استبق دونالد ترامب ثاني تتويج له يوم الاثنين المقبل، بإطلاق بضع قنابل سياسية كان لضجيج الزوابع التي أثارت صدى عالمياً. معروف أن تصريحات السياسيين تثير ردود فعل متباينة، لكن تأثير معظمها يتوارى سريعاً خلف سحب التطورات المتوالية.
في المقابل، واضح أن تأثير أي تصريح يصدر عن ترامب يتجاوز في العادة حدود أمريكا، والدول الحليفة لها في أوروبا، ليشمل القارات الخمس، ثم إن التفاعل مع آراء الرجل المثير للجدل، سلبياً أو إيجابياً، يستمر بضعة أسابيع، وربما لأشهر، أو أكثر.
في تحليلها لتصريحات ترامب، أجادت سارة سميث، محررة تلفزيون «بي بي سي» للشؤون الأمريكية، بقولها إن الرئيس الأمريكي يريد إعادة تشكيل العالم «RESHAPING THE WORLD» على نحو يتوافق مع مبدأ «أمريكا أولاً».
إلى ذلك، لعل من الجائز القول إن عالم الرئيس ترامب سوف يتشكّل كأنه كوكب خاص به، ليس بصفته شخصاً، وإنما بوصفه سياسياً ولج عالم السياسة، آتياً إليه من عوالم المال، وأبراج «البيزنس»، ودهاليز إبرام عقود غامض الصفقات، فما الذي يحول، إذَنْ، بينه وبين وضع أسس جديدة لمبادئ علاقات أمريكا مع العالم كما يراها هو، بمعنى أنها ستشكل مضمون «TRUMP’S DOCTRINE»، ومن ثم تركته السياسية التي تبقى لعقود طويلة مِن بعده؟
واقعياً، وكذلك موضوعياً، ليس ثمة ما يجب أن يحول دون ذلك. على أرض الواقع، يدرك كل متابع للعلاقات الدولية أن سيد البيت الأبيض، جمهورياً كان أو ديمقراطياً، يمتلك من إمكانات التحكم ما يتيح فرض الموقف الأمريكي على معظم دول العالم. أما موضوعياً، فتبدو الفرص أفضل فيما يخص وضع الرئيس دونالد ترامب، لجهة إمكانية النجاح في إعادة تشكيل ملامح العالم، وفق أسس علاقات واشنطن الجديدة مع غيرها من العواصم. يكفي تدقيق النظر في إمكانات، إلى جانب مؤهلات، وأيضاً خِبرات ومواقف أشخاص الفريق الذي سيعمل ضمن إدارة ترامب، لاستخلاص احتمال أن العالم مقبل فعلاً على دخول حقبة تختلف تماماً عن سابقاتها من حِقب التعامل الأمريكي على الصعيد الدولي.
بالطبع، هذا لا يعني بالضرورة أن الرئيس ترامب سوف يستخدم قوة أمريكا العسكرية بشأن تغيير خرائط العالم. إنما يستطيع ترامب إملاء شروط اقتصادية على أطراف عدة ليس بوسعها أن ترفضها، وإذا رضخت لها فسوف يتحقّق له العالم الذي يتطلع إليه.
عَبّرَ عن هذا الواقع، بشكل دقيق، جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا المستقيل، الأسبوع الماضي، حين قال إن «كلام ترامب عن ضم كندا يهدف إلى صرف الأنظار عن الرسوم الجمركية التي يخطط لفرضها»، وفق تقرير موسع لفريق التحرير في صحيفة «إيلاف» الإلكترونية نشرته يوم الجمعة الماضي.
على أي حال، ليس من المستغرب أن يتصوّر رجل يملك إمكانات ترامب، أن بوسعه امتلاك كوكب سياسي يديره هو، وأن يسعى لاستقطاب غيره للدوران في فلكه، إما أن ينجح وإما أن يفشل، فهذا أمر يبقى برسم المستقبل.
الشرق الأوسط
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الشرق الأوسط الولايات المتحدة ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
القصر الوردي ملاذ أثرياء العالم من حرائق أمريكا 2025.. تكلفته باهظة
تبدل الحال في أمريكا بين غمضة عين وانتباهها، إذ تحولت أرقى الأحياء بكاليفورنيا إلى رماد، أثرياء العالم ومشاهير هوليوود وقفوا مكتوفي اليدين أمام ابتلاع النيران لمنازلهم الراقية ومقتنياتهم التي تقدر خسائرها الأولية بحوالي 150 مليار دولارا أمريكيا، فقد احترقت لوس أنجلوس وبيفرلي هيلز، وكثير من الأحياء الأخرى ما جعل المشاهير الهاربين من حرائق الغابات في باسيفيك باليساديس يبحثون عن ملجأ آخر، ولكن ما تكلفة العيش في قصر وردي؟ فندق بيفرلي هيلز فتح أبوابه واستقبل مليارديرات العالم بتكلفة باهظة لليلة واحدة.
