أولويات الصهاينة.. القدس والجولان والليطاني
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
هنالك وقائع في الصراع مع الصهاينة قد تكون غائبة عن كثيرين، منها أن قادتهم يؤمنون بأن أرض الجولان هي بأهمية القدس التي يعتبرونها عاصمة لدولتهم، ويرفضون الحديث عن مستقبلها في أيّ محادثات «سلام»، ومنذ قيام إسرائيل، كان موضوع الاستيلاء على الجولان في مقدّمة الأهداف التي يريد الصهاينة تحقيقها. وكانت الوكالة التلغرافية اليهودية قد نقلت عام 1968م عن ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء صهيوني، تصريحاً جاء فيه أنه لا يمانع بإعادة جميع الأراضي المحتلة بعد حرب 1967م مقابل السلام، لكن باستثناء القدس والجولان.
هذا الموقف كرّره بن غوريون في آخر مقابلة أجراها معه توم سيغيف في مستعمرة سيدي بوكر في النقب بعد تقاعده واستغرقت ست ساعات، ويذكر سيغيف في كتاب بعنوان «دولة بأي ثمن: حياة دافيد بن غوريون» (بالإنكليزية، لندن 2020م) أن بن غوريون أعرب له «عن خيبته لأن آماله لم تتحقق بعد نهاية الحرب عام 1948م والتي لخّصها بالاستيلاء على دمشق ومناطق جنوب سوريا والوصول إلى الليطاني في جنوب لبنان»، ويضيف سيغيف نقلاً عن بن غوريون أنه لم يفقد الأمل بذلك مستقبلاً بدليل أنه رفض أن يتضمن إعلان استقلال دولة إسرائيل نصاً يبيّن حدود الدولة، وعندما أبلغه رجل القانون أن هذا الأمر مستحيل، كان جواب بن غوريون «كل شيء ممكن».
إذاً، أحد أبرز المؤسّسين لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، اعتبر أن الجولان هو بأهمية القدس بالنسبة إليه، لذلك وضع نصب عينيه منذ البدايات ليس السيطرة على مرتفعات هضبة الجولان فقط، بل على مناطق في جنوب سوريا أيضاً. وهذا ما سبق أن حاول تنفيذه عملياً البارون إدمون دو روتشيلد عندما قام بتمويل عدة مستعمرات أقيمت في حوران بلغت مساحتها ما يقارب الـ 100ألف دونم. وحاول الصهاينة عدة مرات، كما تكشف التقارير والوثائق الدبلوماسية الفرنسية، نيل موافقة سلطات الاحتلال الفرنسي للاستيطان في سوريا، وفي حوران والجولان بشكل خاص، إلا أن محاولاتهم فشلت.
يضاف إلى ذلك أن السرديات الدينية التي يكررها اليوم الكتّاب والمؤرّخون الصهاينة تؤكد أن الجولان وحوران ومساحات شاسعة أخرى من أرضنا تعود إلى ما يسمونه «أرض الميعاد»، وقد سبق لأبي الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل أن حدّد بوضوح حدود الدولة المُزمع إقامتها بقوله في الجزء الثاني من مذكّراته (صفحة 711) بأنها تشمل المساحة الممتدة «من وادي مصر إلى الفرات».
والواقع أن تطورات الأحداث بعد تأسيس الدولة العبرية وإقامة منطقة منزوعة السلاح بين سوريا وفلسطين، وتوقيع اتفاقية الهدنة عام 1949م، لم توقف محاولات الصهاينة الاستيلاء على الجولان. ففي البداية اعتبر الصهاينة أن المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود تعود إلى فلسطين وفق قرار التقسيم. لذلك صعّدوا اعتداءاتهم على تلك المنطقة، وبالنتيجة كان لهم ما أرادوا، إذ بادروا إلى تنفيذ برنامج تجفيف بحيرة الحولة وثبّتوا سيطرتهم عليها، وحصلوا على ما مقداره مائة مليون متر مكعب من المياه، وفي الوقت نفسه هجّروا أبناء القرى الفلسطينية في تلك المنطقة الخصبة في أبريل 1951م.
