"من مزايا ترسيم رأس السنة الأمازيغية هو الاحتفال بها من طرف المؤسسات تعليمية، عبر تخصيص أنشطة لترسيخ هذه المناسبة، وربط جيل المستقبل بأرضه وأجداده.." بهذه العبارة، أعرب عدد من نشطاء مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، عن أمانيه بالعام الجديد.

وفيما تتواصل الاحتفالات بعدد من المناطق المغربية، بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، المعروفة بـ"إيض ن يناير"، للعام الثاني، بعد اعتمادها: "عطلة وطنية رسمية بقرار من الملك محمد السادس" بتاريخ 03 آيار/ ماي 2023،؛ يتجدّد النّقاش بخصوص مُكتسبات الحركات الأمازيغية بعد سنوات من النضال.



في هذا التقرير، ترصد "عربي21" جُملة من مظاهر الاحتفال بالسنة الأمازيغية في المغرب، مع تسليط الضوء على استمرار مطالب الحركات الأمازيغية بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، من قبيل: استعمالها في الإدارات العمومية والوثائق الرسمية.

شهدت مدارس #المغرب_الأمازيغي احتفالات عارمة بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 أنقل لكم البعض منها ????

إعطاء الطابع الرسمي لإيض يناير خلق الفارق هذه السنة ????????

علمو أبنائكم فخر الإنتماء للشعب الأمازيغي العظيم.

أزول ولن نزول ????????????❤️#فخر_الإنتماء pic.twitter.com/qshOcZspIQ — ⵀⴰⵏⴰ ???????? Hana (@HanaeEster) January 14, 2025

مسلسل نضالي
محطات كثيرة، سبقت اعتماد "السنة الأمازيغية" مناسبة وطنية وعطلة مؤدى عنها، بينها "ترسيم اللغة الأمازيغية" بغية: "النهوض بها وجعلها لغة رسمية في البلاد باعتبارها أحد أركان الهوية المغربية المتعددة الروافد"، وذلك ضمن تاريخ طويل من النضال، قادته الحركة الثقافية الأمازيغية.

وبحسب ما رصدت "عربي21" من منشورات مختلفة، لنشطاء أمازيغ، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فإن: ما تحقّق من مكتسبات، لحدود اللّحظة، يظل دون انتظاراتهم؛ إذ يجددون مطالبهم بـ"تنزيل كافة المشاريع القانونية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية".








وكان المغرب يشدّد على "العربية" فقط، كلغة رسمية وحيدة للبلاد، دون غيرها من اللغات أو اللهجات الأخرى المشكلة للثقافة والهوية المغربية. إلى غاية سنة 1994، حيث أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن تخصيص نشرة إخبارية يومية باللهجات الأمازيغية الثلاث (تاريفيت، تامازيغت وتاشلحيت) لأول مرة في التلفزيون العمومي.

ومع تولي الملك محمد السادس للحكم سنة 1999، بدأ المغرب، يولي أهمية أكبر للغة الأمازيغية. انطلاقا من: "خطاب أجدير" خلال الزيارة الملكية إلى إقليم خنيفرة، بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2001، والذي دعا فيه الملك محمد السادس إلى النهوض بالثقافة الأمازيغية وترسيخها.

إلى ذلك، باشر المغرب إجراءات لتنزيل مضامين الخطاب الملكي، عبر تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2002، قبل أن تقرّر خلال السنة الموالية 2003 إدراج اللغة الأمازيغية وتدريسها ضمن المناهج الدراسية الخاصّة بالمرحلة الابتدائية.

بعد تسع سنوات على "خطاب أجدير" تمّ إطلاق القناة التلفزيونية الثامنة "أمازيغت" خلال سنة 2010، لتبرز أكثر على المستوى الإعلامي. فيما بات النقاش يتجدّد أكثر، بخصوص مكتسبات "الأمازيغ" في المغرب، وكذا مطالبهم الملحّة مع حلول كل سنة أمازيغية.  

#خطاب_اجدير في 17 اكتوبر 2001، خطاب أُلقي في اقليم #خنيفرة???????? حيث أكد جلالة الملك محمد السادس على أن الأمازيغية تشكل المكون الأساسي للهوية والثقافة المغربية، و أن النهوض بالأمازيغية يعد مسؤولية وطنية. pic.twitter.com/GMVwqSuRrz — Leila Ben Shitrit (@1__leila) January 14, 2025
الأمازيغية في الدستور 
على الرغم من جُملة المكتسبات المتوالية، سنة تلوى الأخرى، ظلّت مكتسبات الحركات الأمازيغية توصف من طرفهم بـ"الباهتة؛ ودون المستوى المنشود"، مطالبين بـ"دسترة اللغة الأمازيغية، كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية".

إلى ذلك، أتى دستور سنة 2011 ليلبّي المطالب الملحّة للشارع المغربي، المتزامنة مع ما يطلق عليه إعلاميا بـ"رياح الربيع العربي"؛ إذ استجاب الملك محمد السادس للمطلب.

وينص الفصل الخامس من الدستور على أنّ: "تظل العربية اللغة الرسمية للدولة. وتعمل الدولة على حمايتهاوتطويرها، وتنمية استعمالها. تعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء..".

وأبرز الفصل نفسه: "..أن يحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم، وفي مجال الحياة العامة ذات الأولوية، لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها بصفتها لغة رسمية".


"وجود تأخر كبير"
مُكتسبات مهمة، وتاريخ طويل من النضال توّج بماهو ملموس على أرض الواقع، غير أن مطالب الحركات الأمازيغية، لا تزال مستمرّة، والسبب هو وصفهم بأن: "تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، لا زال يواجه العديد من التحديات التي تحيل دون استكماله، منها استعمالها في الإدارات العمومية والوثائق الرسمية".

وعبر بيان لها، أوضحت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، أنّ: "الاعتراف بفاتح السنة الأمازيغية الجديدة 2975 المعروف بايض ن إينّاير يوم 14 يناير 2025، كعيد وطني ويوم عطلة رسمية مؤدى عنه لجميع المغاربة، يُعد مكسبا تاريخيا كبيرا نتيجة لتضحيات جسام ولنضال مرير من قبل أجيال الحركة الأمازيغية داخل الوطن وخارجه".

ودعت المجموعة، عبر البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، لـ"ضرورة تجدير قيم الاحتفال الحضارية والثقافية لإيض ن إينّاير وتشييع قيم التضامن والانتماء والتشبث بروح الأرض والاعتزاز بالذات، وجعلها زخما وطنيا متناغما يوازي بين مظاهر الفرجة والاحتفال ومبادئ النقاش الفكري والثقافي والسياسي داخل المجتمع ومؤسسات الدولة..".

كذلك، اعتبرت المجموعة أنّ: "هذه المناسبة تعد فرصة لتقييم مسار تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية"، مبرزة: "وجود تأخر كبير وغير مفهوم في تفعيل وتنزيل مضامين القانون التنظيمي 26/16 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية".

"غياب إرادة سياسية لدى الحكومة في تفعيل حقيقي للترسيم الدستوري للأمازيغية وعدم وجود رؤية مندمجة واضحة لإدماج الأمازيغية في جميع مؤسسات الدولة والقطاعات العمومية ذات الأولوية أفقيا وعموديا" بحسب المصدر نفسه. 


إلى ذلك، سجلت المجموعة كذلك: "ترسيخا لمنطق التراجعات والإهمال في ورش تدريس اللغة الأمازيغية، وعدم الوفاء بما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي وعدم احترام الآجال القانونية في مسلسل إدماج الأمازيغية داخل المنظومة التربوية، بما في ذلك عدم تعميمها وعدم إدماج تدريسها في بعض الأسلاك التعليمية".

أيضا، وجّهت جُملة اانتقادات إلى: "تجميد وضعية اللغة الأمازيغية في الإعلام العمومي؛ ذلك يتم في خرق واضح لمبادئ الدستور في تدبير التعدد اللغوي والثقافي".

وختمت المجموعة، بيانها بالقول: "الأمازيغية محرومة من حقوقها في الميزانية العامة للدولة، ما ينعكس على مكانتها المحدودة جدا في السياسات العمومية للدولة"، مردفة أن: "تخصيص صندوق خاص بالأمازيغية، ليس سوى محاولة لتغطية الحكومة لهذا التهميش كما أنه يؤكد تخبطها في مسارات التفعيل وعدم جديتها في ذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السنة الأمازيغية المغربية محمد السادس مناسبة وطنية المغرب محمد السادس السنة الأمازيغية مناسبة وطنية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملک محمد السادس اللغة الأمازیغیة السنة الأمازیغیة الأمازیغیة فی

إقرأ أيضاً:

العدوان الأمريكي على اليمن محاولة فاشلة لكسر إرادة المقاومة وتكبيل إرادة الشعوب الحرة

 

في خضمِّ صراعٍ وجودي تفرضه قوى الاستكبار العالمي، تَبرُز اليمن كقلبٍ نابضٍ بالعروبة والإسلام، وحصنٌ منيعٌ يُدافع عن قضايا الأمة المُحقة. العدوان الأمريكي المُستمر على اليمن ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من السياسات الاستعمارية التي تهدف إلى إخضاع الشعوب الحرة وإسكات أصواتها التي ترفض الهيمنة والتبعية. فالشعب اليمني، برفضه الانصياع للمشاريع التقسيمية والتبعية، بات هدفاً لآلة الحرب الأمريكية التي تُوظِّف القوة والعنف لفرض أجنداتها، متناسيةً أن دماء الشهداء تُغذي إرادة المقاومة ولا تُخمدها.

اليمن اليوم هو صمود المبادئ في مواجهة آلة الحرب من حيث التمسك بالهوية العروبية والإسلامية، والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، ليس خياراً سياسياً للشعب اليمني، بل هو مُكونٌ جوهري في ضميره الجمعي. فالقضية الفلسطينية، بما تمثله من عدالةٍ تاريخيةٍ ورمزٍ لصمود الأمة، باتت محوراً لصراعٍ حضاري بين قوى الاستعمار الجديد والشعوب التواقة للتحرر، العدوان الأمريكي على اليمن يأتي كردٍ انتقامي لهذا الموقف الثابت، محاولةً من إدارة واشنطن لمعاقبة شعبٍ يرفض أن يكون أداةً في يد المشروع الصهيو-أمريكي الذي يستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

والتاريخ يُعلّمنا أن الشعوب التي ترفض المذلة، وتتخذ من المبادئ درعاً، لا تُهزم. فالقصف الأمريكي، الذي يستهدف المدنيين والعجزة والنساء والأطفال، ليس دليلاً على القوة، بل اعترافاً صارخاً بالعجز عن مواجهة الإرادة الشعبية التي لا تنكسر. إنها سياسةٌ استعماريةٌ مكشوفةٌ، تُعيد إنتاج جرائم القرن العشرين تحت شعارات زائفة، كـ”مكافحة الإرهاب” أو “حماية المصالح”، بينما جوهرها إبادةُ كل مَن يقف في وجه التطبيع مع الكيان الصهيوني أو يرفض التخلي عن فلسطين.

وبما أن إدارة ترامب تمثل عجز القوة وعَتَه الاستكبار ولا يُخفي عدوانُ إدارة ترامب على اليمن سوى حقيقةٍ واحدة: أن “العنف” أداةُ الضعفاء، فالإدارة الأمريكية، التي تتصرف كشرطي عالمي مُتغطرس، تحاول تعويض فشلها في كسب القلوب والعقول بالصواريخ والدمار، إن استهداف المدنيين اليمنيين، وتجويعهم، وتدمير بنيتهم التحتية، هو جريمة حرب بكل المعايير الدولية، لكنه أيضاً دليلٌ على أن واشنطن فقدت أدواتها الناعمة في السيطرة على الشعوب، بعد أن انكشفت أكاذيبها وقِصر نظر سياستها الخارجية الفاشلة.

هذه الإدارة، التي ترفع شعار “أمريكا أولاً”، تنسى أن الشعوب الحرة ترفض أن تكون “أمريكا آخراً” في سلم أولوياتها، فالشعب اليمني، كغيره من شعوب المنطقة، يرى في الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني، وفي صمت الغرب عن جرائمه، دليلاً على ازدواجية المعايير التي تشرعن العدوان تحت مسميات حقوق الإنسان والديمقراطية.

والمعلوم أن شعار المقاومة طريق النصر أو الاستشهاد نرى أن رسالة اليمن إلى العالم واضحة لن يكون هناك استسلام، فكل قطرة دم تُراق، وكل طفلٍ يُشرد، وكل بيتٍ يُدمر، هو وقودٌ لإرادة شعبٍ يعرف أن معركته مع العدوان هي معركة كرامة.

إن دعم فلسطين ليس شعاراً يُرفع، بل التزامٌ عملي يُترجم بالتضحية بالغالي والنفيس، فكما انتصرت فيتنام على أعتى آلات الحرب الأمريكية، وكما انتزع لبنان احترامه بهزيمة “إسرائيل” في 2006، ستُكتب نهاية هذا العدوان بإذن الله، وسيبقى اليمن منارةً للمقاومة.

اليوم، يُصادر الغربُ صوتَ الحقيقة حين يُصنف المقاومة “إرهاباً”، لكنه ينسى أن القانون الدولي نفسه وُلد من رحم مقاومة الشعوب للاستعمار. فالمقاومة اليمنية، هي ردٌّ شرعي على عدوان خارجي، وحقٌ طبيعي يكفله ميثاق الأمم المتحدة. أما ما تسميه أمريكا “إرهاباً”، فهو في حقيقته رفضٌ لوصاية الخارج، ودفاعٌ عن الأرض والعرض.

وأخيراً العدوان الأمريكي على اليمن لن يُثني الشعب اليمني عن دعم فلسطين، ولن يُعيد تشكيل وعيه، بل سيزيده تمسكاً بثوابته. فالشعوب التي تخوض معارك التحرر لا تموت، بل تنتصر أو تستشهد، واليمن، برغم الحصار والدمار، يُرسل رسالةً إلى الأمة: أن طريق القدس يمرّ عبر صنعاء، وأن هزيمة المشروع الصهيو-أمريكي تبدأ بإفشال عدوانه على اليمن.

إننا في عصرٍ تُعاد فيه كتابة التاريخ بأيدي الشعوب، لا بأسلحة المستكبرين. فكما عملت وقدمت وجاهدت المقاومة الإسلامية لإسقاط مشاريع التقسيم والتبعية في العراق وسوريا ولبنان، سيسقط هذا العدوان، وسيبقى اليمن شامخاً، شاهقاً بصموده، ناطقاً باسم كل الأحرار في العالم: “لا للهيمنة.. لا للاستسلام.. والنصر لإرادة الشعوب”.

كاتبة سورية

مقالات مشابهة

  • حماس توجه نداء للتحرك العاجل لكسر الحصار عن غزة ووقف المجازر
  • المغرب.. زيادة أسعار «التبغ» اعتباراً من أبريل المقبل
  • المغرب.. ارتفاع مرتقب في أسعار “سجائر الفقراء” ابتداء من الشهر المقبل
  • العدوان الأمريكي على اليمن محاولة فاشلة لكسر إرادة المقاومة وتكبيل إرادة الشعوب الحرة
  • بعد إعلان صفقة الكاميرات المتطورة بالرباط... لجنة حماية المعطيات الشخصية تتدخل
  • مضايق تودغى الشهيرة تخرج من نفق التهميش و”سكاي وولك” أبرز المشاريع المنتظرة
  • روايات صادمة.. عربي21 ترصد معاناة الأطفال المعتقلين داخل السجون المصرية
  • المغرب يقود مشاورات غير رسمية مع ستة دول موقوفة عن الاتحاد الإفريقي
  • روايات صادمة.. عربي21 ترصد معاناة الأسرى الأطفال داخل المعتقلات المصرية
  • ودائع الجالية في البنوك المغربية تواجه قيوداً أوربية