أمير القلوب.. كرموا مجدي يعقوب| شاهد
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبرز اسم الدكتور مجدي يعقوب كأحد أبرز الشخصيات الإنسانية والطبية في العصر الحديث، وقد لقبوه بـ "أمير القلوب" تقديرًا لعمله الرائد في مجال جراحة القلب، حيث أهدى حياته لخدمة البشرية، وأنقذ آلاف الأرواح بفضل ابتكاراته الطبية المذهلة، ولكن ليس فقط في مجال الطب، بل في تأثيره الاجتماعي والإنساني أيضًا، فأصبح يعقوب رمزًا للعطاء، وهو ما دفع رواد السوشيال ميديا والجماهير للمطالبة بتكريمه على مختلف الأصعدة.
هذا الطبيب المصري الذي حمل رسالة إنسانية سامية، هو نموذج حقيقي لما يجب أن يكون عليه الطبيب، لم يكن الطب بالنسبة له مجرد مهنة، بل رسالة حب وسلام وعطاء، وبفضل إبداعه وتفانيه في علاج مرضى القلب، وأصبح رمزًا للإنسانية في مختلف أنحاء العالم، إذ لم يقتصر أثره على العمليات الجراحية فقط، بل امتد إلى تقديم الأمل للحياة من خلال مؤسسته التي تقدم العلاج المجاني، وتدريب الأطباء الشبان، فقام بترجمة علمه إلى عمل إنساني يعكس أسمى معاني التضحية والخدمة، ليظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
أصدر الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، قرارًا بإطلاق اسم البروفيسور السير مجدي يعقوب على صالة كبار الزوار بمطار أسوان الدولي، تكريمًا لمشواره العلمي وإسهاماته البارزة في مجال جراحة وزراعة القلب.
وذلك في إطار حرص الدولة على تقدير العلماء والمبدعين الذين ساهموا في خدمة الإنسانية ورفعوا اسم مصر عالميًا، ويشمل التكريم وضع صور البروفيسور يعقوب في صالات المطار، ومن جانبه، عبر يعقوب عن سعادته بشفاء قلوب الأطفال، مؤكدًا أن سعادته بشفاء المرضى أكبر من أي تكريم.
يأتي ذلك بعدما أعلن الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، عن ابتكار صمامات قلب طبيعية تنمو بشكل طبيعي مدى الحياة، مؤكداً أن هذا الاكتشاف يمثل "خيالًا أصبح حقيقة".
وأوضح أن الصمام الجديد قادر على خلق خلايا وأعصاب جديدة من الجسم نفسه، مما يؤثر بشكل إيجابي على صحة المرضى، وأضاف أن الصمام يُفرز إفرازات تؤثر على الجسم بشكل فعال، ومن المتوقع أن يتم تفعيله على المرضى خلال عام إلى عام ونصف.
وأشار يعقوب إلى أن الصمام الذي تم اكتشافه ليس فقط يطيل العمر، بل يمنح حياة نشطة وكريمة، ويمكن أن ينمو مع الأطفال، مما يقلل من الحاجة لإجراء عمليات متعددة، مؤكدًا أن الاكتشاف يعد خطوة ضخمة في مجال الطب، حيث تم إجراء العديد من الاختبارات بنجاح على الأغنام، وأظهرت النتائج أن الصمام يجدد الخلايا ويقوم بوظائف الصمام الطبيعي.
https://youtube.com/shorts/awdIfp1zhKg
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجدي يعقوب أمير القلوب مجدی یعقوب فی مجال
إقرأ أيضاً:
الكلمة رونق
نعيمة السعدية
لعبق الكلام شذاه الخاص الذي ينثره على النفوس ليُعطينا صورًا حيَّة واقعية أو خيالية بما ينسجه من خيوط فكر الإنسان في موضوعات الحياة المتعددة التي يبني عليها أفكارًا تعتمد على تجارب متباينة تعود بالنفع عليه ماديًا ومعنويًا.
