أحمد ياسر يكتب: مصر والصومال.. الأمل والتضامن والتأثير
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
شهد عام 1992، أزمة الصومال التي مازالت مستمرة.. فقد دمرت حرب أهلية وحشية ومجاعة البلاد، وتركت الملايين في حاجة إلى مساعدة عاجلة، فأرسلت الولايات المتحدة قوات إلى الصومال كجزء من عملية استعادة الأمل.
وكان هدفهم تحقيق الاستقرار وتقديم المساعدات الإنسانية، ولكن بعد وقوع حادث مأساوي في عام 1993، حيث قُتل جنود أمريكيون في مقديشو، وغادر الجيش الأمريكي الصومال.
وفي خضم هذه الاضطرابات، تدخلت مصر كشريك حيوي للصومال، وكانت جهودها لدعم الصومال خلال أحلك أيامه جديرة بالملاحظة وتستحق الاهتمام، فقد أدركت مصر، وهي دولة أفريقية عربية، أهمية مساعدة الصومال في إعادة بناء مجتمعه والحفاظ على الاستقرار.
وتم تعزيز دور مصر في تعزيز السلام والمصالحة في الصومال خلال إعلان القاهرة لعام 1997 بشأن الصومال، وإدراكًا لضرورة اجتماع القادة الصوماليين وحل خلافاتهم، استضافت مصر مؤتمر سلام حاسمًا في الفترة من 12 نوفمبر إلى 22 ديسمبر 1997… جمعت هذه القمة القادة السياسيين الرئيسيين في الصومال، الذين أكدوا بعد أسابيع من الحوار التزامهم بتحقيق السلام والمصالحة في بلدهم الذي مزقته الحرب. حدد الإعلان المبادئ والإجراءات اللازمة لاستعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات الدولة وإنشاء هيكل حكم شامل. أظهرت قيادة مصر في تسهيل هذا الاتفاق تفانيها في الحلول التي يقودها الصومال وإيمانها بالحوار باعتباره حجر الزاوية للسلام الدائم. وبينما لا تزال التحديات قائمة، يظل إعلان القاهرة لحظة محورية في تاريخ الصومال،
لقد وقفت مصر باستمرار إلى جانب الصومال في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها. في يناير 2024، عندما انتهكت إثيوبيا سلامة أراضي الصومال وانخرطت في أعمال تقوض سيادتها، كانت مصر واحدة من أوائل الدول التي أدانت مثل هذه الأعمال، ووعدت القاهرة بدعم الصومال دبلوماسيًا وأكدت استعدادها للدفاع عن المصالح الصومالية في المحافل الإقليمية والدولية.
وقد أظهر هذا الموقف الحازم التزام مصر باستقرار الصومال ووحدته في مواجهة العدوان الخارجي، وعلاوة على ذلك، وبينما تستعد الصومال لبدء فصل جديد من تاريخها مع بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية الصومالية التي تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية المنتهية ولايتها، فإن مشاركة مصر ستكون حاسمة.
ومن خلال الانضمام إلى هذه البعثة للمرة الثانية منذ عام 1994، ستجلب مصر ثروتها من الخبرة في حفظ السلام وفهمها العميق لتحديات الصومال، وتلعب دورًا حاسمًا في ضمان نجاح هذه المبادرة الجديدة من أجل الاستقرار والأمن في الصومال.
العلاقة التاريخية بين مصر والصومال
لقد رأت القاهرة فرصة لتعزيز العلاقات مع مقديشو وتقديم المساعدات خلال وقت حرج، وركزت الحكومة المصرية على الدعم الإنساني والتعليمي والدبلوماسي، وهو ما كانت الصومال في أمس الحاجة إليه.
قدمت مصر مساعدات إنسانية حاسمة خلال هذه الفترة. سلمت المنظمات المصرية الغذاء والدواء وغيرها من الإمدادات الأساسية للأسر الصومالية النازحة… كما أرسلت مصر فرق طبية للمساعدة في مكافحة الأمراض في مخيمات اللاجئين الصوماليين، كانت هذه الجهود حيوية لأن نظام الرعاية الصحية في الصومال انهار أثناء الحرب الأهلية، قدم الأطباء المصريون العلاج في المستشفيات والعيادات المؤقتة، وأنقذوا أرواحًا لا حصر لها.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت مصر الدعم اللوجستي للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ساعدت في توزيع المساعدات على المناطق الريفية في الصومال التي يصعب الوصول إليها بسبب انعدام الأمن.
كان التعليم دائمًا حجر الزاوية في السياسة الخارجية المصرية في إفريقيا.. بعد عام 1994، استثمرت مصر بكثافة في التعليم الصومالي، قدمت منحًا دراسية للطلاب الصوماليين للدراسة في الجامعات المصرية. ساعدت هذه المبادرة في تدريب جيل جديد من المهنيين الصوماليين، بما في ذلك الأطباء والمهندسين والمعلمين.
ولقد لعبت جامعة الأزهر في القاهرة دورًا هامًا. فباعتبارها واحدة من أقدم وأعرق المؤسسات الإسلامية، رحبت بالطلاب الصوماليين لدراسة الدين والقانون واللغة العربية، وعاد العديد من هؤلاء الطلاب إلى الصومال للمساهمة في إعادة بناء مجتمعاتهم.
وفي حين عانت الصومال من القتال القبلي وعدم الاستقرار السياسي، عملت مصر على تعزيز السلام.، واستخدمت نفوذها في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي للدفاع عن الوحدة الصومالية.
واستضافت مصر زعماء صوماليين لإجراء محادثات سلام، وشجعت الحوار بين الفصائل المتحاربة. ولم تكن هذه الجهود ناجحة دائمًا، لكن مصر ظلت ثابتة في دعم الحلول التي تقودها الصومال للصراع.
كما كان دعم مصر للصومال مدفوعًا أيضًا بمخاوف أمنية إقليمية، لقد شكل انهيار الصومال تهديدًا مباشرًا للبحر الأحمر وخليج عدن، فهذه المنطقة حيوية للشحن العالمي، وعدم الاستقرار قد يسمح للقرصنة والإرهاب بالازدهار… لقد أدركت مصر، بسيطرتها على قناة السويس، أهمية حماية الطرق البحرية، وكان دعم تعافي الصومال خطوة استراتيجية لضمان المرور الآمن للسفن في المنطقة.
وعلى الرغم من جهودها، واجهت مصر تحديات كبيرة في مساعدة الصومال، فقد جعل الصراع المستمر من الصعب تقديم المساعدات أو تنفيذ المشاريع طويلة الأجل، وكثيرًا ما كان عمال الإغاثة والدبلوماسيون المصريون يعملون في ظروف خطيرة.
واليوم، لا تزال الصومال تتعافى من عقود من الحرب، لكن مساهمات مصر تركت أثرًا دائمًا. فالمهنيون الصوماليون الذين درسوا في مصر أصبحوا الآن قادة في مجالاتهم، وتواصل المدارس المصرية في الصومال تعليم الشباب الصومالي، وتحافظ الدولتان على علاقات دبلوماسية قوية.
إن جهود مصر في تسعينيات القرن العشرين كانت بمثابة مثال يحتذى به للدول الأفريقية الأخرى، فقد أظهرت أن التضامن الإقليمي يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في معالجة الأزمات،ومن خلال مساعدة الصومال، عززت مصر مكانتها كقائدة في العالمين العربي والأفريقي.
إن دعم مصر للصومال يسلط الضوء على أهمية مساعدة الدول الأفريقية لبعضها البعض في أوقات الأزمات. كما يؤكد على الرابطة الدائمة بين هاتين الدولتين. وبينما تواصل الصومال رحلتها نحو السلام والاستقرار، يمكنها أن تنظر إلى الوراء وتتذكر دور مصر في بقائها ونموها.
هذه القصة تذكرنا بقوة التضامن والتأثير الدائم…..
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد الصومال أثيوبيا سد النهضة اسرائيل هضبة الجولان تركيا أكراد سوريا الأكراد السوريين الاسد دمشق روسيا أخبار مصر السودان هدنة غزة فی الصومال مصر فی
إقرأ أيضاً:
تطوير القاهرة التاريخية.. محافظ القاهرة: نقل الورش التي لا تناسب طبيعة المنطقة
كتب- محمد نصار:
تفقد الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أعمال التطوير الجارية بمنطقة القاهرة التاريخية، والتي توليها الدولة أهمية كبيرة من أجل استعادة منطقة القاهرة التاريخية لأهميتها ومكانتها السياحية.
