ahmadalkhamisi2012@gmail.com
من زمن نفضت يدي من قراءة الروايات العربية وعدت إلى الأدب العالمي الكلاسيكي، لكني التفتت مؤخرا إلى رواية " تغريبة القافر" الرواية الخامسة في إبداع الروائي والشاعر العماني زهران القاسمي. وأخذتني الرواية تماما بتلك تماما بالسلاسة واليسر والعمق والتأمل الفلسفي بلغة الشعر التي لا تجور على أصول السرد الأدبي.
يستدعي القاسمي أساطير الجن والعوالم السفلى والحكايات الخرافية، فحينما اختفى القافر زمنا تردد في القرية أن أهل الارض السفلية اخذوه وقيدوه في بلادهم، ويستعين الكاتب حتى بأسطورة بنيلوبي المعروفة، المرأة انتظرت رجوع زوجها أوديسيوس من حرب طروادة، ومع طول غيابه والحاح النبلاء عليها للزواج، فإنها تتذرع بأنها تحوك كفنا لوالد زوجها، وما إن تنتهي منه حتى تختار زوجا، ولكي لا ينتهي النسيج، ظلت كل ليلة تفك جزءا مما حاكته في النهار لتبقى في انتظار زوجها. وهو ما فعلته " نصرا" زوجة سالم القافر حين غاب عنها وألحوا عليها في الزواج، فتعللت بنفس الحجة.
يراوح الكاتب في روايته الجميلة بين ما هو تاريخي، وما هو أسطوري، وما هو واقعي ملموس في حياة القرى، ويحيل كل ذلك إلى أحداث وصور ظاهرة، وفي هذا السياق تلوح أضواء من ألف ليلة وليلة التي تتناسل فيها الحكايات، مثل حكاية ابن خلفون الذي خاصم أخاه بسبب خاتم فضي كان ملكا لوالدهما، وحكاية النبي سليمان الذي مر على عمان فوق بساط سحري ولما رآها جدباء أمر جنوده من الجن بحفر الافلاج والقنوات لتروي الأرض. في النهاية نجح القاسمي فنيا في تحويل الأسطورة إلى واقع، وتحويل الواقع إلى أسطورة، بحيث لا ترى الحدود بينهما، وقدم كل ذلك بشعور دقيق بفن الإيجاز، وتقطير الشعر، والفكر، والتأمل العميق. مبارك للأدب العربي العمل الجميل.
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري
////////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يشيد بجهود "الشارقة للتعليم" في النهوض بالعمل التربوي
ترأس الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اليوم الأحد، الاجتماع الـ 14 لمجلس أمناء أكاديمية الشارقة للتعليم، وذلك في مقرها بالمدينة الجامعية في الشارقة.
ورحّب حاكم الشارقة في بداية الاجتماع بالحضور من أعضاء المجلس، وثمّن ما يقدمه مجلس الأمناء من دعم كبير لبرامج وجهود الأكاديمية للنهوض بالعمل التعليمي والتربوي.
كما رحّب بالأعضاء الجدد الذين انضموا إلى المجلس من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيداً بما يتمتعون به من خبرات عملية وعلمية متنوعة، ما يُسهم في إثراء المجلس في الجوانب التربوية والاجتماعية والمالية والقانونية، وينعكس على ما تقدمه أكاديمية الشارقة للتعليم، وتعمل عليه من برامج مختلفة عامة في مجال التربية والتعليم، وفي مجال الطفولة المبكرة على وجه الخصوص. تربية متكاملة ووجّه حاكم الشارقة باعتماد اللغة العربية، لغة التدريس المعتمدة في حضانات الشارقة الحكومية، لافتاً إلى أهمية العمل على توعية وتثقيف الأطفال وأولياء الأمور بالغذاء الصحي وأثره على التربية المتكاملة للطفل في جميع النواحي الصحية والعقلية والجسدية والبدنية وغيرها إضافة إلى مشاركة الوالدين في العملية التربوية التعليمية لضمان نجاحها وتكامل عمل المؤسسات مع الأسرة.
واعتمد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التصاميم الخاصة بالتوسعة الجديدة المقترحة للمبنى الحالي لـ أكاديمية الشارقة للتعليم، والتي تتضمن عدداً من المرافق المزمع إضافتها مع الإبقاء على المساحات الخضراء المتوفرة، وتشمل الإضافات مركزاً متخصصاً للتدريب في مجال الطفولة المبكرة وملحقاته، ومبنىً آخر مخصصاً كمرفق رياضي للتدريبات البدنية الداخلية والخارجية. إنجازات وإحصائيات واطلع المجلس على عدد من التقارير التي تناولت موضوعات متعلقة بإنجازات وإحصائيات أكاديمية الشارقة للتعليم للعام الجاري، إلى جانب تقرير مفصل حول النسخة الرابعة من قمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم والتي من المقرر عقدها في فبراير المقبل والاستعدادات الخاصة بها.
واستمع المجلس إلى التقرير السنوي لإنجازات وإحصائيات حضانات الشارقة، وملخص أعمال اللجان الفرعية المنبثقة عن مجلس أمناء الأكاديمية.
وتضمن تقرير الحضانات عدداً من الإحصائيات شملت أعداد الأطفال المسجلين، وأعمال التوسعة التي تمت في بعض الحضانات لتلبية الطلبات المتزايدة من الأهالي لتسجيل أبنائهم في العام الأكاديمي الحالي والذين تم استقبالهم في حضانات الشارقة الحكومية، إلى جانب الاستعداد لإنجاز مشروع المطبخ المركزي للحضانات، وبناء الحضانات الجديدة في العام الأكاديمي القادم.