الجزيرة:
2025-03-25@17:33:47 GMT

هل المسلمون في العالم متحدون؟

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

هل المسلمون في العالم متحدون؟

اسمحوا لي أن أكون صريحًا جدًا – أنا متعب من سماع المسلمين يشتكون من الانقسام. يؤلمني كثيرًا رؤية العديد من أفراد مجتمعي ينضحون بإحساس من اليأس والإحباط؛ بسبب اعتقاد خاطئ بأن الأمة منقسمة، وبالتالي نحن جميعًا "خاسرون".

أعلم أن هذا التشاؤم ينشأ بشكل أساسي من مشاهدة العنف والظلم الذي يتعرض له إخواننا وأخواتنا في الدين في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، مع إفلات واضح من العقاب، في سياق صراعات جيوسياسية مختلفة.

ومع ذلك، كمسلمين، لدينا مسؤولية بعدم اليأس. يشجعنا ديننا على التأمل الذاتي، والالتزام بـ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وهذا يتطلب تحليلًا دقيقًا وإذا لزم الأمر، نقدًا للوضع الراهن، ولكن دون الوقوع في الإحباط.

بعد فقدان الخلافة بسقوط الإمبراطورية العثمانية في عام 1922، ركزت غالبية المسلمين جهودهم وطاقتهم على إيجاد وسيلة لـ "إعادة توحيد" الأمة. افترضوا أنه بدون خلافة، سيجد المسلمون في العالم صعوبة في الاتفاق على القضايا المهمة، وسيتكبدون العواقب. أدى هذا إلى اقتتال لا نهاية له – خصوصًا بين من يسعون للحفاظ على الممارسات الدينية القديمة وبين من يريدون إجراء إصلاحات أساسية في الدين باسم إعادة توحيد الأمة. لكن ماذا حقق كل هذا النزاع والصراخ؟ لقد مر قرن كامل منذ أن فقدنا الخلافة، وما زال الكثير منا يبكون بسبب ما يعتقدون أنه انقسام بين المسلمين.

إعلان الوحدة الحقيقية ليست في الهيكل السياسي

الذين أصبحوا مهووسين بفقدان الأمة لـ"وحدتها" في غياب هيكل سياسي مشترك فقدوا رؤية الأمور التي تبقينا متوحدين، وهي أمور يمكنها فعليًا مساعدة مجتمعنا على تحقيق العدالة والسلام والازدهار.

الوحدة الحقيقية لا يمكن أن توجد في فرض التجانس السياسي أو الثقافي تحت إمبراطورية مثالية تمتد من المغرب إلى ماليزيا. إنها موجودة بالفعل في التزامنا الجماعي بمبادئ الإسلام الأساسية، التي هي بطبيعتها عالمية.

الرسالة القرآنية، التي نقلها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، تؤكد هذه العالمية. جعلت أصول الإسلام كتراث شفهي ومعاش منهجًا فريدًا يسهل الوصول إليه من قبل مجتمعات متنوعة، من القبائل البدوية إلى الحضارات المتقدمة. هذا الوصول السهل خلق وحدة يصعب كسرها.

اليوم، ورغم غياب الخلافة أو هيكل سياسي مشترك، فإن المسلمين في العالم أكثر اتحادًا مما نعترف به. نحن متحدون في مبادئنا وممارساتنا وقيمنا. الاعتراف بهذه الوحدة واستغلال قوتها واجب ديني. وبالمثل، فإن احتضان هذه الوحدة وتقديرها، وعدم الانسياق خلف روايات الانقسام المضللة، هو فعل سياسي مقاوم للإرث المستمر للطغيان الاستعماري والإمبريالي.

الروايات الزائفة عن الانقسام

رواية "الانقسام" المفروضة علينا تأتي من قوى خارجية تسعى منذ قرون لإخضاعنا. هذه القوى تريدنا أن نصدق أنه بما أنه لا توجد وحدة سياسية شاملة، فنحن غير موحدين في أي شيء. يريدوننا أن نغرق في اليأس ونصبح فعلًا منقسمين، ليتمكنوا من الحفاظ على هيمنتهم.

بالفعل، لا يمكن فصل رواية الانقسام السائدة في المجتمع المسلم اليوم عن جراح الاستعمار والإمبريالية الغربية. لأكثر من قرنين، خضع العالم الإسلامي للهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحت القوى الإمبريالية الغربية. الحدود المصطنعة التي رسمها الإداريون الاستعماريون صُممت لتمزيق المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وإثارة الانقسام بين شعوبنا للسماح لهم بالاستمرار في السيطرة علينا.

