تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على جانب الطرق المزدحمة، حيث يلتقي الإنسان بعناصر الطبيعة في تناغم رائع، تبرز المشاتل الصغيرة كجزء من الجمال الذي يعم الفضاءات المحيطة، فهي ليست مجرد محطات بيع للنباتات، بل هي معارض حية تروي قصة الطبيعة بألوانها الزاهية وروائحها العطرة، وتقدم للمارة فرصة لاقتناء لمسات من الجمال الطبيعي، حيث  تنبثق النباتات والخضرة بمظهرها الهادئ الخلاب وسط زحام السيارات والطريق لتمثل نافذة طبيعية تضفي جمالًا وسحرًا من نوع خاص.

 

بعد سنوات طويلة من العمل الوظيفي، قرر "سيد" أن يحقق حلمه الذي طالما شغلته عنه ضغوطات الحياة العملية، ففور تقاعده عن العمل، اختار أن يخصص وقته لزراعة النباتات الطبيعية والورود، ويعيش في وسط الطبيعة الخلابة التي تمنحه راحة نفسية لا مثيل لها، فقد وجد في زراعة النباتات متنفسًا له من ضغوط الحياة اليومية، حيث أصبح يقضي أكثر من نصف يومه بين الزهور والصبارات التي يعتني بها بعناية وحب، كما يستمتع بزراعة مجموعة متنوعة من النباتات الطبيعية التي تنمو في مختلف الفصول، ويعطي اهتمامًا لزراعة الورود بألوانها الزاهية التي تضفي جمالًا واسترخاء. 

محررة البوابة

يقول "سيد" الذي يدير مشتلًا صغيرًا على جانب الطريق، أنه بدأ هذا المشروع بهدف تحقيق دخل إضافي واستغلال المساحات الفارغة بجانب الطريق، وأضاف أن المشتل يضم مجموعة واسعة من النباتات، بدءًا من الزهور ذات الألوان الزاهية التي تضفي بهجة على أي مكان توضع فيه، وصولًا إلى الأشجار الصغيرة التي يمكن استخدامها في تزيين الحدائق المنزلي، موضحًا أن الكثير من المارة يتوقفون عند المشتل لجمال ترتيبه وألوان النباتات التي تجذب الأنظار، حيث يختار البعض الزهور لتزيين منازلهم أو مكاتبهم، بينما يفضل آخرون شراء الأشجار الصغيرة للاستفادة منها في تحسين البيئة المحيطة بهم، مؤكدًا أن النباتات ليست فقط وسيلة لتجميل الأماكن، بل لها دور مهم في تنقية الهواء وتحسين الحالة النفسية للأشخاص.

وأشار "سيد" إلى أن أسعار النباتات تبدأ من جنيهات قليلة للزهور الصغيرة، بينما تصل إلى مئات الجنيهات للأشجار الكبيرة والنادرة، وهذا التنوع في الأسعار يجعل المشاتل الصغيرة وجهة متاحة لكل فئات المجتمع، سواء كانوا يبحثون عن الجمال أو الاستثمار في الزراعة، وأوضح أنه يأمل إلى اهتمام الأجيال القادمة بالنباتات الطبيعية وإعادة الانسجام مع الطبيعة بدلًا من الأشجار الصناعية، وأضاف أنه يقوم بعمل ورش تدريبية صغيرة لتعليم الناس كيفية العناية بالنباتات وتنسيق الحدائق، مؤكدًا أن النباتات ليست مجرد تجارة، بل هي شغف ورسالة لنشر الجمال والمحافظة على البيئة، مؤكدًا أن هذه الهواية منحته حياة جديدة مليئة بالهدوء والاسترخاء، ويأمل أن يكون قادرًا على مشاركة تجربته مع الآخرين، داعيًا الجميع لتخصيص وقت للطبيعة التي تمنحنا الطاقة والتجدد. 

وفي حديثه عن إقبال المواطنين، أشار "سيد" إلى أن الزهور تحظى بشعبية كبيرة بين عشاقها، الذين يعتبرونها تعبيرًا عن الفرح والسعادة في مختلف المناسبات، كما أضاف أن هناك فئة كبيرة من محبي النباتات يعتبرون هذه الزهور جزءًا من عائلاتهم، ووأوضح نباتات الفل والياسمين ومسك الليل والريحان والورد البلدي، ما زالت تحظى برواج كبير خاصة في فصل الصيف، كما يشهد الطلب ارتفاعًا على نباتات الظل التي تتحمل الظروف المناخية الصعبة، مما يجعلها مثالية لتزيين المنازل، موضحًا أن أسعار الزهور والنباتات مناسبة لكافة الطبقات الاجتماعية، حيث تبدأ من 10 جنيهات للزهور الصغيرة مثل الفل والياسمين، وتزداد مع نباتات الظل التي تبدأ من 150 جنيهًا، كما تتفاوت أسعار بويكهات الورود المستخدمة في الأفراح حسب جودتها وندرتها، ووفيما يتعلق بطموحاته المستقبلية، أكد أنه يتمنى تطوير هذه المهنة لتكون أكثر حيوية وابتكارًا، بما يتناسب مع  جمال المناخ المصري وجودته الملائمة لكل النباتات. 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الورود الطبيعة الخلابة تنسيق الحدائق

إقرأ أيضاً:

«تنوع بيولوجي فريد»: 20 منطقة للنباتات المهددة بالانقراض و34 موقعا للطيور النادرة

يهتم قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة بحماية الطيور وبيئاتها، حيث يعمل القطاع على التعرف على المواقع ذات الأهمية الخاصة للطيور على مستوى العالم وتوثيقها، ويطلق على هذه المواقع «المناطق المهمة للطيور»، ويتم اختيار المناطق المهمة للطيور وفق معايير متفق عليها دولياً. 

ووفقاً للمعلن رسمياً من قبل وزارة البيئة، فهناك 34 موقعاً داخل مصر تعد من المناطق المهمة للطيور، تضم بيئات أساسية لتعايش الطيور، منها: الأراضى الرطبة والجبال عالية الارتفاع ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية.

«البيئة»: يجب حماية الطيور وبيئاتها بالتخطيط والإدارة الحكيمة

وحسب الوزارة، فهناك مواقع داخل السويس والعين السخنة يجب أن يتم بها حماية الطيور وبيئاتها من خلال التخطيط والإدارة الحكيمة.

على مستوى المناطق النباتية، تضم مصر نحو 20 منطقة نباتية مهمة، تعتبر أغنى مناطق احتواء للنباتات البرية، حيث يوجد نصف تلك المناطق النباتية المهمة بمنطقة البحر المتوسط فى مصر، إذ تقع 10 مناطق منها ضمن منطقة البحر المتوسط، و5 مناطق تحتوى على أنواع متوطنة أو محدودة مدى الانتشار فى مصر. 

وتتكون المناطق النباتية المهمة فى مصر من خمس بحيرات ساحلية، هى جبل الحجر الجيرى بشمال سيناء، وسلاسل المرتفعات والمنخفضات فى محمية العميد، وواحة المغرة، وكثبان شواطئ البحر المتوسط الغربية، وهضبة السلوم على الحدود الليبية، وينتشر العديد من الأنواع المهمة والمهددة بتلك المناطق المذكورة، مثل أشجار العرعر الفنيقى التى تنتشر بجبل الحلال بشمال سيناء، كما تعتبر منطقة سانت كاترين الجبلية بجنوب سيناء من أغنى المناطق النباتية فى مصر بالنسبة للنباتات الزهرية.

وأكدت وزارة البيئة أن مصر تحوى العديد من المواطن والمناخات الدقيقة التى تؤوى الكثير مـن الأنواع والمجتمعات النباتية، مثل الجبال، السهول، المنحدرات، الكثبان والمسطحات الرملية، السبخات الملحية، الأراضى الرطبة، المياه العذبة، المياه البحرية، وأراضى الزراعة المروية والمطرية، وتندرج مصر تحت أربع مناطق فلورية، هى المنطقة الانتقالية الإقليمية لصحراء البحر المتوسط، المنطقة الإقليمية الصحراوية السندية، مركز اقتصار توزيع الأنواع الانتقالى الإيرانى، منطقة الساحل الانتقالية الإقليمية.

وقالت الوزارة فى تقارير لها إن النباتات البرية المصرية تشتمل على 2121 نوعاً و153 من النباتات الوعائية الأصلية والمجنسة، بالإضافة إلى 158 نوعاً من الحزازيات والكبديات، و2100 من النباتات المنزرعة، وما يقرب من 1000 نوع من نباتات البساتين، حيث يبلغ عدد الأنواع النباتية المتوطنة فى مصر حوالى 60 نوعاً نباتياً، ومن أمثلة الأنواع المتوطنة الغاصة، والورد البرى، الأرفيجة، العدمة، الزييتة، زعتر كاترين، العورور، خس الجبل، وسبى، الزعتران، اللبينة، شاى الجبل، والهيكل.

2121 نوعاً نادراً للنباتات البرية فى مصر.. و84 من النباتات الدخيلة على الفلورة المصرية

ووفقاً للإحصائيات الرسمية، يصل عدد نباتات القائمة الحمراء المبدئية فى مصر إلى 457 نوعاً، تمثل حوالى 20% من فلورة مصر الكلية، وطبقاً للمراتب التى وضعها الاتحاد الدولى لصون الطبيعة تنقسم هذه النباتات إلى: 14 نوعاً منقرضاً، 153 نوعاً واقعاً تحت الانقراض و54 نوعاً قابلاً للانقراض، 173 نوعاً نادراً، و93 نوعاً غير محدد، كذلك يبلغ عدد النباتات الدخيلة على الفلورة المصرية حوالى 84 نوعاً، «23 من ذوات الفلقة و61 من ذوات الفلقتين»، موزعة على 24 فصيلة و64 جنساً، حوالى 3% من فلورة مصر، ومن أمثلة الأنواع الغازية نبات المسكيت على الحدود الجنوبية لمصر.

