الآثار المدمرة بسبب تعاطي المخدرات
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
ممَّا لا شك فيه أن تعاطي المخدرات يعدُّ نمطًا مدمرًا لاستخدام مواد تؤدي إلى مشاكل وأمراض لا حصر لها في جسم الإنسان، حيث تخلق المخدرات آثارًا سيئة على حياة الإنسان مثل القلق والعلاقات الاجتماعية المتدهورة والاكتئاب واليأس والشعور بالرفض وما إلى ذلك، وتعتبر العلاقات الاجتماعية المتدهورة والانتحار، أسوأ عواقب الإدمان التي يتعرض لها المدمن، وللمخدرات عواقب سلبية على حياة المدمن فقط إذا كان قادراً على رؤية حقيقة وضعه، حيث يعتقد مدمنو المخدرات أن الحياة الرصينة هي طريقة مملَّة لقضاء الحياة، وأن المخدرات ستجعلهم أكثر سعادة، ولكن الذي يحدث في الحقيقة بسبب تعاطي المخدرات، أنه يجعل الشخص أكثر عرضة للانتحار بست مرات من غيره، والأمر لا يقتصر علي المتعاطي فحسب، بل يمتد ليشمل أسرته، فالتأثيرات المرتبطة بالإدمان، تجعل الأسرة تعيش مشاعر مرتبطة بالتخلّي والخوف والغضب والقلق والشعور بالذنب أو القلق، وقد يفضل البعض تجاهل أو فصل نفسه عن الأشخاص الذين يحبهم.
إن تعاطي المخدرات له تأثير عميق على الصحة البدنية والعقلية، وغالبًا ما يؤدي إلى أضرار طويلة الأمد لا يمكن إصلاحها، من الناحية الفسيولوجية، يمكن للمخدرات أن تؤثر على كل جهاز في الجسم تقريبًا، من الجهاز القلبي الوعائي إلى الجهاز العصبي المركزي، حيث يرتبط تعاطي الكوكايين بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
إن القضايا الصحية المرتبطة بالمخدرات، تساهم بشكل كبير في معدلات الإصابة والوفيات العالمية، كما تتأثر الصحة العقلية بشدة بتعاطي المخدرات، حيث تؤدي العديد من المواد إلى تفاقم الاضطرابات النفسية، أو حتى إثارتها أن الإدمان في حدّ ذاته هو اضطراب عقلي معقَّد، يتميز بسلوك البحث القهري عن المخدرات على الرغم من العواقب الضارة، ويمكن أن يؤدي هذا إلى حلقة مفرغة، حيث يؤدي تعاطي المخدرات إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية القائمة، ممّا يؤدي بدوره إلى زيادة تعاطي المخدرات، من الضروري أن ندرك أن العواقب الصحية المترتبة على تعاطي المخدرات تمتد إلى ما هو أبعد من الفرد، حيث تؤثر على الأسر والمجتمعات، حيث يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى تآكل ديناميكيات الأسرة، ممّا يؤدي إلى الصراع والإهمال وحتى العنف المنزلي، وغالبًا ما يواجه الأطفال في الأسر التي يتعاطى فيها الآباء المخدرات الإهمال والإساءة، ممّا يؤدي إلى تحدّيات تنموية طويلة الأجل.
تساهم القضايا المتعلقة بالمخدرات، في عدم الاستقرار الاجتماعي والجريمة، حيث قد يلجأ الأفراد إلى أنشطة غير قانونية لتمويل إدمانهم، إن تعاطي المخدرات يشكل متاهة شائكة تحاصر أولئك الذين يسعون إلى الهروب السريع من تحدّيات الحياة، وهذا التصور، يؤدي في كثير من الأحيان إلى قضايا مجتمعية كبيرة عندما يتحول إلى الاعتماد أو الإدمان، وأفضل طريقة لحل الإدمان، هي اتباع نهج متعدد الجوانب يشمل التعامل مع الإدمان الجسدي، وإعطاء المدمن المهارات الحياتية التي يحتاجها للتعامل مع الحياة، ومشاكل الحياة بشكل فعال دون هروب، والاستفادة من الإستشارة الفردية، كوسيلة للوصول إلى السبب الجذري لإدمان الشخص، والمساعدة في التعامل معه بشكل كامل حتى يتمكن من عيش حياة طويلة، ومنتجة.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: تعاطی المخدرات ا یؤدی
إقرأ أيضاً:
نبهت إلى خطورة 6 ظواهر في المدارس.. وزارة التربية تحذر تعاطي التلاميذ للباراسيتامول
حذرت وزارة التربية الوطنية في تعليمة موجهة لكافة مديري المؤسسات التربوية العمومية والخاصة من ظواهر دخيلة على المؤسسات التربوية، لها علاقة بالتحولات الرقمية والانتشار الكبير للهواتف الذكية.
