عربي21:
2025-01-15@08:58:18 GMT

اليوم التالي في غزة: عيد النصر…

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

سواء جرى الاتفاق اليوم أو غدا بين المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها والكيان الصهيوني، فإنه بكل المقاييس سيكون اتفاقا يُتوِّج معركة “طوفان الأقصى” بالنّصر المبين، ويرفع عاليا تضحيات الشهداء وأبطال المقاومة على كافة المستويات، ويزيد رفعة الشعب الفلسطيني بكل شرائحه.

هل تم القضاء على حركة المقاومة إنْ في غزة أو في الضّفة الغربية؟ هل تم تهجير الفلسطينيين من أرضهم مرة أخرى؟

هل رفعوا راية الاستسلام؟ لم يحدث ذلك أبدا… إلى آخر يوم والمقاومة تَخرج من بين ركام البيوت المُهدَّمة بالقصف، لِتَفتِك بالأعداء، تاركة إياهم بين قتيل وجريح، مُستخدِمة أحيانا أسلحتهم والذخائر التي قذفوا بها الأبرياء ولم تنفجر…

وإلى آخر يوم والشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشيوخه صامدا محتسبا أمره لله تعالى رغم الإبادة الشاملة والتدمير بمختلف صوره وأشكاله، والتجويع المُمَنهَج، والحرمان حتى من الماء والدواء، بقِيَ رافضا تسليم أرضه للأعداء مُستعدا للعيش بين ركام بيوته حُرًّا كريما على أن يستسلم أو يخون، وإلى آخر يوم بقي المقاوم الفلسطيني صامدا بالحد الأدنى من الوسائل التي يملك يواجه الاحتلال ودبَّاباته وطائراته بملاحم بطولية قَلَّ مثيلها عبر التاريخ.



وإلى آخر يوم من هذه الملحمة مازلنا نشاهد كيف تتزايد خسائر العدو في العتاد والعُدّة، ولولا الدعم الذي يتلقاه بجميع أنواع الأسلحة وبخاصة سلاح الجو الأمريكي لَمَا تمكَّن من البقاء في القطاع أياما، ولما استطاع إحداث كل هذا التدمير وهذه الإبادة به.

والأهم من كل ذلك، بعد كل هذه الفترة من الحرب والقتال، أن هذا العدو لم يتمكن من تقديم الإجابة عن السؤال المركزي الذي ما فتئ يطرحه كل المتابعين لِما يحدث: وماذا بعد العدوان على غزة؟ وكيف سيكون اليوم التالي؟

كل الإجابات تقول إن هذا اليوم التالي لن يكون صهيونيا بكل المقاييس ولن يقبل الشعب الفلسطيني بعد كل هذه التضحيات أن يحكمه غير أبنائه، وأن أي سلطة يريد الاحتلال فرضها أو التفاوض بشأن إقامتها في القطاع أو ممثِّلة للشعب الفلسطيني لن تكون شرعية إذا لم تحظ بتزكية الشعب الفلسطيني، ولن تحظ بهذه التزكية إذا كانت نقيضة للمقاومة أو غير منسجمة مع مبادئها.

وهنا يكمن الفشل الحقيقي للمشروع الصهيوني: حتى في حالة ادعائه الانتصار العسكري أو تحقيق السلم الظالم فإنه سياسيا غير منتصر، ذلك أنه إذا كان لا يستطيع إيجاد بديل شرعي لحركة حماس، ولا يستطيع القضاء عليها، فإنه سيضطر إلى المغادرة نهائيا والاعتراف بلا شرعية وجوده وباحتلاله وبالحق الشرعي والتاريخي والقانوني للفلسطينيين على أرضهم، وبأن اليوم التالي لمعركة طوفان الأقصى سيكون فيه عيد النصر.

لقد وقعت الولايات المتحدة الأمريكية في ذات الخطأ وعرفت ذات السيناريو في أفغانستان مثلا، وها هي تُكرِّره اليوم في فلسطين من خلال عملائها. هل تَمكَّنت من إيجاد حكومة شرعية في أفغانستان رغم غزوها لهذه الدولة واحتلالها لمدة أزيد من 20 سنة؟ لم تستطع ذلك وفي آخر المطاف خرجت تجر أذيال الخيبة. وذاك هو مصير كل محتل ظالم عبر التاريخ.


لذلك فاليوم هو يوم نصر فلسطيني، مهما قيل عن التضحيات والخسائر، ومهما قيل عن السلم المفروض! وكذلك كانت الشعوب تنتصر على ظالميها في آخر المطاف… كم دفعت الجزائر من شهداء لأجل حريتها؟ الملايين بكل تأكيد… كم دفعت شعوب أخرى مستعمَرة لأجل حريتها؟ الملايين بكل تأكيد… وها هو اليوم الشعب الفلسطيني يدفع الثمن وينتصر، سُنَّة كونية وإلهية ما فتئت تتأكد كل يوم، وها هي بشائرها تلوح في الأفق في فلسطين، فليفرح الشعب الفلسطيني بشهدائه وبِنصره.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشهداء غزة غزة شهداء صفقة التبادل مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی الیوم التالی آخر یوم

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية لوكسمبورج: أؤيد السلام وحقوق الشعب الفلسطيني

قال وزير خارجية لوكسمبورج، يان أسلبورن، إنّ هناك ضرورة لتذكير أنفسنا بوجود الكثير من الأرواح تموت كل يوم، معلقا: «لكي تكون الناس مؤيدة لغزة يجب أن يكونوا ضد إسرائيل والعكس، لكنني أؤيد السلام، فإذا ما انتقدت إسرائيل سوف تتهم بمعاداة السامية، وإذا انتقدت فلسطين فإنك تتهم بدعم الإبادة الجماعية، وإذا ما دعمت إسرئيل فإنك تتهم بأنك ضد حقوق الإنسان، لذا لا يجب أن أكون ضد دولة بعينها، لكن أؤيد حل الدولتين ومع حق الفلسطينيين».

 

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية المصري، نقلته قناة «القاهرة الإخبارية»: «الأونروا هي الوكالة المهمة بالنسبة إلينا، إذ أنها تقوم بكل ما هو ضروري من أجل فلسطين، لذا بدونها لا يوجد تعليم أو صحة أو دعم للشعب الفلسطيني، بالتالي نستمر في دعم الأونروا ونحن بحاجة إلى بديل إذا لم يكن لدينا أي خيار آخر، لكن دون أن تمليه علينا إسرائيل، بل من خلال الأطراف والمنظمات المتعددة».

مقالات مشابهة

  • معضلة اليوم التالي
  • اليوم التالي للحرب على غزة
  • بلينكن سيقدم اليوم خطة اليوم التالي في غزة.. ما دور الإمارات؟
  • وزير خارجية لوكسمبورج: أؤيد السلام وحقوق الشعب الفلسطيني
  • مع اقتراب الاتفاق.. خطة "اليوم التالي" في غزة أصبحت "جاهزة"
  • خطة اليوم التالي.. آخر خطوات إدارة بايدن لوقف حرب غزة
  • أستاذ علوم سياسية: المقاومة الخيار الوحيد أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق حقوقه الوطنية
  • الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: أصبحنا أقرب لإتمام صفقة بين حماس وإسرائيل
  • فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في عدد من المحافظات