتي بلادكم حاجاً عبر الحجاز...حافي حالق..و منا من هو داجن في ربوع بلادكم..غير الهه ما ام رازق.منا من يمشي على قدمين..و منا من يطير بجناحين ...و منا من ياتيكم كالبطريق البحري على بحور الشعر و دواويين سند...و الذي رفع السماء بدون عمد ...ان عدالة الارض مذ خلقت مزيفة ..".ستنتهي الحرب و تبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد..و تلك الفتاة تنتظر زوجها ..و اؤلئك الاطفال ينتظرون والدهم البطل.(و تبقى الكنداكة تهتف فليحيا الوطن).لا نعلم من باع الوطن لكن راينا من دفع الثمن.
قال قائد السرب: الغضب الساطع آت...بجياد الرهبة آت...و سيهزم وجه القوة.
ردد السرب: سيهزم وجه القوة..للخرطوم سلام آت..
اختتم السرب التغريدة:
كانت الغابة مسرانا فضاعت من يدينا.. ثم ضاع (الشوق) منا و انطوت في القلب حسرة.

ايمان بلدو

 

eiman_hamza@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: منا من

إقرأ أيضاً:

“لقاء الأربعاء”

 

 

‏كان سماحة الشهيد القائد- سلام الله ورضوانه عليه – واضحًا، وصادقًا منذ البدء، فقد كان يعرف ماهيّة عدوّه بالضبط، ولا يخاتل بهذا الشأن قيد أنملة.
ولأنه كان واضحًا، ولا يملك ما يخفيه، فقد وجّه أصحابه منذ البدء بتفريغ محاضراته إلى أوراقٍ مكتوبة، عُرفت بـ “الملازم”، وأن تكتب على وجهٍ واحد من الورقة، ليكتب كلّ مختلفٍ اعتراضاته، وفي مكانها بالضبط!
ولأنه قام بتحديد أعدائه في شعارٍ جامع، فلم يكن من حيث الأصل يعادي من أبناء الأمة أحداً، بقدر ما كان يناصحهم، ويشفق عليهم، ويعتبر من يعادون المشروع من أبنائها محض أدواتٍ لدى العدو الحقيقي، عن خوفٍ أو عن مصلحة، أو حتى عن جهلٍ وانخداع، وضحايا للحرب الناعمة والاستهداف الثقافي الممنهج.
ومنذ البدء فقد كان أعداؤه الحقيقيون يعرفونه، ويستشعرون في شعاره كلّ الخطر، ومذ كان تلامذته يعدّون بالأصابع، فقد كانت أمريكا تحشد عليه كلّ الدولة، بكل طغيانها وجلاوزتها ودعاياتها المكذوبة السوداء، وبكل جيشها في خاتمة المطاف.
وتستغرب الآن بالفعل، كما كان يستغرب في حينه كل الناس: ما الذي أزعج السلطة في شعارٍ يتفق معه كافة اليمنيين، ويعبر بالفعل- وبالضبط- عن دينهم وأخلاقهم وقوميتهم وإرثهم الثقافيّ المتجذر؟!
على أن سماحة الشهيد القائد كان، منذ البدء أيضًا، يعلم بالتحديد ماهيّة المنزعج، وأن السلطة محض أداةٍ وجلّادٍ مأمور!
لهذا فقد وجه أصحابه المعتقلين بالانقسام إلى فريقين، فريقٌ يسأل: من قام باعتقالكم؟ وفريقٌ يجيب: أمريكا!
من قام بتعذيبكم؟ فيما تبقى الإجابة ذاتها!
..
منذ البدء كان جامع صنعاء الكبير يعجّ بأهل الإيمان، ويعجّ أيضًا إلى جوارهم بالمُخبرين! وتذهب إلى غياهب السجن، تذهب وذنبك الوحيد “تكبيرة”! أحيانًا لأنّ “التهمة” ثبتت! وأحيانًا كانوا يلتقطونك لمجرد الاشتباه، لأنك “أوشكت” فيما يبدو! أو لأن مظهرك يوحي- بالفعل- أنك قد قلتها في سِرّك!
لقد كان ذنب “المكبرين” أنهم قالوا: ربنا الله! فيما كان حكامنا يعبدون السفير الأمريكي، إلى حدٍّ يوشك معه المجاز أن يصبح حقيقة!
..
و‏منذ أول لحظة، كان الشعار يستفزّ السفير الأمريكي، وعلى نحوٍ مباشر، وكان الصراع منذ البدء بين مشروعين متنافرين، لا يلتقيان.