إعلان

ومع ذلك، فإن وحدة الأمة مستمرة بطرق لم يتمكن هؤلاء "الغزاة" من محوها. استمرارية الممارسات الإسلامية – من الصلاة إلى الحج – على مدى 1400 عام، تشهد على رابطة ميتافيزيقية لا تنكسر. التعرف عليها لا يعني تجاهل التحديات السياسية الحقيقية، بل إعادة صياغة الرواية لتسليط الضوء على الصمود.

التنوع مصدر قوة

يكمن فهم هذا في احتضان تنوع المجتمع الإسلامي العالمي. كان المجتمع الإسلامي المبكر متعدد الثقافات واللغات والأعراق. لم تقوض الخلافات في الحكم والمقاربات السياسية بين الخلفاء الراشدين، الوحدة؛ بل أظهرت مرونة وشمولية المبادئ الإسلامية. وبالمثل، فإن تطور السياسات الإسلامية عبر القارات- من العباسيين إلى العثمانيين – يثبت أن الخلافات السياسية لا تعادل الانقسام.

إن القدرة على استيعاب الآراء المختلفة والمدارس الفكرية والتعبيرات الثقافية هي قوة أثرت الأمة تاريخيًا. على سبيل المثال، الاختلافات في ممارسات الصلاة بين المدارس الفكرية الإسلامية ليست علامات انقسام، بل تعكس تقليدًا قويًا يقدّر التنوع ضمن إطار مشترك.

الصمود بدلًا من الشكوى

عندما يواجه شعبنا الظلم والعنف والهزيمة من قوى استبدادية خارجية- كما رأينا للأسف في العديد من الأمثلة في السنوات الأخيرة – يجب أن تكون استجابتنا هي الصمود والتركيز على كل ما يوحدنا، بدلًا من الشكوى من "الانقسام" والوقوع في اليأس.

على سبيل المثال، بعد فشل ثورة الهند عام 1857 ضد الاستعمار البريطاني، التي أسفرت عن مقتل آلاف العلماء المسلمين، لم يستسلم علماء ديوبند لليأس. رغم الأثر النفسي المدمر للخسائر، قبلوا بفشلهم، وتحملوا المسؤولية، وبدؤُوا فورًا العمل للنهوض من رماد الهزيمة.

لم ينهاروا، ولم يشتكوا من ضعف الأمة أو انقسامها. بدلًا من ذلك، قرروا المضي قدمًا بحماية المعرفة الإسلامية في الهند البريطانية، مدركين أن الظالمين يمكنهم هزيمة الأفراد، لكنهم لا يستطيعون هزيمة المعرفة المقدسة التي توحدنا.

إعلان الطريق إلى الأمام

في هذا الوقت المليء بالصراعات وعدم المساواة والظلم المنتشر، يجب أن يركز المسلمون على الإنجازات والروابط الدائمة التي تربط الأمة عبر الزمان والمكان بدلًا من التركيز على روايات الفشل. وحدة العالم الإسلامي ليست مثالية غير قابلة للتحقيق، بل هي حقيقة حية تتطلب الاعتراف والاحتفاء بها.

مع ذلك، يجب ألا يؤدي الاعتراف بوحدة الأمة الدينية إلى الرضا الزائف. تتطلب تحديات العالم الحديث حلولًا مبتكرة. لكن هذه الحلول يجب أن تُبنى على أساس الوحدة القائمة، لا أن تقوضها بروايات تشاؤمية.

بإعادة صياغة الرواية والاحتفاء بما يوحدنا، يمكن للمسلمين المضي قدمًا بثقة، وتحويل الوحدة إلى قوة للتجديد والمقاومة في عالم لا يزال يعاني من آثار الاستعمار.

هذا ليس وقتًا لليأس، بل هو وقت لاستخدام إيماننا بقوة الله الأبدية والانخراط في جهود استباقية لإصلاح وتحسين مساعينا الإسلامية!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بدل ا من

إقرأ أيضاً:

المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهميش السياسي

المسلمون مكون شعبي أساسي في أوغندا، بدأ يتشكل مع طلائع المسلمين الأوائل في البلاد ببداية القرن 19، قبل أن تتزايد وتيرة انتشار الإسلام في الفترات اللاحقة بفعل عوامل سياسية واجتماعية عدة.

