حَيثُ أعلن اليمن بداية عمليَّاته العسكرية المساندة لغزة بمنع السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني، وُصُـولًا إلى استهدافِ العُمق الصهيوني بالطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية، والفرط صوتية التي باتت تشكِّلُ التهديدَ الأكبرَ للصهاينة وتقوض شعورهم بالأمن،

والخوف المُستمرّ مما تحملُه جُعبةُ اليمنيين من مفاجآت، فضلًا عن صيرورة العمليَّات اليمنية هي التهديد الأكبر على الاقتصاد الصهيوني؛ بسَببِ الأزمات الكبيرة التي أحدثتها العملياتُ اليمنية في مفاصلِ العدوّ الاقتصادية والحيوية، فمع تشديد الخناق اليمني على كيان العدوّ والذي باتت تأثيراته تظهر جليًّا على اقتصاد الكيان وشركائه، أفرزت العمليات العسكرية اليمنية مشاكل بالجملة على كيان العدوّ.

ووصل تأثيرُ عملية الإسناد في الجبهة العسكرية اليمنية حَــدّ تعطيل الحركة الملاحية المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي، وبحسب موقع "ورلد كارجو" المختص بأخبار الشحن العالمي، أَدَّى التأثير الاقتصادي لعمليات القوات المسلحة على الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض حجم الشحن بنسبة 85 %، ما يعني إصابة الاقتصاد الإسرائيلي بالشلل، في حين يترتب على هذه التراجعات الكثير من التبعات الاقتصادية على العدوّ وقطاعاته الإنتاجية.

ونشر الإعلام الصهيوني العديد من التقارير، التي تشير إلى إفرازات الحصار البحري اليمني، حَيثُ تعطلت قطاعات الصادرات والواردات بشكل كبير، وهذا أسهَمَ في إرباك آلات الإنتاج الصهيوني، وعطَّل أهم قطاعاته، والمتمثل في قطاع التكنولوجيا.

وفي سياق الخناق الشامل الذي يسببه اليمن بعملياته المباشرة في استهداف العدوّ الصهيوني، تؤكّـد وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن إطلاق الصواريخ من اليمن يشكل تهديداً للاقتصاد الإسرائيلي، حَيثُ يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى الكيان، ويمنعه من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة، كما أَدَّى إلى إغلاق ميناء إيلات، ودفع السفن المتجهة إليه إلى اتِّخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا.

وللمرة الأولى منذ عدة عقود، أظهر تقرير هجرة الثروات الخَاصَّة لعام 2024 الصادر عن شركة "هنلي أند بارتنرز" أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من الكيان أكثر من أُولئك المصرين على البقاء؛ الأمر الذي جعل الكيان الصهيوني يعاني من أزمات استثمارية كبيرة، وهجرة جماعية لأصحاب رؤوس الأموال.

ونقلت منصة "غلوبس" الإسرائيلية عن التقرير خروج "إسرائيل" من قائمة "هنلي أند بارتنرز" للدول العشرين المستقطبة للثروات الخَاصَّة، وهو خروج يؤكّـد حالة الذعر والهبوط التي تطال كافة مفاصل العدوّ الصهيوني.

التقرير يسلّطُ الضوءَ على تراجُعٍ كبيرٍ بالنسبة لـ "إسرائيل" التي سبق أن صنَّفَت بين الوجهات العشرِ الأولى لأصحاب الملايين المهاجرين لعدة عقود وفق ما ذكرته "غلوبس".

ويقول دان ماركوني، كبير مستشاري العملاء بفرع الشركة في كيان العدوّ، معلقًا على الوضع أن الحرب المُستمرّة لم تحطم صورة "إسرائيل" كملاذ آمن فحسب، لكنها تهدّد أَيْـضًا بالطغيان على إنجازاتها الاقتصادية.

وتضيف "غلوبس" أن هروب المستثمرين الأثرياء لا يشكل مُجَـرّد ضربة لصورة الأمان، بل يمثل أَيْـضًا انتكاسة اقتصادية كبيرة قد يكون من الصعب عكس اتّجاهها.

