صاروخ يمني يعصف بهيبة الردع الإسرائيلي: من صنعاء إلى يافا المحتلة.. قواعد اشتباك جديدة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
يمانيون../
استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية بصاروخ فرط صوتي يمني الصنع يمثل تطوراً نوعياً في معادلة الردع، ويعد خطوة غير مسبوقة من قبل القوات المسلحة اليمنية. هذه العملية حملت رسائل استراتيجية واضحة للعدو الإسرائيلي، الذي طالما تباهى بقدرة منظوماته الدفاعية مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” على التصدي لأي تهديد.
فشل هذه المنظومات في اعتراض الصاروخ يعكس ضعفاً أمنياً يهز ثقة القيادة الإسرائيلية وجبهتها الداخلية، خاصة أن الاستهداف لم يأتِ من الجبهات التقليدية كلبنان أو غزة، بل من عمق اليمن الذي يواجه عدواناً وحصاراً منذ عشر سنوات، وما زال يتلقى ضربات جوية مكثفة، آخرها استهداف محطتي الكهرباء في صنعاء والحديدة. الهجوم الصاروخي اليمني على وزارة الحرب الإسرائيلية لم يكن معزولاً عن هذا السياق، بل يمثل معادلة جديدة قائمة على الرد بالمثل: استهداف البنية الحيوية للعدو مقابل استهدافه البنية التحتية لليمن.
الأبعاد النفسية والعسكرية للعملية
العملية لها أبعاد نفسية وعسكرية مهمة. فمن الناحية النفسية، أحدثت صدمة لدى الإسرائيليين وأكدت أن محور المقاومة يمتلك القدرة على اختراق العمق الإسرائيلي بأسلحة متطورة لا يمكن صدها بسهولة. أما من الناحية العسكرية، فإن استخدام صواريخ فرط صوتية يعد قفزة في القدرات الهجومية، حيث تمتاز هذه الصواريخ بسرعتها الهائلة ودقتها العالية، مما يجعل من الصعب على أي نظام دفاعي اعتراضها، مهما بلغت درجة تطوره.
هشاشة الردع الإسرائيلي
منظومات الدفاع الإسرائيلية، مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، التي طالما اعتُبرت العمود الفقري للردع الإسرائيلي، أصبحت موضع شك بعد هذه الضربة. هذا الفشل الاستخباراتي والتقني يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على مواكبة التطور التكنولوجي لمحور المقاومة. كما ان الفشل في توقع هذه الضربة أو التصدي لها، وقبلها ضربات دقيقة استهدفت مواقع حساسة في يافا وغيرها، يعكس قصوراً واضحاً في قدرة الكيان على تتبع تهديدات محور المقاومة والصواريخ القادمة من اليمن.
التنسيق بين جبهات المقاومة
الهجمات اليمنية الأخيرة تأتي في إطار تنسيق استراتيجي متصاعد بين أطراف محور المقاومة. تجارب سابقة، مثل التنسيق الميداني بين غزة وحزب الله، أثبتت أن هذا المحور قادر على استثمار كل الجبهات لصالح توجيه ضربات موجعة ومتزامنة للعدو الإسرائيلي مما يعزز من الضغط المتزايد على الكيان الإسرائيلي المحتل، الذي يجد نفسه في موقف دفاعي عاجز عن تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
تداعيات إقليمية ودولية
الضربة اليمنية اليوم على وزارة الحرب الإسرائيلية تُبرز تحولاً استراتيجياً في ميزان القوى الإقليمي، حيث أصبح اليمن لاعباً عسكرياً مؤثراً يساهم في زعزعة الهيمنة الإسرائيلية. التوقيت الحساس للعملية، المتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة، زاد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي لإسرائيل، التي تواجه الآن جبهات متعددة، من اليمن إلى غزة ولبنان.
من المتوقع أن تكون لهذه العملية تداعيات كبيرة على المستوى الإقليمي والدولي. إسرائيل قد تتجه إلى تصعيد عسكري واسع في محاولة لاستعادة هيبتها، لكن ذلك قد يفتح الباب أمام تصعيد شامل لا يمكنها التحكم في نهاياته. في المقابل، سيعزز هذا التطور التعاون بين أطراف محور المقاومة، الذين يرون في نجاح هذه العملية نموذجاً يمكن البناء عليه لتحقيق مزيد من الانتصارات.
خطوة استراتيجية
الضربات اليمنية على العمق الإسرائيلي ليست مجرد رد فعل، بل خطوة استراتيجية تعيد تشكيل قواعد الاشتباك وتضع الاحتلال في مأزق غير مسبوق. المرحلة المقبلة قد تحمل تصعيداً أكبر وتغييراً جذرياً في موازين القوى، مما يجعل من محور المقاومة قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة في رسم خارطة الصراع.
—————————
ماجد حميد الكحلاني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: محور المقاومة
إقرأ أيضاً:
أكثر من نصف مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية المسبب للموت
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - حذرت منظمة اليونسيف الثلاثاء 25مارس2025، من أن أكثر من نصف مليون طفل في اليمن يعانون من أخطر أشكال سوء التغذية المسبب للموت.
وقال ممثل اليونيسيف في اليمن، بيتر هوكينز، خلال مؤتمر صحافي متحدثا من العاصمة صنعاء، ان الصراع في اليمن هو "أزمة تتسم بالجوع والحرمان، واليوم، بتصعيد مقلق".
وأشار إلى أن "طفلا من بين كل طفلين دون سن الخامسة يعاني حاليا من سوء التغذية الحاد"، بما في ذلك "أكثر من 537 ألفا يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد"، وهو الشكل الأكثر فتكا لسوء التغذية.
وأضاف هوكينز أنه "وضع مروّع يهدد حياة الأطفال ومن الممكن تماما منعه". وأوضح أن "سوء التغذية يضعف الجهاز المناعي، ويؤخر النمو، ويحرم الأطفال من إمكانياتهم".
وقال "في اليمن، لا يتعلق الأمر بأزمة صحية فقط، بل هو حكم بالإعدام على آلاف الأشخاص".
وتابع "إنه لأمر مقلق للغاية وأن 1,4 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين من سوء التغذية ... وأكثر من نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة".
تسببت الحرب الأهلية في اليمن منذ العام 2014 في مقتل مئات الآلاف وأحدثت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من "الظروف التشغيلية الصعبة للغاية وغالبا ما تكون خطيرة، يستمر اليونيسف في العمل ميدانيا"، على ما يؤكد ممثلها، مبينا أن الوكالة الأممية بحاجة إلى 157 مليون دولار إضافية لعام 2025.
وعند سؤاله عن التأثيرات المحتملة للضربات الأميركية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن على أنشطة اليونيسف، أشار هوكن أنها "موجهة بدقة".
وقال "لحسن الحظ، لم تستهدف الضربات الجوية الأخيرة البنية التحتية مثل الموانئ أو مجالات أخرى تؤثر علينا مباشرة"، لكنه أضاف "أما بالنسبة لأولئك القريبين، فإن الأمر صادم بشكل لا يصدق".
وأضاف أن "ثمانية أطفال قُتلوا في الضربات الجوية الأخيرة في شمال اليمن".
تهدف الضربات الأميركية إلى تحييد تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، وهي منطقة بحرية حيوية للتجارة العالمية، حيث شن المتمردون اليمنيون العديد من الهجمات منذ نهاية العام 2023، مؤكدين أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.
Your browser does not support the video tag.