ورغم أن الإسلام سبق المسيحية إلى أوغندا، فإن الاستعمار البريطاني أعطى الحظوة في التعليم والقرب من مراكز صنع القرار للمسيحيين، مقابل إبعاد المسلمين وتهميشهم، فلم يكن لهم وزن سياسي مؤثر إبان الاستقلال عام 1962.

ومع تولّي قائد الجيش عيدي أمين الحكم عام 1971 رئاسة البلاد -وهو أول مسلم يرأس أوغندا- أصبحت عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي التي غيرت فيما بعد اسمها إلى منظمة التعاون الإسلامي.

ورغم أن المسلمين لم يسلموا من الاضطهاد في ظل حكم عيدي أمين، فقد تعرضوا لمجازر انتقامية بعد الإطاحة به.

طلائع المسلمين

يعود تاريخ الإسلام في أوغندا إلى أوائل القرن 19، فقد سبق المسيحية التي وصلت مع الاستعمار البريطاني لتصبح هذه البلاد واحدة من مراكزها الكبرى بشرق أفريقيا. وحسب ما تذكره المصادر التاريخية، فإن ثلاث محطات بارزة أسهمت في انتشار الإسلام بشكل واسع بين الأوغنديين.

عيدي أمين أول مسلم يرأس دولة أوغندا (غيتي) المحطة الأولى

دخل الإسلام إلى أوغندا عن طريق السودان، وانتشر بفضل العلاقات التي ربطها التجار السودانيون بالسكان ابتداء من المناطق الشمالية بالبلاد.

وابتداء من عام 1844 سمح الكاباكا سونا الثاني بتدريس الإسلام رسميا في مملكته بوغندا، وهي إحدى الممالك الرئيسية التي كانت قائمة في أرض جمهورية أوغندا الحالية، وأصبح ملكها الكاباكا موتيسا الثاني رئيسا فخريا لدولة أوغندا عقب استقلالها عام 1962.

إعلان

ورغم أن سونا الثاني لم يعتنق الإسلام فإنه شجع الوعاظ العرب والسواحليين على تدريسه في بلاطه، كما تعلم بعض تعاليمه وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وفق بعض الروايات التاريخية.

ومع تولي نجله وخليفته الكاباكا موتيسا الأول الحكم، اعتنق الإسلام وتعلم القرآن واللغة العربية وأصبح قصره الواقع على مشارف كمبالا مركزا للتعليم الإسلامي.

المحطة الثانية

وهي فترة الحكم المصري لأوغندا عقب الحملة التي ابتعثها الخديوي إسماعيل لتأمين منابع النيل، فابتداء من مطلع السبعينيات من القرن 19 أصبحت أراض واسعة بمنطقة البحيرات العظمى الأفريقية، بما فيها أجزاء من أرض أوغندا الحالية تابعة لحكمدارية السودان، ثم سميت بمديرية خط الاستواء المصرية.

ويشير باحثون إلى أن عهد الحكم المصري لأوغندا كان محطة مهمة في تعزيز انتشار الإسلام من خلال العلماء الذين أوفدوا إلى هناك، ويرجعون انتشار المذهب الشافعي إلى تأثير الحكم المصري.

المحطة الثالثة

استقرار جنود أمين باشا المسلمين في أوغندا، فبعد قيام الثورة المهدية عام 1884 وانتهاء الحكم المصري لأرض السودان، ثم هزيمة الجيش المصري بقيادة أمين باشا، الذي كان يتمركز في شمال أوغندا، استقر معظم جنوده المسلمين هناك واختلطوا بالسكان الأصليين حتى أصبحوا يوصفون بأنهم سلالة المسلمين في معظم المناطق الواقعة غرب النيل.

ويشير مؤرخون إلى أن جنودا سودانيين مسلمين استقدموا إلى أوغندا في عهد الاحتلال البريطاني، ثم استقروا في منطقة بومبو شمال غرب كمبالا، التي تعد اليوم من أكثر المناطق الإسلامية في أوغندا، وذلك بعد أن رفضوا القتال حينما اكتشفوا أنهم استدعوا للمشاركة في حرب ضد المسلمين.