لاحقاً، نشر العديد من المؤرخين والصحافيين والكتّاب الصهاينة أقوالاً لجنرالات قاتلوا الجيش السوري على الجبهة السورية ما بين مطلع خمسينيات القرن الماضي وحتى حرب حزيران 1967م، وتتلخّص أقوالهم بأن إسرائيل تعمّدت استفزاز السوريين خلال تلك الفترة بهدف الاستيلاء على الجولان، وكان من بين أولئك الجنرالات موشي دايان الذي قاد الجيش على الجبهة السورية، فقد اعترف في مقابلة أجريت معه عام 1976م بأن 80% من الاشتباكات التي كانت تجري مع الجيش السوري بادرت بها إسرائيل لتوريط السوريين في معركة تمهيداً للاستيلاء على الأراضي السورية وتحويل منابع نهر الأردن والحيلولة دون استفادة سوريا منها.
كان التوسع الصهيوني الكبير في حرب حزيران 1967م قد أفسح المجال للصهاينة بالسيطرة على 1250 كيلومتراً مربعاً من أراضي هضبة الجولان التي تبلغ مساحتها 1750 كيلومتراً مربعاً، وبعد حرب 1973م جرى اتفاق لفصل القوات واستعادت سوريا 8% فقط من الأراضي التي سبق لإسرائيل أن احتلتها عام 1967م، وأقدمت القوات الإسرائيلية قبل انسحابها على تدمير معظم القرى الجولانية وبصورة خاصة القنيطرة عاصمة الجولان، وكتبت على جدران المنازل المدمّرة: «تريدون القنيطرة، سنعطيها لكم، ولكن مدمّرة»، كما أدّت ممارسات الاحتلال إلى تشريد أهالي الجولان، فنزحوا عن قراهم وتوجّهوا نحو دمشق. وهكذا ثبّت الاحتلال وجوده بإجراء تغيير جذري في المنطقة المحتلة، حيث أقيمت مستعمرات جديدة ومصانع ضخمة ومواقع عسكرية رئيسية وخاصة في منطقة جبل الشيخ التي تشرف على قسم كبير من جنوب لبنان وسوريا ووادي نهر الأردن.
الحرب الأخيرة التي خاضها المقاومون اللبنانيون أثبتت كذب الادّعاءات الصهيونية بأن إسرائيل تريد الاحتفاظ بالمنطقة جنوب نهر الليطاني خالية من السلاح، والبقاء في الجولان كونه ضرورياً لأمن الكيان الصهيوني. ففي عصر الصواريخ يمكن للمقاومين أن يطلقوا صواريخهم من مناطق بعيدة عن الحدود مع المحتلين، لذلك، فإن الأهداف الإسرائيلية الحقيقية المغلّفة بشعار الأمن ما هي إلا قناع يخفي النية المبّيتة للتحكم المباشر بالثروات المائية والجوفية في كل من الجولان وجنوب لبنان، وهذا ما أعلن عنه كبار القادة الصهاينة الأوائل ويعلن عنه اليوم قادتهم الجدد.
باختصار، إن الوضع الحالي يؤكد حقيقة أننا نواجه تحديات مصيرية، لم تبدأ مع حكم «البعث»، بل تعود إلى مرحلة ما قبل بداية حقبة الانقلابات العسكرية، لقد خسرت سوريا منذ الانقلاب العسكري الأول بقيادة حسني الزعيم في مارس 1949م حتى اليوم فرصاً عديدة لبناء قوة ردعية على الأقل، تضع حداً للتوسع الصهيوني رغم كل الصعوبات والتحديات، وبسبب الصراع على السلطة بين العسكر، تحوّلت سوريا إلى ميدان للتنافس بين القوى العربية والدولية المتنفّذة في تلك الفترة، وشهدت حقبة الانقلابات العسكرية قمعاً لكل القوى التي تعارض كل حكم جديد، وتساوت جميع الأنظمة التي حكمت دمشق في اعتماد أسلوب القمع والتنكيل، وكانت مرحلة الوحدة مع مصر، على سبيل المثال، قد تميّزت بقمع وحشي مارسه جهاز المخابرات بقيادة عبدالحميد السراج، حيث زجّ بالآلاف في السجون وتمت تصفية بعضهم، كما أدّت الانقلابات وخلافات الضباط في ما بينهم حول كيفية قيادة سوريا إلى نشوء ظاهرة خطيرة تمّ فيها تدجين معظم القوى السياسية، فانعدمت الحياة السياسية السليمة خوفاً من أجهزة المخابرات، واعتمد كل انقلاب لتثبيت حكمه على القبضة البوليسية وما ينتج عنها من قمع واضطهاد.
