التطبيع والعقوبات والتهديدات.. هكذا يخطط ترامب للهيمنة على الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
الولايات المتحدة – الباحث الإسرائيلي شاي هار تسفي إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي إلى تغييرات جوهرية في سياسة واشنطن على الساحة الدولية والإقليمية، بين الترغيب والترهيب.
وأضاف هار تسفي في مقال لصحيفة “معاريف”: “على النقيض من فترة الولاية الأولى، يبدو أن ترامب يصل هذه المرة أكثر نضجا واستعدادا، ويعرف نظام الحكم بشكل أفضل، ويدرك أن هذه ربما تكون فرصته العظيمة الأخيرة ليترك بصمته التاريخية في الشرق الأوسط أيضا.
وتابع: “أولا وقبل كل شيء، سيسعى ترامب جاهدا لتحقيق وعده الانتخابي، وهو تحسين الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، وخفض تكاليف المعيشة ومكافحة ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين وغيرها، مع استخدام قوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية لتحقيق هذه الأهداف”.
وبحسب الباحث الإسرائيلي فإن “ترامب يرى أن هذه الضغوط ستساعده في استخلاص فوائد اقتصادية، وخفض الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الأمريكية، والسيطرة على الممرات الملاحية والموارد الطبيعية، وتقليل الاستثمارات الأمريكية في المساعدات الأمنية والعسكرية لدول العالم، ورغبته في إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا تنبع من إدراك أن هذه الأمور تقود الولايات المتحدة إلى استثمار العديد من المدخلات السياسية والاقتصادية، وطالما استمرت، فإنها ستجذب الولايات المتحدة إلى مشاركة أكبر وتحجب قدرتها على التركيز على القضايا المركزية بالنسبة لها”.
ولذلك فإن هدف ترامب الرئيسي في الشرق الأوسط سيكون تحقيق الاستقرار، ويترتب على ذلك تحقيق الأهداف الثلاثة الرئيسية وهي إنهاء الحرب في غزة وعودة الأسرى، واتفاقية تطبيع تاريخية بين إسرائيل والسعودية ومنع حصول إيران على الأسلحة النووية.
وأضاف هار تسفي: “في هذه القضية، يبدو أن الخيار المفضل لدى ترامب، في الوقت الحالي، سيكون اتفاقا نوويا جديدا، سيضمن عدم احتفاظ إيران بوضعها كدولة على عتبة الحصول على أسلحة نووية، ولن تتمكن من اختراقها. ولتحقيق هذه الغاية، سوف يروج ترامب مرة أخرى لمفهوم الضغط الأقصى، بينما يهدد بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة، وربما يلمح حتى إلى الاستعداد للعمل العسكري أو مساعدة إسرائيل بالوسائل اللازمة. وهذا لكي يوضح لإيران الثمن المؤلم الذي قد تدفعه إذا رفضت صفقة جديدة”.
وبحسب الباحث “بالنسبة لاتفاق التطبيع، فيراه ترامب جوهرة التاج الذي يحمل القدرة على توليد مكاسب استراتيجية واقتصادية للولايات المتحدة، وحتى مكاسب شخصية له، مثل جائزة نوبل للسلام. ولن يتردد ترامب في الضغط على نتنياهو ليكون مرنا في علاقته مع السلطة الفلسطينية، على أساس أن ذلك قد يكون حجر عثرة في طريق التطبيع من جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”.
وخلص هار تسفي إلى أن “سياسة ترامب المتوقعة هي إعادة خلط الأوراق في المنطقة، وقد بدأ ترامب بالفعل في وضع بصمته على العمليات في المنطقة، كما هو واضح في التقارير عن تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
مضيفا أنه “بالنسبة لإسرائيل فإن هذه فرصة لتصميم واقع أمني سياسي أفضل، يتمحور حول إلحاق ضرر جسيم بقدرات إيران، وضمان عدم تمكنها من الحصول على الأسلحة النووية، وهذا هو الوقت المناسب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرارات استراتيجية جريئة ومصيرية لمستقبل دولة إسرائيل، وعلى رأسها إنهاء الحرب في غزة وعودة جميع المختطفين”.
المصدر: معاريف
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أردوغان: إدارة ترامب تجري "حسابات خاطئة" في الشرق الأوسط
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجري "حسابات خاطئة" فيما يتعلق بالشرق الأوسط، مضيفاً أن الالتفات إلى "الأكاذيب الصهيونية" لن يؤدي إلا إلى تفاقم الصراعات.
ورفضت تركيا خطة ترامب لإخراج أكثر من مليوني فلسطيني من قطاع غزة وسيطرة الولايات المتحدة عليه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأفادت تركيا بأن "هجوم إسرائيل على غزة يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية"، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات دولية ضد حكومة تل أبيب.
وقال أردوغان وفقاً لنص تصريحات للصحافيين خلال رحلة العودة من ماليزيا وإندونيسيا وباكستان: "للأسف، الولايات المتحدة تجري حسابات خاطئة في منطقتنا. يجب علينا ألا ننخرط في نهج يتجاهل تاريخ المنطقة وقيمها وتراكماتها".
#BREAKING 'It's absolutely unacceptable to approve this forced displacement. This would be pure brutality,' says Turkish President Erdogan, referring to Trump's Gaza plan pic.twitter.com/In0VNXSEQa
— Anadolu English (@anadoluagency) February 14, 2025وأضاف أردوغان أنه يتوقع وفاء ترامب بوعوده الانتخابية باتخاذ خطوات من أجل السلام بدلاً من صنع صراعات جديدة.
وتابع الرئيس التركي قائلاً: إنه "لا يرى أي مؤشرات حقيقية لوقف إطلاق نار في غزة رغم اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماسط، مضيفاً أن العالم الإسلامي لم يتمكن بعد من اتخاذ خطوة جماعية في هذه القضية.