ما القصر الوردي ملجأ مشاهير وأثرياء العالم؟من يتحمل تكلفة العيش بألف دولار في الليلة الواحدة كان مرحبا به في الفندق صاحب الـ5 نجوم، بيفرلي هيلز، والمعروف أيضا بالقصر الوردي، والذي تحولت سيارات حمل حقائب المسافرين والمقيمين فيه، إلى وسائل لنقل أكياس فضلات الكلاب، وغسيل المشاهير الذين وجدوا فيه ملاذا قريبا من الكارثة بعدما احترقت الفلل والبيوت الفخمة في حرائق لوس أنجلوس، بحسب ما نشرت صحيفة تليجراف البريطانية.
كان هذا الفندق مكانًا لتصوير الممثلة فاي دوناواي الشهيرة بجوار حمام السباحة بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار، وكان مصدر إلهام أغنية فرقة إيجلز الكلاسيكية Hotel California، بالإضافة إلى أنه المكان الذي قضت فيه إليزابيث تايلور شهر العسل ست مرات، لكن الآن تولى الفندق دورًا مختلفًا تمامًا، حيث تحول إلى محطة إخلاء مؤقتة لأكثر اللاجئين ثراءً في المدينة.
من هم المشاهير الذين لجأوا إلى فندق بيفرلي هيلز؟كان العديد من الذين أُمروا بالإخلاء بسبب حرائق أمريكا 2025، يعيشون في حي باسيفيك باليساديس الراقي، بمن فيهم باريس هيلتون وبيلي كريستال وآدم برودي، حيث فقدوا منازلهم، وفرت جيمي لي كورتيس، إلى فندق بيفرلي هيلز، وتوافد أولئك الذين يستطيعون تحمل التكاليف إلى فندق بيفرلي هيلز.
على مدخل بهو الفندق يوم الخميس، سار الضيوف الذين يرتدون ملابس رياضية مع حيواناتهم الأليفة في دوائر حول الفندق المعروف بأنه «القصر الوردي»، ومن بين أولئك الذين فروا إلى مخبأ الفندق الممثلة جيمي لي كورتيس، مع كلبها الأبيض، وعلى الرغم من أن منزل السيدة لي سليم، لكنها وعائلتها تعهدوا بمبلغ مليون دولار لمساعدة المتضررين من الحريق.
المدير التنفيذي الشهير في هوليوود إريك فيج، الرئيس المشارك السابق لمجموعة Lionsgate Motion Picture Group، من بين الذين توافدوا على الفندق أيضا، وقد ساعد فيج في إنتاج الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار La La Land وسلسلة hunger games، حيث غادر فيج وزوجته سوزانا وأطفالهما إيلي، 20 عامًا، وأليكس، 15 عامًا، وكلابهم الثلاثة إلى فندق بيفرلي هيلز يوم الثلاثاء بعد رؤية الدخان يتصاعد بالقرب من منزلهم في باسيفيك باليساديس.
خبيرة تجميل المشاهير سارة ماكسويل، 44 عامًا، وابنتها أوليفيا، 12 عامًا، من بين الأثرياء الذين توافدوا على فندق بيفرلي هيلز منذ يوم الثلاثاء بينما كان منزلهم في باسيفيك باليساديس تحت أوامر الإخلاء، وقالت خبيرة التجميل التي تمتلك خط منتجات تجميل خاص بها لصحيفة التلجراف، «حتى الآن، لا يزال المنزل قائمًا، لكن جميع أصدقائي فقدوا منازلهم».
فندق بيفرلي هيلز وحرائق أمريكا 2025لم تكن تلك هي مهمته من قبل، منذ افتتاحه في عام 1912، كان فندق بيفرلي هيلز ملاذًا للأثرياء والمشاهير، لقضاء وقت ممتع، ولكن الآن فر إليه العديد من ضيوفه لإنقاذ حياتهم، فهو المعلم الوحيد الذي يبدو مختلفًا بشكل ملحوظ وسط أسوأ الحرائق المسجلة في أمريكا، حيث تسير الجرافات على طول شارع صن ست بوليفارد، وتزيل السيارات المهجورة، وأخلي مسرح دولبي، حيث تم تأجيل ترشيحات الأوسكار، أغلقت كذلك متاحف المدينة.
واندلع حريق مساء الخميس بالقرب من ممشى المشاهير ولافتة هوليوود الشهيرة، وكان الدمار الناجم عن حرائق الغابات كارثيًا لدرجة أنه قد يمثل نهاية حقبة في لوس أنجلوس، فقد أجبرت الحرائق القياسية في لوس أنجلوس 130 ألف شخص على إخلاء منازلهم، وبلغ عدد القتلى الرسمي 10، لكن من المتوقع أن يرتفع.