بوشيكيان: الرئيس ميقاتي كان يستحقّ إعادة تكليفه بتأليف حكومة العهد الأولى
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
رأى وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشيكيان أنّه "وبغضّ النظر عمّا يكتنزه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام من سمعة طيبة وحميدة، ومن دور قضائي دولي يفتخر به لبنان واللبنانيون، الا أن الرئيس نجيب ميقاتي كان يستحق إعادة تكليفه بتأليف حكومة العهد الأولى، نظراً إلى خبراته في قيادة السلطة التنفيذية، ولنجاحه خلال الثلاث سنوات ونصف السنة الأخيرة، في إدارة الانهيار النقدي والاقتصادي وفرملة انحدار البلاد باتجاه نقطة الارتطام الكبير".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تحديات قد تجعل الحكومة حكومة تصريف اعمال
تشكلت الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام بعد مفاوضات مكثفة، حيث وافق "الثنائي الشيعي" على المشاركة في التشكيلة النهائية رغم الخلافات السابقة، خاصة بشأن الحقائب الوزارية وحصة التمثيل الشيعي.
ومع دخول مرحلة صياغة البيان الوزاري الذي قد يصدر اليوم، تبرز تحديات جديدة، أبرزها قضية منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، ومسألة نزع السلاح شمال نهر الليطاني.
حصل "الثنائي الشيعي" على 4 حقائب من أصل 5 مخصصة للتمثيل الشيعي، بما فيها وزارة المالية التي كانت نقطة خلاف رئيسية. وتم حل الخلاف حول الحقيبة الخامسة وزارة التنمية الإدارية باختيار فادي مكي بعد مفاوضات مكثفة، ما سمح بتشكيل الحكومة دون تعطيل .
رغم التوترات الأولية، اضطر "الثنائي" إلى التعاون مع سلام تحت ضغوط داخلية (تفاقم الأزمة الاقتصادية) وخارجية (الضغوط الدولية لتنفيذ الإصلاحات)، خاصة بعد تراجع دعمه الشعبي على الصعيد الوطني عقب الانتخابات البرلمانية 2022 .
منعت السلطات اللبنانية هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت، بدعوى المخاوف الأمنية والعقوبات الدولية على الطيران الإيراني، ما أثار احتجاجات عنيفة من أنصار الثنائي الشيعي، وتطور الأمر إلى اعتداءات على قوات اليونيفيل.
أعلنت استعدادها لإعادة اللبنانيين العالقين في إيران عبر طائرات "الشرق الأوسط"، لكن السلطات الإيرانية لم تمنح الأذونات اللازمة حتى الآن، لكن الثنائي وتحديدا "حزب الله" ينظر إلى القرار كاستجابة للضغوط الغربية، خاصة مع اتهامات إسرائيلية بتهريب أسلحة عبر المطار. وقد استغل الثنائي الأزمة لتعبئة الشارع الشيعي ضد الحكومة، مما يهدد استقرار التحالف الهش بين الطرفين.
كما ان الحكومة والأطراف الدولية تمهد لطرح فكرة نزع سلاح "حزب الله" شمال الليطاني، اضافة الى جنوب النهر، بينما يصر الثنائي على إبقاء دور "المقاومة" في البيان الوزاري كشرط لمنح الثقة.
عبرت المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس عن رفضها لأي مشاركة لحزب الله في الحكومة، ودعت إلى "إنهاء نفوذه" و"حصر السلاح بيد الدولة"، وهو ما يعقد المفاوضات حول صياغة البيان، لانه يجعل اي تنازل من رئيس الحكومة اداة لمنع المساعدات عن لبنان.
يحاول نواف سلام إيجاد صيغة توفيقية بين المطالب الدولية ومصالح الثنائي، مثل الإشارة إلى "مقدمة الدستور" من دون تشريع سلاح الحزب، لكن ذلك قد لا يُرضي أيا من الطرفين .
كذلك يستعد الثنائي لاستغلال حدث انسحاب اسرائيل من القرى لتظهيره كـ"انتصار للمقاومة"، بينما تسعى الحكومة لتوظيفه كدليل على شرعيتها في تعزيز السيادة، وقدرتها على تعويض وظيفة سلاح الحزب.
اما الاستحقاق الاهم، بالنسبة للحزب على الاقل، فهو تشييع السيد حسن نصرالله، قد يُستخدم الحدث كورقة ضغط لتعزيز المطالب السياسية للثنائي، خاصة إذا شعر بالإضعاف جراء الخلافات الحالية .
قد يمنح الثنائي الثقة إذا تضمن البيان الوزاري بنوداً غامضة حول السلاح وحق "المقاومة"، مع تجنب المواجهة المباشرة مع الضغوط الدولية، لكن في حال فشل المفاوضات بهذا الشأن، قد يمتنع الثنائي عن دعم الحكومة باستخدام "الثلث المعطل" (43 مقعداً)، مما يحولها إلى حكومة تصريف أعمال ويفاقم الأزمة الاقتصادية .
تواجه حكومة نواف سلام تحدياً ثلاثياً: إرضاء المجتمع الدولي عبر الإصلاحات، احتواء الثنائي الشيعي للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وإدارة الأزمات العاجلة مثل أزمة الطائرة الإيرانية. النجاح في هذه المعادلة مرهون بقدرتها على تقديم تنازلات تكتيكية من دون تفجير الصراعات الكامنة، في ظل بيئة إقليمية متقلبة وضغوط غربية متصاعدة. المصدر: خاص "لبنان 24"