مسلمون يؤدون صلاة عيد الأضحى في مسجد أوغندا الوطني بالعاصمة كمبالا (الأناضول) مكون شعبي أساسي

مع منتصف القرن 19 أصبح المسلمون يشكلون مكونا أساسيا من مكونات الشعب الأوغندي، كما استمرت وتيرة انتشار الإسلام في الفترات اللاحقة رغم السياسات الاستعمارية البريطانية التي كانت تهدف إلى نشر الديانة المسيحية بين الأوغنديين.

إعلان

وتتضارب التقديرات بشأن عدد المسلمين في أوغندا ونسبتهم من مجموع الشعب، وتذهب بعض التقديرات إلى أنهم يشكلون 40%، وتشير أخرى إلى أن العدد تقلص تحت تأثير الاستهداف أثناء عقود الاحتلال البريطاني إلى نحو 20% فقط، بينما تشير المعطيات الرسمية إلى أنهم يشكلون حوالي 14% من السكان ويقدر عددهم بنحو 6.5 ملايين مسلم.

ويمثل السنّة معظم مسلمي أوغندا، وهم على المذهب الفقهي الشافعي الذي يعود انتشاره إلى تأثير الحكم المصري، وفق بعض المؤرخين، إضافة إلى بعثات وزارة الأوقاف والبعثات الأزهرية والمنح التي يفتحها الأزهر سنويا أمام الطلاب الأوغنديين.

وللشيعة حضور في أوغندا، وخصوصا مذهب الإمامية الاثني عشرية وجماعة الآغاخان وهي فرقة من المذهب الإسماعيلي، إضافة إلى المذهب الإباضي الذي ظهر مع التجار العمانيين القادمين عن طريق جزيرة زنجبار مع بداية القرن العشرين.

كذلك يوجد حضور لمذهب الأحمدية القاديانية لدى ذوي الأصول الباكستانية والهندية، رغم الطرد والتضييق اللذين تعرض لهما معظم الآسيويين في عهد حكم الرئيس الراحل عيدي أمين.

ويقدر عدد المساجد في أوغندا بنحو 15 ألف مسجد، يتصدرها من حيث المساحة مسجد أوغندا الوطني الذي اكتملت أشغال بنائه بتمويل ليبي عام 2006م وأطلق عليه اسم "مسجد معمر القذافي".

بين الاحتضان والاضطهاد

ابتداء من أربعينات القرن 19 احتضن الكاباكا سونا الثاني ونجله موتيسا الأول الإسلام وشجعا نشره وتدريسه في بلاطهما رغم أن الأول لم يعتنقه.

وفي عقد السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن نفسه، وتزامنا مع عهد الحكم المصري تعاظمت مكانة الإسلام في أوغندا، خصوصا مع وفود العلماء الذين زاروا البلاد مبتعثين من الأزهر.

لكن علاقة المسلمين بالسلطة في هذا البلد تغيرت جذريا مع سيطرة الجيش البريطاني عام 1889 وبدء الحقبة الاستعمارية التي واكبتها حملات تبشيرية لنشر المسيحية، ثم احتكار المسيحيين للتعليم والإعلام والوظائف العليا ومراكز صنع القرار.

إعلان

وتحت تأثير سياسات حقبة الاستعمار أصبح مسلمو أوغندا، الذين تشير بعض التقديرات إلى أنهم كانوا أغلبية حتى ذلك الحين، من دون وزن سياسي مؤثر بسبب ضعف التعليم والبعد عن دوائر صنع القرار في واحدة من أهم مراحل تاريخ البلاد، وهي سنوات ما قبل الاستقلال عام 1962.

وحين تولى قائد الجيش عيدي أمين الحكم في انقلاب عسكري عام 1971، وهو أول مسلم يرأس البلاد، اتخذ سلسلة إجراءات جديدة لتعزيز مكانة مسلمي أوغندا، كان من ضمنها الانضمام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

لكنه طرد مجموعة من المسلمين ذوي الأصول الآسيوية، وهو ما تسبب في انخفاض عدد المسلمين في البلاد، إضافة إلى الاستبداد وارتكاب مجازر عديدة بحق مواطنيه، ومع الإطاحة به من قبل متمردين تدعمهم تنزانيا عام 1979 أصبح المسلمون ضحايا مجازر انتقامية.

