قرّر رئيس الولايات المتحدة جو بايدن الثلاثاء رفع كوبا عن القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب بهدف "تشجيع" المحادثات الجارية برعاية الكنيسة الكاثوليكية في الجزيرة للإفراج عن "عدد كبير من السجناء السياسيين"، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى، في خطوة رحّبت بها هافانا.

وقال المسؤول الأميركي الكبير طالبا عدم نشر اسمه إن هذا القرار المفاجئ وذا الطابع السياسي هو "بادرة حسن نية"، معربا عن أمله في الإفراج عن هؤلاء المعتقلين قبل تنصيب دونالد ترامب الإثنين المقبل.

وما لبث أن أصبح قرار بايدن رسميا إذ نشر البيت الأبيض مرسوما رئاسيا يتضمّن مفاعيله.

ويكنّ الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب عداء تاريخيا شديدا للسلطات الشيوعية الكوبية.

وسارعت هافانا إلى الترحيب بقرار بايدن، معتبرة إياه خطوة في "الاتجاه الصحيح".

وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في منشور على منصة إكس إن "الولايات المتحدة اتخذت إجراءات تسير في الاتجاه الصحيح، لكن الحصار لا يزال قائما"، في إشارة إلى الحظر الاقتصادي الأميركي المفروض منذ 1962 على الجزيرة الشيوعية.

وأعلنت كوبا الثلاثاء عزمها على إطلاق سراح 553 شخصا مسجونين لارتكابهم "جرائم مختلفة"، في خطوة تندرج في إطار مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة والفاتيكان وتأتي بعد أن رفعت واشنطن اسمها من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

وقالت الخارجية الكوبية في بيان إنه "في الأيام الأولى من شهر يناير، أرسل الرئيس دياز كانيل رسالة إلى الحبر الأعظم أبلغه فيها بقراره منح الحرية لـ553 شخصا عوقبوا بموجب الإجراءات القانونية الواجبة على جرائم مختلفة".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات دونالد ترامب بايدن البيت الأبيض الحزب الجمهوري الشيوعية كوبا والفاتيكان كوبا إرهاب هافانا دونالد ترامب بايدن البيت الأبيض الحزب الجمهوري الشيوعية كوبا والفاتيكان أخبار أميركا

إقرأ أيضاً:

أوبزيرفر: سذاجة بايدن جعلت النظر إليه كأحمق في السياسة الخارجية

نشرت صحيفة "أوبزيرفر" مقال رأي للمعلق سايمون تيسدال قال فيه إنّ "إنجازات الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في داخل أمريكا كان مهمة، إلا أن تعامله مع السياسة الخارجية جعلته في نظر العالم أحمقا. وفي عصر آخر، ربما كان بايدن زعيما عظيما في الحرب الباردة، لكن ولايته اتسمت بالأخطاء والحذر المفرط".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ودعت بحزن الرئيس جيمي كارتر، وجرى الحديث عن إرث الرؤساء والتدقيق في إنجازاتهم، لكن قلة من الرؤساء الأمريكيين يتم تذكرهم أبعد من حياتهم وبأنهم قادة تاريخيون. وفي القرن العشرين تم تذكر بحق وودرو ويلسون وفرانكلين دي روزفلت وجون أف كيندي وريتشارد نيكسون، كقائمة مهمة، أما البقية فمجرد أسماء يتم ذكرهم في التواريخ والكتب المدرسية.

وفي الوقت الذي يحضر فيه بايدن لمغادرة منصب الرئيس في 20 كانون الثاني/ يناير يتم تقييمه ضمن القائمة غير الجذابة من الرؤساء.  ومثل أسلافه الـ44 السابقين قيل إنه قلق على مكانته في التاريخ، وهو ليس وحده في هذا القلق، فالجميع يفعل هذا، وهو تعبير عن الغطرسة، حيث يقدمون محاضرات وداعية ويتبرعون لمؤسسات وقفية وينشئون مكتبات بأسمائهم ويكتبون مذكراتهم، وهم في هذا يخلطون ما بين الشهرة والأهمية التاريخية.

