أكد محمود سلامة، خبير التخطيط التربوي وسياسات التعليم، أن عملية إصلاح نظام الثانوية العامة تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق أهدافها. 

وأوضح "سلامة"، خلال لقائه مع الإعلامي إبراهيم عيسى في برنامج "حديث القاهرة" على قناة "القاهرة والناس"، أن المرجعية الأساسية لأي تعديل أو تطوير تتمثل في برنامج إصلاح التعليم الذي أطلقه الدكتور طارق شوقي بالتعاون مع البنك الدولي.

 

وأشار إلى أن هذا البرنامج كان من المقرر أن ينطلق في عام 2018 وينتهي بحلول عام 2023، ولكن بسبب ظروف جائحة كورونا، تأخر تنفيذ بعض خطط البرنامج، مما استدعى تمديده أولاً حتى مارس 2025 ثم مرة أخرى حتى أغسطس 2025.

غياب "البكالوريا" عن برنامج الإصلاح

وفيما يتعلق بمضمون البرنامج، أوضح سلامة أن الإصلاح الذي قدمه الدكتور طارق شوقي لم يتضمن نظام "البكالوريا". 

وأكد أن تطوير مرحلة الثانوية العامة ركز بشكل أساسي على نظام المجموع التراكمي، الذي يعتمد على أداء الطلاب على مدار ثلاث سنوات. ومع ذلك، تعرض هذا النظام لانتقادات شديدة، وتم الطعن بعدم دستوريته على أساس أنه يميز بين الطلاب، مما أدى إلى تعثر تنفيذه.

وأضاف الخبير أن استكمال تنفيذ برنامج إصلاح التعليم يتطلب وقتًا ودعمًا مستمرين لتجاوز التحديات التي واجهته.

 وأشار إلى أن الجدل حول تطوير الثانوية العامة يجب أن يظل ضمن إطار النقاش البناء الذي يراعي مصلحة الطلاب والمجتمع على حد سواء.

 التعليم ركيزة أساسية للتقدم

يبقى إصلاح التعليم في مصر هدفًا أساسيًا لتحقيق التنمية الشاملة. وبرنامج الدكتور طارق شوقي، رغم التحديات، يمثل خطوة مهمة نحو بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية ويؤهل الأجيال القادمة للمستقبل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نظام البكالوريا إصلاح التعليم التخطيط التربوي المزيد إصلاح التعلیم طارق شوقی

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم السابق يكشف إيجابيات وسلبيات «البكالوريا»: نتناقش للوصول إلى أفضل تصور

أعرب الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم السابق، عن سعادته بحضور الجلسة الخاصة بالحوار المجتمعي حول نظام الثانوية العامة الجديد «البكالوريا»، ووجّه الشكر إلى الوزراء على الدعوة، وعلى حرص الوزارة، ممثلةً في متخذي القرار، على الاستماع إلى مختلف الآراء بهدف الوصول إلى أفضل تصور ممكن لنظام الثانوية العامة الجديد.

وقال وزير التعليم السابق عبر صفحته الشخصية: «بدأت جهود تطوير نظام الثانوية العامة منذ عدة أعوام بهدف رئيسي يتمثل في تخفيف الضغط النفسي عن الطلاب وأولياء الأمور، وإعداد الطلاب للمستقبل وفق متطلبات سوق العمل، من خلال استحداث مقترح نظام يقوم على تعدد المسارات وتعدد المحاولات».

إعادة هيكلة الثانوية 

وتابع حجازي أنّه جرى عرض المقترح على رئيس الوزراء في يونيو 2024، بحضور وزير التعليم العالي، ثم بدأ تقديمه للحوار المجتمعي، ولا تزال الوزارة مشكورةً تبذل جهودًا كبيرة لتطوير المقترح للوصول إلى صيغة نهائية تُرضي جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية، مع إدخال تعديلات مستمرة تعكس التطورات الواقعية.

وأوضح أنّه مع العلم أنّ البكالوريا الدولية هو نظام تعليمي بمناهج ونظم تقييم مختلفة تمامًا عن النظام التعليمي في مصر، ورأيي الاستشاري حول المقترح الجديد لإعادة هيكلة الثانوية العامة، كما يلي.

- تعدد المحاولات: يمنح الطالب أكثر من فرصة، ما يساعد في تخفيف الضغط النفسي عن الطالب وأسرته.

- تعدد المسارات: يتيح للطالب مرونة اختيار المسار الأنسب له، ويجنب توقف طموحه عند خيار واحد.

- التركيز على الكيف بدلا من الكم: تقليل عدد المواد يعزز جودة التعليم من خلال تقييم قدرة الطالب على حل المشكلات وتنمية مهارات التعلم الذاتي والوصول إلى المعلومات، بدلاً من الاعتماد على الحفظ والتلقين.

- استمرار الحوار المجتمعي: يضمن تطوير الفكرة بناءً على آراء خبراء التعليم، العاملين بالمجال، الطلاب، وأولياء الأمور.

- شهادة الثانوية العامة: تُمنح كشهادة إتمام للدراسة، تتيح لحاملها فرصة التقدم لوظيفة إذا اختار عدم الاستمرار في التعليم الجامعي.

بعض الجوانب التي يمكن تحسينها:

- الثانوية العامة كسنة واحدة: الثانوية العامة بنظام العامين كان معمولًا به مسبقًا، وتم العدول عنه نظرًا لإرهاق الأسرة المصرية نفسيًا وماديًا. لذا، أنصح الوزارة بالاطلاع على أسباب ذلك والاستفادة من تجارب الماضي لتجنب التحديات السابقة.

- تحديد عدد المحاولات: تعدد الفرص يقلل الضغط النفسي على الطلاب، وكذلك السماح للطلاب بإعادة العام الدراسي يقلل ظاهرة خروج الطلاب خارج مصر مع وجود السنة التأسيسية الاختيارية، ولكن من الضروري وضع شروط وضوابط لعدد المحاولات لضمان تكافؤ الفرص بين الجميع، وتجنب الضغط على مكتب التنسيق بصراع المجاميع المرتفعة كما حدث مع نظام التحسين سابقًا.

- الاهتمام بفلسفة التطوير: أن يكون للتطوير فلسفة واضحة، ليس للتخفيف فقط، بل لمساعدة الطلاب على الاستعداد لدخول سوق العمل واكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين مثل تعدد اللغات واستمرارها خلال جميع سنوات الدراسة، لأن الممارسة الموزعة أفضل من الممارسة المركزة.

- استبعاد مواد أساسية مثل اللغة العربية والإنجليزية من الصف الثالث الثانوي قد يؤثر سلبًا على الأداء الجامعي.

- وينطبق ذلك أيضًا على اللغة الأجنبية الثانية لمواكبة عصر الانفتاح الحالي.

- تشكيل المسارات، حيث يجب إعادة النظر في الوزن النسبي للمواد المؤهلة وغير المؤهلة لكل مسار، وبناءً عليه إعادة دراسة درجة كل مادة والمواد التي تُضاف إلى المجموع، مع توفير مرونة تتيح للطالب الالتحاق بأكثر من مسار. فعلى سبيل المثال، إذا اختار الطالب مواد الأحياء والكيمياء والفيزياء والرياضيات، ينبغي أن يُتاح له التقديم من خلال المسار الطبي أو الهندسي، لأن الاتجاه في معايير الجيل الجديد للمناهج يدعم الجمع بين العلوم والهندسة، أو الحل البديل هو إنشاء مسار عام جديد يدمج بين المسارين الطبي والهندسي.

- إتاحة الوقت الكافي للتنفيذ: الدولة المصرية حريصة على تطوير التعليم، ووصل قطار التطوير بالفعل إلى الصف الأول الإعدادي. لذا، أرى أن يكون تطبيق النظام الجديد لدفعة الصف الأول الإعدادي الحالية وليس العام المقبل، مما يتيح فرصة أفضل للحوار المجتمعي، ووضع نظام ومناهج جديدة، وعرض الأمر على الجهات المختصة ومجلسي النواب والشيوخ وللحفاظ على استقرار العملية التعليمية للعام المقبل.

- إشراك المجلس الأعلى للجامعات: إشراك المجلس في تحديد المسارات والمواد المؤهلة لكل كلية ضروري لضمان توافق النظام مع متطلبات التعليم العالي وسوق العمل. كما يجب مراعاة التحولات العالمية ورغبة الدولة في زيادة أعداد المتقدمين للمسارات المرتبطة بكليات الهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعي.

- تشكيل لجنة مستقلة: يُفضل تشكيل لجنة مستقلة لدراسة وتطوير نظام الثانوية العامة، بما يضمن تحقيق الأهداف وتخفيف الضغط النفسي عن الأسر المصرية، مع ضمان استمرارية المشروع بغض النظر عن تغيير الوزراء.

مقالات مشابهة

  • خبير تربوي: برنامج طارق شوقي لإصلاح التعليم مستمر.. لا يشتمل على "البكالوريا"
  • خبير: نظام البكالوريا يتميز بتنوع مساراته التعليمية
  • وزير التعليم السابق يكشف إيجابيات وسلبيات «البكالوريا»: نتناقش للوصول إلى أفضل تصور
  • وزير التعليم السابق يعلن تعديلاته المقترحة على نظام البكالوريا المصرية
  • عرض نظام البكالوريا على خبراء التعليم وإجراء حوار مجتمعي قبل بدء التطبيق
  • "البكالوريا المصرية".. وزراء وخبراء يناقشون نظامًا جديدًا لتطوير التعليم الثانوي
  • تامر شوقي: إدراج مادة التربية الدينية في مجموع الثانوية «مرفوض تربويًا»
  • هل تصبح البكالوريا المصرية المقترحة شهادة دولية؟ خبير تربوي يجيب
  • خبير تربوي يكشف حقائق جديدة بشأن نظام البكالوريا المصرية