وأوضحت الوزارة في تعليمتها التي تحوز “النهار أون لاين” على نسخة منها أن الإستعمال الكبير وغير القانوني للهواتف الذكية داخل المؤسسات التربوية أصبح يشكل خطرا على العملية التعليمية ككل.
وكشفت الوزارة عن تسجيل تجاوزات من قبل التلاميذ وحتى من طرف بعض الأساتذة الذين يصورون فيديوهات داخل المؤسسات والأقسام ونشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي دون إذن التلاميذ وأوليائهم، محذرة في نفس الوقت من مخاطر إدمان الشاشات وتأثيرها على الصحة البدنية والعقلية والنفسية للتلاميذ، مع إطلاق حملة توعوية وتحسيسية بالتنسيق مع قطاع الصحة.
كما حملت ذات التعليمة تحذيرات من الإنتشار الكبير لإستهلاك المشروبات الطاقوية وسط التلاميذ، وهو الأمر الذي أمرت بمنعه فورا، واعتبار إدخالها إلى المؤسسة مخالفة صريحة للقانون الداخلي للمؤسسة.
وحذرت الوزارة من إنتشار تحد في شكل ترند يدعى “تحدي البارسيتامول” وسط التلاميذ، ويتمثل هذا التحدي في تناول جرعات مفرطة من دواء البراسيتامول بهدف التباهي أو اختبار التحمل، وهي الأفعال التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تتسبب في الوفاة.
وأمرت الوزارة بضرورة إطلاق حملات تحسيسية تستهدف التلاميذ والأولياء لتحذيرهم من انتشار هذا التحدي، وتوفير المعلومات الصحية للمخاطر المحتملة من الإفراط في تناول دواء البراسيتامول.
وشملت تحذيرات الوزارة الوصية في التعليمة التي وصفتها بالإستعجالية، عدة ممارسات أخرى على غرار التدخين وتعاطي السجائر الإلكترونية، الممارسات غير اللائقة بالسلوك والهندام، وظاهرة تمزيق الكتب والكراريس في نهاية الموسم الدراسي، وهي السلوكيات التي أمرت بمحاربتها من خلال تكاثف جهود جميع المتدخلين، مع تكثيف الحملات التحسيسية والرقابية.
ووجهت الوزارة تعليمات صارمة بضرورة وضع حد لهذه الظواهر الدخيلة على المؤسسة التعليمية، من خلال الحرص على تطبيق النظام الداخلي للمؤسسة والسهر التام على احترامه من طرف كل أعضاء الجماعة التربوية في المؤسسة التعليمية، مع تعزیز دور مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي في المرافقة النفسية وخاصة تجاه التلاميذ في وضعية هشة
إضافة إلى دعوة مهنيي الصحة المدرسية من خلال نشاط ومهام وحدات الكشف والمتابعة إلى تكثيف نشاطات التوعية والتحسيس بكل الجوانب ذات العلاقة بصحة التلاميذ الجسدية والعقلية والنفسية، مع تحفيز التلاميذ على الانخراط في الجمعيات الثقافية والرياضية المدرسية وممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية التي تنظمها المؤسسة التعليمية
كما دعت الوزارة إلى إدماج أنشطة تربوية ختامية تشجع على تقييم جهود السنة الدراسية واختتامها بطريقة إيجابية مع تشجيع التلاميذ المتميزين سلوكياً بجوائز تقديرية، مع تنظيم عملية جمع وفرز الكراريس والكتب غير المستعملة لضمان إعادة تدويرها عبر مبادرات بيئية داخل المدرسة، وتحفيز التلاميذ على المشاركة فيها
وزارة التربية الوطنيةوزارة التربية الوطنية
وحثت الوزارة إلى ضرورة إشراك المجتمع المدني في تقديم برامج تربوية وتوعوية ضمن الأنشطة المكملة للمدرسة تساهم في تحسيس التلاميذ بمخاطر المظاهر الدخيلة.