عندما يُهَدِّدُ أحدُ أفرادِ جيلِ السِّنابِ وآيباد وتيك توك ومنصة X وأشباهِها بأنَّه إذا لم يُعطَ مقالاتٍ قصيرةً جدًّا (م ق ج)، فإنَّه سوف يُقاطِعُ الكُتُبَ والمقالاتِ الطَّويلةَ نهائيًّا، فإنَّه بذلك يُعبِّرُ عن احتجاجِهِ لعدمِ تلبيةِ رغباتِهِ المشروعةِ في الحصولِ على المعلومةِ بسرعةٍ.
لا نفضِّلُ القراءةَ العابرةَ والقصيرةَ على القراءةِ المعمقةِ، بل نعدُّها أفضلَ من التوقفِ عن القراءةِ تمامًا.
ربما أدَّتْ كثرةُ الخِياراتِ المتاحةِ لهذا الجيلِ إلى تقليصِ الوقتِ الذي يمكنهمُ التركيزُ فيهِ على موضوعٍ واحدٍ إلى دقائقَ قليلةٍ جدًّا إن لم تكنْ ثوان، وذلك ما دفعَ بعضَهم لتشبيهِ ذاكرتِهم بذاكرةِ السَّمكِ لقصرِها.
بينما كان شبابُ الأجيالِ السابقةِ قد لا يجدونَ أماكنَ لقضاءِ أوقاتِهم في الترفيهِ، يُعاني جيلُ اليومِ من وفرةِ الخياراتِ، وهو ما جعلَ القراءةَ تحتلُّ مرتبةً متأخرةً في قائمةِ اهتماماتِهم.
يأتي هذا النمطُ من الكتابةِ تماشيًا مع رغباتِ وميولِ الجيلِ الذي يُفضِّلُ الاختصارَ والسرعةَ، ومحاولةً لإعادتِهم إلى ساحةِ القراءةِ والكُتُبِ. لا يمكنُ أن يُعَدَّ التوجُّه نحو الاختصارِ في الكتابةِ خضوعًا لرغباتِ الشارعِ، بل هو محاولةٌ لجذبِ القرَّاءِ نحو القراءةِ المعمقةِ وأُمهاتِ الكُتُبِ في مختلفِ المجالاتِ، بدلًا من انسياقِهم نحو مغرياتِ الأدواتِ الترفيهيةِ التي تُحيطُ بهم وتقللُ من وقتِ بناءِ خلفيتِهم الثقافيةِ والفكريةِ، وهو ما يُسهمُ في زيادةِ حالةِ التسطيحِ في مجتمعاتِنا.
هذا التوجُّهُ في الكتابةِ هو خيارٌ متاحٌ عبر جرعات خفيفة لمن لا يرغبُ أو لا يستطيعُ تحمُّلَ قراءةِ الكُتُبِ أو المقالاتِ الطويلةِ، على أملِ أن يُشجِّعَهم- على المدى البعيدِ- على العودةِ إليها.
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رئيس الجيل يصف جلسة مناقشة قانون الإجراءات الجنائية اليوم بـ«التاريخية»
وصف ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي جلسة مجلس النواب التي عقدت اليوم برئاسة المستشار الجليل حنفي جبالي، لاستكمال مناقشة قانون الإجراءات الجنائية بأنها جلسة تاريخية، سجلت فيها المضبطة حوارا دستوريا قانونيا رائعا أداره باقتدار المستشار حنفي جبالي بخبرته كرئيس سابق للمحكمة الدستورية العليا، وأنقذ فيها قانون الإجراءات الجنائية من الحكم عليه بعدم الدستورية وكذلك فوت الفرصة على كل المتربصين بالدولة المصرية.
قانون الإجراءات الجنائيةوأوضح الشهابي، في بيان له، أن المستشار حنفي جبالي كان يقظا وواعيا بخطورة التعديل الذى أدخله المستشار وزير العدل على نص المادة 104 من مشروع قانون الإجراءات الجنائية والذى يتيح للنيابة العامة بدء التحقيق مع المتهم بدون حضور محاميه، وعلل ذلك بالضرورة التي تخشى فقدان الأدلة، فطلب رأي الحكومة من المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والتواصل السياسي حول تعديل وزير العدل ومدى اتفاقه مع المادة 54 من الدستور، فطلب إمهاله دقائق ليتشاور مع زميله وزير العدل، ليقف المستشار محمود فوزي مؤكّدًا أنَّ المادة 54 من الدستور واضحة وحاسمة وقاطعة بضرورة وجود محام مع المتهم في التحقيق، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فأجرى رئيس المجلس حوارًا راقيا تحت القبة، تحدث فيه مقدم التعديل من النواب وعدد من النواب، قبل أن يطلب رئيس المجلس من وزير الشئون النيابية الرد القاطع باسم الحكومة ليقف الأخير، مؤكّدًا أنَّ الحكومة وافقت على المادة 104 من القانون المتفقة مع نص المادة 54 من الدستور ملغيًا بذلك التعديل الذي أدخله وزير العدل على المادة.
مناقشات قانون الإجراءات الجنائيةوأكد رئيس حزب الجيل أن السجال الدستوري والقانوني الذي أداره باقتدار وعلم وخبرة المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس حوب قانون الإجراءات الجنائية غير مسبوق ويؤكد أن مصر تمضى بخطى واثقة واقدام ثابتة لترسيخ معالم الجمهورية الجديدة التي تحترم الدستور، الحامي لحقوق الإنسان وأن الرئيس أطلق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، لتكون واقعًا تصون الحقوق والحريات كما جاءت في الدستور المصري والمواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مقدمًا التحية والتقدير والاحترام لرئيس المجلس الفقيه الدستوري العظيم المستشار حنفي جبالي الذي كان حارسًا الدستور وانتصر لنص المادة 54 منه.
ووجه الشهابي التحية، كل التحية والتقدير والاحترام للمستشار محمود فوزى وزير الشئون النيابية والاتصال السياسي على حنكته وحكمته التي ظهرت اليوم، وأكدت موسوعيته الدستورية والسياسية، وأنه فعلا الوزير المناسب لهذه الوزارة المهمة والتي يمثل فيها الحكومة أمام البرلمان.
وأكّد رئيس حزب الجيل سعادته البالغة بجلسة اليوم لمناقشة قانون الإجراءات الجنائية، التي شاهدها على الهواء عبر الفضائيات والتي انتصرت للمادة 54 من الدستور وألقمت المتربصين بالوطن من الأعداء، ولجانهم الإلكترونية الشريرة حجرا وفوتت عليهم فرصة النيل من الدولة.