رافق محافظ القاهرة، في جولته، اللواء إبراهيم عبد الهادي، نائب المحافظ للمنطقة الغربية، والشيخ خالد صلاح، مدير مديرية أوقاف القاهرة، وإيهاب حنفي، منسق عام صندوق التنمية الحضرية، وعدد من قيادات المحافظة ووزارة الآثار.
وأشار محافظ القاهرة، إلى أن أعمال التطوير تتم بالتنسيق بين المحافظة وصندوق التنمية الحضرية والهيئة الهندسية، وتشمل منطقة خلف مسجد الحاكم ومنطقة شارع أم الغلام وساحة المشهد الحسيني وباب زويلة ودرب اللبانة.
ولفت محافظ القاهرة، إلى أن الرؤية العامة لمشروع تطوير القاهرة التاريخية تقوم على حفظ وتحسين النشاطين الاجتماعي والاقتصادي للنسيج العمراني، وتكوين مقصد سياحي تاريخي جديد للقاهرة يعيد للعاصمة بريقها ومكانتها.
وأكد محافظ القاهرة، وجود فريق استشاري متخصص في تاريخ المنطقة يتولى مهمة ترميم المباني والاستغلال الأمثل للفراغات.
وشدد المحافظ، على أنه يتم تذليل كل الصعوبات من أجل سرعة الانتهاء من المشروع ورفع نسب التنفيذ فيه باعتباره مشروعًا قوميًا، مشيرًا إلى أنه سيتم نقل الأنشطة والورش التي لا يتناسب وجودها مع طبيعة المنطقة.
اقرأ أيضًا:
صور حديثة.. تفاصيل ومشروعات المرحلة الثانية لتطوير الطريق الدائري
وظائف متاحة بالمواني البحرية والجافة- الأوراق المطلوبة وآخر موعد للتقديم
6 منح.. جدول مواعيد صرف منح العمالة غير المنتظمة بعد زيادتها
أوناش محطة حاويات تحيا مصر 1 بميناء دمياط.. هياكل عملاقة وأخرى كهربائية -صور
25 صورة ترصد أكثر من 3200 فرصة عمل بـ8 محافظات - التخصصات وطريقة التقديم
اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات وظائف "الكهرباء" 2024
إبراهيم صابر محافظ القاهرة إبراهيم عبد الهادي وزارة الآثار تطوير القاهرة
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: 49 يومًا على رمضان.. توجيه جديد لـ"حماية المستهلك" بثبات أسعار السلع وتوفيرها الأخبار المتعلقة محافظ القاهرة ومستشار الرئيس يتفقدان أعمال تطوير القاهرة الخديوية أخبار الرئيس السيسي: لو سبنا القاهرة بدون تطوير كانت هتبقى جراج -(فيديو) أخبار السيطرة على حريق منشأة ناصر وقرارات عاجلة من محافظ القاهرة أخبار هل التهمت نيران حريق منشأة ناصر 10 عقارات؟.. بيان رسمي يكشف أخبار أخبار مصر "الوطنية للإعلام" تطلق "بودكاست ماسبيرو".. والمسلماني: لدينا 100 عام من منذ 16 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس "حماية المستهلك" يبحث مع محافظ الفيوم توافر السلع الأساسية وضبط الأسواق منذ 28 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر "متبقيات المبيدات" يختتم برنامجًا تدريبيًّا دوليًّا لمتخصصين من السنغال منذ 32 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر ختام "قمة أوغندا".. تفاصيل لقاء وزير الزراعة مفوضَ الزراعة والتنمية الريفية منذ 33 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر محافظ القاهرة ومستشار الرئيس يتفقدان أعمال تطوير القاهرة الخديوية منذ 44 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الإجراءات الجنائية.. جدل برلماني حول ضوابط مراقبة السوشيال والموبايل -تفاصيل منذ 48 دقيقة قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارتطوير القاهرة التاريخية.. محافظ القاهرة: نقل الورش التي لا تناسب طبيعة المنطقة
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك "أحمس".. بيراميدز تطرح إطار "الملاكي" لكن ليس للسوق المصري حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة| ملامح زيادة المرتبات والمعاشات خلال أيام.. وموقف أسعار البنزين 21القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك