في عام 2003، تزوجت «رحمة» من زوجها الذي يكبرها بـ10 سنوات، بعد أن دبر والدها الزيجة، ووضعها أمام الأمر الواقع يوم التعارف، وعلى الرغم من أنها كانت مجبرة عليه فإنها رضخت وتعاملت معه بشكل طبيعي، ولم تعلم سبب الزواج إلا قبل أيام قليلة بعد مرور أكثر من 22 عاما، لتسجل داخل دعاوى محاكم الأسرة أسبابا غريبة أثارت فضول كل من سمع قصتها، وأقامت دعوى خلع بعد رفض الزوج الطلاق بالتراضي، فما القصة؟

خلع بعد 22 سنة زواج

على كرسي خشبي تهالك منذ سنوات، جلست رحمة داخل محكمة الأسرة وشريط حياتها يعاد أمامها، بعد أن عاشت حياتها في منزل مع رجل صورة طبق الأصل من والدها؛ إذ عانت في كل لحظة داخل ظلام دامس من اليوم الأول، وهي تحاول أن تفسر تصرفات زوجها وعائلته الذين عكروا صفو حياتها وحطموا آمالهم في إيجاد فرصة لتغيير طباع زوجها معها أو طفليها؛ وخلال انتظارها لميعاد جلستها حكت لـ«الوطن» سبب تقدمها بدعوى الخلع، لتسرد تفاصيل أشبه بفيلم على حد تعبيرها.

«أشكي همي لمين وكل اللي حواليا كانوا شايفني بعاني وساكتين وهنت عليهم».. كلمات يتخللها الحزن تمتمت بها «رحمة»: «من 23 سنة لقيت أبويا بيباركلي إني اتخطبت وطبعا مكنتش أعرف العريس مين ولا أمتى، وتاني يوم جه ولبسنا الدبل ومكنتش اعرف حاجه غير اسمه، وبدأنا نجهز للفرح وكنت طول الفترة دي بعيط بس لأهلى عشان اعرف سبب الجوازة الغريبة دي، وكان كل اللي يسمع يستغرب ويسأل»، وبعد أشهر وجدت نفسها تحت سقف واحد معه لكنه كان غريب عنها في الشكل والملامح، لكنها تعيش مع طباع والدها التي كانت ترغب في الهرب منها منذ الصغر»، وفقا لحديثها.

وبعد شهر بدأ الجميع يسألها عن سبب عدم إنجابها لطفل، وكانت تستغرب أسئلتهم وصابرة، وتعلم أن زيجتها حكمة من الله تعالى، لكن الله أذن بإنجابهما بعد عام، تقول: «طول السنة الأولى كنت كارهة حياتي بسبب أفعاله، وكل ما أشتكي لحد ألاقي تبريرات إن كل الرجالة كدا، وفي خناقة لقيته بيضربني بيعايرني وبيقولي إن أبويا اللي عرض عليه يتجوزني لأني كنت عديت الـ20 سنة من غير جواز، وإنه باعني عشان الفلوس»، وألم الضرب لم يساو الألم الذي شعرت به حينها بسبب كلماته الذي نزلت على قلبها مزقته، وبعدها تأقلمت على حياتها التي كانت أشبه بالجحيم ومهما فعل معها لم تشتك حتى لنفسها، على حد حديثها.

الزوج خدع الزوجة بطريقة غريبة 

في كل مرة كان يفعل الزوج شيئا سيئا في حقها كانت تسكت، حتى أصبح صورة طبق الأصل من النساء اللواتي كانت تحتقر تفكيرهن، لكنها كانت تحترق من الداخل وهي تعلم بأنه على علاقة بغيرها، أو أنه يتأخر خارج المنزل بالأيام: «كنت بقول منهم لله اهلي، ومقباش ليا مكان ألجأ ليه، وقولت أربي العيال، وارضى بحالي».. بين كل كلمة والأخرى كلن يذكرها الزوج وعائلته بسبب زيجتهما حتى تكمل حياتها كخادمة دون أن تعترض، ولم تفكر ولو للحظة أن تترك المنزل، ما جعلها تعيش حياتها وحيدة مع الأذى النفسي والجسدي الذي كانت تتعرض لهما، وفقًا لحديثها.