لقد أدمن السوريون على مفاعيل تلك الممارسات، وها هم اليوم جميعاً، على الرغم من اختلافاتهم وتنوع توجهاتهم الأيديولوجية، يحصدون ما جنته عليهم تلك الأنظمة. والمصيبة لا تقتصر الآن على انهيار اقتصادي، وعلى احتلالات أميركية وتركية وصهيونية، ترافقها مشاريع انفصالية… بل إن الخطر الأكبر يتمثل بتحركات الجيش الصهيوني الذي أصبح على أبواب دمشق، ولا يزال يواصل تقدّمه داخل الأراضي السورية دون توقف، بينما يشن سلاح الجو الصهيوني غارات مكثّفة لتدمير ما تبقّى من البنية العسكرية السورية، وباعتقادي أن القضية الأساسية اليوم ليست ما إذا كان باستطاعة الجولاني/الشرع وفريقه المسيطر على دمشق البقاء في الحكم أم لا، بل كيف سيستعيد السوريون أرضهم المحتلة، وهل باستطاعتهم الحيلولة دون تحقيق حلم بن غوريون بالاستيلاء على دمشق وجنوب سوريا والجولان؟
هناك حقيقة لا يستطيع أحد تجاهلها وهي أن تحرير الأرض المحتلة هو القاعدة الأساسية لشرعية أي حكم في دمشق. فالاستسلام للأمر الواقع يُعتبر خيانة لدماء مئات الآلاف من الأجيال السورية التي قاتلت من أجل سوريا وجنوبها، واليوم ليس مهماً مَنْ يتربع على كرسي الحكم، ولا أن ينتصر مذهب على آخر، بل الأهم والضروري هو كيف تستعيد سوريا أرضها المحتلة؟ فالأرض أهم من أي حاكم مهما كانت مؤهلاته وتوجهاته السياسية ونواياه.
* كاتب لبناني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
(تسلسل زمني) أبرز محطات الثورة السورية من انطلاقها حتى إعلان الدستور
سوريا – 14 سنة مرت على بدء الثورة السورية التي أطاحت في نهاية المطاف بنظام بشار الأسد، لتصبح واحدة من أهم المحطات الفارقة بتاريخ البلاد.
تلك الثورة، التي بدأت في مارس/ آذار 2011، تعتبر أطول محطات الربيع العربي الذي بدأ بتونس في ديسمبر/ كانون الأول 2010، وأطاح بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
وفي 8 ديسمبر الماضي، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 من سيطرة عائلة الأسد.
وفيما يلي تسلسل زمني لأهم الأحداث المهمة، التي مرت بها الثورة السورية خلال 14 عاما:
** سقوط أول قتيلأطلق الأمن السوري الرصاص الحي على مظاهرة خرجت في حي درعا البلد (جنوب)، ما أدى إلى مقتل الشاب محمود الجوابرة في 18 مارس 2011، الذي يعتبر أول قتيل بالثورة السورية.
تلك المظاهرة خرجت احتجاجا على اعتقال فرع الأمن السياسي بدرعا أطفالا خطوا عبارات مطالبة بالحرية على جدران مدرسة الأربعين في حي درعا البلد.
أهالي الأطفال شكلوا حينها وفدا زار رئيس الفرع عاطف نجيب، مطالبين بإطلاق سراحهم، إلا أن الأخير رفض ذلك، وعمد إلى توجيه “ألفاظ نابية” للوفد بغرض إهانتهم، ما أشعل حراكا جماهيريا بالمحافظة.
** خطاب “مستفز” لبشار الأسدنهاية مارس 2011، ألقى بشار الأسد في مجلس الشعب خطابا بشأن المظاهرات، إلا أن سوريين اعتبروه “خطابا مستفزا” لا يرقى لمستوى المرحلة، حيث تخلل الخطاب تصفيق وهتافات داعمة للأسد، بالإضافة إلى ضحك متسلسل للرئيس المخلوع رغم سقوط قتلى وجرحى بنيران الأمن السوري حينها.
** بدء الانشقاقات في صفوف قوات الأسدتلك الانشقاقات بدأت منذ الشهر الثاني للثورة، إذ يعد المجند وليد القشعمي من الحرس الجمهوري في قيادة قاسيون من أوائل الذين انشقوا عن جيش الأسد عبر تسجيل مصور بُثَّ على الإنترنت في 23 أبريل/ نيسان 2011.
وعزا القشعمي انشقاقه إلى أن “الضباط أمروا الجنود بمواجهة مظاهرة سلمية وإطلاق النار على المتظاهرين العزل”.
