لبنان ٢٤:
2025-03-25@05:16:12 GMT

الثنائي يشارك في الحكومة وفق اتفاقه مع عون؟

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

كتبت سابين عويس في" النهار": ليست كلمة السر السعودية التي قيل إنها أبلغت إلى النواب السنّة وعدد من نواب المعارضة لتسمية سلام، الضربة الوحيدة التي تلقاها الثنائي، بل هناك، وربما الأهم، مصير التفاهم الذي حصل مع الرئيس عون قبيل انتخابه في الساعتين اللتين رفع فيهما بري جلسة الانتخاب، بحثاً عن ضمانات مطلوبة من قائد الجيش شرطاً لمنحه أصوات الشيعة.


ساعتان في فندق "مونرو"، لا يزال مضمونهما محاطاً بالكتمان رغم كل التسريبات، من شأنهما أن تبلورا صورة المشاركة الشيعية في الحكومة. وقد تلقف الرئيس المكلف هواجس هذا الفريق على التفاهم المسبق، بعدما عبر عنها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" من قصر بعبدا إثر جلسة الاستشارات، عندما طمأن سلام أمس الوسط الشيعي بشقيه الشعبي والسياسي إلى أمرين أساسيين بالنسبة إليه: إعادة الإعمار أولوية، وقد استهلّ كلمته بها إذ أكد أن هذا المشروع ليس وعداً بل التزام، وإن يكن أرفقه بتأكيد "العمل الجاد على تطبيق القرار ١٧٠١ واتفاق وقف النار وبسط سلطة الدولة بقواها وفق دستور الطائف". والأمر الثاني الذي يلاقي الهواجس الشيعية، تأكيد سلام أنه ليس بفطرته، "من أهل الإقصاء او الاستبعاد، بل من أهل الشراكة الوطنية"، كاشفاً أن هذه "دعوتي الصادقة، ويداي ممدودتان من أجل البدء بالإصلاح كي لا يشعر أي مواطن بالتهميش".

وفُهم من كلام سلام أنه ليس في وارد أي استفزاز، بل على العكس هو آتٍ للاحتواء، على نحو لا يؤدي إلى تفخيخ العهد وحكومته الأولى بالاستعصاء والتعطيل.
والسؤال: هل يتلقف الثنائي هذه الإيجابية؟ وأي ضمانات يمكن أن يقدمها عون وسلام لطمأنة هذا الفريق إلى مكانته على الساحة السياسية ما دام ملتزماً العمل السياسي حصراً وتعهدات لبنان حيال القرارات الدولية؟
تؤكد أوساط قريبة من الرئيس بري أن المشكلة ليست في الثنائي، وهو سار بخيار ميقاتي عندما لم يكن أي من المرشحين الآخرين مثل النائبين إبرهيم منيمنة وفؤاد مخزومي قد أعلنا ترشحهما قبل سحبهما فجأة في ربع الساعة الأخير من الاستشارات لمصلحة سلام. وتذكر هذه الأوساط بأن الثنائي كان وافق سابقاً على تكليف سلام رئاسة الحكومة عندما رُسمت معادلة سليمان فرنجية للرئاسة وسلام للحكومة. كما أنه سار بالرزمة التي تم الاتفاق عليها في اجتماع الساعتين في فندق "مونرو" قبل انعقاد الدورة الانتخابية الثانية. وعليه، فإن الثنائي سيواكب الاستشارات وسيشارك في الحكومة إذا تم التزام تلك التعهدات.
شرطان يمكن أن يساعدا الحزب على المشاركة في الحكومة، أحدهما يتصل بشكلها وما إذا كانت سياسية أو حكومة تكنوقراط، وثانيهما اعتماد مبدأ فصل السلطات. وينتظر أن يتم السير بهذين المبدأين على نحو يوفر على الحزب الإحراج في اختيار شخصيات حزبية أو مستفزة لن تكون مقبولة، والذهاب إلى شخصيات شيعية تتمتع بالكفاءة وليست منضوية حزبياً. وعلم أن الاجتماع الثلاثي في بعبدا تناول هذه النقطة وكان توافق على مبدأ عدم الإقصاء، وهو ما دفع سلام إلى تأكيده في خطاب التكليف.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الحکومة

إقرأ أيضاً:

كتاب: المنعطف الأمريكي الرابع

مراجعة: كمال فتاح حيدر ..

