قبل أسبوع واحد فقط من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تستعد أوكرانيا لبعض الخيارات الصعبة في الأشهر المقبلة.

المواجهة العسكرية

قوات أوكرانيا في موقف دفاعي ضد روسيا على طول أجزاء خط المواجهة الطويل، كما أنها تفتقر إلى الجنود ذوي الخبرة، ومن المشكوك فيه أن تستمر المساعدات العسكرية في الوصول بنفس المعدل الحالي.

في كييف، تنتظر الحكومة وتراقب الإشارات القادمة من موسكو وواشنطن، وتكرر بشكل شبه يومي رغبتها في تحقيق "سلام عادل"، وأي طموح لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا معلق إلى أجل غير مسمى.

ومن جهة أخرى، وعلى الرغم من تكبدها خسائر فادحة، تواصل القوات الروسية تقدمها بلا هوادة في منطقة دونيتسك، وهي واحدة من 4 مناطق ضمتها موسكو وتسعى لاحتلالها بالكامل.

وسيطرت القوات الروسية على حوالي 400 كيلومتر مربع في ديسمبر الماضي.

ووفقا لخبراء تحدثوا لمحطة "سي إن إن"، هدف كييف هو الدفاع عما لا تزال تحتفظ به.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف في اجتماع مع الحلفاء في ألمانيا الأسبوع الماضي إن أولويات أوكرانيا هذا العام ستكون تحقيق الاستقرار في خط المواجهة وتعزيز قدراتها الدفاعية.

دخول ترامب للمشهد

قال مبعوث ترامب إلى أوكرانيا، الجنرال الأميركي السابق كيث كيلوغ، الأسبوع الماضي، إنه يأمل أن يتمكن من التوصل إلى حل قوي ومستدام للصراع في غضون 100 يوم.

وكان ترامب نفسه قد قال خلال حملته الانتخابية إنه سيعمل على وقف القتال في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، ولكن عندما سُئل مؤخرا عن الموعد الذي يمكنه فيه إنهاء الصراع، قال: "آمل أن يكون لدي 6 أشهر. وآمل أن يكون ذلك قبل فترة ستة أشهر".

ويعتقد ريان، صاحب مدونة "فوتورا دوكترينا"، أن بوتين "من المرجح أن يضمن فشل هدف المئة يوم مهما حدث. ليس لديه سبب مقنع للجلوس على طاولة المفاوضات الآن، حيث أن لديه الزخم في هذه الحرب".

ومن جهته، يطمح الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في عرض قضية أوكرانيا على ترامب مباشرة.

مطالب متوقعة في المفاوضات

ووفقا لموقع "سي إن إن"، في الحد الأدنى، ستطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن الأراضي التي فقدتها والتخلي عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

أما كييف فستتفاوض على ضمانات أخرى، كما قال زيلينسكي في مقابلة مع التلفزيون الإيطالي الأسبوع الماضي، والتي من شأنها "منع روسيا من العودة بالعدوان".

وفي الوقت الحالي، لا يرى البيت الأبيض والعديد من المعلقين أي رغبة من أي من الجانبين لبدء المحادثات. وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي في الأيام الأخيرة: "لا توجد توقعات الآن بأن يكون أي من الجانبين مستعدا للمفاوضات".

وفي حين أعرب الكرملين وترامب عن استعدادهما لعقد قمة، فإن الجهود السابقة لأوانها لدفع المفاوضات بشأن الصراع الأوكراني قد تأتي بنتائج عكسية، وفقا للمعلق الروسي جيورجي بوفت.

وقال بوفت: "إذا عُقد الاجتماع قبل الأوان، وظروف السلام لم تنضج بعد، فسيكون ضرره أكثر من نفعه. ومن الممكن أن يؤدي إلى تصعيد أكبر".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات روسيا موسكو دونيتسك كيث كيلوغ دونالد ترامب زيلينسكي بوتين أوكرانيا روسيا أميركا روسيا موسكو دونيتسك كيث كيلوغ أخبار روسيا

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: اتفاق نووي أميركي إيراني يتشكل ونتنياهو ينتظر

حذر البروفيسور إيتان جلبوع -وهو أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشؤون الأميركية- من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه اليوم مأزقا إستراتيجيا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني بعدما تقلص مجال تأثيره على المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية رغم ما يعتبره إنجازات إسرائيلية في تقويض النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وكتب جلبوع -وهو باحث أول في مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان- في مقال بصحيفة معاريف أن نتنياهو لا يملك اليوم سوى الانتظار بصمت لنتائج المفاوضات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران بعدما أصبح خارج دائرة التأثير على هذا المسار رغم اعتراضه الصريح عليه.

نفوذ مفقود

وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أن المفاوضات التي أجراها ستيف ويتكوف مبعوث ترامب مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أظهرت جدية متبادلة بين الطرفين، إذ قال ترامب آنذاك "نحن في وضع جيد جدا، ستكون هناك صفقة قريبا، أريد إنهاء هذا الملف من دون الحاجة إلى قصف إيران".

بدوره، عبّر عراقجي عن رضاه عن سرعة وتيرة التقدم، مؤكدا وجود إرادة متبادلة للتوصل إلى تفاهمات.

