انتقد العديد من الكتاب والمحللين في الصحف الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتراجعه عن موقفه من الصفقة تحت ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي لعب دورا رئيسيا في دفع المفاوضات إلى نهايتها.

وكتب يوسي يهوشع المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل ستدفع "ثمنا باهظا" مقابل صفقة جزئية بدلا من إبرام صفقة شاملة لضمان "أدوات ضغط أفضل للمراحل التالية من المفاوضات".

ووصف يهوشع اتفاق وقف إطلاق النار الناشئ والإفراج عن الأسرى بأنه "سيئ بالنسبة لإسرائيل"، لكنه أكد أنه لا خيار أمامها سوى القبول به.

وأشار إلى أن إسرائيل -التي فشلت في التعامل مع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- تتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة تجاه الإسرائيليين والجنود الذين تخلى عنهم الجيش.

وانتقد يهوشع تراجع نتنياهو عن موقفه من البقاء في محور فيلادلفيا الذي كان يعتبره سابقا "حجر الأساس لوجودنا".

كذلك، لفت المحلل العسكري إلى الخسائر المتزايدة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بما في ذلك مقتل 5 جنود في بيت حانون مؤخرا والمعارك الدائرة في جباليا.

وأكد أن هذه الأمور تحدث في مناطق سبق للجيش أن أعلن تحقيق النصر فيها وإخلاء معظم سكانها.

إعلان

كما سلط الضوء على الصعوبات الميدانية التي تواجهها القوات الإسرائيلية، إذ قُتل 55 ضابطا وجنديا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 15 في الأسبوع الماضي فقط.

وقال يهوشع إن الجنود الإسرائيليين يعانون من الإرهاق بعد قتال متواصل منذ أشهر، مما أدى إلى تراجع أدائهم العسكري، مشيرا إلى أن "العواقب واضحة: الطريقة التي تشن بها الحرب لم تحقق نتائج كافية".

وتساءل المحلل عن قدرة الجيش الإسرائيلي على استئناف القتال إذا قررت حركة حماس عدم الالتزام بالاتفاق، خاصة مع عودة السكان إلى شمال القطاع، الأمر الذي قد يحوّل استئناف القتال إلى "كابوس" للجيش.

ضغوط ترامب الحاسمة

أما في صحيفة "معاريف" فشن الكاتب بن كسبيت هجوما لاذعا على نتنياهو، متهما إياه بتعطيل الصفقة طوال العام الماضي، وموافقته عليها فقط بعد ضغوط من ترامب.

وقال بن كسبيت بسخرية "كان خطأ كل من طالب بإجراء انتخابات مبكرة من أجل إنهاء الحرب وإعادة المختطفين هو أنهم طالبوا بإجراء الانتخابات في إسرائيل، كان ينبغي عليهم المطالبة بتقديم الانتخابات في أميركا".

وأشار إلى أن خطة إطلاق سراح الأسرى هي نتيجة تهديدات صريحة من ترامب، معتبرا أن الاتفاق يشير إلى نهاية وشيكة للحرب في شكلها الحالي.

وأضاف بن كسبيت أن نتنياهو وافق على الصفقة خوفا من ترامب، وليس بسبب اعتبارات أخلاقية أو إنسانية.

وانتقد الكاتب الإسرائيلي استمرار الحرب وتأثيراتها السلبية، قائلا "كل ما تبقى هو البكاء من أجل الوقت الضائع من أجل كل الرهائن الذين قتلوا في الأسر وكل المقاتلين الذين قتلوا عبثا دون أهداف محددة للحرب".

وكشف أن خطة ترامب كانت مطروحة منذ مايو/أيار وأغسطس/آب الماضيين، لكن نتنياهو رفضها حتى الآن.

واتفق المحلل العسكري عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" مع ما ذكره بن كسبيت بشأن تأثير ترامب على نتنياهو، إذ قال "العامل الرئيسي في الصفقة هو تأثير ترامب الذي يحمل روافع أثقل بكثير على نتنياهو والوسطاء مقارنة ببايدن".

إعلان

وأشار إلى أن ترامب أبلغ نتنياهو بوضوح خلال اجتماعه مع مبعوثه ستيفن ويتكوف أن عليه الموافقة على الصفقة.

وانتقد هرئيل تراجع نتنياهو عن شروطه السابقة، مثل التمسك بمحور فيلادلفيا الذي كان يصفه بـ"صخرة وجودنا".

وأكد أن إسرائيل ستضطر إلى ابتلاع المزيد من التنازلات في الاتفاق -بما في ذلك التخلي عن هدف "سحق حماس بالكامل"- من أجل إنقاذ الأسرى المتبقين.

ماذا لو فشلت الصفقة؟

وحذر هرئيل من أن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قد تهدد استقرار الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء قد يواجه صعوبة في الحفاظ على حكومته في ظل التحولات السياسية المحتملة.

وأوضح المحلل العسكري أنه في سيناريو متفائل يمكن دمج السلام طويل الأمد في قطاع غزة ضمن خطة إعادة إعمار دولية، إذ "تضخ دول الخليج الأموال بشرط تخلي حركة حماس عن السلطة، وتكون السلطة الفلسطينية شريكا في إدارة القطاع".

وأضاف أن هذه الخطة قد تندرج ضمن رؤية ترامب لـ"حل شامل للشرق الأوسط"، لكن هرئيل شدد على أن تقدم هذه الخطط يعتمد على وضوح وتماسك الإدارة الأميركية الجديدة، وهو ما لم يتضح بعد.

أما في حال فشل الصفقة فتوقع هرئيل أن تعود النقاشات بشأن ضرورة الاحتفاظ بمناطق إستراتيجية في شمال غزة، مع تصاعد الدعوات من اليمين المتطرف لفرض حكم عسكري على القطاع.

وتطرق هرئيل إلى أن التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية لا تزال قائمة، إذ لم تنجح العملية العسكرية في تحقيق نتائج حاسمة.

وأوضح أن حماس لا تزال تعمل ضمن شبكة أنفاق متطورة في مناطق مثل جباليا وبيت حانون، مستخدمة مخزون المواد الغذائية والبضائع التي أعدتها مسبقا، مما يجعل استئناف العمليات القتالية معقدا ويزيد المخاطر التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المحلل العسکری إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

ترامب يجبر نتنياهو على القبول بهذا الاتفاق حول غزة.. تفاصيل

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وكالات)

أجرى ستيفن ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، اتصالًا من قطر مساء الجمعة لإبلاغ مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعزمه زيارة إسرائيل في اليوم التالي.

ومع إدراك المساعدين لتزامن ذلك مع منتصف يوم السبت، أوضحوا له أن نتنياهو سيكون سعيدًا بلقائه مساءً. إلا أن ويتكوف رد بلهجة حادة، مشددًا على عدم اهتمامه بكونه يوم السبت.

اقرأ أيضاً أمريكا تبدأ بتطبيق النموذج السوري ضد الحوثيين في اليمن.. هذا ما حدث اليوم 13 يناير، 2025 اتفاق سري بين المجلس الانتقالي وأنصار الله.. إليكم تفاصيله 13 يناير، 2025

نتيجة لهذا الموقف الحاد، وبخروج غير معتاد عن البروتوكول الرسمي، حضر نتنياهو إلى مكتبه للقاء ويتكوف، الذي عاد لاحقًا إلى قطر لإنهاء صفقة. ترى القدس أن هذه الخطوة كسرت الجمود في مفاوضات الرهائن مع حماس قبل أسبوع من تنصيب ترامب.

وقد سمحت إدارة بايدن المنتهية ولايتها لويتكوف بقيادة المفاوضات، مشددة على أن أي التزامات ستُحسب على إدارة ترامب وليس بايدن.

ويتكوف، المستثمر والمطور العقاري المقرب من ترامب، يفتقر للخبرة الدبلوماسية. وقد وصفه دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى بأنه يتحدث بأسلوب خالٍ من المجاملات والبروتوكولات الدبلوماسية، مفضلاً إبرام الصفقات بسرعة وبأسلوب حازم.

مارس ويتكوف ضغوطًا كبيرة على إسرائيل لقبول خطة سبق أن رفضها نتنياهو مرارًا. وتتمسك حماس بمطلبها المتعلق بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة، وهو ما رفضه نتنياهو، ما أدى لولادة صفقة جزئية اقترحتها مصر.

بدأ الحديث عن صفقة إنسانية محدودة، إلا أن الشروط تطورت تدريجيًا لتصبح مقترحًا أوسع يشمل إطلاق سراح الرهائن، وترتيبات إقليمية جديدة، وانسحابًا كاملًا من ممر فيلادلفيا، وهو ما كانت إسرائيل تعتبره أساسًا استراتيجيًا، لكنها وافقت عليه بناءً على طلب مصر.

الضغط الذي مارسه ويتكوف منح نتنياهو مبررًا لقاعدته السياسية لقبول صفقة غير مرغوبة قد تنهي الحرب ولكنها تثير اضطرابات سياسية داخلية. روجت وسائل إعلام موالية لنتنياهو لسردية "لا خيار لدينا" وأن الضغط يأتي من ترامب نفسه، فيما عبر بعض الإعلاميين عن خيبة أملهم من أن إدارة ترامب تضغط للتوصل لاتفاق.

في اجتماع عقد يوم الاثنين، أطلع نتنياهو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على مستجدات الصفقة. من المتوقع أن يعارض بن غفير الصفقة بشدة لدوافع انتخابية، بينما ظهر سموتريتش مترددًا، حيث وصف الصفقة لاحقًا بأنها كارثية دون توضيح ما إذا كانت كافية لدفعه للانسحاب من الحكومة.

يرتبط هذا الجدل بأزمة أوسع تتعلق بتمرير ميزانية 2025 والخلافات حول قانون تجنيد الحريديم، مما قد يدفع نتنياهو لاختيار إنهاء حكومته بصفقة تحظى بشعبية عامة بدلًا من الخضوع لضغوط داخلية.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: مبعوث ترامب أجبر نتنياهو على قبول صفقة التبادل التي رفضها مرارا
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعقد مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث صفقة التبادل
  • محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
  • وزير فلسطيني سابق: نتنياهو قد يعرقل صفقة وقف إطلاق النار
  • نتنياهو يحاول ثني بن غفير عن الانسحاب من الحكومة الإسرائيلية
  • ترامب يجبر نتنياهو على القبول بهذا الاتفاق حول غزة.. تفاصيل
  • ليبرمان: حكومة نتنياهو تدفع ثمن المصالح الائتلافية على حساب صفقة تبادل شاملة
  • موقف نتنياهو وحماس من تبادل المحتجزين.. إسرائيل تطالب بضمانات أمريكية
  • وزيرة الاستيطان الإسرائيلية تعارض الصفقة ووالد أحد المحتجزين يرد