سلط مقال في صحيفة "معاريف" للدكتور شاي هار تسفي رئيس قسم السياسة الدولية والشرق الأوسط في معهد السياسة والاستراتيجية بجامعة رايخمان، عودة ترامب وتأثيراتها على الشرق الأوسط.

وقال تسفي، إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي بطبيعة الحال إلى تغييرات جوهرية في سياسة الإدارة الأمريكية على الصعيدين الدولي والإقليمي".



وأضاف، "على عكس فترة ولايته الأولى، يبدو أن ترامب هذه المرة أكثر نضجًا واستعدادا، يعرف النظام الحكومي بشكل أفضل، ويدرك أن هذه ربما تكون فرصته الأخيرة لترك بصمة تاريخية في الشرق الأوسط، استكمالًا لاتفاقات أبراهام، وقضائه على سليماني، وصفقة القرن التي لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن".



وأوضح تسفي، أنه "في المقام الأول، سيسعى ترامب لتحقيق وعده الانتخابي - تحسين الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، خفض تكاليف المعيشة، ومكافحة ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين، وذلك من خلال استخدام قوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية لتحقيق هذه الأهداف".

وأشار تسفي إلى أن التهديدات بإعادة قناة بنما إلى سيطرة الولايات المتحدة، والسيطرة على غرينلاند؛ الرسائل المهينة لترودو كما لو أن كندا هي الولاية الـ51 للولايات المتحدة؛ الرغبة في تغيير اسم خليج المكسيك؛ مطالبة دول الناتو بزيادة نفقاتها الدفاعية - كل هذه هي أدوات الضغط التي يمتلكها رئيس الولايات المتحدة للتفاوض من موقع قوة.

ويعتقد ترامب بحسب الكاتب، أن هذه الضغوط ستساعده على تحقيق نتائج اقتصادية، وتقليص الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الأمريكية، والسيطرة على مسارات الشحن والموارد الطبيعية، وتقليل استثمارات الولايات المتحدة في المساعدات الأمنية والعسكرية للدول حول العالم.

ويرى تسفي، أن طموحه في إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط ينبع من الفهم بأن هذه الحروب تجذب الولايات المتحدة لاستثمار موارد سياسية واقتصادية كبيرة، وكلما طالت، قد تؤدي إلى تورط أكبر للولايات المتحدة وتؤثر على قدرتها على التركيز على القضايا الرئيسية بالنسبة لها.

وبحسب تسفي، فإن الهدف الرئيسي لترامب في الشرق الأوسط سيكون تحقيق الاستقرار. ومن هنا، فإن الأهداف الثلاثة الرئيسية بالنسبة له ستكون إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المختطفين والمختطفات، اتفاق تطبيع تاريخي بين إسرائيل والسعودية، ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وفي هذه القضية، يبدو أن الخيار المفضل لترامب في الوقت الحالي سيكون اتفاق نووي (2)، يضمن أن إيران لن تحافظ على وضعها كدولة على عتبة القدرة النووية ولن تتمكن من الوصول إلى السلاح النووي، لتحقيق ذلك، سيعود ترامب لدفع تصور الضغط الأقصى، مع التهديد بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة، وربما حتى إشارات إلى الاستعداد للعمل العسكري و/أو تقديم مساعدات لإسرائيل بالوسائل اللازمة لذلك. وذلك لتوضيح لإيران الثمن الباهظ الذي قد تدفعه إذا رفضت الصفقة الجديدة، بحسب تسفي.



أما بالنسبة لاتفاق التطبيع، يرى ترامب أن ذلك هو "الجوهر" الذي يحمل في طياته إمكانات لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية للولايات المتحدة، وحتى مكاسب شخصية له مثل جائزة نوبل للسلام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، لن يتردد ترامب في ممارسة ضغوط على نتنياهو للتساهل في موقفه من السلطة الفلسطينية، بفهم أن هذه قد تكون عقبة في طريق التطبيع من جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما قال الكاتب.

وقال الكاتب، إن السياسة المتوقعة لترامب تعيد خلط الأوراق في المنطقة. بالفعل، يترك ترامب بصمته على العمليات في المنطقة، كما يتضح من التقارير عن تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل وحماس. بالنسبة لإسرائيل، هذه فرصة لتشكيل واقع أمني وسياسي محسن، يتمحور حول ضرب قدرات إيران بشكل قاسي، وضمان أنها لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي.

وأضاف، أنها اللحظة التي يجب على رئيس الوزراء اتخاذ قرارات استراتيجية شجاعة وحاسمة لمستقبل دولة إسرائيل، وفي مقدمتها إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع المختطفين والمختطفات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ترامب الشرق الأوسط إيران التطبيع إيران الشرق الأوسط التطبيع ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للولایات المتحدة الولایات المتحدة الشرق الأوسط أن هذه

إقرأ أيضاً:

تقرير: توقعات بارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط

سجل إنتاج الغاز في الشرق الأوسط ارتفاعا بنسبة 2.2 في المائة خلال عام 2024، ليصل إلى 741 مليار متر مكعب.

وتوقع تقرير حديث نشرت معطياته وسائل اعلام شرق أوسطية الأحد، ارتفاع إنتاج الشرق الأوسط من الغاز الطبيعي بنسبة 66.5 في المائة، ليصل إلى 1.15 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، مقارنة بعام 2023 (694 مليار متر مكعب).

كما توقع التقرير ارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط بنسبة 21 في المائة، ليبلغ 841 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، قبل أن يصل إلى 996 مليارا بحلول عام 2040.

وشكل إنتاج الغاز في الشرق الأوسط ، وفق التقرير ،قرابة 17 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي خلال عام 2023، مرجحا أن ترتفع هذه الحصة إلى 22 في المائة بحلول منتصف القرن.

وتابع التقرير، أن الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي بلغ 4.078 تريليون متر مكعب عام 2023، ومن المتوقع ارتفاعه بنسبة 31 في المائة إلى 5.317 تريليون متر مكعب بحلول 2050.

الى ذلك أفادت بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز، بأن إنتاج المنطقة من الغاز الطبيعي ارتفع بنسبة 51 في المائة خلال السنوات الـ14 الممتدة من 2010 إلى 2023، ليقفز من 460 مليار ا إلى 694 مليار متر مكعب.

ومن المتوقع ، وفق البيانات ذاتها، استمرار هذه الطفرة بنمو إنتاج الشرق الأوسط بمقدار 461 مليار متر مكعب حتى عام 2050، بفضل التوسعات التي تجري في دول المنطقة، لا سيما قطر والسعودية وعمان والإمارات.

وأشارت الى أن موارد الغاز التقليدية تهيمن على إنتاج المنطقة بصوره شبه كاملة، وإن كانت المصادر غير التقليدية قد شهدت زخما متصاعدا خلال السنوات الأخيرة ، حيث ارتفع إنتاج الغاز غير التقليدي في الشرق الأوسط إلى 15 مليار متر مكعب، أو ما يعادل 2.2 في المائة من إجمالي إنتاج المنطقة في عام 2023.

كلمات دلالية ارتفاع الشرق الاوسط الغاز انتاج

مقالات مشابهة

  • زعيم الشرق الأوسط
  • ترامب: الأوروبيون يستغلون الولايات المتحدة
  • ترامب: نحقق تقدمًا جيدًا بشأن الصراع في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره البلغاري التطورات في الشرق الأوسط
  • Inforte تستحوذ على Shifra
  • مايك والتز: إذا امتلكت إيران أسلحة نووية سينفجر الشرق الأوسط
  • تقرير: توقعات بارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط
  • غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد
  • السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب
  • بسبب ترامب..السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة