إبراهيم عيسى: 2025 عام فارقا لمصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي.. نحتاج وعي وحكمة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، مقدم برنامج "حديث القاهرة"، أن عام 2025 هو عام فارق في الحياة المصرية وهو شئ ضروري أن ننتبه له وندرك، موضحًا أن هذا يتطلب من الدولة المصرية أن تقدم على أمور وقرارات تتناقض مع كل السياسات التي مضت بها واستمرت عليها خلال الـ 10 سنوات الماضية.
وشدد "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، عبر شاشة "القاهرة والناس"، اليوم الثلاثاء، على أن الواقع في 2025 هو عام الفارق بسبب عدد من الأمور، موضحًا أن عام 2025 عام فارقا لمصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى أننا إيذاء متغير وإما أن تتوافق مع التيار أو أن نسير مع التيار، ولابد أن نسير مع التيار بحكمة ووعي وخطة.
وتابع: "الشهور القادمة ستؤكد للجميع أن هذا العام هو عام فارقا.. أمام تحدي كبير وهو مناقشة تقرير مصر عن حقوق الإنسان في شهر يناير الجاري".
وفي سياق أخر، أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، مقدم برنامج "حديث القاهرة"، أن التغيير في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الأخيرة على كافة المستويات وفي العديد من الدول يستدعي أن يكون هناك في الواقع المصري محاولة لتقوية وتحصين الواقع المصري ووجود حالة تأكيد للاستقرار والمناعة والصلابة للمجتمع المصري.
وشدد "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، عبر شاشة "القاهرة والناس"، اليوم الثلاثاء، على أن التربص الإخواني الدائم هو تحدي كبير، الجميع يدرك أن هناك محاولات إخوانية للنيل من استقرار وأمان مصر، موضحًا أنه دائمًا ما تتعرض مصر لمحاولة إخوانية لإحداث أي درجة من درجات الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في المجتمع المصري.
وتابع الإعلامي إبراهيم عيسى، : "الإخوان مستعدين لاستغلال أي لحظة من أجل الفوضى واستجلاب إرهابيين للتخريب في الواقع المصري وضرب مقومات الدولة المصرية"، مشددًا على أن هناك من يتصور أن الحرية هي باب للفوضى والإنفلات وحالة من حالات الفوضوية والتي تستدعي تفكيك المؤسسات.
وأشار إلى أنه ليس هناك أي دولة في العالم شبه دينية قادرة على صناعة الحرية والديمقراطية، موضحًا أن مصر لا تمتلك ديمقراطية بسبب تديين السياسية، متابعًا: "تيار الإسلام السياسي يسيئ إلى مفهوم الحرية وتيار أخر يتعامل معها كنوع من الفوضى".
وفي سياق متصل، قال إبراهيم عيسى، إن ثورة 25 يناير والفترة التي تلتها أحرقت النخبة السياسية، ونجا من الحريق فئة قليلة من النخبة السياسية المصرية، موضحًا أنه أما حصل احتراق ذاتي لشخصيات كان من الممكن أن يكون له دور كبير وتأثير على الرأي العام.
وأشار إبراهيم عيسى إلى أن النخبة السياسية تعرضوا لاحتراق كلي؛ لان كثير من كنا نتصور أنهم نخبة سياسية سقطوا وسط حالة من الأصوات الناعقة وحالة الفوضى، وهناك انقراض للنخبة الليبرالية منذ ثورة 1952 والتي لها دور كبير وهو العقل الذي يتسع للحوار والمناقشة والاختلاف مع الجميع، وليس بها النظرية التي تتحدث عن إما معًا أو ضدًا وهذه النظرية الموجودة على طرفي الحصبة السياسية وهم اليسار أو الإسلامي بتفريعاته الإخواني والسلفي.
وتابع إبراهيم عيسى: "النخبة الليبرالية الطرف الوحيد المستعد يبقل بكل الأختلافات والرؤى"، مشددًا على أن بعض النخبة اليسارية في مصر يتصورون أن هناك الاتحاد السوفيتي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عام 2025 حديث القاهرة الحياة المصرية القاهرة والناس إبراهيم عيسى الدولة المصرية إبراهیم عیسى حدیث القاهرة موضح ا أن على أن
إقرأ أيضاً:
هل نحتاج الكتاب اليوم؟