عاشت رحمة بين 4 جدران مع أولادها الـ3، وكانت والدته وأشقائه الـ5 محور حياتها، وهم يتففنوا في عذابها واستغلالها، وكانت تحاول جاهدة أن تنقذ المركب من الغرق، وتحرم نفسها من كل شيء من ملاذ الحياة حتى توفر لأولادها حياة كريمة، حتى جاء يوم وفاة والدها ولاحظت تغيب زوجها عن العزاء، فاستغرب وسألت شقيقته لترد عليها بقلب بارد وضحكة تدل على استفزازها: «بيتجوز».

أخذت «رحمة» الحديث على سبيل الهزار وطلبت منها عدم الضحك في عزاء والدها، لكنها تشاجرت معها وأخبرتها أن زفاف زوجها الآن على فتاة صغيرة، وفقًا لحديث الزوجة.

كيف يمكن أن يكون هذا هو الجزاء؟.. أنهارت رحمة وسط العزاء وباتت تصرخ في الجميع، وبعد أن انتهي العزاء تأكدت من حديث شقيقته: «عرفت أنه كان كداب وإنه كان مهدد والدي بفلوس وكمبيلات، وبعدها كان عايز يمشيه من الشغل، وبعد ما شافني أعجب بيا لكن والدي رفض يجوزني ليه، وبعدها طلع إشاعة في الشعل إني على علاقة بيه، واحنا ناس على قد حالنا، وبعد ما كل الناس لامت أبويا قرر إننا نتجوز عشان متبقاش فضيحة».

أوهمها الزوج بأن عائلتها هي من أجبرته على الزيجة حتي يحبسها طوال العمر ولم تفكر في الهرب من هذا السجن، مهما فعل بها أو عائلته، وفقا لروايتها. 

دعوى خلع 

وبعد أن تأكدت من صحة روايته ورواية أشقائها، قرر شقيقها الأكبر الشجار معه وطلبه منه أن يطلقها فورا، لكنه رفض وهدده بتشويه سمعتها، فطلب منها شقيقها أن تلجأ معه لمحامي ليبدأوا في إجرارات الطلاق، فوافقت أن ترمي همها في قبضة القانون بعد أن ضاق صدرها؛ على حد تعبيرها، وأقامت ضده دعوى خلع 3764 في محكمة الأسرة بالجيزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دعوى خلع خلع محكمة الأسرة بعد أن

إقرأ أيضاً:

بعد سحل أسماء يحيى أمام محكمة الأسرة.. اعرف النفقات الواجبة على الأب

كشفت أسماء يحيي، والتي تعرضت للسحل على يد طليقها مع شقيقتها أمام محكمة الأسرة بـ6 أكتوبر، أثناء نظر المحكمة دعوى نفقة مقامة منها ضده، ما جعله يتعرض لها بالسحل والضرب وفر بعدها هاربا، تفاصيل واقعة التعدي عليها بوحشة وسحلها في الطريق العام.

‏‎تروي الأم لطفلين تفاصيل الخلاف الذي بدأ منذ قررت اللجوء لأم طليقها لتشكو لها، فثار وجن جنونه وانقلبت حياتها رأسا على عقب، وبدأت سلسلة من الخلافات الزوجية بينهما، لتنتهي برفضه الإنفاق على طفليها ورعايتهما قائلا لها: "روحي للمحكمة تأكلهم"، فقررت الزوجة البحث عن حقوق أولادها وملاحقته بالنفقات، ليرد عليها بملاحقتها وأفراد عائلتها بدعاوي قضائية وإقدامه على التزوير ومحاولته تدمير حياة شقيقاتها، ولكنه وقع في شر أعماله وحصل على حكم بعد اكتشاف المحكمة تزويره وصدر ضده حكما بالحبس 6 أشهر.

هناك نفقات خاصة ملزم الاب بها للطفل، حسب ما نصت عليه المادة 18 مكرر ثانياً من القانون 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون 100 لسنة 1985، على أنه: إذا لم يكن للصغير مال فنفقته على أبيه، وتستمر نفقة الأولاد على أبيهم إلى إن تتزوج البنت أو تكسب ما يكفى نفقتها، وإلى أن يتم الابن الخامسة عشر من عمره، قادراً على الكسب المناسب، فان أتمها عاجزاً عن الكسب لآفة بدنية أو عقلية أو بسبب طلب العلم الملائم لأمثاله ولاستعداده، أو بسبب عدم تيسر هذا الكسب، استمرت نفقته على أبيه.

‎ونص قانون الأحوال الشخصية على أنه إذا لم يكن للصغير مال فنفقته على أبيه، ونفقة الصغير تكون على أبيه إذا لم يكن له مال، وقد جعل النص نفقة الصغير على أبية حتى بلوغه الخامسة عشرة، وتجب النفقة على الأب ولو كان مختلفاً مع ابنه في الدين، لأنه لا يشترط اتحاد الدين في نفقة الأولاد لأن سبب وجوبها الولادة.
‎من تجب عليه نفقة الصغير حال إعسار الأب أو عدم وجوده؟
‎وفقا لقانون الأحوال الشخصية، فإنه إذا لم يكن للصغير مال فنفقته على أبيه، وحال إذا كان الأب معسراً، فلا ينتقل وجوب النفقة إلى غيره بل يبقى الوجوب عليه، ولكنه لا يكلف بالأداء بل تكلف الأم بالإنفاق إن كان لها مال ويكون ما تنفقه ديناً على الأب ترجع به عليه إذا أيسر، فإن لم يكن للأم مال كلف من يليها فلا ترتيب من تجب عليهم النفقة وهو الجد لأب بالإنفاق ليرجع على الأب إذا أيسر كذلك .
‎أنواع النفقات
‎المادة 17 مكرراً ثانيا من قانون الحوال الشخصية أوضحت على تعدد أنواع النفقة الواجبة له، منها أجر المسكن ومصاريف التعليم، والطعام والكسوة، ونفقات أخري مثل بدل الفرش والغطاء وأجر الحضانة وأجر الخادم، والرضاعة.
‎أجر المسكن
‎ويلتزم الأب بنفقة أولاده وتوفير المسكن لهم بقدر يساره، وبما يكفل للأولاد العيش فى المستوى اللائق بأمثالهم، ويستحق أجر المسكن على الأب من تاريخ امتناعه عن سدادها أو توفير مسكن بديل لهما.
‎مستندات دعاوي نفقة الصغير
‎ودعاوى نفقة الصغير وأجر المسكن يتم تقديم ( شهادة ميلاد الصغير- ما يفيد يسار الزوج كلما أمكن ذلك مثل مفردات مرتب أو سجل تجاري أو حيازة زراعية-حكم انتقال حضانة الصغير لأحد النساء دون والدته إن وجد).


 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • دينا تطلب الخلع بعد عِشرة 30 عامًا: «مش عايزه منه حاجه غير كلمة طالق» 
  • بعد سحل أسماء يحيى أمام محكمة الأسرة.. اعرف النفقات الواجبة على الأب
  • زوجة تطلب الطلاق: الخاين لقيت واحدة مرسلة له صباح الخير يا قمري
  • قرار جديد من المحكمة ضد المتهم بسحل طليقته أمام محكمة الأسرة
  • منار تطلب الخلع: ساعدته في بناء حياته فكتب نصف الشقة لضرتي وتركنا بلا حقوق
  • فتاة تطلب الخلع من زوجها بسبب بخله
  • سماح أمام محكمة الأسرة: اخلعوني.. زوجي بخيل
  • شخص يشكو زوجته: لاحقتنى بـ 11 دعوى حبس بسبب نفقات المرافق.. التفاصيل
  • أحمد يقاضي زوجته طلبًا للطاعة: متكبرة وشايفة نفسها
  • قالي نزوة.. زوجة تطلب الطلاق بعد زواج زوجها من أرملة للاستيلاء على معاشها