ومع تصاعد العمليات اليمنية تؤكّـد تقارير تضاعف الخسائر الاقتصادية والمالية على كيان العدوّ الصهيوني؛ وهو ما يرفع كُلفةَ إجرامه، ويزيد من فاعلية العمليات اليمنية المساندة لفلسطين وشعبها المحاصر في قطاع غزة.

 

مساراتٌ متصاعدة وخسائر كبيرة على الكيان ورعاته:

وعلى صعيد متصل يقول عدد من الباحثين في الشؤون الاقتصادية والعسكرية: إنه في سياق تصاعد عمليات قواتنا المسلحة المساندة لإخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، هناك مسار واضح لحجم وتداعيات هذه العمليات ومستوى تأثيرها المباشر على اقتصاد معسكر العدوّ الأمريكي، والبريطاني، والإسرائيلي.

ويوضحون أنه مع بداية قواتنا المسلحة لعمليات الإسناد مطلع 2024 وخُصُوصًا في مسار المعركة البحرية تم ضرب أكثر من 211 سفينة شحن تجارية تابعة للعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني في مياه البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، عدد من هذه السفن تم ضربها بطريقة تدميرية أَدَّت إلى إغراقها بالكامل.

ويؤكّـدون أنه في قلب معركة البحر الأحمر تعرض معسكر هذا العدوّ خُصُوصًا الأمريكي والبريطاني إلى خسائرَ فادحة أُخرى تمثَّلت في جانب الإنفاق العسكري في تشغيل المجموعات البحرية وفي مسار تكاليف ذخائر المنظومات الدفاعية التي تعدت أكثر من 1.16 مليار دولار منها 160 مليون دولار تكاليف صواريخ الاعتراض الجوي فقط.

وبعد العمليات المكثّـفة التي نفَّذتها القواتُ المسلحة اليمنية، فَــإنَّ كيانَ العدوّ الإسرائيلي ورعاته قد تعرَّضوا لسلسلةٍ من الخسائر المباشرة على اقتصادهم فمن جهة خسارة ملاحتهم البحرية وَسفنهم التجارية بالبحر الأحمر وتعطل ميناء أم الرشراش (إيلات) بالكامل، وهو الأمر الذي ضرب استقرار واقع العدوّ الصهيوني المعيشي والاقتصادي بشكل مباشر.

أما في معركة الجو فقد تمكّنت قواتنا المسلحة خلال عام من اعتراض وإسقاط نحو 14 طائرة بدون طيار أمريكية طراز MQ-9، إضافة إلى سقوط مقاتلة F18 والتي كلفت العدوّ الأمريكي نصف مليار دولار كخسائر القيمة الفعلية لهذه الطائرات.

وفي الوقت نفسه هناك خسائر موازية يدفعها العدوّ الأمريكي والبريطاني في تكاليف عملياته الجوية على اليمن والإنفاق العسكري الهائل لهذه العمليات، تكاليف الطيران والغارات وعمليات التزود بالوقود جواً.

وفيما يتعلق بعمليات قصف أعماق كيان العدوّ الإسرائيلي فَــإنَّ وصول الصواريخ الفرط صوتية بنجاح جعل كُـلّ المدن الحيوية الصهيونية غير آمنة من يافا المحتلّة إلى حيفا وعسقلان والمناطق ذات القيمة الحيوية العالية بالأخص المناطق الصناعية والنووية، وقد أَدَّت العمليات اليمنية في هذه المناطق الحيوية إلى تكبيد العدوّ الصهيوني خسائر كبيرة زلزلت اقتصاد كيان العدوّ، منها مغادرة آلاف الشركات الاستثمارية الأجنبية وارتفاع معدل الهجرة العكسية وتكاليف الإنفاق الدفاعي الهائل.

