حالة من التوتر تسود بين الكثير من الناس منذ بداية يناير الجاري حيث تشهد مدينة لوس أنجلوس حرائق غابات واسعة النطاق وصفت بالأعنف في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حيث ادت إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي والممتلكات. 

إعادة إعمار لوس أنجلوس تزيد على 500 مليار دولار 

في هذا الصدد قال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي إن فاتورة اعادة مادمرته الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية وعلي رأسها لوس أنجلوس بما يزيد على 500 مليار دولار .

وأضاف أبوبكر الديب خلال تصريحات لــ"صدى البلد " ان حرائق الغابات تهدد استقرار سوق العقارات السكنية في كاليفورنيا البالغة 10 تريليونات دولار وتعرض الكثير من شركات التأمين للافلاس وتراجعت أسهمها  بشكل كبير لعدم قدرتها علي تعويض أصحاب آلاف المباني المدمرة بعد زيادة الحرائق في جنوب كاليفورنيا بشكل كبير مدفوعة بمحيطات أكثر دفئا وجفاف مكثف ورياح قوية متوقعا هبوب رياح "سانتا آنا" القوية خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشار الي أن الحرائق دمرت أكثر من 12 ألف مبنى حتي الان وهي تقدر بملايين الدولارات وفي تقدير أولي من شركة "أكيو ويذر"  بلغت الأضرار والخسائر الاقتصادية حتى الآن بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار.. لكن إعادة الاعمار ستتطلب الكثير وسط فشل منظومة مُكافحة الحرائق الأمريكية في التعامل مع حرائق مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا. 

وتوقع ابوبكر الديب ان تغير الحرائق وجهة نظر وسياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لقضايا المناخ وتهديدات التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.

أعنف الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة

وتستعد مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية، لمواجهة رياح عاتية، تزيد من صعوبة السيطرة على حرائق الغابات التي التهمت أحياء كاملة.

وأسفرت الحرائق، عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا، وتدمير مناطق واسعة.

ووفقا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، ستعاود رياح "سانتا آنا" الجافة نشاطها، حيث ستتراوح سرعتها بين 80 و112 كيلومترا في الساعة، مع استمرار تأثيرها حتى الأربعاء. 

وأصدرت الهيئة تحذيرا باللون الأحمر من خطر شديد، وهو أعلى مستوى إنذار للحرائق.

وفي ظل الخطر المتزايد، نشرت السلطات أكثر من 8500 رجل إطفاء لمكافحة الحرائق المستعرة، بما في ذلك حريقا "باليساديس" و"إيتون"، اللذان يعتبران الأكبر على أطراف المدينة.

ومنذ اندلاع الحرائق الثلاثاء الماضي، تسببت النيران في تدمير أكثر من 12 ألف مبنى أو تعرضها لأضرار جسيمة.

بينما يعمل آلاف من رجال الإطفاء في الولايات المتحدة على احتواء نيران أتت على أجزاء كاملة من لوس أنجلوس، ثاني كبرى المدن الأمريكية. 

وتداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل العربية صورة قيل إنها تُظهر مركزاً إسلاميًا لتدريس القرآن نجا من الحرائق دون ما حوله من مبان.

وخلّفت الحرائق مشهدا أشبه بالكوارث الطبيعية الكبرى، حيث دُمّرت أحياء بأكملها.

ووصف جافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، الحرائق بأنها واحدة من أعنف الكوارث في تاريخ الولايات المتحدة.

وقدرت شركة "أكيو ويذر" الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرائق، بين 135 و150 مليار دولار.

كما تم رفع دعوى قضائية ضد شركة Southern California Edison، وهي شركة المرافق الكهربائية في لوس أنجلوس، بسبب دورها المزعوم في إشعال أحد الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس والتي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا وتشريد عشرات الآلاف.

وادعى جيريمي جورسي، الذي دُمر منزله في حي ألتادينا في حريق إيتون، في دعوى قضائية رفعها في محكمة مقاطعة لوس أنجلوس العليا يوم الاثنين أن شركة SCE كانت مسؤولة عن بدء الحريق - وهو ادعاء نفته شركة SCE مرارًا وتكرارًا. 

كما قال المسؤولون المحليون يوم الاثنين إنهم لم يحددوا سبب الحرائق بعد، على الرغم من أنهم يحققون في برج نقل كهربائي في إيتون كانيون كموقع محتمل لحريق إيتون، وفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز .

وقالت شركة الكهرباء في بيان يوم الأحد إن مراجعة الدوائر وخطوط النقل في منطقة إيتون كانيون أظهرت أن معداتها الكهربائية من غير المرجح أن تكون سبب الحريق.

