تتويج 10 فرق في "هاكاثون إنجاز" قدمت حلولاً ذكية لرفع الإنتاجية
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
توّج وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، عبدالله بن عامر السواحه، ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، عبدالله بن شرف الغامدي اليوم، عشرة فرق فائزة بجائزة هاكاثون إنجاز لرفع الإنتاجية في القطاعين الحكومي والخاص باستخدام الذكاء الاصطناعي من إجمالي 90 فريقًا تنافسوا على إيجاد حلول تقنية متقدمة تستهدف رفع جاهزية ومستوى كفاءة العمل في هذين القطاعين التنمويين .
جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته الجهات الحكومية العشر التي تشرف على تنظيم الهاكاثون في مقر "الكراج" بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالعاصمة الرياض، بحضور رئيس مكتب إدارة البيانات الوطنية في "سدايا" الربدي بن فهد الربدي، ومحافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، محمد بن سعود التميمي.هاكاثون إنجازوأعرب "الغامدي" في كلمة له خلال الحفل عن سعادته بالنجاح الذي حققه هاكاثون إنجاز، وبحجم التفاعل الذي شهد تنافس أكثر من 400 مشارك يمثلون 90 فريقًا بجوائز تصل إلى مليون ونصف المليون ريال سعودي، تنافسوا خلالها على تطوير حلول إبداعية تُظهر الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة وتقليل الهدر في مسارين رئيسيّين هما مسار الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجية القطاع العام، الذي تضمَّن العمل على تحسين خدمات القطاع الحكومي وتسريع عملياته، ومسار الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجية القطاع الخاص، الذي يستهدف تقليل التكاليف وتسريع الإنجاز في الشركات.
أخبار متعلقة بينهم امرأتان.. القبض على 3 بجازان في عمليتين لتهريب المخدرات"كاوست" تطور تقنية تكشف عن احتياطيات الليثيوم في حقول النفط ومياه البحر .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
واستعرض خلال كلمته العديد من الدراسات التي تؤكد دور الذكاء الاصطناعي في رفع الإنتاجية، وتحسين دورة العمل، مشيرًا إلى الدراسة التي أجرتها كلية سلون للإدارة في جامعة MIT للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد أظهرت أنّ موظّفي خدمة العملاء الذين يستخدمون أداة للذكاء الاصطناعي التوليدي سجّلوا زيادة في الإنتاجية بنسبة 14%، فيما شهد الموظّفون الأقل خبرة تحسّنًا يصل إلى 35%.الذكاء الاصطناعيوأشار إلى أن إدارة سلاسل التوريد بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي تسهم في خفض تكاليف الخدمات اللوجستية بنسبة 15%، وزيادة مستويات المخزون بنسبة 35%، والارتقاء بمستوى وجودة الخدمة بنسبة 65% وفق تقارير من شركة ماكنزي. وقال معاليه" إن من الأمثلة الوطنية الرائدة على توظيف التقنيات الذكية لتعزيز الكفاءة والإنتاجية تطبيق "نفاذ" الذي نفخر بتطويره بأيدي أبناء وبنات هذا الوطن، ويتيح التحقق من هوية الأفراد باستخدام سماتهم الحيوية، ما أسهم في توفير نحو 260 ألف زيارة إلى مراكز الخدمة يوميًا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
وأكد أن خدمات "سدايا" المعتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي أسهمت في توفير ما يعادل 19 يوم عمل في السنة للفرد، مبينًا أن هناك فرصة حقيقية لرفع إنتاجية أكثر من 17 مليون شخص يعملون في القطاعين الحكومي والخاص بالمملكة، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.رفع الكفاءة وتعزيز الإنتاجيةونوّه بدور "سدايا" في تسخير تلك التقنيات في رفع الكفاءة وتعزيز الإنتاجية في القطاعات الحيوية، مثل التعليم والصحة والخدمات البلدية والنقل والطاقة والصناعة والعدل، مستشهدًا بالمجال العدلي، وبالتعاون مع وزارة العدل تم إطلاق تطبيق "صوتك" الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحويل الصوت بلهجات عربية مختلفة إلى نص بطاقةٍ تصل إلى 10 آلاف جلسة استماع يوميًا، بما يسهم في تقليل الزمن المستغرق لتوثيق الجلسات، ويرفع جودة الخدمات المقدمة كما يقلل من الأخطاء البشرية، ويعزز من كفاءة وإنتاجية العاملين، محققًا وفورات ملموسة في الموارد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }
وتطرق للمجال الصحي الذي لعب فيه الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في رفع كفاءة القطاع، حيث أطلقت "سدايا" ووزارة الصحة برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ما يؤدي إلى تقليل التشخيصات الخاطئة وتسريع عمليات الفحص بنسبة 85%، ليتيح للأطباء التركيز على تقديم رعاية صحية أفضل وتغطية شريحة أكبر من المرضى.
وأبرز خلال كلمته إطلاق منتج "عيناي" بالشراكة مع مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الذي يتضمن خوارزميات ذكاء الاصطناعي للكشف عن اعتلال الشبكية السكري المسبب الأول لفقدان البصر في المملكة، بنسبة حساسية تصل إلى 96%، مبينًا أن "عيناي" يُستخدم حاليًا في 14 مركزًا صحيًا في المملكة، تم فيها فحص 12 ألف حالة منها 1400 حالة مهددة بالعمى.نخبة من المبدعينوأعرب في ختام كلمته عن فخره واعتزازه بمشاركة نخبة من المبدعين والمبدعات وهم يتنافسون في تقديم حلول معتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة وزيادة الإنتاجية في القطاعين الحكومي والخاص، متوجهًا بالشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدة على الدعم غير المحدود، وإلى الرعاة وممثلي الجهات الحكومية والقطاع الخاص التي أسهمت في إنجاح هذا الهاكاثون.
بعد ذلك قدّم عدد من المشاركين عرضًا تضمن مشاريعهم المبتكرة وحلولهم الإبداعية التي عملوا عليها خلال الهاكاثون، واستهدفت توفير الموارد وتقليل التكاليف ورفع الكفاءة والجودة باستخدام أحدث حلول البيانات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن تفعيلها وتطبيقها لرفع وتعزيز إنتاجية القطاعين الحكومي والخاص.تتويج الفرق الفائزةإثرها توّج وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" الفرق الفائزة هي: فريق "عضيد"، وفريق "NAXAI"، وفريق "ناظر"، وفريق "ساعي"، فريق "الأرشيف المعرفي للتعلم"، فريق "OBS"، وفريق "TerraLoop", و"فريق فطِن"، فريق "Emtithal" , فريق "همس" حيث تسلم كل فريق من الفرق الفائزة جوائز مالية يصل إجماليها إلى مليون ونصف المليون ريال.
ويعكس النجاح الذي حققه "هاكاثون إنجاز" ثمرة التكامل بين عشر جهات حكومية، وهي : الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، وهيئة الحكومة الرقمية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ووزارة المالية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية، والمركز الوطني لنظم الموارد الحكومية، والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات.
وتعزز هذه الشراكات تكامل العمل الحكومي نحو التحول الرقمي وبناء القدرات الوطنية قادرة على بناء حلول مستدامة تدعم رفع جاهزية كفاءة وتطوير القطاعين الحكومي والخاص، باستخدام البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الرياض هاكاثون إنجاز وزير الاتصالات سدايا الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الاتصالات وتقنیة المعلومات القطاعین الحکومی والخاص والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی article img ratio
إقرأ أيضاً:
بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
تهيمن قناتان متوازيتان للصور على استهلاكنا البصري اليومي. في إحداهما، صور ولقطات حقيقية للعالم كما نعرفه، ففيها سياسة ورياضة وأخبار وترفيه. وفي الثانية، فوضى الذكاء الاصطناعي [أو ما يعرف بـ AI slop]، بمحتوى متواضع الجودة ليس فيه من الإسهام البشري إلا الحد الأدنى. بعض ما فيه تافه الشأن عديم المعنى، لا يعدو صورا كرتونية لمشاهير، ومناظر طبيعية خيالية، وحيوانات ذات سمات بشرية. وبعضه الآخر عرض خادش للحياء...ففيه تجد حبيبات افتراضيات لا يمكن أن تتفاعل معهن تفاعلا حقيقيا. ونطاق هذا المحتوى وحجمه مذهلان، فهو يتسرب إلى كل شيء، من صفحات التواصل الاجتماعي إلى الرسائل المتداولة على واتساب. فلا تكون النتيجة محض تشويش على الواقع، وإنما هي تشويه له.
وفي فوضى الذكاء الاصطناعي شيء جديد هو الخيال السياسي اليميني. فعلى موقع يوتيوب مقاطع فيديو كاملة ذات سيناريوهات مختلقة ينتصر فيها مسؤولو ترامب على القوى الليبرالية. وقد استغل حساب البيت الأبيض على منصة إكس صيحة إنشاء صور بأسلوب استوديو جيبلي، ونشر صورة لامرأة من الدومينيكان تبكي أثناء تعرضها للاعتقال على يد إدارة الهجرة والجمارك (ICE). والواقع أن السخرية السياسية باستعمال الذكاء الاصطناعي قد انتشرت على مستوى العالم.
فهناك مقاطع فيديو صينية من إنتاج الذكاء الاصطناعي تسخر من العمال الأمريكيين البدناء وهم يقفون في خطوط التجميع بعد إعلان التعريفات الجمركية، وقد أثارت هذه المقاطع سؤالا موجها للمتحدثة باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضي وردا منها. فقد قالت المتحدثة: إن هذه مقاطع أنتجها من «لا يرون إمكانات العامل الأمريكي». ولإثبات مدى انتشار فوضى الذكاء الاصطناعي، كان علي أن أتأكد ثلاث مرات من أنه حتى هذا الرد نفسه لم يكن في حد ذاته محتوى ذكاء اصطناعي منفذا على عجل مختلقا خدعة أخرى لأعداء ترامب.
وليس الدافع إلى تسييس الذكاء الاصطناعي بالأمر الجديد، فهو ببساطة امتداد للبروباجندا المعهودة. ولكن الجديد هو مدى ديمقراطيته وانتشاره، وأنه لا يحتوي أشخاصا حقيقيين ويخلو من قيود الحياة الواقعية المادية، فيوفر بذلك ما لا حصر له من السيناريوهات الخيالية.
وانتشار محتوى الذكاء الاصطناعي عبر قنوات الدردشة الضخمة عظيمة الحضور، من قبيل واتساب، يعني غياب أي ردود أو تعليقات تشكك في صحته. فكل ما تتلقاه ينعم بسلطة من ثقتك في الشخص الذي أرسله إليك. لذلك أخوض صراعا دائما مع قريبة لي كبيرة السن، مطلعة على عالم الإنترنت، تتلقى سيلا من محتوى الذكاء الاصطناعي على واتساب بشأن حرب السودان وتصدقه. تبدو الصور ومقاطع الفيديو حقيقية بالنسبة لها، وترد إليها موجهة من أشخاص تثق فيهم. ويصعب على المرء حتى أن يستوعب قدرة التكنولوجيا على إنتاج محتوى يبدو حقيقيا إلى هذه الدرجة.
وبإضافة هذه القدرة إلى توافق المحتوى مع رغبات قريبتي السياسية، ستجد نفسك متعلقا به إلى حد بعيد، حتى لو اعتراك بعض من الشك فيه. فوسط الكم الهائل من القطط [في بعض الفيديوهات المختلقة]، يجري استعمال الذكاء الاصطناعي في خلق سيناريوهات سياسية، وتحسينها والوصول بها إلى درجة الكمال عبر تقديمها بلغة بصرية تؤجج الرغبة في الانتصار أو تعتمد على الشعور بالحنين.
يشير البروفيسور رولاند ماير، الباحث في الإعلام والثقافة البصرية، إلى «موجة حديثة من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي لعائلات بيضاء شقراء، تطرحها حسابات إلكترونية فاشية جديدة بوصفها نماذج لمستقبل مشرق». وهو لا يعزو ذلك إلى اللحظة السياسية الراهنة فحسب، وإنما إلى أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي محافظ بطبيعته، بل ويقوم على حنين إلى الماضي». فالذكاء الاصطناعي التوليدي يقوم على بيانات مسبقة أثبتت الأبحاث أنها بيانات متحيزة بطبيعتها ضد التنوع العرقي، والأدوار الجندرية والميول الجنسية التقدمية، فتأتي منتجات الذكاء الصناعي بتركيز كبير على هذه المعايير.
يمكن أن نرى الأمر نفسه في محتوى «الزوجة التقليدية» [“trad wife”]، الذي لا يقدم ربات البيوت الجميلات الخاضعات فحسب، وإنما يقدم عالما رجعيا كاملا لينغمس فيه الرجال. وتغص جداول موقع إكس بنوع من المواد الإباحية غير الجنسية، حيث تلمع على الشاشة صور الذكاء الاصطناعي لنساء يوصفن بالحسن والخصوبة والخضوع. ويجري طرح سيادة البيض والاستبداد وتقديس التراتبيات الهرمية في العرق والجندر بوصفها سلة متكاملة من الحنين إلى ماض موهوم. فبات الذكاء الاصطناعي يوصف بالفعل بأنه جمالية الفاشية الجديدة.
لكن الأمر لا يكون دائما على هذا القدر من التماسك. ففي معظم الأحيان، لا تعدو فوضى الذكاء الاصطناعي محتوى فيه بعض المبالغة أو الإثارة بما يغري على التفاعل، ويوفر لمبدعيه فرصة ربح المال من المشاركات والتعليقات وما إلى ذلك. وقد تبين للصحفي ماكس ريد أن فوضى الذكاء الاصطناعي على فيسبوك ـ وهي الفوضى الكبرى على الإطلاق ـ ليست «محض محتوى غير مرغوب فيه» من وجهة نظر فيسبوك، وإنما هي «ما تريده الشركة بالضبط: فهي محتوى شديد الجاذبية». والمحتوى بالنسبة لعمالقة التواصل الاجتماعي هو المحتوى، فكلما كان أرخص، وقلت فيه الحاجة إلى جهد بشري، فذلك أفضل. وتكون النتيجة أن يتحول الإنترنت إلى إنترنت الروبوتات التي تدغدغ مشاعر المستخدمين البشريين وتؤجج فيهم أي أحاسيس أو عواطف تبقيهم منشغلين.
ولكن بغض النظر عن نوايا مبتكريه، يؤدي هذا السيل من محتوى الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الإحساس بالواقعية وإرهاق الحواس البصرية. والتأثير العام لدوام التعرض لصور الذكاء الاصطناعي، ما كان منها تافها أو مهدئا أو أيديولوجيا، هو أن كل شيء يبدأ في اتخاذ مسار مختلف. ففي العالم الواقعي، يقف الساسة الأمريكيون خارج أقفاص سجن الترحيل. وتنصب الأكمنة لطلاب الجامعات الأمريكية في الشوارع ليجري إبعادهم. ويحترق أهل غزة أحياء. وتمضي هذه الصور والفيديوهات مع سيل لانهائي من الصور والفيديوهات الأخرى التي تنتهك القوانين المادية والأخلاقية. فتكون النتيجة ارتباكا عميقا. ولا يعود بوسعك أن تصدق عينيك، ولكن ما الذي يمكن أن تصدقه إن لم تصدق عينيك؟ فكل شيء يبدو حقيقيا للغاية وغير واقعي بالمرة، في آن واحد.
أضف إلى هذا ما نعرفه من التبسيط الضروري والإيجاز المستفز في (اقتصاد الانتباه)، وإذا بك في سيرك ضخم من التجاوزات. فحتى عندما يكون المحتوى شديد الجدية، يجري تقديمه بوصفه ترفيها، أو فاصلا، أشبه بنسخة مرئية من موسيقى المصاعد. فهل أفزعك هجوم دونالد ترامب وجيه دي فانس على زيلينسكي؟ حسنا، إليك رسم مصمم بالذكاء الاصطناعي لفانس في هيئة رضيع عملاق. تشعر بالتوتر والإرهاق؟ فها هو بلسم للعين في كوخ فيه نار موقدة والثلج يتساقط في الخارج. ولسبب ما، قرر فيسبوك أنني بحاجة إلى رؤية تيار مستمر من الشقق الصغيرة اللطيفة مع تنويعات من التعليقات التوضيحية مفادها أن «هذا هو كل ما أحتاج إليه».
وتؤدي التحورات السريعة للخوارزميات إلى إمداد المستخدمين بمزيد مما حصدته لهم معتبرة أنه مثير لاهتمامهم. والنتيجة هي أنه يستحيل ترشيد ذلك الاستهلاك حتى لأكثر المستخدمين اتزانا. لأنك تزداد انغماسا في عوالم ذاتية بدلا من الواقع الموضوعي. فتكون النتيجة انفصالا شديد الغرابة. ويضعف الشعور بالقلق والحاجة إلى العمل الذي ينبغي أن يوحي به عالمنا الممزق، وذلك بسبب طريقة عرض المعلومات. وإذن فها هي طريقة جديدة لكي نسير نياما نحو الكارثة وهي طريقة لا تقوم على نقص المعرفة، وإنما تنشأ بسبب الشلل الناجم عن تمرير كل شيء من خلال هذا النظام المشوه، فهو محض جزء آخر من العرض البصري المبالغ فيه.