هكذا يخطط ترامب لاستعادة السيطرة على الشرق الأوسط.. التطبيع والعقوبات والتهديدات
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
سلط مقال في صحيفة "معاريف" للدكتور شاي هار تسفي رئيس قسم السياسة الدولية والشرق الأوسط في معهد السياسة والاستراتيجية بجامعة رايخمان، عودة ترامب وتأثيراتها على الشرق الأوسط.
وقال تسفي، إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي بطبيعة الحال إلى تغييرات جوهرية في سياسة الإدارة الأمريكية على الصعيدين الدولي والإقليمي".
وأضاف، "على عكس فترة ولايته الأولى، يبدو أن ترامب هذه المرة أكثر نضجًا واستعدادا، يعرف النظام الحكومي بشكل أفضل، ويدرك أن هذه ربما تكون فرصته الأخيرة لترك بصمة تاريخية في الشرق الأوسط، استكمالًا لاتفاقات أبراهام، وقضائه على سليماني، وصفقة القرن التي لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن".
وأوضح تسفي، أنه "في المقام الأول، سيسعى ترامب لتحقيق وعده الانتخابي - تحسين الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، خفض تكاليف المعيشة، ومكافحة ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين، وذلك من خلال استخدام قوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية لتحقيق هذه الأهداف".
وأشار تسفي إلى أن التهديدات بإعادة قناة بنما إلى سيطرة الولايات المتحدة، والسيطرة على غرينلاند؛ الرسائل المهينة لترودو كما لو أن كندا هي الولاية الـ51 للولايات المتحدة؛ الرغبة في تغيير اسم خليج المكسيك؛ مطالبة دول الناتو بزيادة نفقاتها الدفاعية - كل هذه هي أدوات الضغط التي يمتلكها رئيس الولايات المتحدة للتفاوض من موقع قوة.
ويعتقد ترامب بحسب الكاتب، أن هذه الضغوط ستساعده على تحقيق نتائج اقتصادية، وتقليص الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الأمريكية، والسيطرة على مسارات الشحن والموارد الطبيعية، وتقليل استثمارات الولايات المتحدة في المساعدات الأمنية والعسكرية للدول حول العالم.
ويرى تسفي، أن طموحه في إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط ينبع من الفهم بأن هذه الحروب تجذب الولايات المتحدة لاستثمار موارد سياسية واقتصادية كبيرة، وكلما طالت، قد تؤدي إلى تورط أكبر للولايات المتحدة وتؤثر على قدرتها على التركيز على القضايا الرئيسية بالنسبة لها.
وبحسب تسفي، فإن الهدف الرئيسي لترامب في الشرق الأوسط سيكون تحقيق الاستقرار. ومن هنا، فإن الأهداف الثلاثة الرئيسية بالنسبة له ستكون إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المختطفين والمختطفات، اتفاق تطبيع تاريخي بين إسرائيل والسعودية، ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وفي هذه القضية، يبدو أن الخيار المفضل لترامب في الوقت الحالي سيكون اتفاق نووي (2)، يضمن أن إيران لن تحافظ على وضعها كدولة على عتبة القدرة النووية ولن تتمكن من الوصول إلى السلاح النووي، لتحقيق ذلك، سيعود ترامب لدفع تصور الضغط الأقصى، مع التهديد بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة، وربما حتى إشارات إلى الاستعداد للعمل العسكري و/أو تقديم مساعدات لإسرائيل بالوسائل اللازمة لذلك. وذلك لتوضيح لإيران الثمن الباهظ الذي قد تدفعه إذا رفضت الصفقة الجديدة، بحسب تسفي.
أما بالنسبة لاتفاق التطبيع، يرى ترامب أن ذلك هو "الجوهر" الذي يحمل في طياته إمكانات لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية للولايات المتحدة، وحتى مكاسب شخصية له مثل جائزة نوبل للسلام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، لن يتردد ترامب في ممارسة ضغوط على نتنياهو للتساهل في موقفه من السلطة الفلسطينية، بفهم أن هذه قد تكون عقبة في طريق التطبيع من جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما قال الكاتب.
وقال الكاتب، إن السياسة المتوقعة لترامب تعيد خلط الأوراق في المنطقة. بالفعل، يترك ترامب بصمته على العمليات في المنطقة، كما يتضح من التقارير عن تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل وحماس. بالنسبة لإسرائيل، هذه فرصة لتشكيل واقع أمني وسياسي محسن، يتمحور حول ضرب قدرات إيران بشكل قاسي، وضمان أنها لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي.
وأضاف، أنها اللحظة التي يجب على رئيس الوزراء اتخاذ قرارات استراتيجية شجاعة وحاسمة لمستقبل دولة إسرائيل، وفي مقدمتها إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع المختطفين والمختطفات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ترامب الشرق الأوسط إيران التطبيع إيران الشرق الأوسط التطبيع ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للولایات المتحدة الولایات المتحدة الشرق الأوسط أن هذه
إقرأ أيضاً:
«صفقة كبرى» .. هل يشهد الشرق الأوسط عهدًا جديدًا مع ترامب؟
سرايا - أسبوع واحد فقط يفصل العالم عن عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض ومواجهة سلسلة من الصراعات في الشرق الأوسط.
ومع استمرار الحرب في غزة وإعادة التحالف الإيراني تجميع نفسه بعد سلسلة من الخسائر، تبدو الدبلوماسية احتمالا بعيدا إلى حد ما لكن الرئيس الأمريكي المنتخب معروف بنهجه "فن الصفقة" في عالمي الأعمال والسياسة.
