تشهد هوليوود واحدة من أكثر فتراتها اضطرابًا، حيث ألقت حرائق الغابات في لوس أنجلوس بظلال ثقيلة على صناعة السينما والتلفزيون، مما تسبب في تغييرات شاملة طالت الفعاليات الكبرى وأثرت بشكل مباشر على جداول إنتاج الأعمال المنتظرة.

الأوسكار في مرمى الحرائق

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن سلسلة تغييرات في جدول حفل الأوسكار، حيث تم تمديد فترة التصويت على الترشيحات حتى 17 يناير، بينما تأجل الإعلان عن الترشيحات النهائية إلى 23 يناير.

 

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ ألغت الأكاديمية حفل الغداء السنوي المخصص للمرشحين، الذي كان من المقرر عقده في 10 فبراير، مع الإبقاء على حفل توزيع الجوائز في 2 مارس، وسط تحذيرات بأن الموعد قد يكون عرضة للتغيير تبعًا لتطور الأوضاع.

"ديزني+" ومسلسل Daredevil في دائرة التأجيل

لم تسلم منصات البث العملاقة من تأثير الكارثة، حيث أعلنت منصة "ديزني+" تأجيل إطلاق الفيديو الترويجي لمسلسلها المنتظر "Daredevil: Born Again"، الذي كان مقررًا طرحه خلال الأسابيع القادمة. 

 

وبحسب مصادر من داخل Marvel Studios، سيتم إطلاق العمل رسميًا على المنصة في 5 مارس المقبل، مع وعود بتقديم تجربة تلفزيونية مليئة بالمفاجآت.

المسلسل، الذي يعيد النجمين تشارلي كوكس وفينسنت دونوفريو إلى الأضواء، يهدف إلى تقديم موسم أقرب إلى روح سلسلة نتفليكس الأصلية. ومع ذلك، تقرر تقليص عدد الحلقات إلى ما بين 8 و10، بدلًا من 18 حلقة كما أُعلن سابقًا. 

 

ويشهد العمل تغييرات كبيرة في فريق الإنتاج، بما في ذلك عودة منسق الحيل فيليب سيلفيرا، الذي لعب دورًا رئيسيًا في نجاح النسخة السابقة من المسلسل.

هل تصمد هوليوود أمام الكوارث الطبيعية؟

بينما تسعى هوليوود لاستعادة توازنها، يتساءل كثيرون عن مدى قدرة الصناعة على التكيف مع الكوارث البيئية التي أصبحت تهدد وجودها. 

 

تعكس التغييرات الأخيرة في جدول الأوسكار وإنتاج الأعمال الكبرى تأثيرًا واضحًا للظروف المحيطة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية استعداد صناعة الترفيه لمواجهة تحديات مماثلة في المستقبل.

تُظهر هذه الأزمة هشاشة البنية التحتية لصناعة السينما أمام الكوارث الطبيعية، وضرورة اتخاذ تدابير أكثر استدامة لضمان استمرار الإنتاج في ظل ظروف غير متوقعةومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا في أن تستغل هوليوود هذه التجربة لتقديم محتوى يعكس مرونة الإنسان في مواجهة الأزمات، ويستمر في إلهام جمهورها حول العالم.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني مشاهير هوليود

إقرأ أيضاً:

بقاء السلاح شرط الوجود في غزة

صرح وزير "الدفاع" يؤاف غالانت، في حكومة نتنياهو، أكثر من مرّة، أن هدف الحرب العدوانية التي تُشنّ على قطاع غزة، تستهدف تجريد حماس من السلاح، والبدء بعملية التهجير "الطوعي" من القطاع. وهو خيار بين موت تحت سلاح المقاومة، بلا قدرة على التنفيذ، وموت وتهجير بعد نزع السلاح، في حالة اتفاق بالشروط الصهيونية.

هذان الهدفان، جعلهما نتنياهو على رأس الحرب البريّة، وحرب الإبادة منذ ما بعد شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولكن الفشل كان نصيب هاتين الحربين، كما عبّر عن ذلك، اتفاق وقف إطلاق النار في كانون الثاني/يناير 2025. وقد تحوّلت مراسم تبادل إطلاق الأسرى، إلى شواهد على انتصار المقاومة والصمود الشعبي، أو في الأقل، على فشل نتنياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب عسكرياً، أو سياسياً، لاحقاً (اتفاق وقف إطلاق النار).

