تحذيرات عدة أطلقها علماء المناخ بسبب الأدخنة والغازات المنبعثة من الحرائق المستمرة في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة منذ عدة أيام، مؤكدين أنها واحدة من أخطر الكوارث البيئية التي تواجه المدينة في تاريخها الحديث، وتؤثر على صحة الجميع.

جسيمات دقيقة تخترق الرئتين

ويعد الدخان الناتج عن الحرائق المستمرة منذ الأسبوع الماضي كارثة كبرى، حيث يحمل جسيمات تخترق الدم وتلوثه وتدمر الرئتين، وكشفت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية عن مخاوف متزايدة من التأثيرات الصحية الخطيرة الناتجة عن دخول تلك الجسيمات الدقيقة المعروفة علميًا باسم «PM2.

5» إلى جسم الإنسان.

وأكد العديد من العلماء بجامعة واشنطن، أن هذه الجسيمات التي لا يتجاوز حجمها جزءًا من عشرين من عرض الشعرة البشرية، تمتلك القدرة على اختراق مجرى الدم والاستقرار في أنسجة الرئة، مشيرين إلى أن الأضرار الناجمة عن التعرض للدخان تراكمية، وتزداد خطورتها مع التركيزات العالية للجسيمات الدقيقة التي تستطيع التموضع في المساحات الصغيرة داخل الرئتين.

حياة 100 ألف شخص مهددة

ووفق إحصائيات «الجارديان»، فإن ثلث تلوث الجسيمات الدقيقة في الولايات المتحدة يأتي حاليًا من دخان حرائق الغابات، فيما تشير التقديرات إلى أن تلوث الهواء يحصد أرواح نحو 100 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة، ويرجع جزء كبير من هذه الوفيات إلى استنشاق الدخان المنبعث من حرق الوقود الأحفوري والخشب والمواد الأخرى.

وأكدت نتيجة الإحصائيات أن المخاطر تتضاعف بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة مثل الربو وأمراض الرئة الانسدادية المزمنة والنساء الحوامل والأشخاص محدودي الدخل الذين لا يستطيعون الوصول إلى أماكن مغلقة ذات هواء نقي، فضلًا عن الأطفال الصغار الذين لا تزال أجهزتهم التنفسية في مرحلة النمو.

مقتل 24 شخصا في الحريق

وتعد حرائق لوس أنجلوس من أخطر الحرائق التي مرت على الولايات المتحدة، وذلك لطبيعة المواد المحترقة في المباني والمنشآت التجارية، والتي تختلف جذريًا عن المواد المحترقة في حرائق الغابات التقليدية، لأن المواد المصنعة والكيميائية المختلفة المحترقة في المباني قد تطلق مركبات سامة في الهواء لم يتم دراسة تأثيراتها الصحية بشكل كافٍ حتى الآن، ما يجعل التنبؤ بالآثار الصحية أكثر تعقيدًا، وتسببت هذه الكارثة المزدوجة في مقتل 24 شخصًا على الأقل وتدمير ما يزيد على 100 ألف منشأة حتى الآن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لوس أنجلوس الولايات المتحدة حرائق الغابات الربو

إقرأ أيضاً:

السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب

في غضون أسابيع قليلة خيم الغموض على آفاق السياحة الأميركية نتيجة لبعض قرارات الرئيس دونالد ترامب السياسية التي أثارت غضب بعض الزوار الأجانب عدا عن مخاوف من ازدياد الأسعار وارتفاع قيمة الدولار.

ومن المتوقع أن ينخفض عدد الأجانب الوافدين إلى الولايات المتحدة بنسبة 5,1 % في 2025 مقارنة بالعام الماضي، مقابل زيادة متوقعة سابقا بنسبة 8,8 %، وفقا لتقرير في نشرة « اقتصاديات السياحة » أواخر الشهر الماضي. ويتوقع أن يتراجع إنفاقهم بنسبة 10,9 في المئة.

منذ نشر التقرير « تدهور الوضع بشكل أكبر » وستكون النتيجة أسوأ على الأرجح، بحسب رئيس النشرة آدم ساكس، مشيرا إلى « تأثير مشاعر النفور تجاه الولايات المتحدة ».

في الأسابيع الأخيرة فرضت إدارة ترامب رسوما على كندا والمكسيك والصين وهددت بفرضها على الاتحاد الأوروبي. وتكثفت حملة واسعة ضد الهجرة.

وألغيت برامج عدد كبير من الهيئات الحكومية، مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وس ر ح آلاف الموظفين المدنيين من محامين إلى حراس حدائق، ووضع ترامب خططا مثيرة للجدل للحربين في أوكرانيا وغزة.

وقالت نشرة « اقتصاديات السياحة » التابعة لمؤسسة « أكسفورد إيكونوميكس » إن « وضعا تتسم فيه سياسات وخطابات إدارة ترامب بالاستقطاب… سيثني الناس عن السفر إلى الولايات المتحدة ».

وأضافت « ستشعر بعض المؤسسات بضغوط لتجنب استضافة فعاليات في الولايات المتحدة أو إرسال موظفيها إليه ما سيقلل عدد رحلات العمل ».

وقال معهد منتدى السياحة العالمي، إن مزيجا من سياسات الهجرة الصارمة وقوة الدولار والتوترات السياسية العالمية « قد يؤثر بشكل كبير » على الوافدين الدوليين، « ما قد يعيد تشكيل قطاع السياحة في البلاد لسنوات ».

ومن بين سكان 16 دولة أوروبية وآسيوية شملهم استطلاع أجرته شركة « يوغوف » في ديسمبر، قال 35 في المئة من المشاركين إنهم أقل ميولا للقدوم إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب، مقابل 22 في المئة عبروا عن رأي مغاير.

بالنسبة إلى سياح من فرنسا وأوزبكستان والأرجنتين الذين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم في ساحة تايمز سكوير بنيويورك، لم تغير مواقف ترامب خططهم بشكل جذري.

مع ذلك استخدمت كل من ماريانيلا لوبيز وأيلين هادجيكوفاكيس، وكلاهما تبلغان 33 عاما، جواز سفرها الأوروبي بدلا من الأرجنتيني لتجنب أي مشاكل على الحدود.

وقالت لوبيز « كنا خائفين بعض الشيء بشأن الوضع لكننا لم نغير خططنا ».

وأكدت عائلة لاغاردير القادمة من فرنسا أن الوضع لم يؤثر على خططها أيضا.

وقال لوران لاغاردير البالغ 54 عاما إن « الأميركيين انتخبوا هذا الرئيس. إنها الديموقراطية. إذا لم يكونوا راضين، فسيغيرونها في غضون أربع سنوات ».

وأضاف لاغاردير « هو (ترامب) كما هو » وتجنب الولايات المتحدة « لن ي غي ر شيئا ».

وأشارت التوقعات إلى وصول عدد السياح الأجانب إلى 77,7 مليونا في 2024، بزيادة 17 في المئة على أساس سنوي، وفقا للمكتب الوطني للسفر والسياحة الذي لم تتوافر لديه بعد أرقام نهائية للعام الماضي.

يعد السياح القادمون من أوروبا الغربية، والذين شك لوا 37 في المئة من الزوار في 2024، الأكثر ميولا لاختيار وجهات أخرى إلى جانب الكنديين والمكسيكيين.

وحذرت جمعية السفر الأميركية في أوائل فبراير، من أن الرسوم الجمركية ستثني الكنديين الذين ي شك لون أكبر شريحة من السياح الأجانب في الولايات المتحدة والذين وصل عددهم إلى 20,4 مليون سائح في 2024، عن السفر.

ووفقا لهيئة الإحصاء الكندية انخفض عدد الكنديين العائدين من الولايات المتحدة بنسبة 23 في المئة في فبراير على أساس سنوي، في انخفاض شهري هو الثاني على التوالي.

وفي نيويورك التي استقبلت 12,9 مليون مسافر أجنبي في 2024، أصبح التأثير ملحوظا، فقد ألغى كنديون حجوزات جولات سياحية وانخفضت عمليات البحث على الإنترنت عن فنادق أو عروض برودواي، حسبما ذكرته رئيسة هيئة السياحة في مدينة نيويورك جولي كوكر لوكالة فرانس برس.

وخف ضت كوكر توقعاتها لهذا العام في فبراير لكنها قالت إنه حتى الآن، الكنديون فقط هم من يتجنبون الولايات المتحدة في عهد ترامب.

وقالت « لا نرى حاليا أي مستجدات من المملكة المتحدة أو أوروبا لأن الوقت لا يزال مبكرا جدا. نحن بالتأكيد نراقب الوضع عن كثب ».

لكن السلطات البريطانية والألمانية دعت مواطنيها أخيرا إلى توخي الحذر الشديد بشأن وثائق سفرهم، مشيرة إلى مخاطر توقيفهم.

ورصدت شركة يونايتد إيرلاينز « انخفاضا كبيرا » في السفر من كندا إلى الولايات المتحدة إضافة إلى تراجع الطلب على السفر الداخلي، كما حدث مع العديد من الشركات المنافسة.

ووفقا لتقرير « اقتصاديات السياحة » قد يخسر قطاع السياحة حوالى 64 مليار دولار من الإيرادات في 2025 بسبب انخفاض السفر الدولي والمحلي.

والأميركيون قلقون على ما يبدو في ظل التوقعات الاقتصادية، كما أن مصطلحات مثل الركود والتضخم ت خيف السياح إلى جانب احتمال ارتفاع قيمة الدولار، كما يشير الخبراء.

وأشارت « اقتصاديات السياحة » إلى أن « هذا سيجعل الولايات المتحدة أكثر كلفة للمسافرين الوافدين، ما ي ضعف عدد الزوار ومتوسط فترة الإقامة ».

ويخشى المهنيون أيضا من تداعيات تشديد سياسة الهجرة على الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الولايات المتحدة، مثل كأس رايدر (2025)، وكأس العالم لكرة القدم (2026)، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2026 في لوس أنجليس.

(وكالات)

 

كلمات دلالية السياحة امريكا تراجع ترامب

مقالات مشابهة

  • السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب
  • الدفاع المدني في غزة يحذر من خطر يهدد حياة 50 ألف فلسطيني غرب رفح
  • الأمم المتحدة: ذوبان الأنهار الجليدية يهدد معيشة ملياري شخص
  • غوتيريش: توسع الاستيطان الإسرائيلي يهدد قيام دولة فلسطينية
  • الولايات المتحدة توافق على بيع أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه للسعودية
  • الولايات المتحدة تقر بيع أنظمة أسلحة دقيقة للسعودية
  • واشنطن توافق على بيع أنظمة صواريخ "دقيقة التوجيه" للسعودية
  • الولايات المتحدة تشن أربع غارات جديدة على الحديدة
  • الولايات المتحدة تشن أربع ضربات على الحديدة اليمنية
  • الأمم المتحدة: استئناف العمليات العسكرية في غزة يهدد حياة المدنيين