ومع وصول يوري موسيفيني إلى السلطة في يناير/كانون الثاني عام 1986 بدأت حدة العداء للمسلمين تخف، خصوصا مع تحذيراته من أي تمييز ضدهم، كما حصلوا في عهده على مناصب وزارية، وسمح بأنشطة الهيئات الإسلامية التي تعترف بها الحكومة.

الأرقام الرسمية تقول إن نسبة المسلمين في أوغندا تصل إلى 14% من عدد السكان (الأناضول) أولوية التعليم

المجلس الأعلى للمسلمين في أوغندا الذي أسس عام 1972 هو الهيئة العليا المكلفة بشؤون المسلمين، وتعنى بالتعليم والإفتاء، إضافة إلى الحوار وبناء العلاقة مع الطوائف الدينية الأخرى.

ويتصدر المجلس هيئات المسلمين التي تتعدد أنشطتها مع إعطاء الأولوية للتعليم، إذ تنتشر المؤسسات التعليمية الأساسية والثانوية والجامعية التابعة لها، وتنامت هذه المؤسسات التعليمية مع عودة خريجي الجامعات الإسلامية السعودية والمصرية والليبية والسودانية وغيرها إلى أوغندا.

كما أنشئت مؤسسات تعليمية بتمويل من دول إسلامية، من بينها معهد النور التابع للأزهر بمدينة ماساكا، والجامعة الإسلامية التي أنشئت عام 1988 ضمن تعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، ويقع مقرها الرئيسي في امبالي، ولها فروع في العاصمة كمبالا ومدينة أروى، فضلا عن مدارس أخرى أنشئت بتمويل سعودي وكويتي.

ويوفد الأزهر دوريا بعثات تعليمية إلى أوغندا ويقدم سنويا منحا للطلاب، كما توجد مؤسسات تعليمية تتبع لمركز أتباع آل البيت الذي أنشئ عام 1989 لنشر المذهب الشيعي، إضافة إلى مدارس عديدة تتبع للجماعة الأحمدية القاديانية وتمنح طلابها لاستكمال دراستهم في باكستان والهند وبعض الدول الأوروبية.

إعلان نشر اللغة العربية

بفضل إقبال مسلمي أوغندا على تعلم القرآن الكريم وأحكام الإسلام وعقائده وتاريخه إذ تجعل الهيئات الإسلامية الأوغندية ذلك أولوية، أصبح للغة العربية حضور واسع في البلاد، خصوصا بين أجيال الطلاب.

وتعود جذور هذا الإقبال إلى عهد الكاباكا سونا الثاني ونجله موتيسا الأول الذي شجع التعليم الإسلامي، ثم تزايد مع نشأة المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية التي موّلتها منظمة التعاون الإسلامي ودول إسلامية عديدة.

ويوجد في مختلف مناطق أوغندا أكثر من 30 معهدا متخصصا في التعليم الإسلامي باللغة العربية، إضافة إلى الجامعة الإسلامية وكلية الدعوة الإسلامية الليبية، ومعهد بلال الثانوي في العاصمة كمبالا، ومؤسسات جامعية أخرى عديدة.

وفضلا عن دروسها النظامية، تقدم هذه المؤسسات التعليمية دورات خاصة بتعليم العربية للناطقين بغيرها من المسلمين الراغبين في تعزيز فهمهم للإسلام والقرآن.

مقالات مشابهة

  • مبعوثات «حكماء المسلمين» ينشرن قيم التسامح والتعايش حول العالم خلال رمضان
  • متى فُرض الصيام على المسلمين لأول مرة؟
  • المسلمون في أوغندا.. أحفاد تجار وجنود عانوا الاضطهاد والتهميش السياسي
  • القوات المشتركة والبراعة في التخطيط وخوض المعارك في حرب الاحراش وحرب المدن وحرب الصحراء وحرب الشوارع التي اذهلت العالم
  • غزوات ومعارك خاضها المسلمون السابقون في شهر رمضان
  • رابطة العالم الإسلامي ترحب بمخرجات اجتماع اللجنة الوزارية الإسلامية حول غزة
  • مسؤولة أممية: السودان من الدول الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد والملايين يواجهون الجوع
  • أزمة بيض في فرنسا بسبب رمضان؟ المسلمون يردّون بسخرية على الاتهامات
  • ماذا وراء تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي قال فيها إن مصر مفلسة والنظام مهدد بالسقوط؟
  • جوتيريش يطرح عدة طرق للتغلب على التهديدات التي تواجه التعددية في العالم