وتساءل تيسدال عما حققه بايدن في الحقيقة، وماذا سيبقى منه بعد رحيله؟ ويجيب أن نجاحاته على الصعيد المحلي مثيرة للإعجاب، فقد أنعش اقتصادا مريضا ووفر 16 مليون وظيفة وزاد من الرواتب وأنفق على الأعمال الجديدة وبناء البنى التحتية وخفض من معدلات الجريمة وحد من الهجرة غير الشرعية. وأدى قانون خفض التضخم إلى تقليل النفقات الصحية، بما في ذلك 400 مليار دولار لمعالجة أزمة التغير المناخي. وفي الوقت نفسه ازدهرت الأسواق المالية. كل هذه الإنجازات لا تعطي صورة عن "كارثة" وطنية كما يزعم خلفه دونالد ترامب.



ومع ذلك فقد كان بايدن أسوأ عدو لنفسه، ذلك أنه قلل من أهمية التضخم المرتفع على الناخبين، وفي إنكاره لتراجع صحته وقدراته العقلية، حاول أن يترشح لولاية ثانية، بعدما ألمح عام 2020 أنه لن يفعل. وأصر بأنه قادر على هزيمة ترامب، رغم أرقام الاستطلاعات الفظيعة، ثم قبل على مضض ترشح كامالا هاريس. والآن خرج بايدن من الرئاسة وبدأ فترة راحة في عهد ترامب. وربما بدد الرئيس المقبل كل المكاسب الاقتصادية التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية.

وفي السياسة الخارجية أيضا، قد يجعل ترامب العديد من المشاكل أسوأ. ولكن الفارق بينهما هو أن إرث بايدن في الشؤون الدولية يقترب من الحضيض. وهذا لرجل طالما وصف نفسه بالخبير في السياسة الخارجية، حيث كانت حصيلة إنجازاته في السياسة الخارجية مثيرة للإحباط.

وبدأت في أفغانستان في عام 2021، حيث سرع كما يقول تيسدال، من الإنسحاب المخزي الذي بدأه ترامب. وكانت النتيجة خيانة للشعب الأفغاني وللجنود الأمريكيين والبريطانيين وجنود الناتو الذي دفعوا حياتهم ثمنا خلال عشرين عاما. وتجاهل بايدن بغباء فكرة عودة طالبان إلى السلطة، وهو ما قاد إلى تراجع شعبيته بين الأمريكيين ولم تتعاف أبدا.

تخطبه في أوكرانيا
واستمر تخبطه في أوكرانيا، فقد توقعت المخابرات الأمريكية وبدقة غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا، لكنها قللت من قدرات الروس.  فلو حذر بايدن بوتين في كانون الثاني/يناير 2022 بأن الناتو سيتعامل مع أي هجوم باعتباره تهديدا للأمن الجماعي لأوروبا (وهو ما كان عليه وما زال)، وأن الناتو سيدافع في مثل هذه الظروف عن أوكرانيا، فهل كان هناك من يعتقد مضي بوتين حقا في الغزو؟

ومع ذلك منح بايدن وزنا غير حقيقي لتهديدات بوتين النووية مع استمرار الغزو، ثم أخذ في تقديم مساعدات عسكرية متأخرة جدا. وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات، ومع مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير بلد بالكامل وإنفاق مئات المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية والأوروبية، تواصل روسيا السيطرة على الأراضي في وقت تنزف فيه أوكرانيا ببطء حتى الموت.



ثم اجتمعت سذاجة بايدن وحذره المفرط في تضخيم وخلق مصيبة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وقد تحايل عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم الضمير أكثر من مرة.  ومستغلا دعم بايدن القوي لإسرائيل، مضى نتنياهو فيما تخشى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أن تكون حملة متعمدة لإبادة جماعية للفلسطينيين في غزة. لقد تجاهل نتنياهو مرارا وتكرارا الخطوط الحمراء التي وضعها بايدن، كما في رفح مثلا والمساعدات الإنسانية، بينما استفاد نتنياهو في الوقت نفسه من عمليات تسليم قياسية للأسلحة الأمريكية. ووسع الحرب بتحد إلى لبنان وسوريا، وجر القوات الأمريكية إلى مواجهة مباشرة مع إيران.