ووفقا لجلبوع، فإن هذه التصريحات تثير قلقا شديدا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد رفض نتنياهو تماما أي مفاوضات مع إيران، سواء تلك التي قادها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في السابق أو تلك التي باشر بها ترامب، ويعتقد أن طهران تستغل التفاوض فقط لكسب الوقت، وأن أي اتفاق يبرم سيبقي تحت يدها بنية تحتية نووية يمكن إعادة تشغيلها في أي وقت.

إعلان

ويرى نتنياهو -حسب المقال- أن السبيل الوحيد لوقف البرنامج النووي الإيراني هو عبر ضربة عسكرية مكثفة تدمر معظم المنشآت النووية، وبما أن إسرائيل لا تملك القدرة العسكرية الكافية لإحداث ضرر طويل المدى بمفردها فقد راهن على تدخل عسكري أميركي مباشر أو على الأقل بالتنسيق مع إسرائيل.

ويضيف الباحث والخبير الإسرائيلي أن نتنياهو أساء التقدير عندما ظن أن تهديدات ترامب باستخدام القوة -والتي ترافقت مع حشود عسكرية كبيرة في المنطقة- كانت جدية وتهدف فعلا إلى شن حرب على إيران، لكن الواقع أثبت لاحقا أن ترامب كان يهدف فقط إلى استخدام هذه التهديدات ورقة ضغط لدفع طهران إلى التفاوض.

ومع بدء المحادثات الفعلية حاول نتنياهو التأثير على مجرياتها، فأرسل رئيس الموساد ديفيد برنيع والوزير روني ديرمر إلى باريس للقاء ويتكوف لإقناعه بطرح مطلب "تفكيك كامل للبنية النووية الإيرانية"، وهو مطلب يدرك الجميع أنه سيُفشل المفاوضات، لكن الإدارة الأميركية تجاهلت هذه المواقف.

ويقول جلبوع إن نتنياهو بات عاجزا عن التأثير على مسار المفاوضات رغم أن نتائجها قد تكون حاسمة بالنسبة لأمن إسرائيل.

والمفارقة -حسب قوله- أن إيران اليوم أضعف من ذي قبل بعد أن فقدت الكثير من أذرعها العسكرية وقواعدها في سوريا ولبنان واليمن نتيجة الهجمات الإسرائيلية، لكن تلك "الفرصة الإستراتيجية" لا يمكن لنتنياهو استثمارها، لأنه لا يستطيع فرض أي شروط على المفاوضات.

ثمن الولاء لترامب

ويرى الباحث أن سبب العجز الحالي لنتنياهو هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ربط نفسه سياسيا وشخصيا بترامب، واعتبره "أعظم أصدقاء إسرائيل" الذين مرّوا في البيت الأبيض، ولذلك لا يمكنه اليوم مهاجمة ترامب أو انتقاده علنا حتى عندما يتفاوض مع إيران ويقترب من توقيع اتفاق نووي.

وفي السابق، تمكن نتنياهو من الضغط على أوباما وبايدن عبر التحالف مع الجمهوريين في الكونغرس، أما اليوم فقد خسر الدعم الديمقراطي بسبب مواقفه الحادة، كما أن الجمهوريين باتوا تحت سيطرة ترامب، مما يعني أنه لا يوجد أي جناح سياسي في واشنطن يمكن لنتنياهو التحالف معه للضغط على الإدارة الأميركية.

إعلان

ويرى جلبوع أن ترامب رغم وصفه اتفاق أوباما النووي بأنه "الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة" سيسوّق أي اتفاق جديد مع إيران مهما كانت بنوده على أنه "الأفضل في التاريخ".

ويضيف أن الاتفاق المرتقب قد يشبه إلى حد كبير اتفاق أوباما، مما سيعني السماح لإيران بالحفاظ على بعض قدراتها النووية مقابل قيود مؤقتة وآلية رقابة دولية.

وفي ضوء كل هذه التطورات يلتزم نتنياهو الصمت ويتجنب المواجهة العلنية خوفا من تدمير علاقته مع ترامب، ولأنه لم يعد يملك أوراق ضغط داخل النظام السياسي الأميركي.

ويخلص الباحث الإسرائيلي إلى أن نتنياهو يقف اليوم في زاوية حرجة يشاهد فيها تطورات مصيرية دون أن يكون له دور فيها رغم أن عواقبها قد تكون بالغة الخطورة على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • خيارات نتنياهو لو فشلت مفاوضات نووي إيران
  • استقالات مرتقبة بـ مجلس الأمن القومي الأمريكي.. والتز ونائبه يغادران منصبهما
  • العودة إلى المِصيدة: بريطانيا تُكرر أخطاء الماضي
  • وزير الخزانة الأمريكي: صفقة المعادن تظهر التزام موسكو وواشنطن بعملية السلام
  • الخزانة الأمريكية: واشنطن جاهزة لتوقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا اليوم
  • خبير إسرائيلي: اتفاق نووي أميركي إيراني يتشكل ونتنياهو ينتظر
  • ترامب : يبدي رغبته في أن يكون البابا القادم للفاتيكان
  • ترامب يمزح ويبدي رغبته في أن يكون البابا القادم للفاتيكان
  • ترامب يبدي رغبته في أن يكون البابا القادم للفاتيكان
  • أوكرانيا ترفض هدنة بوتين وتتهم موسكو بالتمويه العسكري