«الحجار»: مصر تمثل المعبر اليابس الوحيد بين 3 قارات.. وأهم طرق هجرة الطيور فى العالم

وقال د. صلاح الحجار، خبير البيئة، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأبنية الخضراء، إن الطيور تمثل أحد أهم مكونات التنوع البيولوجى وأكثرها تميزاً فى مصر، وتتمتع بتنوع كبير من البيئات لكل منها طيورها المميزة، وتمثل المعبر اليابس الوحيد بين ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وأفريقيا، لذا فهى أحد أهم طرق هجرة الطيور فى العالم، حيث تعبر مئات الملايين من الطيور خلالها كل ربيع وخريف، وتقضى الكثير من الطيور الشتاء فى المناطق الرطبة بمصر، مما يجعلها مشتى دولياً مهماً للطيور المائية.

كما يوجد فى مصر ستة عشر نوعاً من الطيور المهددة بالانقراض على المستوى العالمى، والتى تمثل مصر أهمية بالنسبة لسبعة منها.

وأضاف لـ«الوطن»: «فيما يخص المحاصيل والنباتات الزراعية، تعتبر البيانات المتوفرة عن الأصول الوراثية المهمة للأغذية والزراعة فى مصر قليلة».

جدير بالذكر أن الزراعة الحديثة شجعت عدداً كبيراً من المزارعين على تبنى أنواع عالية القيمة الاقتصادية والإنتاج من النباتات أو الحيوانات، ولكن عندما يهمل المنتجون التنوع فإن الأصناف والسلالات الأصيلة والمحلية تندثر ومعها سماتها الخاصة.

كما حدث فى بعض الأصناف المحلية من القثاء والقرع العسلى والشمام البلدى والجزر الأحمر والتوت والجميز وغيرها مثل صنف الطماطم «إدكاوى» متحمل الملوحة، حيث تتميز تلك النباتات بخصائص فريدة تتيح لها مواجهة الظروف البيئية المتغيرة، كما توفر للعلماء المواد الخام التى يحتاجونها لتطوير أصناف محاصيل وسلالات أكثر إنتاجاً وتحملاً للظروف البيئية.

ويبلغ عدد النباتات الدخيلة على الفلورة المصرية حوالى 84 نوعاً «23 من ذوات الفلقة و61 من ذوات الفلقتين»، موزعة على 24 فصيلة و64 جنساً، تمثل حوالى 3% من فلورة مصر، بعض هذه النباتات الغازية، مثل الأزولا، لها القدرة على استبعاد النباتات الأصلية، مثل عدس الماء. 

ومن المقترح عمل دراسة لمعرفة تاريخ وأسباب دخول هذه النباتات إلى مصر والعوامل التى أدت إلى تحول بعضها إلى نباتات غازية ذات تأثير ضار على اقتصاد الدولة عموماً والتنوع البيولوجى على وجه الخصوص، نبات ورد النيل على سبيل المثال.

ويشكل نبات المسكيت تهديداً للتنوع البيولوجى فى المناطق المحمية بجبل علبة، وتؤثر سلباً على أداء النظام الإيكولوجى ومستجمعات المياه والهيدرولوجيا بالمنطقة، كما أن له أثراً ثانوياً فى تكوين الشجيرات الكثيفة التى تتسبب فى تشريد الماشية، مما أدى إلى مزيد من الضغط المكثف للرعى فى الأجزاء الأخرى من المناطق المحمية، وقد انتشر هذا النوع فى جميع الموائل، من المستنقعات المالحة على ساحل البحر الأحمر فى شرق البلاد إلى السهول الصحراوية فى الغرب، وشكل نحو 40% من مجتمعات النبات بمنطقة حلايب.

مقالات مشابهة

  • عالم يكشف سر نبوءة "الأعشاب" التي أنقذت الكثيرين بلوس أنجلوس
  • القفز من عالمنا القديم إلى عالم جديد: سقوط مفهوم الدولة الوطنية وملحقاته
  • مزرعة ورد الإمارات.. لوحة فنية مرسومة بآلاف الزهور
  • فيديو يظهر حرائق لوس أنجلوس بين الجمال والرماد
  • كتيبة فليك تكتسح الملكي وتتعثّر أمام الفرق الصغيرة.. خمسة أسباب
  • "دنيا سمير غانم تُشعل إنستجرام بإطلالة بيضاء مبهجة وجمهورها يتغزل بجمالها"
  • «تنوع بيولوجي فريد»: 20 منطقة للنباتات المهددة بالانقراض و34 موقعا للطيور النادرة
  • مهيرة عبدالعزيز تقيم حفلا ضخما في قصر احتفالا بطلاقها من زوجها.. فيديو
  • إيمان النعيمي: المرأة العربية تحمل مزيجا من القوة والرقة وجمالها يتميز بالعمق والأصالة