ويظل نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف أكبر عقبة أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وعائلات الأسرى الذي يعمل البيت الأبيض جاهدا لتحقيقه قبل نهاية فترة الإدارة الحالية، لقد اعتبر بايدن أحمقا. والأسوأ من ذلك أنه جعل الولايات المتحدة طرفا في الإبادة الجماعية.

لم ينجزأ أي شيء
وتعهد بايدن بإحياء الاتفاقية النووية التي وقعتها إيران مع دول عالمية، لكنه لم ينجز أي شيء. وشيطن ولي العهد السعودي بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي ثم صافحه وطلب منه المساعدة على زيادة ضخ النفط.

لقد استند نهج بايدن الأيديولوجي إلى ثلاثة ركائز وكلها متداعية. الأولى، هو شعار حملته الانتخابية لعام 2020 بأن السياسة الخارجية يجب أن تخدم "الطبقة المتوسطة" في أمريكا، حيث كانت هذه محاولة غير متماسكة لإقناع الناخبين بأن المشاركة العالمية للولايات المتحدة، على عكس عزلة ترامب الشعبوية، كانت في مصلحتهم، ولم يصدقه معظمهم. أما الركيزة الثانية فهي الادعاء المثير للجدال بأن الهيمنة العالمية للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لم تنته، على الرغم من أنها كانت كذلك بوضوح. وأعلن بايدن: "أمريكا عادت!". إلا أنه بعد أربع سنوات، وعلى الرغم مما أشاد به وزير الخارجية أنتوني بلينكن باعتباره "تجديدا استراتيجيا"، فإنها ليست كذلك. إن الركيزة الثالثة التي يتبناها بايدن والتي تتلخص في "نحن وهم"، أي أن الولايات المتحدة تقود صراعا وجوديا عالميا بين الديمقراطية والاستبداد، وقد عملت عن غير قصد على توسيع هذا الصدع نفسه، فالصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية ودول مجموعة البريكس و"الجنوب العالمي" تتحد بشكل متزايد لتحدي النظام القائم على القواعد الذي يهيمن عليه الغرب. وربما كان بايدن قد حقق بعض الأمور الصحيحة على الصعيد العالمي، مثل إعادة العلاقات بين طرفي الأطلنطي وتعبئته للناتو من أجل الرد على الغزو الروسي وتقويته للتحالفات في منطقة آسيا والباسيفيك في محاولة لاحتواء التوسع الصيني ومصادقته الهند، كما ودعم التحركات لمواجهة التغيرات المناخية.

ومأساة بايدن أنه أصبح رئيسا في شتاء عمره. فلو كان رئيسا في زمن الحرب الباردة لأنجز الكثير. وعندما وصل إلى البيت الأبيض أخيرا، وجد سناتور ولاية ديلاوار الذي انتخب لها أولا عام 1972 العالم وقد تغير بطريقة لم يعد يتعرف عليه.

واعتقد بايدن صادقا بأن طالبان ستلتزم بوعودها وكان خائفا من الحرب النووية، لكن بوتين الخائن لعب بقواعد أخرى. واعتقد أن نتنياهو يريد السلام. ولن يتم نسيان سذاجة كهذه. ولقد وثق "جون الصادق" بالناس، لكن إرثه في عصر ما بعد جيمي كارتر هو أنه لا يمكن الثقة بالساسة أبدا.

مقالات مشابهة

  • كوبا تفرج عن 553 سجيناً بعد قرار واشنطن
  • بايدن يرفع كوبا من قائمة الإرهاب.. هل يعيدها ترامب مجددا؟
  • مسؤولون أميركيون: بايدن قرر رفع كوبا من لائحة الدول الراعية للإرهاب
  • بايدن يبلغ الكونجرس إزالة كوبا من قوائم الإرهاب
  • إدارة بايدن تعلن عن خطط لإزالة كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب
  • مسئول أمريكي: بايدن يقرر رفع كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب
  • قبل مغادرة البيت الأبيض..بايدن يحذف كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب
  • بايدن يلقي خطاب الوداع في وزارة الخارجية الأمريكية
  • أوبزيرفر: سذاجة بايدن جعلت النظر إليه كأحمق في السياسة الخارجية