خلال سنتين، أصبح في السوق السعودي ماركات سيارات صينية الصنع أكثر من الماركات الأخرى مجتمعة. و هناك ماركات أخرى نرى فيديوهات لها و تخطف إعجابنا و لم تدخل الأسواق العربية حتى الآن.
بل إن شركات دول الخليج، أصبحت تتسابق للحصول على وكالات شركات السيارات الصينية.
يبدو أن فكرة إن السيارات الصينية لا تعيش طويلاً، وأنها غير اعتمادية، بدأت في التغير.
نعرف أن الصين، هي أكبر منتج للسيارات الكهربائية في العالم، وان شركة تيسلا الأمريكية الشهيرة، لديها مصنع في الصين مثلها مثل باقي الشركات الأمريكية الكبيرة.
بداية السيارات الصينية شبيه بتجربة السيارات اليابانية التى بدأت بانتاج سيارات رخيصة لكي تجذب المشترى. ثم بدأت بإضافة بعض وسائل الراحة و التى كانت تفتقدها السيارات الأوروبية في ذلك الوقت. وأصبحت لاحقاً السيارة الأكثر إعتمادية، والأكثر مبيعاً في العالم. ثم دخلت سوق السيارات الفارهة بنجاح. وعلى نفس الخطى، مشت السيارات الكورية. من يصدق أن كوريا التى بدأت بسيارة ب ٣٠ ألف ريال، أصبحت تنتج سيارات يتعدى ثمنها ٤٠٠ ألف ريال خلال ٣٠ عاماً.
و لكن الصين اختصرت الوقت، و نمت بسرعة كبيرة، و قريباً، ستصبح المسيطرة على سوق السيارات.
ما حدث مع السيارات الصينية، هو مؤشر مشجع للخطوه العملاقه التى قام بها صندوق الاستثمارات بانتاج سيارات لوسيد في السعودية.
الصين تتميز بقدراتها الهندسية الكبيرة و التطور الكبير في جميع مجالات التصنيع و الابتكار. ولاأزال أذكر أحد المديرين في ابل حين قال إن اتجاه الشركة لانتاج أجهزة ابل في الصين، ليس بسبب رخص العمالة، بل لأن عدد المهندسين المتميزين، يفوق عددهم عن أمثالهم في أمريكا بكثير جداً.
كنا نقول إن الصين مصنع العالم لأنه تنتج كل شئ يحتاجه الإنسان و بأسعار رخيصة مقارنة بباقي الدول. ولكن هناك من لا يعلم أن الصين تتفوق بالتقدم التكنولوجي على أكثر دول العالم إن لم يكن جميعها.
أذكر القنصل الصيني السابق في جده عندما قال لدينا جميع المنتجات منها ماهو مصمم ليعيش مدى الحياة، ومنها ماهو للاستخدام الخفيف. و أضاف أن الأمر يعود للتجار اللذين يبحثون عن أرخص المنتجات لتحقيق أكبر ربح دون النظر إلى الجودة.
الصين تفوقت في كل المجالات وكلنا يذكر كيف بنت الصين مستشفىً كاملاً في أسبوع واحد أيام انتشار كورونا.
وتساءلت يومها عن إمكانية الاستعانة بشركات صينية لإنجاز المشاريع لدينا في اوقات قصيرة، وجاءني الرد بأن الشركات الصينية الكبيرة مشغولة داخل الصين. فحجم الإنجاز هناك لا يستوعبه عقل.
وأذكر عندما قامت السلطات هناك ببناء مدينة كاملة ونقلت أكثر من ٣٠ ألف شخص كانوا يسكنون منطقة، لبناء سد في ذلك الموقع. لا أظن أن دولة أخرى مهما بلغ تقدمها، تقوم بذلك بسهولة، وفي مده قصيرة مثل الصين.
