مع قرب وصول ترامب.. الرئيس الإيراني: مستعدون لمفاوضات متكافئة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
بغداد اليوم- ترجمة
يعتزم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، توجيه رسالة مهمة للمجتمع الدولي عبر قناة أمريكية وذلك مع قرب بدء مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الاسبوع المقبل.
وقال مساعد شؤون الاتصالات والإعلام في مكتب الرئاسة الإيرانية "محمد مهدي طباطبائي" في تغريدة له، اليوم الثلاثاء (14 كانون الثاني 2024)، عبر منصة "إكس" ترجمتها "بغداد اليوم"، إن: "الرئيس بزشكيان سيوجّه رسالة مهمة للمجتمع الدولي في حوار مع قناة NBC الأمريكية يوم غد الأربعاء".
وأضاف طباطبائي، إن "الرئيس بزشكيان سيؤكد رغبة إيران بإحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم واستعدادها الدخول في مفاوضات متكافئة وكريمة".
وأوضح المسؤول في حكومة بزشكيان: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد السلام وخفض التصعيد في المنطقة والعالم، وتدين حرب النظام الصهيوني وعدوانه وإبادة شعبه، وهي مستعدة لمفاوضات متكافئة".
وفي يوم الأحد الماضي، دعا نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاقتصادية علي عبد العلي زاده، إلى الدخول في مفاوضات مباشرة وبدون وساطات مع إدارة ترامب الذي يتسلم السلطة في البيت الأبيض منتصف الاسبوع المقبل.
وقال في مقابلة تابعتها "بغداد اليوم"، إنه "ينبغي لنا أن نتفاوض مع إدارة دونالد ترامب بشكل مباشر، وليس التفاوض عبر وساطات أو إرسال رسائل أو ردود".
وذكر "يجب علينا أن نجري محادثة وجهاً لوجه مع ترامب للدفاع عن مصالحنا"، منوهاً أن "حكومة النظام في إيران توصلت إلى نتيجة مفادها أنه يجب علينا إجراء محادثة وجهًا لوجه مع السلطات الأمريكية دون وساطات".
نص تغريدة المسؤول الإيراني.. أضغط هنـــــــــــا
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
تصاعد التحدي الإيراني في مواجهة ضغوط ترامب: استراتيجية مقاومة أم مواجهة حتمية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتبنى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، موقفًا أكثر تحديًا في مواجهة التهديدات المتزايدة بالعنف من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.
وخلال زيارته لمعرض الدفاع في طهران، حثّ خامنئي الحكومة الإيرانية على تعزيز قدراتها العسكرية، مؤكدًا أن "التقدم لا يمكن إيقافه، ولا يمكننا أن نكون راضين". وأضاف بشكل واضح: "اليوم، قوتنا الدفاعية معروفة، وأعداؤنا يخشون ذلك".
التصعيد المتبادل بين ترامب وخامنئي وضع الولايات المتحدة وإيران في مسار تصادمي مباشر، ورغم أن إيران ليست موضوعًا رئيسيًا في مؤتمر ميونيخ للأمن لهذا العام، إلا أن تأثيرها حاضر في عدة أزمات عالمية، خاصة في ظل الأزمة المستمرة في غزة، ما يجعلها تحديًا أمنيًا لكل من الولايات المتحدة وأوروبا.
ما وراء تحدي خامنئي
يرى دامون غولريز، المحلل الاستراتيجي في معهد لاهاي للجيوسياسية، أن "مبادرات ترامب الدبلوماسية تجاه خامنئي، إلى جانب سياسة 'الضغط الأقصى' التي تنتهجها إدارته، أضعفت موقف المرشد الأعلى".
وأضاف، أن "الأسابيع الأخيرة شهدت انفتاحًا ملحوظًا من كبار المسؤولين الإيرانيين تجاه فكرة التفاوض المباشر مع ترامب"، معتبرًا أن معارضة خامنئي للمحادثات النووية مع واشنطن نابعة من "تراجع سلطته على المستويين المحلي والإقليمي".
وأشار إلى أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الحليف الوثيق لطهران، العام الماضي، ألحق ضررًا بالغًا بالمكانة الإقليمية لإيران. أما داخليًا، فإن خامنئي يواجه ضغوطًا متزايدة.
وأوضح المحلل الأمني والسياسي حسين آقائي أن "الخطر الأكبر الذي يخشاه خامنئي ليس خارجيًا، بل داخلي".
وأشار إلى أن "السيناريو الأسوأ للمرشد الأعلى هو استغلال الأغلبية الصامتة من الإيرانيين الساخطين الفرصة التي تتيحها تهديدات واشنطن للتحرك ضده، في وقت يكون منشغلًا بالأزمات الخارجية".
وبالتالي، يمكن تفسير موقف خامنئي المتشدد تجاه الولايات المتحدة على أنه محاولة لمواجهة التهديدات الداخلية التي تهدد موقعه.