والتعبير بالكلمة بيان جليٌّ بما يجمعه الإنسان في خلده من حصاد السنين؛ فتؤثر في حياته خاصة وحياة المجتمع عامة. ومن ذلك نجد أن الكلمة تُعبِّر عن مكنونات النفس، وتصوغها حسب ميول الإنسان وأفكاره التي يرجوها ويطمح إلى حدوثها. والكلمات هي الوسيلة التي تعين الإنسان على إخراج خلجات نفسه؛ سواء أكانت شعرًا أم نثرًا.
الكلمة وما أدراك ما الكلمة؟!
للكلمة أثر عميق في النفس؛ فهي قد تحييها، وقد تُميتها؛ فالكلمة حياة زاهرة بالعطاء والنماء أو موت زاخر بالبطش والفناء، وهي رونق حسنٍ وبهاءٍ وإشراق يأسر الألباب بجماله، ولها جذور متجذرة في أعماق تربة الشعور، لكن البشر لا يدركون أثرها، ولا يعون حجم تأثيرها في النفس البشرية وصورة تغلغلها في أعماقها، ولا يستوعبون أنها قد تكسر، وقد تجبر؛ فهم لا يدرون حقيقة الأمر فيما قد تبنيه وما قد تهدمه.
يظنون أنها مجرد كلمة لا تؤخر ولا تقدم، ولا يعلمون بأنها قد ترفع الإنسان إلى سابع سماء، وقد تهوي به إلى سابع أرض.
فإذا كان القرآن قد أولى عناية خاصة بالكلمة، وحضَّ المسلمين على التحلي بخير الكلام وأحسن القول، وذكر الكلمة الطيبة في آية من آياته الكريمة في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ" (إبراهيم: 24)، فما بالنا نحن لا نُعطي للكلمة حقها مثلما علمنا ديننا الحنيف؟! لماذا نبخل بها في وقتها، ونشوه مدلولها أثناء قولها؟! لماذا صارت القلوب جوفاء من كل جمال قد يجملها من قول أو فعل؟! لماذا يُحبَس الكلام الجميل في وقت تحتاج إليه النفوس ليبللها؟! لماذا صرنا نقوله فترة ثم ننكفئ عنه؟! هل صارت الكلمة الطيبة مجرد شعور وهمي وخيال مزعوم، أم باتت ثقيلة على اللسان، أم صرنا نحن لا نشعر بأي إطلالة جمال رغم حاجتنا إليها؟!
ليتنا آنسنا معناها قبل ضياع دلالتها، حتى بِتنا لا نفقه سيماءها.
لماذا نغلق القلوب بأقفال صلبة، ونحن نعلم بأنَّ الكلام يكون في القلب في بادئ الأمر ثم ينتقل إلى اللسان؛ ليعبر عما يكنه القلب.
مثلما نجد ذلك في استدلال العرب بهذا البيت: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما // جُعل الكلام على الفؤاد دليلًا.
والكلام مجال للتعبير عما يعتلج في النفوس، لكن إذا حُبس من الخروج أُدمي القلب بما فيه جرمًا وتشويها لمعناه.
إنَّ للكلمة صناعة عجيبة في النفس؛ فلا تحرموا أنفسكم صياغة ترجمان الشعور في قلوب مَن حولكم؛ فتخرج الكلمة الطيبة بعد فوات الأوان فلا تجد ما تصوغه لاختفاء جوهر المصوغ؛ فالحياة لا تُبقي الأشياء على حالها طوال العمر. وإذا كان العمر لا يدوم فكيف لغيره أن يدوم؟!
وتبقى الكلمة غرسًا نغرسه في القلوب بين مفترق الدروب، لكنها قد تصدأ صدأً يغلق باب القلوب على الدوام، وما أقسى أن تحتضر الكلمة قبل وصولها إلى المرمى الذي أُرسلت إليه!