وفي يونيو/ حزيران 2011، أعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه، وبدأ بتأسيس حركة الضباط الأحرار، التي مهدت لتأسيس الجيش السوري الحر آنذاك بقيادة العقيد رياض الأسعد، لتتوالى الانشقاقات بعدها بالجملة، ما أحدث حالة من التوتر في صفوف قوات الأسد.
** عقوبات عربية على سوريافي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، قرر وزراء الخارجية العرب تعليق مشاركة الوفود السورية في أنشطة الجامعة العربية، ودعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق، وهددوا بالاعتراف بالمجلس الوطني المعارض، ودعوا المعارضة السورية إلى اجتماع في مقر الجامعة لبحث “المرحلة الانتقالية المقبلة”.
القرار العربي اتخذ بموافقة 18 دولة في حين اعترضت ثلاث، هي سوريا ولبنان واليمن، وامتنع العراق عن التصويت.
** بعثة “المراقبين العرب”أرسلتها جامعة الدول العربية إلى سوريا، في ديسمبر 2011، برئاسة الفريق أول مصطفى الدابي، لتقصي الحقائق، ورفع تقريرها بعد جولات قامت بها في محافظات سورية، إلا أن مراوغة نظام الأسد، وعدم التزامه بالمبادرة العربية حال دون نجاح مهمة البعثة، وأدى إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى بنيران الأمن السوري.
** اغتيال “خلية الأزمة”في 18 تموز/ يوليو 2012، ومن خلال تفجير مقر الأمن القومي السوري بالعاصمة دمشق، قتل وزير الدفاع الأسبق داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني، وهشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث الحاكم حينها.
و”خلية الأزمة” شكلها بشار الأسد لقمع المظاهرات، التي أخذت بالتوسع في المحافظات السورية تباعا، وكانت برئاسة حسن تركماني، وتضمنت بالإضافة إلى القتلى، محمد الشعار وزير الداخلية الأسبق الذي أصيب بالتفجير، ومحمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث، وعلي مملوك رئيس المخابرات العامة (لم يكونا موجودين بالاجتماع).
ناشطون سوريون قالوا حينها إن التفجير “مصطنع” من طرف نظام الأسد، بغرض التخلص من تلك الشخصيات التي تعتبر مصدر قلق لنظام بشار الأسد”.
** هجوم كيميائي على غوطة دمشقفي 21 أغسطس/ آب 2013، نفذ نظام الأسد هجوما على الغوطة الشرقية لدمشق مستخدما أسلحة كيميائية، ما أسفر عن مقتل 1400 مدني.
وبحسب تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، شن نظام الأسد هجوما كيميائيا على الغوطة الشرقية، لا سيما منطقة زملكا، حيث أطلق ما لا يقل عن 8 صواريخ أرض أرض، وتبين أنه استخدام فيها غاز السارين أو مادة سامة مماثلة.
وقال سوريون في الغوطة الشرقية إن المنطقة تعرضت لقصف بـ 12 صاروخا محملة برؤوس كيميائية، بينما أكد أهالي المنطقة أن النظام حاول السيطرة على زملكا، التي تعد بوابة الغوطة عبر ذلك الهجوم.
** تحالف دولي ضد “داعش” الإرهابيتشكل التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سبتمبر/ أيلول 2014، ويضم 79 دولة بقيادة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والاتحاد الأوروبي.
التنظيم الإرهابي ظهر بالعراق في 2006، ثم في سوريا بعد 2011، وتمكن من السيطرة على مساحات واسعة ومحافظات استراتيجية في البلدين الجارين، لا سيما الموصل بالعراق، والرقة في سوريا، قبل أن يخسر كل مناطقه في 2019، وتحول إلى فلول.
** أول تدخل روسي مباشربعد توسع رقعة سيطرة الجيش السوري الحر، وسقوط عدة مواقع عسكرية مهمة في قبضته، وخسارة النظام عدة مناطق ومدن، بدأ سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية في 30 سبتمبر 2015، بطلب من بشار الأسد للحصول على دعم عسكري.
ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.
التدخل الروسي المباشر غير المعادلة لصالح الأسد، وأدى إلى خسارة المعارضة مساحات واسعة خلال السنوات اللاحقة.
** سيطرة قوات الأسد على حلباستعادت قوات النظام السوري السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها، بعدما شكلت معقلا لفصائل المعارضة منذ صيف 2012.
وكان لإيران والمجموعات الموالية لها نفوذ واسع في مدينة حلب ومحيطها، وشكلت السيطرة عليها فرحة عارمة لقوات النظام السوري، لدرجة أن بشار الأسد اعتبر الخطوة في كلمة متلفزة “نقطة فاصلة في التاريخ”.
** تهجير أهالي الجنوبوجراء التدخل الروسي المباشر، تمكنت قوات الأسد من سيطرتها على محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق صيف 2018، وخيرت المعارضة المسلحة حينها بين التسوية والتهجير إلى الشمال من خلال “الحافلات الخضر”، التي شكلت محطة فارقة في عمر الثورة السورية.
جزء من المعارضة اختار التسوية، ما دفع النظام البائد إلى تنفيذ اغتيالات متعاقبة ضد بعضهم، والجزء الآخر اختار التهجير للشمال، في خطوة أدت إلى إعادة تنظيم الصفوف وتحرير سوريا فيما بعد.
** قانون “قيصر”في 11 ديسمبر 2019، أقر الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب، قانون “قيصر” لمعاقبة النظام السوري على جرائم حرب ارتكبها بحق المدنيين.
وقيصر هو المساعد أول فريد المذهان رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق.
وكشف المذهان للمرة الأولى عن هويته في 6 فبراير/ شباط الماضي خلال مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، وروى تفاصيل نقل تسريبات الوثائق للعالم عن جرائم التعذيب والقتل في سجون نظام الأسد.
** نظام الأسد يمتهن تجارة المخدراتبعد سيطرة النظام البائد على الجنوب السوري وحلب، عاشت قوات الأسد “فترة ذهبية”، إذ انحسرت المعارك وقلت المواجهات العسكرية، ولذلك عمدت إلى امتهان تجارة المخدرات لجمع الأموال وتدارك الواقع الاقتصادي المتردي.
تلك الظاهرة أصبحت واضحة للعيان، وأزعجت الدول المجاورة، لا سيما الأردن، الذي تحولت حدوده مع سوريا إلى ساحة صراع بين تجار المخدرات المدعومين من نظام الأسد، وحرس الحدود.
تكرار تلك الحوادث، وسقوط قتلى وجرحى، دفع بوزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إلى إجراء زيارات مكوكية إلى دمشق ولقاء الأسد، إلا أن النظام البائد لم يكترث بذلك وواصل تجارة المخدرات.
وبعد سقوط نظام الأسد، رصدت عدسة الأناضول عدة مستودعات ومعامل صنع مخدر من نوع “الكبتاغون” في محافظات سورية، أشرف نظام الأسد عليها رغم استياء الدول المجاورة.
** عودة سوريا للجامعة العربيةوافق مجلس وزراء الخارجية العرب في جلسة طارئة عُقدت في القاهرة، في 7 مايو/ أيار 2023، على استعادة النظام مقعد سوريا الشاغر في الجامعة.
ووجهت السعودية دعوة إلى بشار الأسد، لحضور القمة العربية الـ 32 التي عُقدت في مدينة جدة في 19 من الشهر نفسه، لتنفك بذلك عزلة نظام الأسد العربية، دون تغيير في الظروف والأسباب التي أدت إلى تعليق عضوية سوريا في الجامعة.
** عملية “ردع العدوان”“ردع العدوان”، عملية عسكرية أطلقتها فصائل سورية في شمال غربي سوريا في 27 نوفمبر 2024، بهدف توجيه ضربة استباقية لقوات النظام المخلوع، وشكلت لذلك “إدارة العمليات المشتركة” التي ضمت كلا من “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير”.
تلك العملية شكلت نهاية سريعة ومفاجئة لنظام الأسد، من خلال سيطرتها على محافظة حلب وريف إدلب، ثم حماة فحمص، فدمشق العاصمة في 8 ديسمبر الماضي.
ومساء ذلك اليوم أعلنت موسكو أنها منحت الأسد وعائلته “حق اللجوء الإنساني” بعد هروبه من دمشق أمام تقدم فصائل سورية.
** المفقودون بسجون الأسدبرزت قضية المفقودين إلى الواجهة بعد سقوط نظام الأسد، كاشفة حجم الانتهاكات في السجون، حيث تعرض المعتقلون لتعذيب ممنهج، كان من أبشع مراكزه سجن صيدنايا.
ويتجاوز عدد المختفين قسرا في سوريا 112 ألف شخص، لم يعثر على أي منهم بعد فتح سجون النظام، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
** تشكيل حكومة انتقاليةوفي اليوم التالي من سقوط النظام، كلف أحمد الشرع، الذي كان رئيسا للإدارة السورية الجديدة، محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية، أسندت حقيبة الخارجية إلى أسعد الشيباني الذي أجرى عدة زيارات لدول عربية وإقليمية.
** إسرائيل تدخل على الخطمنذ اللحظات الأولى لإسقاط الأسد، عمدت إسرائيل إلى إلغاء اتفاقية فصل القوات الموقعة مع الجانب السوري عام 1974، ودمرت معظم مواقع الجيش، ونفذت سلسلة اقتحامات في قرى بريف القنيطرة ودرعا.
كما أقامت نقاط تمركز في جبل الشيخ، ومنطقة “الجزيرة” بريف درعا الغربي على حدود الجولان السوري المحتل.
** الشرع رئيسا لسورياأعلنت إدارة العمليات العسكرية، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، الشرع رئيسا للبلاد للمرحلة الانتقالية، وإلغاء دستور 2012، وحل البرلمان والجيش والأجهزة الأمنية، وكذلك حل الفصائل العسكرية والأجسام الثورية السياسية والمدنية ودمجها في مؤسسات الدولة.
** أمير قطر أول الواصلين من الزعماءفي اليوم التالي لتنصيب الشرع، أجرى أمير قطر زيارة لسوريا هي الأولى لزعيم دولة منذ سقوط نظام الأسد، والتقى الرئيس السوري بدمشق، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية.
**الشرع يزور تركيا و3 دول عربيةفي فبراير الماضي، قام الشرع بأول زيارة خارجية له إلى السعودية، والتقى ولي العهد محمد بن سلمان، قبل أن يتوجه إلى تركيا بمحطته الثانية، حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان، وبحثا تعزيز التعاون الثنائي.
ونهاية الشهر نفسه، زار الشرع الأردن والتقى الملك عبد الله الثاني، قبل أن يتوجه إلى القاهرة في مارس الجاري بدعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في القمة العربية الطارئة بشأن الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
** ملاحقة فلول الأسدوبعد إسقاط نظام الأسد، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.
واستجاب الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية، لا سيما في محافظة اللاذقية.
** مؤتمر الحوار الوطنياستضافته دمشق يومي 24 و25 فبراير الماضي، بمشاركة شخصيات من كافة مكونات الشعب السوري، بهدف تأسيس دستور مؤقت للبلاد، بعد جولات على محافظات البلاد، أجرتها اللجنة الدستورية المكلفة من الشرع برئاسة حسن الدغيم.
** الإعلان الدستوريوالخميس، وقع الرئيس السوري إعلانا دستوريا يحدد المرحلة الانتقالية في البلاد بمدة 5 سنوات، بعد أن سلمته لجنة الخبراء المكلفة بصياغة مسودة الإعلان.
ويعمل الإعلان الدستوري على إعادة النظام السياسي إلى المسار الدستوري الصحيح، مع التوصية بتقديم دستور دائم للبلاد.
كما ينص على الفصل المطلق بين السلطات، وتولي مجلس الشعب العملية التشريعية كاملة، بينما يتولى رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية.
كما ينص الإعلان على منح رئيس الجمهورية حق إعلان حالة الطوارئ، على أن يكون بموافقة مجلس الأمن القومي، وتمديدها بموافقة مجلس الشعب.
أما عزل رئيس الجمهورية أو فصله أو تقليص سلطاته فيترك لمجلس الشعب، وفق نص الإعلان الدستوري.
الأناضول
Previous أسعار الذهب تصعد إلى قمة تاريخية Related Posts كاتب إسرائيلي: دعهم ينتصرون.. الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان وانتصار إسرائيل الكامل وهم خطير مقالات وصحف 15 مارس، 2025 القنبلة الزلزالية.. “إنها غالية! أعيدوها إذا فشلتم في إسقاطها”! مقالات وصحف 14 مارس، 2025 أحدث المقالات (تسلسل زمني) أبرز محطات الثورة السورية من انطلاقها حتى إعلان الدستور أسعار الذهب تصعد إلى قمة تاريخية انكماش الاقتصاد البريطاني ارتفاع قوي لبورصة موسكو والروبل تقلبات الأسعار تكبد الأسر الألمانية تكاليف إضافية بالملياراتليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results