عندما دُعيتُ إلى معرض مسقط للكتاب لتأثيث فعالية على هامش المعرض حول شعر الرَّاحل زاهر الغافري، وقبلها كنتُ في معرض تونس للكتاب، تداعت في ذهني أسئلة تخصُّ منزلة الكتاب والشَّغف به، هل ما زلنا نحتاج الكتاب، وتلك العبارات التي مُلِئْنا بها في صغرنا، واعتمدناها تواقيع في كتبنا، من نوع "رحيق الكتب"، و"خير جليس في الزمان كتاب" "وخير جليس في الأنام كتاب"، وتراكُمٌ من الشعارات سادت زمن العقّاد والرافعي والزيّات وانتشرت في أجيال لاحقة آمنت بما آمنت به من وَفْرَةِ الأصنام التي تداعت عبر الزّمان. تذكّرت مقولات الكتاب والحثّ على القراءة والعمل على امتلاك الكتاب ورقيّا (فلم تكن لدينا بدائل، سوى الامتلاك ليسير الحال، والاستعارة لعسير الحال)، والشَّغف والفرح الذي كان يعترينا عندما نظفر بكتاب، فوجدتُ عملا هائلاً على إعادة مكانة الكتاب، واستعادة أثره، ولكن هنالك أمرين على غاية من الأهميّة في ظنّي، الأمر الأوّل لاحظته في بعض الشباب الذين يهتمّون بالكُتَّاب عمومًا، ويتتبَّعونهم ويعملون على طرح الأسئلة عليهم، ولقد لاحظت اليوم في عينيّ طفلٍ أسئلةً عن التّاريخ وعن عنوان المحاضرة التي سأل فيها الولد الصّغير الدكتور أحمد الرحبي عن عنوان المحاضرة "أوَّل إطلالة أوروبيّة على عُمان" فأبان له الدكتور أحمد الرحبي أنّ الرَحّالة الروسي أفاناسي نيكيتين هو أوّل رحّلة تحدّث عن عُمان وأظهر له أنّ الأستاذ ديمتري ستريشنيف صاحب المحاضرة، هو من المهتمّين بهذا الموضوع ومن متتبِّعيه علميّا، وبدأ من ذلك حديث عن التاريخ ومنزلته وقيمته، ولعلَّ أهمّ ما في هذا الأمر غير شغف الولد وقدرتَه وحبَّه المعرفيّ، أنَّ أباه هو الذي تعهَّده وشجّعه على سؤال مدير الجلسة، وأنّه هو الذي طلب برفق السّؤال، ثمَّ ترك ابنه وانصرف، وهذا ملمحٌ رأيته يتعاود مع كلّ مبدعٍ أمرُّ معه أو ألتقيه، ترى الأطفال والشبابَ يقفون مع هذا وذاك. قيمة المعرض ليست في إحياء الكتب وتعهُّد القراءة فحسب، بل أيْضًا في تدريب الناشئة على التواصل مع كتّابهم، في مناسبات حفلات التوقيع، أو في المحاضرات، أو في أروقة المعرض. الأمرُ الثاني الذي يُحسَب لمعْرض مسْقَط هو توفير أرضيَّة لتلاقي المبدعين والنُقَّاد والكُتّاب على اختلاف أعمارهم وشرائحهم وأرضيّاتهم وأهوائهم وأمزجتهم، فتجد المستشرق والمستغرب والعربيّ والمستعرب، وتوفَّرت جلسات كانت على هامشها حوارات بنَّاءة ونُظِّمت فعاليّات ونقاشات أثارت الرّاكد وحرَّكت السّاكن، وإن كان يُطلَب أكثر من ذلك، فإنّي أعتقد أنّ الأرضيّة قد تهيَّأت لفعل الأحسن، من مآثِر هذه اللِّقاءات أن التقيت بالمترجمة والمحقّقة الألمانيّة المستعربة كلاوديا أوت، التي أبهرتني بوفرة أسئلتها وبعمق رغبتها في معرفة كلّ ما هو عربيّ، وكانت تسأل بدقّة وتسمع بإنصات ورقّة، لا تتباهى زهْوًا بعلمٍ لها، ولا تبثّ ممكن معرفتها بثَّ مسْتعْرِضٍ، وإنّما تنساب باحثة عن إكمال الصّورة المشهديّة التي تكوِّنها عن الأدب العربيّ، الذي بدأته دارسةً، وانتهت معه مترجمةً، ناقلةً لقسم من أدبنا إلى اللّغة الألمانيّة. هذا الاحتفاء بالعلم والعلماء له تقديرٌ عميقٌ وأثرٌ في الأنفس، وصانعٌ لأجيالٍ تُقَدِّرُ المعرفة، والعلم، وتُجلُّ فعل القراءة، ونحن أمَّةٌ دينُها يدعو إلى القراءة، إلى الاطّلاع، إلى البيان وكشفَ الغمّة. لابدّ أن يُقدِّر أهل الفعل والحزم والعزم والحلّ والعقد أنّ هذه النماذج الأدبيّة والعلميّة تصنع اقتداءً واحتذاءً أفضل بكثير من الفراغ وشطحات الأهواء. لقاءُ أديبٍ أو عالمٍ أو فنّانٍ أو رسّام أو كاتبِ تجربته، هو شعورٌ بامتلاء الذات وبعضٌ من التوازن الذي تحتاج إليه الناشئة والشباب، ويحتاجه الكبار أيضًا لتعميق التواصل ولتقريب الأفكار، يحتاج الكاتب أن يرى ناشره، أن يُعاتبه، أن يذكر له المحاسن والأضداد، والعكس صحيح. يحتاج الصحفيّ والإذاعي أن يجد أرضيَّة ثقافيّة علميّة يُمكن أن ينتعش بها وفيها، يحتاج الأديب والكاتب عامَّة أن يُلاقي وجْهًا من قُرّائه، وأن يُدرك أثره في هذه الذّوات، كلّ هذا يكون في محفلٍ يحتفي بالكتاب مهما كان نوعه، فالبقاء للكتاب، ومزيدًا من الألق والتألُّق لكلّ من أثّثه وساهم في نجاحه. بقي أمرٌ بسيطٌ حتّى لا أغرق في الإطراء، وهو تركيمُ الفعاليّات وتزامنها في الوقت ذاته أحيانًا، وهو أمرٌ أثَّر بنسبة على أعداد الحاضرين، فكانت بعض الندوات شبه فراغ تقريبًا، ولذلك لابدّ من العمل على التفكير في كيفيّة نجاح هذه الفعاليّات على أهمّيتها وضرورة المحافظة عليها، يعني مثلاً، لمَ لا تكون حفلات التوقيع لبعض الكتّاب المتحقّقين مصحوبة بحوارٍ حقيقيّ، ينتهي إلى التوقيع، لمَ لا تُدَارُ نقاشاتٌ عميقة حول بعض الكتب التي ترشِّحها لجان قراءة. من حقّنا أن نزهو بعرْض الكتاب وتعمّقه لندفع ما اتُّهمنا به من أميّة قرائيّة ظالمة!