تعاظمت المخاوف لدى الشعب الأميركي بأنهم في طريقهم لمواجهة انتكاسات عنيفة وأزمات خانقة، وذلك بسبب الاستقطاب المتزايد، وبسبب التفاوت الاقتصادي، والتنافر الملموس بين الأقلية الحاكمة والأكثرية المحكومة، فالمؤسسات السياسية التي كانت تحظى بالاحترام في كل الولايات أصبحت غير فعالة وغير شرعية. وبخاصة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ومنذ تفاقم الأحداث في الشرق الأوسط، ثم اكتسبت الأزمات أبعادا جيوسياسية، فتزايد الشعور بالخوف من المجهول، وفقد الشعب الأمريكي آماله بالحاضر والمستقبل. فسارع الكاتب (نيل هاو) Neil Howe تحت وطأة هذه التقلبات إلى تأليف كتابه الموسوم: (المنعطف الرابع هنا) The Fourth Turning Is Here، وفي الوقت نفسه سارع (بيتر تورتشين) Peter Turchin إلى تأليف كتابه الموسوم: نهاية الزمان End Times. .
وقد استعان الكاتبان بالتاريخ للتنبؤ بالمستقبل. وسبق لهما أن تنبئا عام 2010 بأزمات عام 2020. . وفي هذا السياق نذكر ان تورتشين Turchin هو عالم أحياء متخصص في ديناميكيات الحياة cliodynamics، وهو نوع من تحليل البيانات القائمة على نماذج رياضية وقواعد بيانية ضخمة لها علاقة بالأزمات التاريخية السابقة التي تمتد إلى آلاف السنين. .
يقترح (تورتشين) مخططاً دورياً للصعود المجتمعي والتفكك اللاحق على أساس مضخة الثروة wealth pump، حيث تزداد الطبقات الاجتماعية العليا ثراءً ونفوذا. فإذا تُرِكَت تعمل على هواها دون رادع، فإنها سوف تنمو ويتعاظم شأنها إلى الحد الذي يتفتت فيه النظام برمته. وهنا لابد من إعادة بناء المجتمع من جديد (من الألف إلى الياء). فالأوضاع السائدة اليوم في أميركا تتحكم بها الأوليغارشية oligarchy (حكم الأقلية المترفة)، وربما اصبحت متطرفة إلى الحد الذي جعل من الضروري اعادة النظر بسلطاتها التنفيذية والتشريعية. .
اما كتاب (هاو Howe) فهو تكملة لكتابه الصادر عام 1997 بعنوان المنعطف الرابع The Fourth Turning، وشاركه في التأليف الكاتب السياسي الساخر ويليام شتراوس William Strauss، وعلى النقيض من (تورشين)، يركز (هاو) بشكل ضيق على الولايات المتحدة، رغم أنه يقترح تكرار التجربة الأمريكية في أماكن متفرقة من العالم. .
يقول (هاو) في كتابه: (أن الأنجلو-أميركية مرت بخمسة قرون من العصر الذهبي وهي الآن في نهاية القرن السادس. ويشمل كل عصر ذهبي أربعة أجيال تتوافق مع فصول السنة. فهناك فترة ازدهار (ربيع) لكل بداية جديدة؛ وصحوة (صيف) عندما ينقلب الجيل التالي ضد والديه؛ وتفكك (خريف) عندما تبدأ المؤسسات في الاضمحلال؛ والأزمة (الشتاء) عندما ينهار كل شيء، مما يمهد الطريق لعصر جديد. وكل منعطف ينتج نوعية خاصة من الشخصيات المعقدة. .
ويقول أيضاً: (نحن الآن في مرحلة الأزمة أو المنعطف الرابع من عصر الألفية الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، لقد حان فصل الشتاء، ويمكننا أن نتوقع منعطفاً تنازلياً بعد عام 2025). .
وهو يعترف بأن التاريخ مليء بالمفاجآت، لكنه يرى أن خلافة الأجيال لها ديناميكيتها الداخلية الخاصة التي سادت على مر القرون. .
لا شك إن تقسيمه للأحداث إلى فترات زمنية هو تقسيم تعسفي. وذلك لأن أكبر نقاط الضعف كانت في الفترة من 1865 إلى 1886، وهي فترة من السنوات التي أعقبت أزمة الحرب الأهلية عندما ولدت أميركا الموحدة حديثاً. وهو يصف هذه الفترة من الصراع السياسي المستمر عندما لم تتمكن البلاد من تحديد ما إذا كانت مجتمعاً زراعياً في الأساس أم حضرياً صناعياً باعتبارها عثرة في خطته؛ فقد شهدت هذه الفترة إعادة دمج الجنوب في الاتحاد على أساس إضفاء الطابع المؤسسي على قوانين جيم كرو. ومن المنطقي أن نحدد تاريخ الفترة من انتخاب ويليام ماكينلي في عام 1896، وهي لحظة إعادة تنظيم حقيقية بشرت بعصر التقدمية وميزت قبول البلاد للحاجة إلى إنشاء دولة وطنية حديثة مع هيئات تنظيمية كبيرة مثل هيئة الغابات الأميركية التي يعمل بها موظفون مدنيون فازوا بوظائفهم بجدارة. .
تشهد الولايات الأمريكية الآن صراعاً بين الأنظمة، وهو صراع لا مفر منه. ورغم أن مصير الشعب الأمريكي يتأرجح بين الديمقراطيين والجمهوريين فهو على يقين من أن الولايات المتحدة مقدر لها أن تتحول إلى شيء آخر. ولا أحد يعرف كيف ستسير الأمور في هذا الاتجاه. .
ختاماً: نرى ان كتاب: (المنعطف الرابع هنا) يستحق القراءة. فهو مليء بالبيانات التاريخية الرائعة والملاحظات الثاقبة، وينجح في تقديم حجة مقنعة مفادها أن الأزمة التي يشعر بها الشعب الأمريكي قد تسللت بالفعل داخل بيوتهم. وسوف تأخذ الأزمة الأمريكية شكلاً جديداً من أشكال التدمير الذاتي. وسوف تتحول أميركا قريباً إلى بلد مختلف. . .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • رئيس أوغندا وشخبوط بن نهيان يبحثان تعزيز التعاون الثنائي
  • عرقاب يبحث تعزيز التعاون الثنائي بأديس أبابا مع وزير المياه والطاقة الإثيوبي
  • محمد بن زايد وبوتين يبحثان التعاون الثنائي في اتصال هاتفي
  • محمد بن زايد و بوتين يبحثان التعاون الثنائي وسبل تعزيزه
  • رونالدو: سأتزوج جورجينا عندما يحدث شيء معين
  • الجودو يشارك في "آسيوية الكبار" بتايلاند
  • حذر شديد لدى الثنائي الشيعي من النازحين
  • الثنائي الشيعي حسم خياره في المتن
  • عندما كُنَّا عربا
  • كتاب: المنعطف الأمريكي الرابع