وفي رسالةٍ إلى سماحة الشهيد القائد، من والده، – سلام الله عليهما – قال سماحة السيد بدر الدين الحوثي لابنه أن يأخذ حذره، لأنه لا يوجد في عصره من يفهم العدو أكثر منه.
وفيما يبدو، فقد كان العدو- أيضًا- يعرف عن سماحة الشهيد القائد، وعن مشروعه، ما يكفي لأن يتحشد بكله عليه! ويفهم تمامًا أن في مشروعه كل الخطر، وأنّ الصراع بين المشروعين محتّم؛ حتمية الصراع بين ذرية آدم وأتباع الشيطان.
لهذا فقد أشرفت أمريكا على كل الحروب ضد المسيرة، وضد أهلها، هو ضد الشهيد القائد، وضد مشروعه؛ من الأولى وحتى الحرب السادسة، ومنها حتى ثورة ٢١ سبتمبر، ومنها إلى العدوان علينا، إلى أيام الطوفان، إلى الآن وإلى ما شاء الله!
لقد كان عدو المسيرة معروفًا منذ البدء، بلا مخاتلة، وكان عدوها على طول الخط، فيما تغلغل في القلوب شعارها، وعلى نحوٍ مدهشٍ فقد انقشعت كل الدعايات الكاذبة المضادة، وانتصر الشعار.
وانتصرت بحجتها ملازمه! وكلّ ما في الأمر أن سماحة الشهيد القائد لم يقرأ الدنيا بعينٍ واحدة؛ لقد فهمها، ومنذ البدء، أن الأمر يحتاج لعينين لكي تقرأ: “عينٌ على القرآن، وعينٌ على الأحداث!”، وعن الفرق بين المشروعين فإن مشروع الدجال أعور، فيما خاب من أغمض عن حقائقها إحدى عينيه!
ومنذ الحرب الأولى ذهب أجنادٌ كثيرون لقتال المسيرة، بعضهم عن عقيدة، ليصبحوا فيما بعد من أخلص مخلصيها، وأعزّ شهدائها فينا، وأقربهم فينا إلى القلوب!
وفي الحرب الثانية يتواجه بطلان، على طرفي النقيض، مع المسيرة أحمد العزي، وضدّها حسن الملصي!
كلٌّ فيهما يهمّ بقتل صاحبه، كلٌّ في مترسٍ مختلف! ويشاء الله أن تمرّ اللحظة عليهما بسلام، ويجمعهما فيما بعد مترسٌ واحد؛ ويذهبا إلى الله رفيقين من رفاق الخلود! لا كأعداءٍ وإنّما كأخوين، كلٌّ تجمعه إلى جوار أخيه كتفٌ وبندقيةٌ؛ مسيرةٌ واحدةٌ وشعار!
..
و‏منذ البدء، وفي كل الحروب ضد المسيرة القرآنية، فقد كان السؤال الأكثر حضورًا في أذهان الناس هو: بأيّ ذنبٍ حوربوا؟!
فيما كان الآخر يفتقر إلى الحجة، ولهذا فقد كان يحتاج دائمًا لحشو الإعلام بالأكاذيب، ولأن حبالها “قصيرةٌ” فإنها دائمًا لا تلبث أن تتهتك!
وأمّا عن الصرخة فقد وصلت إلى كلّ قلب، وارتجّ بها من ساحاتنا كلّ ميدان!
والصرخة التي كان محظورًا عليك إطلاقها في باحات الجامع الكبير،قبل عقدين! سمعناها بعد عقدين من قلب غزة، في يومٍ مشهود، وفي ذروة نصر الإسلام على يهود! “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله. يبقى لنا حديث.

مقالات مشابهة

  • “رهينة إسرائيلية” تتحدث عن صدمتها عندما كانت تشاهد نتنياهو يتجاهل الرهائن في غزة
  • بين الوحدة والانقسام: موقف بعض قيادات “تقدم” من حكومة سلام ووحدة مقرها الخرطوم
  • “على بلاطة”
  • فاينانشيال تايمز: تخوفات من تصاعد خطر أنفلونزا الطيور.. طفرات مقلقة وإصابات نادرة
  • عيشوا لحظات الحب من جديد في “ذي رستورانت” العنوان دبي مول
  • “لقاء الأربعاء”
  • جامعة دمياط تطلق مهرجان الطيور المهاجرة لتنشيط السياحة البيئية
  • انطلاق مهرجان الطيور المهاجرة في جامعة دمياط
  • علماء الفلك يكشفون أسرار موجات فضائية غامضة تشبه تغريد الطيور
  • بريطانيا.. رصد إصابة بشرية "نادرة" بإنفلونزا الطيور