وقالت الشركة إن "هذا التحليل لا يظهر أي انقطاعات أو شذوذ تشغيلي/كهربائي في الـ12 ساعة التي سبقت وقت بدء الحريق المبلغ عنه حتى أكثر من ساعة بعد وقت بدء الحريق المبلغ عنه".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لوس أنجلوس الولايات المتحدة الأمريكية الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية المزيد فی تاریخ الولایات المتحدة ملیار دولار لوس أنجلوس أکثر من

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة، إعادة التفكير في سياستهم الدفاعية، قائلة إن قيام الرئيس دونالد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى شريك غير موثوق به دفع إلى إعادة نظر جذرية في سياسات الدفاع بين أعضاء حلف الناتو، ورغم أن تداعيات ذلك على حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تحظ باهتمام يُذكر، إلا أنها لا تقل عمقا. إذ يشكل صعود الصين تحديا واسع النطاق للديمقراطيات في المنطقة التي اعتمدت طويلا على القوة الأمريكية للحفاظ على أمنها.

وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الأحد أن هذا الأمر يشكل تحديا قويا بشكل خاص بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية. فلطالما كان التحالف مع الولايات المتحدة الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن الماضي. ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في اليابان، في حين ويتمركز ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية.

وأضافت الصحيفة أنه ظاهريا، تبدو علاقاتهما مع الولايات المتحدة متينة. فبعد اجتماع ودي مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن "عصرٍ ذهبي جديد" في العلاقات الثنائية. ويأمل صقور إدارة ترامب المتشددون تجاه الصين أن يقدر ترامب حلفائه الآسيويين مع تحول واشنطن نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنه تمت طمأنة البعض في طوكيو من خلال تحذير ترامب وإيشيبا المشترك من أي محاولة صينية لاستخدام "القوة أو الإكراه" لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي، وتأكيدهما أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن هناك سببا وجيها للتشكك في التزام ترامب تجاه تايوان. فالرئيس الأمريكي لا يبدي أي استعداد للتضحية بالدماء أو المال الأمريكي من أجل جزيرة يتهمها بـ"سرقة" صناعة أشباه الموصلات الأمريكية. لكن استيلاء الصين على تايوان سينهي "السلام الأمريكي" في آسيا، ويسمح لبكين بالهيمنة على ممرات الشحن الحيوية لاقتصادي اليابان وكوريا الجنوبية.

ومضت الصحيفة تقول إن تجنب الوقوع تحت سيطرة الصين سيتطلب إنفاقا أكبر على الدفاع. فقد زادت اليابان ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، لكن من المستهدف أن تصل إلى 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. ورغم تهديد كوريا الشمالية النووية، لا تنفق كوريا الجنوبية سوى حوالي 2.8%.

ورأت الصحيفة أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من أموالهما - وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة - ينبغي على كليهما التعاون بشكل أوثق مع الديمقراطيات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. ويعد اتفاق اليابان مع المملكة المتحدة وإيطاليا على تطوير مقاتلة جديدة بشكل مشترك خطوة جيدة في هذا الشأن. كما أن إقامة تحالفات جديدة بين حلفاء المنطقة الطبيعيين من شأنه أن يسهم في تحقيق ذلك. وقد تحدث إيشيبا عن إنشاء "حلف ناتو آسيوي". ولكن ينبغي أن يتم منح الأولوية لتوثيق العلاقات بين طوكيو وول، الجارتين المتوترتين اللتين اضطر رؤساء الولايات المتحدة السابقون إلى إقناعهما بالعمل معا في القضايا الأمنية.

ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الثقة بالمظلة النووية الأمريكية من شأنه أن يدفع بعض الحلفاء حتما إلى التفكير في إنشاء قوات ردع خاصة بهم، وهو خيار يناقش على نطاق واسع في كوريا الجنوبية. أما اليابان -التي لا تزال تعاني من آثار القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي- فهي أكثر تحفظا.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان السياسيون في طوكيو وسول مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الجسيمة، مشيرة إلى أن الاستياء الكوري الجنوبي من الحكم الاستعماري الياباني السابق من شأنه أن يعقد بناء تحالف ثنائي. وقد أثار فشل محاولة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية شكوكا حول تقارب سول الأخير مع طوكيو. ورغم أنه لا يبدو أن أيا من البلدين مستعد لإعادة النظر في استراتيجيته الأمنية برمتها، إلا أن هذا الأمر تحديدا هو ما يجب عليهما البدء به.

مقالات مشابهة

  • «الصحة العالمية» تحث الولايات المتحدة على إعادة النظر في خفض التمويل
  • جامعة الجزيرة.. تحديد تكلفة إعادة الإعمار في ثلاث سنوات
  • موجة نزوح من صناديق استثمار «بيتكوين» الأمريكية.. سحب أكثر من 5.5 مليار دولار
  • توجه إسرائيلي لربط إعادة الإعمار في غزة ولبنان وسوريا بمخططات أمنية وسياسية
  • مجلس إدارة البنك الإسلامي للتنمية يُقرّ أكثر من 1.4 مليار دولار لدعم أهداف التنمية في 8 دول أعضاء
  • مصرع 37 شخصا جراء العواصف الشديدة في ولاية أوكلاهوما الأمريكية
  • فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية
  • عميد الأصابعة: لا يوجد ما يشير إلى حدوث حرائق جديدة لغرض التعويضات
  • حرائق الأصابعة.. 85 حالة اختناق وتضرر 168 منزل وتوجيه دعوة للأهالي!
  • حملة لرفض بيع ثالث أكبر بنك حكومي مصري للإمارات.. وخبراء يقدمون البديل