وكان من نتيجة هذا الفشل، ولأسباب أخرى، أن دخل نتنياهو في أزمة، أصبح عنوانها الإطاحة به وبحكومته. فإلى جانب افتقار هذه الجولة من الحرب إلى الإجماع، بل اتسّامها بمعارضة وصلت من خلال أحد الاستطلاعات إلى نسبة 70%. وقد تصاعد الصراع مع محكمة العدل العليا، والمستشارة القضائية، ومع الدولة العميقة، فضلاً عن المعارضة السياسية، وما انضمّ إليها من نقابات مهنية، كما اتحاد العمال، لتتعاظم التظاهرات التي لم تعد تقتصر، على دعم أهالي الأسرى.

هذا وقد برزت سمة أخرى للصراع الداخلي، من خلال بيانات المئات والآلاف من كوادر الاحتياط العسكري، ومن سلاح الطيران، وسلاح الدبابات والخدمات الطبية في الجيش. وقد عبّرت جميعها عن المطالبة بوقف الحرب، وعدم المشاركة فيها في غزة. وهي سمة لم يعرفها الجيش الصهيوني من قبل. فبالرغم من أنها لم تصل بعد، لتفرض على نتنياهو الرضوخ لها، إلاّ أن من الخطأ، التقليل من خطورتها وأهميتها، ولا سيما، في الظروف الراهنة.

يجب أن يُفهَم من هذا البُعد، أن نتنياهو ضعيف ومأزوم، ومعرّض للسقوط، والأهم وضعه لِترامب بين خيار الانحياز، لأحد الطرفين الصهيونيين. على العكس من الخيار السابق، بين نتنياهو والفلسطينيين. الأمر الذي يسمح بتوقع احتمال انقلاب ترامب على نتنياهو، كما أخذت تظهر بوادر ذلك، في استدعائه الأخير إلى واشنطن. وما تلاه من توجهات سريّة، بحثاً عن وقف جديد لإطلاق النار.

إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.على أن ثمة إشكالاً مع بعض المبادرات التي راحت تقحم شرط تسليم السلاح من ضمن الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار. وبهذا تأتي "السياسة" لتحقق، ما لم يستطع الجيش الصهيوني تحقيقه بالحرب. وهو ما يجب أن يُواجَه بالرفض والحزم، وإغلاق الموضوع من أساسه، باعتبار المساس بسلاح المقاومة، ليس خطاً أحمر فحسب، وإنما أيضاً جريمة، تكمّل جريمة حرب الإبادة، والدعوة إلى تهجير فلسطينيي غزة. فهذه الجريمة ستقع حتماً، خلال أيام، إذا ما جردّت المقاومة من سلاحها.

ولهذا فإن أيّ توهّم بأن الكيان الصهيوني لن يرتكب هذه الجريمة، يعبّر عن خداع للنفس، وغباء وأوهام. ولا يجب أن يُسمَح له به، فلسطينياً أو عربياً.

إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.

من هنا يجب أن يأتي وقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي حدّدها المفاوض الفلسطيني والمقاومة، ولا مفرّ لترامب، إلاّ أن يخضع لها، إذا وجد أمامه، حقاً فلسطينياً لا يقبل المساومة، ولا يخشى أن تطول هذه الحرب، التي ستبقى يد المقاومة هي العليا، والصمود الشعبي هو الثابت فيها. فنحن في معادلة الآية الكريمة: }وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا{ النساء {104 :

ونحن في لحظة: "من يصرخ أولاً" .. وما كنا بصارخين قط.

مقالات مشابهة

  • كوردستان.. ملتقى أدبي يستعرض الكوارث التاريخية عبر الأدب (صور وفيديوهات)
  • توقيع زوجة أحمد الشرع على كتاب في تركيا يثير التساؤلات
  • بقاء السلاح شرط الوجود في غزة
  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • إعلامي ينتقد تغييرات كولر في مباراة بيراميدز: «سمك.. لبن.. تمر هندي»
  • المغير .. حرائق الغابات بسيدي عمران
  • أنشيلوتي يثير التساؤلات حول مستقبله مع “ريال مدريد”
  • «الشارقة التنفيذي للنشر» يستكشف مستقبل الصناعة العالمية
  • أبرز الكوارث الجوية: خمسة من أكثر حوادث تحطم المروحيات دموية في العصر الحديث
  • اضطرابات الرسوم الجمركية تعزز مكانة الذهب كـأفضل استثمار