الحرب الأوكرانية والضمانات المتبادلة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
بات من شبه المؤكد، أن عام 2025 سوف يكون عام مفاوضات إنهاء الحرب الأوكرانية التي تقترب من دخول عامها الرابع، ولكنها تنتظر تسلّم الرئيس دونالد ترامب مهامه الرئاسية يوم 20 الشهر الحالي، إذ باتت الأجواء مهيأة من جانب روسيا وأوكرانيا ودول حلف الأطلسي لمباشرتها، بعدما اقتنعت دول الحلف أن تحقيق الانتصار على روسيا مستحيل، وأنه كلما طالت المماطلة، سوف تخسر أوكرانيا مزيداً من الأرض.
والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي كان يرفض التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأصدر مرسوماً بذلك، بات مقتنعاً بأن ما كان يمنّي النفس به باستمرار الدعم الغربي لبلاده يتلاشى، وأن «خطة النصر» التي كان أعلنها قبل أشهر صارت في خبر كان، وأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب جاد في سعيه إلى وضع حد لهذه الحرب، وبالتالي لم يعد هناك من يفاوضه إلا بوتين.
يتم تهيئة مسرح المفاوضات التي قد تعقد في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا التي أبدت استعدادها، لأن تكون منصة للحوار، بحكم موقفها المحايد من الحرب، كما يتم إعداد الملفات التي ستكون في صلب المفاوضات، بين الرئيسين الأمريكي والروسي قبيل انطلاقها بين الجانبين الروسي والأوكراني، ومن أهمها ما تطالب به موسكو وكييف من ضمانات أمنية، سوف تشكل لب القضايا الشائكة بين البلدين.
لم يعرف على وجه التحديد ما يدور في فكر ترامب بشأن آليات الحل، وكيفية صياغة التفاهمات بما يرضي روسيا وأوكرانيا، لكن أي صفقة ممكنة لا بد أن تأخذ في الاعتبار أمن روسيا، والأسباب التي دفعتها إلى بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022.
يقول المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي أبدى مراراً استعداده للتواصل مع جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، بشأن تأمين إنهاء الصراع، كما أعلن الرئيس الروسي أنه جاهز للتحاور مع الرئيس المنتخب ترامب من دون شروط مسبقة، لحل المشكلات من خلال الحوار، فيما أعلن ترامب أن الاستعدادات جارية لعقد اجتماع مع بوتين.
لكن مسألة الضمانات الروسية الأمنية، لا شك ستكون في صلب المحادثات، ومن بينها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي، وعدم توسع الحلف شرقاً، وحياد أوكرانيا، وعدم امتلاكها أسلحة نووية، إضافة إلى المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا في شرق أوكرانيا، وشبه جزيرة القرم، والاتفاق على صيغة لمسألة الأمن الأوروبي. في حين أن أوكرانيا تريد استرداد كل الأراضي التي احتلتها روسيا، وتقدر بنحو 20 بالمئة من أراضيها، مع شبه جزيرة القرم، والانضمام إلى حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، والحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة ودول الحلف، والسعي إلى وجود قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية في إطار هذه الضمانات.
قد لا تروق الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا للعديد من الدول الغربية، التي ترى أن أوكرانيا ليست حالياً في موقع قوة، لبدء مفاوضات سلام مع روسيا واسترداد أراضيها، إذ يعتقد أمين عام حلف الأطلسي مارك روته أنه: «علينا أن نبذل مزيداً من الجهد لضمان أن الأوكرانيين قادرون، من خلال تغيير مسار هذا النزاع، على بلوغ موقع القوة هذا»، لكن الواقع يقول إن الوقت قد فات، وأوكرانيا تخسر يومياً المزيد من الأرض، وأنه لا سبيل أمامها إلا المفاوضات، وأن تدفع الثمن.. خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من الميدان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية حلف الأطلسی
إقرأ أيضاً:
خبير سياسات دولية: الحرب الأوكرانية قد تستمر في إدارة ترامب
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن هناك حديثًا متزايدًا حول وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة في 20 يناير الجاري، مع تكهنات بأنه قد يتمكن من إنهاء الحرب في يوم أو يومين، ولكن مع مرور الوقت، بدأ الحديث يتغير حيث قال ترامب إنه قد يحتاج إلى ستة أشهر لتحقيق هذا الهدف، ومن الممكن أن يستمر الأمر حتى سنة أو سنتين.
مفاجأة .. الزمالك يرحب برحيل زيزو إلى الاتفاق السعوديكريستال بالاس يتأهل للدور الرابع لكأس الاتحاد الإنجليزي بالفوز على ستوكبورت كاونتيوأضاف الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة القاهرة الإخبارية، أن الحرب قد تستمر دون حل في فترة إدارة ترامب، مشيرًا إلى أن السيناريو الأكثر احتمالًا هو أن الحرب الأوكرانية-الروسية ستستمر، وأن ترامب لن يكون قادرًا على إيقافها.
وأوضح الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن هذه القضية ليست فقط مرتبطة بإدارة ترامب، بل أيضا بالكونجرس الأمريكي. فحتى في ظل إدارة ترامب، يظل هناك دعم قوي من الجمهوريين لأوكرانيا، مما يثير التساؤلات حول شروط السلام التي سيتم قبولها، هل ستكون بشروط أوكرانيا، أم بشروط روسيا، أم بشروط ترامب؟.
ولفت الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إلى أننا إذا نظرنا إلى تاريخ ترامب في التعامل مع الأزمات؛ نجد أنه على الرغم من اللقاءات التي أجراها مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، فإن كوريا الشمالية لم تتوقف عن إطلاق الصواريخ أو تجارب الصواريخ الباليستية المحملة بالأسلحة النووية.
وأشار سنجر إلى أن ترامب يركز بشكل كبير على الصين، ولا يريد التصعيد مع روسيا، ولكن في الوقت ذاته، فإن هناك مراكز فكرية داخل الولايات المتحدة، تراقب عن كثب، اتجاهات الإدارة المقبلة، وتفكر في الخطوات التالية في هذا السياق.