إن ماتقوم به الصين من أعمال داخل مدنها، وإنشاء مدن جديدة متكاملة، يفوق ما يحدث في العالم أجمع بل ولا يوجد له مثيل. وهو ماصرح به رئيس إحدى شركات الاتصالات الأوربية عندما قال إن حجم شبكات الاتصال الذي ينجز في الصين في عام، يعادل ما ينفذ في باقي الكرة الأرضية.
بالعودة الى موضوع السيارات الصينية، نجد أنها رغم جودتها، إلا أنها لاتزال تفقد الكثير من ثمنها عند إعادة البيع. و قد تحتاج إلى سنوات حتى يدرك السوق أنها أصبحت سيارة إعتمادية. وربما أن رخص ثمنها، يكون سبباً في ذلك. فبدلا من دفع ٤٠ ألف ريال في سيارة مستعملة، أحصل على سيارة جديده ب ٥٠ ألف ريال.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السیارات الصینیة ألف ریال
إقرأ أيضاً:
استهداف أكثر من 90 كنيسة على يد الجماعة الإرهابية وحلفائها
حاولت جماعة الإخوان الإرهابية، خلال فترة وجودها على الساحة، استغلال المسيحيين وإيهامهم بنيتها بناء علاقة ودية مع الكنيسة القبطية، وتغيير الصورة المعتادة عن التنظيم، والتى تشكلت من خلال مهاجمة وحرق كنائس، وحاولت الجماعة الإرهابية التودد للكنيسة من خلال اللقاءات مع القيادات المسيحية، والتصريحات المتكررة بشأن حمايتهم، وكذلك المشاركة وحضور بعض المناسبات فى الكنيسة.
وكشف البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى أحد اللقاءات، محاولات الجماعة الإرهابية التودد له والتقرب منه طوال الوقت، من خلال ادعائهم أنّهم يهتمون بالمسيحيين، وأنّ الكنيسة المصرية غالية عندهم، وكانوا يتصورون أنّه سيقتنع بهذا الكلام، لكن الأحداث والاعتداءات التى تمت على الكنيسة أظهرت كذب ادعاءاتهم.
ظهرت حقيقة الجماعة الإرهابية وحلفائها عقب توليهم مقاليد الحكم، حيث وُصفت من جانب الكنيسة بـ«عدم وجود تفاهم متبادل»، وخرج البابا تواضروس، بعد يومين من تجليسه فقط، معترضاً على مسودة الدستور الذى طرحته حكومة الإخوان، قائلاً: «الدستور يجب أن يكون شاملاً، ويعبر عن كل المصريين».
وحاولت الجماعة الإرهابية زعزعة استقرار الدولة، وإثارة الفتنة الطائفية بين المصريين، وشهدت فترة حكم الإخوان عدة أحداث طائفية استهدفت الأقباط، الأمر الذى أدى إلى تزايد التوتر بين الكنيسة والجماعة، التى خالفت وعدها بحماية المسيحيين، كما حدث فى الهجوم على الكاتدرائية المرقسية فى أبريل 2013، الذى أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين.
ونالت الكنيسة القبطية والمسيحيون النصيب الأكبر من استهداف الجماعة الإرهابية، حيث سجلت الإحصائيات استهداف أكثر من 90 كنيسة على مستوى الجمهورية، فضلاً عن أحداث الفتنة الطائفة التى شهدتها العديد من المناطق فى أنحاء الجمهورية، واستكمال سلسلة الإرهاب، من حرق وهدم وتفجير الكنائس فى الأعياد والمناسبات، فضلاً عن استيلاء جماعة الإخوان على أغلبية المقاعد فى البرلمان، مما كان يهدد حقوق الأقباط.
وبعد تزايد الاحتجاجات ضد حكم «الإخوان»، أيّدت الكنيسة ثورة 30 يونيو، التى أدت إلى الإطاحة بـ«الرئيس المعزول»، محمد مرسى، وقد ظهر البابا تواضروس الثانى فى العديد من اللقاءات والمؤتمرات لدعم هذه الثورة، فضلاً عن مشاركته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعلان خريطة الطريق، مؤكداً أنها تتضمن سلامة مستقبل الشعب المصرى