صحيفة البلاد:
2025-04-14@22:32:10 GMT

الأمطار .. الثروة المهدرة

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

الأمطار .. الثروة المهدرة

مع هطول الأمطار الغزيرة على عدد من مناطق المملكة ومشاهداتنا لسريان الأودية بكميات هائلة من السيول، إلا أننا بعد مدة قصيرة لا نجد أثراً مستداماً لتلك المياه التي غاصت في بطن الأرض وضاعت بين الرمال. وأجدني منحازاً لرأي سعادة الدكتور محمد حامد الغامدي حول مسألة مياه الأمطار المهدرة وضرورة الاستفادة منها بشكل أكبر، وبحث السبل الكفيلة بحفظها وتقنين صرفها، كونها من الثروات الهامة التي يجب المحافظة عليها، وما تحمله من تربة خصبة بعناصرها المعدنية العالية.

لا سيما وإننا في بلد شبه صحراوي نعاني في الأصل من قلة المياه. وبالنظر إلى دول العالم الخارجي التي لا تنقصها الموارد المائية، نجدها تهتم كثيراً بموضوع الأمن المائي رغم نزول الأمطار المستمرة عليها وجريان الأنهار الكبيرة فيها. ومع ذلك يستشعرون ما هو أبعد من ذلك، ويعملون على حفظها بإقامة السدود العملاقة، وإيجاد البدائل الأخرى، وإعداد البرامج التوعية والإرشادية من أجل ترشيد الاستخدام ونحو ذلك، لأنهم يعلمون جيداً أن الماء أساس الحياة وركيزة البناء ودعامة الاستقرار، وأي دولة تعاني من أزمات المياه، يظل مستقبلها مخيفاً جداً مع التحول المناخي، وزيادة العدد السكاني لدرجة تشير فيها بعض الدوائر السياسية بأن الحروب القادمة ستكون حروب المياه، وهي تذكِّرنا بحروب قبائل العرب قديماً على موارد الشرب في أزمنة سلفت!

ومن الجميل، اهتمام المملكة العربية السعودية بهذا الموضوع، حيث أن جهودها واضحة في إنشاء عدد من السدود في مناطق المملكة، وإن كانت الاستفادة منها سابقاً، لم تكن بالشكل المأمول لعدم تصريفها في الأوقات المناسبة، وقلة الاستفادة منها، كون النسبة العظمى منها، كانت تضيع بالتبخر بسبب الشمس الحارقة والأجواء الحارة. كما أن بعض السدود تكلَّست جوانب من أرضياتها، أو غاصت مياهها بين تجاويف الشعاب، فلم تستفد الأرض من بعدها بالشكل المأمول، والشواهد قائمة بجفاف أقرب المزارع منها! والمسألة تحتاج إلى معالجات أفضل لتكون الفائدة منها بحسب أهدافها التي أنشئت من أجلها.

ولعل إقامة السدود الجوفية في الأودية الكبيرة، هي إحدى الوسائل المقبولة لإيقاف تدفق المياه الجوفية، وللتخفيف من الجفاف على المدى الطويل، بما ينبت عليها من أشجار وشجيرات ونباتات، تساهم في تثبيت التربة، وحفظ المياه -والشيء الذي يشار إليه هو العلاقة الربانية بين الاخضرار ونزول الأمطار بإرادة الله. ومن المهم أيضا زيادة أعداد السدود ليبقى هناك مخزون استراتيجي في مكامن آمنة سيكون له مردود جيد على أعمال الزراعة، وتحّسين البيئة وتلّطيف الأجواء وتجّويد الحياة، إذا وظِّفت بالطريقة الصحيحة. خاصة وأن الأمن الغذائي، مرتبط بالأمن المائي بشكل مباشر، ممّا يتطلب العمل الجاد للمحافظة على هذه الموارد، والسعي لتنميتها بكافة الوسائل، والاهتمام كذلك بإيجاد موارد مائية جديدة لحاجة البلاد لذلك. وبالله التوفيق.

‏alnasser1956@hotmail.com

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

كاميلا زاريتا: الاتحاد الأوروبي يمكنه الاستفادة من التوترات الاقتصادية العالمية

قالت الدكتورة كاميلا زاريتا، مستشارة الاتحاد الأوروبي، في حديثها عن التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، إن هذه التوترات قد تكون فرصة للاتحاد الأوروبي رغم المخاطر الاقتصادية والسياسية التي قد تترتب عليها.

وأضافت "زاريتا"، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين حذرت من العواقب الوخيمة التي قد تؤثر على ملايين البشر حول العالم جراء هذه التوترات، مشيرة إلى أن هذه العواقب قد تكون اقتصادية وسياسية على حد سواء، في الوقت نفسه، أشارت الدكتورة زاريتا إلى أن هذه التوترات توفر فرصًا خاصة للاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في سياساته التجارية واستراتيجياته الاقتصادية.

الفرص الاقتصاديةالاتحاد الأوروبي والأونروا يحذران من كارثة إنسانية وشيكة في غزةخطة النواب تفند الحزمة التمويلية لمصر من الاتحاد الأوروبي بقيمة 7.4 مليار يوروموازنة النواب: الاتحاد الأوروبي دعم مصر بـ 200 مليون يورو لأجل اللاجئينالاتحاد الأوروبي يرسل وفدا إلى واشنطن لبحث الرسوم الجمركية

في حديثها، أوضحت زاريتا أنه بينما تكمن المخاطر في هذه الفرص الاقتصادية، إلا أن الاتحاد الأوروبي يمكنه استغلال هذه التوترات لصالحه من خلال تعزيز الاستقرار التجاري مع دول أخرى، مما قد يساعد في إعادة تموضعه الاستراتيجي على الساحة الدولية، مشيرة إلى أن غياب السيادة الأمريكية والصينية على بعض القطاعات قد يوفر فرصة للاتحاد الأوروبي لاحتلال مكانة محورية في سلسلة التوريد العالمية.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تعزيز آليات التعاون مع منظمة التجارة العالمية، في إطار سعيه لتحقيق الاستقلال الذاتي لسلاسل التوريد، وهو ما قد يجعل الاتحاد الأوروبي وجهة أكثر استقرارًا للمستثمرين، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والابتكار مثل الصناعات الطبية و أشباه الموصلات.

مقالات مشابهة

  • كاميلا زاريتا: الاتحاد الأوروبي يمكنه الاستفادة من التوترات الاقتصادية العالمية
  • وزارة الخارجية: المملكة تدين بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها المستشفى المعمداني في قطاع غزة
  • المرور: 5 أيام على انتهاء مهلة الاستفادة من تخفيض 50% على المخالفات المرورية
  • الخارجية: المملكة تُدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر غرب السودان
  • الحكومة: نعمل على وضع سيناريوهات للتعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية
  • محافظ الدقهلية يتابع جهود التعامل مع سقوط الأمطار ورفع المياه
  • المملكة تُدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر غرب السودان
  • المملكة تُدين الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين بالسودان
  • وزارة الخارجية: المملكة تُدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر غرب السودان
  • مصطفى يبحث مع وزير خارجية البوسنة سبل الاستفادة من الخبرات في إعمار غزة