هل يمكن لترامب استخدام القوة العسكرية ضد طهران
لا تزال القدرات النووية الإيرانية نقطة خلاف رئيسية بين البلدين، حيث تعتبر إدارة ترامب أن "منع إيران من امتلاك سلاح نووي" هو ركيزة أساسية في استراتيجيتها للضغط الأقصى.
وفي هذا الصدد، يرى آقائي أن "إدارة ترامب من غير المرجح أن تنخرط في نزاع واسع النطاق مع إيران"، لكنه أضاف: "نظرًا لأن البرنامج النووي الإيراني المتقدم يُنظر إليه على أنه تهديد للأمن العالمي، فإن الرئيس ترامب يدرس خيارات لمنع النظام الإيراني من بناء قنبلة نووية، بما في ذلك شن ضربات جوية وقائية".
ولتجنب هذا السيناريو، يتفق الخبراء على ضرورة أن تمنح إيران الدبلوماسية فرصة. وقال آقائي: "الكرة الآن في ملعب إيران"، لكنه استدرك قائلًا إن "التوصل إلى اتفاق نووي كما يقترحه ترامب أمر ممكن، لكنه ليس مرجحًا".
وأضاف أن "النظام الإيراني يعتقد أنه إذا دخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة، فسيتعين عليه تقديم تنازلات هائلة لترامب في قضايا حساسة، مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وشبكة وكلائه في المنطقة، ولذلك تفضل طهران المماطلة في محادثات غير حاسمة".
ما القادم بالنسبة لإيران؟
إلى جانب المخاوف قصيرة المدى بشأن اندلاع أعمال عنف جديدة في الشرق الأوسط، يرى المحلل الاستراتيجي غولريز أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية طويلة المدى للتعامل مع إيران، بهدف تحويلها إلى دولة قادرة على التعايش السلمي في المنطقة والمجتمع الدولي.
لكنه أشار إلى أن "نهج ترامب يركز على إبرام اتفاقيات قصيرة الأجل مع الأنظمة الاستبدادية"، مستشهدًا بانسحاب إدارته من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وأضاف: "أعتقد أن استراتيجيته تجاه إيران ستجمع بين التهديد العسكري الجاد والعقوبات الاقتصادية الصارمة".
من جانبها، ترى الناشطة الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة، مسيح علي نجاد، أن مقاربة ترامب قصيرة المدى تحمل أهمية كبيرة، معتبرة أن "المجتمع الدولي لا يبذل جهودًا كافية للتعامل مع النظام الإيراني المتشدد".
وقالت في تصريحات على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: "المفاوضات النووية تمنح النظام الإيراني الوقت لإعادة تنظيم صفوفه"، مؤكدة أن "الوقت للتحرك هو الآن".
وأضافت أن "إيران في أضعف حالاتها حاليًا، حيث لم يعد المواطنون من الطبقتين الوسطى والفقيرة يدعمون النظام الإسلامي، فالناس سئموا ويريدون حياة طبيعية".
وفي سياق متصل، أكدت مصادر دبلوماسية إسرائيلية لموقع "المونيتور" أن الولايات المتحدة وإسرائيل توصلتا إلى "تفاهم كامل" بشأن كيفية مواجهة البرنامج النووي الإيراني، حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
ووفقًا لما أوردته صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست"، استنادًا إلى تقييمات استخباراتية أمريكية صدرت الشهر الماضي، فإن إسرائيل ترى فرصة محتملة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية منذ بداية هذا العام.
وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل تعتمد في تقييمها على ضعف إيران بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في 26 أكتوبر، والذي أدى إلى تدمير جزء كبير من دفاعاتها الجوية، بالإضافة إلى زيادة تقبل الولايات المتحدة لخيار التدخل العسكري.
لقاء ترامب ونتنياهو
خلال زيارته إلى واشنطن هذا الشهر، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث أكدا على رؤية مشتركة حول الخطر الذي تشكله إيران، وذلك بعد محاولة طهران استهدافهما معًا.
وقد ظهر الزعيمان، المعروفان بنهجهما المتشدد تجاه إيران، في حالة انسجام وثيق، حيث أكدا أنهما لن يسمحا لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
وبينما تنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، تصر إسرائيل على أن طهران تكذب، وأنها تسعى للحصول على قنبلة نووية بهدف تدمير الدولة اليهودية.
ونقل "المونيتور" عن أحد المقربين من نتنياهو قوله: "رئيس الوزراء في موقف لا يخسر فيه شيئًا. إذا نجح ترامب في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فمن المرجح أن يكون هذا الاتفاق أفضل بكثير من اتفاق أوباما، كما أن نتنياهو مقتنع بأن جزءًا كبيرًا من المطالب الإسرائيلية سيتم تلبيته بفضل التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة".