رئيس الدولة: الإمارات ماضية في التزامها الراسخ بتمكين المجتمعات حول العالم بالاعتماد على الابتكار
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” أن دولة الإمارات ماضية في التزامها الراسخ بتعزيز التنمية المستدامة والإسهام في تمكين المجتمعات حول العالم بالاعتماد على الابتكار، مسترشدةً بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه” في دفع التقدم وتعزيز العمل الإنساني على نطاق عالمي.
جاء ذلك خلال تكريم سموه للفائزين بـ “جائزة زايد للاستدامة” لعام 2025 في حفل توزيع الجوائز الذي أقيم أمس ضمن فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” بحضور 11 رئيس دولة بجانب الوزراء والمسؤولين وقادة الأعمال ..حيث هنأ سموه الفائزين وأشاد بإنجازاتهم في مجال الاستدامة، مشجعاً إياهم على مواصلة العمل والجهد لرفد العمل الدولي في هذا المجال بالمزيد من الرؤى والأفكار الخلاقة.
من جانبه أشاد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، مدير عام “جائزة زايد للاستدامة”، بجهود الفائزين لتقديم حلول مبتكرة ومرنة لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم.
وقال بهذه المناسبة: “ تواصل جائزة زايد للاستدامة التزامها بالمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بالمجتمعات، وذلك تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة ونفخر اليوم بتكريم مجموعة ملهمة من المؤسسات والمدارس الثانوية التي تسهم بشكل فاعل في دفع جهود التقدم نحو مستقبل أكثر ازدهاراً”.. مشيراً إلى أن حلول الفائزين لهذا العام تستند إلى التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، وتتميز بكفاءتها في تعزيز المرونة المناخية وقدرتها على تحقيق تأثير قابل للتوسع على نطاق عالمي.
وأضاف أن الحلول المبتكرة التي قدمها الفائزون هذا العام تجسد المكتسبات التي يمكن تحقيقها من خلال الابتكار وعلى رأسها تسريع التنمية المستدامة ودعم النمو الاجتماعي والاقتصادي.
فيما قال فخامة أولافور راغنار غريمسون، رئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة والرئيس الأسبق لجمهورية آيسلندا: ” أظهر الفائزون هذا العام مستويات استثنائية من الابتكار في معالجة التحديات العالمية الحرجة، وقدموا إسهامات ملموسة في الحد من الأضرار الناجمة عن تغير المناخ وتوفير حلول أكثر استدامة للوصول إلى الرعاية الصحية والطاقة والغذاء والمياه، وخاصة في المجتمعات التي تحتاج إلى الدعم”.
وأضاف “يمتلك الفائزون القدرات اللازمة على إحداث تأثير إيجابي كبير وقابل للتوسع على نطاق عالمي، ولا شك بأن مساهماتهم سيكون لها أثراً بالغاً في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
وكرمت الجائزة هذا العام 11 مؤسسة ومدرسة ثانوية من أصحاب الحلول المبتكرة من مختلف أنحاء العالم، ما يجسد التزام دولة الإمارات بدعم الابتكارات القابلة للتطبيق على نطاق واسع للتصدي للتحديات العالمية وتمكين المجتمعات من تحقيق الازدهار المستدام.
وجرى اختيار الفائزين بالجائزة لعام 2025 من قبل لجنة تحكيم من الخبراء المتخصصين، وذلك ضمن ست فئات تشمل الصحة والغذاء والطاقة والمياه والعمل المناخي والمدارس الثانوية العالمية.
وضمن فئة الصحة، فازت شركة “بيري وينكل تكنولوجيز” من الهند بالجائزة عن جهازها المحمول المدعوم بالذكاء الاصطناعي لفحص سرطان عنق الرحم ويعمل الجهاز دون الحاجة إلى الكهرباء، ما يجعله مثالياً للاستخدام في المناطق النائية والمجتمعات التي تعاني من نقص الخدمات.
ويوفر الجهاز نتائج الفحوصات في غضون 30 ثانية، الأمر الذي يعزز الكشف المبكر عن المرض ويحسن صحة المرأة.
وبلغ عدد النساء المستفيدات من الجهاز حتى الآن أكثر من 300 ألف امرأة في الهند.
وفي فئة الغذاء، فازت شركة ” نافارم فودز” من نيجيريا بالجائزة عن مجففاتها الغذائية الشمسية الهجينة التي تساعد على تفادي خسائر ما بعد الحصاد وخفض هدر الأغذية وانبعاثات الكربون. وحتى الآن، تم توزيع 80 وحدة تجفيف ضمن 6 ولايات نيجيرية، حيث استفاد منها أكثر من 65 ألف مزارع، فضلاً عن مساهمتها في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 50 ألف طن متري سنوياً، وتمكين أكثر من 18 ألف شخص من النساء وجيل الشباب من خلال برامج رفع المهارات.
وفي فئة الطاقة، فازت شركة “بالكي موتورز” من بنغلاديش بالجائزة عن مركباتها الكهربائية خفيفة الوزن والمصنوعة محلياً بأسعار معقولة، والمصممة خصيصاً للسائقين العاملين على نطاق تجاري.
وتلبي هذه المركبات، التي يبلغ سعرها 4,990 دولاراً أمريكياً، احتياجات النقل الفريدة في المنطقة كما تشغّل الشركة شبكة من المحطات العاملة بالطاقة الشمسية لتبديل البطاريات، حيث بلغ عدد المستفيدين منها 23 ألف شخص.
وفازت ضمن فئة المياه .. المؤسسة غير الربحية “سكاي جوس فاونديشن” من أستراليا بالجائزة عن حلها المبتكر (SkyHydrant) لمعالجة المياه، والذي يتميز بكلفته المنخفضة وسهولة استخدامه وقدرته على توفير مياه نظيفة صالحة للشرب لمجتمعات بأكملها.
ويعمل الحل بقوة الجاذبية الأرضية بالاعتماد على مرشحات غشائية منخفضة الضغط لتوفير مياه شرب نظيفة دون الحاجة إلى مواد كيميائية أو مضخات أو مصادر طاقة خارجية.
وقامت الشركة بتركيب 9,000 وحدة مياه في 74 دولة، مما أسفر عن إنتاج مليار جالون من مياه الشرب الآمنة، استفاد منها أكثر من 3 ملايين شخص.
وفي فئة العمل المناخي، فازت المؤسسة غير الربحية “أوبن ماب ديفلوبمنت تنزانيا” من تنزانيا بالجائزة عن حلولها المبتكرة في إعداد الخرائط، والقائمة على دمج البيانات المستمدة من المجتمع والتقنيات المتقدمة بما في ذلك الطائرات بدون طيار ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
وبلغ عدد المستفيدين من حلولها حتى الآن 140 ألف شخص، فضلاً عن خلق 100 فرصة عمل وإتاحة مشاركة أكثر من 1000 شخص من جيل الشباب في مبادرات تُعنى بالصحة المجتمعية.
من جهة أخرى، تقدم جائزة زايد للاستدامة من خلال فئة المدارس الثانوية العالمية فرصاً استثنائية للجيل القادم من قادة الاستدامة الشباب لتمكينهم من قيادة التقدم في مجتمعاتهم. وحتى عام 2025، أحدث الفائزون بالجائزة ضمن هذه الفئة والبالغ عددهم 56 مدرسة ثانوية تأثيراً إيجابياً في حياة أكثر من 56,599 طالباً و480,660 شخصاً في مجتمعاتهم المحلية.
وشملت قائمة المدارس الفائزة بالجائزة لعام 2025 ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية كلاً من: مدرسة “سينترو دي استوديوس تكنولوخيكوس ديل مار 7″ من المكسيك عن منطقة الأمريكيتين، و”مدرسة سكافيا الإسلامية سينيور الثانوية” من غانا عن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و”مدرسة الأرض السعيدة العالمية” من الإمارات عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و”المدرسة الرئاسية في طشقند” من أوزبكستان عن منطقة أوروبا وآسيا الوسطى، و”جاناميتري ملتيبل كامبس” من نيبال عن منطقة جنوب آسيا، و”تي باو راكاي هوتو” من نيوزيلندا عن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ.
يذكر أن جائزة زايد للاستدامة أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتشجيع الحلول المبتكرة التي تعالج تحديات الاستدامة العالمية بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة حول العالم تخليداً لإرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه”، ورؤيته.
وتكرم الجائزة كل عام المؤسسات والمدارس الثانوية التي تقدم حلولاً مبتكرة تلبي احتياجات كوكبنا الأكثر إلحاحاً، وذلك ضمن فئات الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والعمل المناخي، والمدارس الثانوية العالمية.
وخلال مسيرتها الممتدة على مدار 17 عاماً، أحدثت الجائزة عبر حلول الفائزين السابقين بها والبالغ عددهم 117 فائزاً تأثيراً إيجابياً في حياة أكثر من 407 ملايين شخص في العالم، وألهمت المبتكرين لتوسيع نطاق تأثيرهم وبناء مستقبل مستدام للجميع.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم في أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد)
شهدت «منصة المجتمع»، جلسة حوارية مميزة تحت عنوان «تقدير لكل مبدع: حوار مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للدورة التاسعة عشرة»؛ وذلك ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، بحضور نخبة من رموز الأدب والثقافة العالمية، فيما ترأس الجلسة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارتها الدكتورة ناديا الشيخ، عضو الهيئة العلمية للجائزة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور علي بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب ترسخ التبادل الثقافي بين الحضارات، وتعزز حضور الإبداع الإنساني في عالم متغير، مشيراً إلى أن تكريم هذه النخبة من المبدعين تكريم للعقل المنتج، وللفكر الذي يعبر الحدود ليربط بين الشعوب.