ويزعم المسؤولون السابقون المطلعون على الأمر أن التغييرات الهائلة التي اجتاحت المنطقة على مدى السنوات الأربع الماضية وخاصة في الأشهر الأخيرة توفر أيضًا فرصًا جديدة لصفقة كبرى وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية.
وقال مسؤول حكومي سابق قريب من القضايا المعنية للصحيفة "التحديات كبيرة في الشرق الأوسط، لكن الفرص حقيقية.. قد لا تتحقق، لكنها تستحق المحاولة".
ووفقا للمسؤول السابق فإن ترامب بلا شك يريد الحصول على "الصفقة الكبرى" وهي شيء يتعلق بإيران يتم تحقيقه إما من خلال التفاوض أو القوة أو مزيج من الاثنين بما يغير السنوات الماضية من قدرة إيران على الهيمنة السلبية على المنطقة، والتي تمثل تحديًا للولايات المتحدة والشركاء والحلفاء".
كما أشار المسؤول الحكومي السابق أيضا إلى ما وصفه بـ"الصفقة السعودية" عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلا إن ترامب يسعى أيضًا إلى الحصول عليها "لأسباب عديدة".
ربما فاز ترامب بإنجاز مهم في الشرق الأوسط في توسطه الناجح للاتفاقيات الإبراهيمية لكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود ظل نقطة عمياء مستعصية على الدبلوماسية الأمريكية وتفاقم بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي أشعلت فتيل العنف في جبهات متعددة وجذبت مجموعة من الفاعلين بينهم الولايات المتحدة.
ومن بين اللاعبين الأكثر أهمية في المعركة، كانت إيران، التي انضمت إلى القتال سواء من خلال تحالف ما يسمى "محور المقاومة" أو من خلال تبادل غير مسبوق للضربات المباشرة مع إسرائيل وذلك بعدما سرعت أنشطتها النووية عقب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018 كما تعرض حلفاؤها لعدد من النكسات مؤخرا.
وبدأت النكسات بتفجيرات أجهزة البيجر التابعة لحزب الله في سبتمبر/أيلول الماضي ثم مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله في غارة جوية إسرائيلية وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وقعت إسرائيل وحزب الله على اتفاق لوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا ينتهي بعد أيام من تولي ترامب منصبه إذا لم يتم تمديده.
وبعد الهدنة، شنت "هيئة تحرير الشام" هجومًا مفاجئًا أطاح في النهاية بنظام الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.
وفي تصريحات لـ"نيوزويك"، قال مسؤول حكومي سابق "لقد أرسلت إيران إشارات واضحة حتى قبل العملية الجوية الإسرائيلية الأخيرة بأنها تريد التعامل، سواء كان الاتفاق شيئًا مثل خطة العمل الشاملة المشتركة، أو ترتيبًا جديدًا، أو ترتيبًا جزئيًا، فهم يريدون التعامل"، مشيرا إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها طهران.
واعتبر المسؤول السابق أن "البيئة لاستكشاف معالم الصفقة على الأقل أفضل الآن مما كانت عليه في أي وقت".
ورجح دوغلاس سليمان، رئيس معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن يعيد ترامب صياغة سياسة "الضغط الأقصى" الخاصة به من خلال القيود الاقتصادية كورقة تفاوضية مع طهران، معربا عن اعتقاده بأن الرئيس المنتخب "سيكون على استعداد للتفاوض وقبول أمر بديل للاتفاق النووي".
وبالإضافة إلى العوامل الخارجية، قد تساعد الوعود بالتحسين الاقتصادي التي أطلقها الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أيضًا في تهيئة الظروف للتوصل إلى اتفاق.
ورغم دور بزشكيان في تشكيل سياسات إيران، فإن السلطة النهائية في يد المرشد الأعلى علي خامنئي كما يلعب مستشاروه "المتشددون" في المجلس الأعلى للأمن القومي والحرس الثوري أدوارًا مؤثرة أيضًا، وفق الصحيفة.
وفي واشنطن، يستعد ترامب لإحضار مجموعته الخاصة من المتشددين والذين أعرب بعضهم عن وجهات نظر "تدعم العمل العسكري وحتى السعي إلى تغيير النظام في طهران".
ودائما ما أعلن ترامب نيته "وقف الحروب" بدلاً من بدئها، لكنه هدد أيضًا بضرب إيران وفي 2020، اتخذ خطوة غير مسبوقة بإصدار أمر بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في العراق وبعد 5 سنوات، لا يزال التهديد بالمواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران كبيرًا.
وقال ميك مولروي، الذي شغل سابقًا منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، "ليس من المستبعد، أن تشارك واشنطن في ضربة ضد المنشآت النووية في إيران إذا كانت المعلومات الاستخباراتية واضحة أنها تسعى للحصول على سلاح نووي".
وحول نهج إدارة ترامب لإنهاء حرب غزة، قال برايان هيوز المتحدث باسم الفريق الانتقالي "الرئيس ترامب ملتزم بإعادة السلام والازدهار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. سيشمل هذا العمل بالتنسيق الوثيق مع شركائنا العرب والإسرائيليين لضمان ازدهار غزة يومًا ما" وهو ما أثار الأمل لدى المراقبين.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#الخليج#ترامب#إيران#المنطقة#السعودية#سليماني#العراق#سياسة#الله#العمل#القدس#الدفاع#غزة#علي#الثاني#رئيس#الرئيس
طباعة المشاهدات: 927
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 13-01-2025 09:47 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...