وأكد أن الجائزة تسعى إلى الاحتفاء بالعقل المنتج للمعرفة، وتكريم الأصوات القادرة على مد جسور الحوار بين الثقافات.
وأشار إلى أن اللقاء مع الفائزين يرسخ هذه الرؤية، حيث يتحول الحفل إلى منصة للتبادل المعرفي والاحتفاء بالتنوع الثقافي، مشيداً بما يحمله كل عمل فائز من قدرة على إلهام الأجيال الجديدة، وتعميق الوعي النقدي تجاه قضايا الإنسان والهوية والمستقبل.
معايير عالمية
استهلت الروائية اللبنانية الفرنسية هدى بركات مداخلتها بالحديث عن روايتها «هند أو أجمل امرأة في العالم» التي فازت بجائزة فرع الأدب، موضحة أن كل رواية تُكتب هي شكل من أشكال الانتصار على البيئة المحيطة. وأكدت أن أدبها يتموضع في منطقة الحب المنتقد، حيث تروي الرواية مفاهيم الجمال بمعالجة مختلفة تتجاوز الصور التقليدية.
ورأت أن الجوائز العربية تحمل لها قيمة مضاعفة، معربة عن امتنانها العميق لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي اعتبرتها جائزة عالمية بمعاييرها واهتمام الإعلام الدولي بها.
من جانبها، تحدثت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها «طيف سَبيبة»، عن تجربتها الأولى في الكتابة الموجهة للأطفال، معتبرة أن تناول موضوع التوحد كان تحدياً إنسانياً وفنياً. وأوضحت أنها استلهمت تجربتها من معايشتها لحالات قريبة تعاني هذا الاضطراب، مما دفعها إلى البحث والدراسة العلمية قبل الخوض في السرد الأدبي.
بدوره، أوضح الدكتور محمد بشاري، الفائز بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتابه «حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة»، أن كتابه يقدم قراءة فقهية تأصيلية لمفهوم الكد والسعاية، مبيناً جذوره الفقهية وقدرته على مواكبة التحولات الاجتماعية.
واعتبر بشاري أن كتابه يمثل محاولة لاختراق تقليدي فقهي قديم، مؤكداً أن الإسلام يملك في جوهره إمكانات كبيرة لتعزيز مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بطريقة علمية متأصلة.
واستعرض المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو، الفائز بجائزة فرع الترجمة عن نقله لكتاب «هروشيوش» من «العربية» إلى «الإنجليزية»، أهمية عمله بوصفه صلة وصل ثقافية بين عوالم متعددة.
وأشار إلى أن الكتاب يجمع بين نصين متجاورين بـ«العربية» و«الإنجليزية»، ويعيد إحياء نص تراثي تمت ترجمته في العصر العباسي بأمر الخليفة المستنصر بالله.
ورأى أن هذه الترجمة تفتح نافذة جديدة لدراسة التفاعل العميق بين الثقافات والحضارات عبر الزمن.
قراءة جديدة
في مداخلته، تحدث الدكتور سعيد العوادي، الفائز بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه «الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي»، عن أهمية إعادة قراءة التراث العربي من زوايا غير تقليدية.
وبيّن أن كتابه يسعى إلى تسليط الضوء على خطاب الطعام المهمل في التراث البلاغي العربي، مقدماً قراءة جديدة تعيد الحياة إلى النصوص المنسية، وتكشف عن أن كثيراً من مصطلحات اللغة العربية تنبع جذورها من عالم الطعام. وأوضح أن العودة إلى هذه المساحات المنسية تمنح البلاغة روحاً جديدة، وتفتح آفاقاً مختلفة لفهم الأدب العربي القديم.
وتناول الباحث البريطاني أندرو بيكوك، الفائز بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه «الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر»، أثر الثقافة العربية والإسلامية في تلك المنطقة.
وأوضح، أن عمله يكشف عن العلاقات المتينة التي ربطت العرب والمسلمين بجنوب شرق آسيا، وكيف أسهم العلماء المهاجرون من الحجاز والمغرب في نشر الثقافة والمعرفة هناك، مما يعيد صياغة فهمنا للتاريخ الثقافي في تلك البقعة من العالم.
وتحدث الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، الفائز بجائزة فرع تحقيق المخطوطات عن تحقيقه لكتاب «أخبار النساء»، عن أهمية العمل في حفظ التراث النسوي العربي.
وبيّن أن الكتاب يُعد من المصادر النادرة التي تناولت النساء بشكل مستقل، معتمداً على كتب تراثية، مثل «الأغاني»، من دون تصنيف نمطي قائم على الطبقات الاجتماعية.