ومع استمرار العمليات اليمنية، يعاني العدوّ الصهيوني من أزمات اقتصادية متلاحقة، تمثلت في تراجع قيمة عملة العدوّ "الشيكل"، وسقوط أسهم البورصة للشركات والبنوك "الإسرائيلية" وإغلاق أكثر من 60 ألف شركة، وهروب جماعي للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، فضلًا عن تعطل قطاع السياحة بنسبة تصل إلى 80 % وفق تقارير صهيونية متخصصة.

كما أَدَّت العمليات اليمنية المكثّـفة إلى مضاعفة أزمة النقل الجوي داخل كيان العدوّ، حَيثُ باتت فقط 26 شركة تتعامل مع مطارات فلسطين المحتلّة من 95 شركة قبل تصاعد العمليات التي طالت مدن فلسطين المحتلّة من جانب الجبهة اللبنانية واليمنية، وعلى الرغم من التهدئة في جبهة الشمال، ما تزال العملياتُ اليمنية في عمق العدوّ، تعمق أزمة الطيران، وهذا أَدَّى إلى انهيار حاد في القطاعات الإنتاجية النوعية التي تعتمد على النقل الجوي بعد تعطل النقل البحري، خُصُوصًا قطاع التكنولوجيا الذي يمثل ربع عائدات وموارد العدوّ الصهيوني.

ومن خلال التقارير التي أقر بها العدوّ، وتحدث فيها عن العجز المالي غير المسبوق، والانهيار الكبير في الاستثمار والسياحة والإنتاج، فَــإنَّ كلفة الإجرام على العدوّ الصهيوني في تصاعد مُستمرّ؛ ما يزيد سُمعة العدوّ الاقتصادية سوءًا في نظر المستثمرين، خُصُوصًا بعد أن فقد العدوّ مركزه الاستثماري وباتت مدنُه غيرَ قابلة للاستثمار، فضلًا عن كونها غير صالحة للحياة بعد الفوضى التي تحدثها العمليات اليمنية وما يترتب عليها من دوي الصفارات وهروع الملايين إلى الملاجئ وكأنها مُدُنُ أشباح.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العملیات الیمنیة کیان العدو أکثر من

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يواصل انتهاكاته لإتفاق وقف إطلاق النار في غزة



الثورة نت/..

يواصل جيش العدو الصهيوني انتهاكاته لإتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، عبر سلسلة من الخروقات العسكرية بالإضافة إلى ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني وإدخال المساعدات.

ففي مشهد يكشف عن تلاعب العدو الصهيوني بمسارات التهدئة، تكررت الخروقات الصهيونية بشكل كبير خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث أطلقت المعدات العسكرية لجيش العدو المتمركزة في المنطقة العازلة بمدينة رفح الفلسطينية نيرانها بشكل مفاجئ باتجاه الفلسطينيين.

كما شهدت عدة مناطق داخل قطاع غزة أحداثًا مماثلة، أبرزها مدينة رفح وخانيونس، بالإضافة إلى شرق مدينة رفح، حيث استمرت النيران المتواصلة باتجاه محيط معبر رفح البري ومنطقة المطار، وكذلك في مناطق متفرقة أخرى من القطاع.

كما نفذ جيش العدو الصهيوني عمليات نسف لمبان سكنية قر مدخل شارع السقا في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.

وبالتزامن مع ذلك، استشهد مواطن فلسطيني، اليوم الأربعاء، بقصف صهيوني شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.. ويأتي ذلك بعد ساعات من استشهاد فلسطيني آخر، برصاص قوات العدو غرب مدينة رفح.

وأفادت مصادر فلسطينية، باستشهاد محمد نافذ حسني أبو طه، جراء إطلاق النار عليه من قبل آليات العدو المتقدمة قرب الحي السعودي غرب مدينة رفح.

وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع، ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الصهيونية منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى تاريخ اليوم إلى 48 ألفًا و222 شهيدًا، بالإضافة لـ111 ألفًا و674 جريحا.

وكشفت الصحة الفلسطينية عن استشهاد 92 فلسطينياً وإصابة 822 آخرين بنيران جيش العدو منذ بدء التهدئة، ما يؤكد استمرار سياسات القتل والاستهداف الممنهج للسكان المدنيين.

وبالإضافة إلى هذه الخروقات العسكرية، هناك أيضًا انتهاكات على الجانب الإنساني، حيث لم يلتزم العدو الصهيوني بالبروتوكول الإنساني المتفق عليه في بنود وقف إطلاق النار.

وأكد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن العدو الصهيوني “يتلكأ في تطبيق البروتوكول الإنساني في قطاع غزة”.

وقال مدير الصحة في حديث لـ”الجزيرة”: إن “قوات الاحتلال تتلكأ في تطبيق البروتوكول الإنساني”، وأن “الاحتلال لا يزال يتعنت في إدخال الوقود إلى القطاع”.

وضمن سياق أوسع من الخروقات الصهيونية أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في مؤتمر صحفي حول خروقات العدو لبنود البروتوكول الإنساني والتلكؤ في إدخال الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة أنّ “الواقع يثبت أن الاحتلال لا يترك فرصة للتنصل من التزاماته بتنفيذ الاتفاق بشكل عام والشق الإنساني منه بشكل خاص”.

وأوضح أنّ ما تم إدخاله من خيام للإيواء لم يتجاوز عشرة في المائة‎، من الخيام ولم يدخل أي بيت متنقل، ورغم النص بشكل واضح على ادخال 50 شاحنة وقود يومياً لتشغيل المستشفيات والمرافق الأساسية، لكن ما وصل فعلياً لم يتجاوز 15 شاحنة يومياً، مما تسبب في تفاقم أزمة الكهرباء وشلّ عمل المستشفيات والقطاعات الخدماتية المختلفة.

ومن حيث طبيعة ونوعية المساعدات أكد المكتب الإعلامي “أن غالبيتها يحمل طرود غذائية وسلع ثانوية، على حساب الاحتياجات الأخرى، ما يعني تلاعب واضح من العدو الصهيوني بالاحتياجات وأولويات الاغاثة والإيواء”.

ونوه بأن قوات العدو عطلت دخول خزانات المياه، وخطوط الكهرباء، ومواسير المياه والصرف الصحي، وغيرها من مستلزمات ترميم البنية التحتية.

كما نوه بإعاقة دخول الأجهزة والمعدات الطبية والوفود الطبية والمستشفيات الميدانية، خاصة إلى شمال القطاع، وعدم الالتزام بأعداد الجرحى والمرضى المسموح لهم بالسفر لمتابعة العلاج، ورفض مغادرة أعداد كبيرة منهم، وجميع هذه الإجراءات كانت متفقا عليها ومدرجة في البروتوكول الإنساني الملحق بالاتفاق، الذي وقع عليه الاحتلال بضمانة الوسطاء.

وفي تطورات الخروقات الصهيونية، أكدت بلدية مدينة رفح إلى أن المدينة لا تزال تعاني من خروقات متواصلة لوقف إطلاق النار من قبل العدو الصهيوني، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات منذ بداية سريان الاتفاق.

وطالبت بلدية رفح في بيان لها اليوم بتدخل دولي عاجل لوقف للاختراقات التي ينفذها العدو الصهيوني في المدينة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

وأعربت عن استيائها الشديد لعدم استفادة سكان المدينة من المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإيواء التي كان من المفترض أن يتم توفيرها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت بلدية رفح في بيانها أن العراقيل التي تضعها قوات العدو الصهيوني تمنع وصول هذه المساعدات، مما يزيد من معاناة المواطنين ويؤخر جهود إعادة الإعمار.

مقالات مشابهة

  • تداعيات العدوان على غزة تقفز بالتضخم في كيان العدو لمستوى مرتفع
  • قوات العدو الصهيوني تشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة الغربية
  • العدو الصهيوني يرتكب 270 خرقاً لوقف إطلاق النار في غزة
  • العدو الصهيوني يواصل خرق اتفاق وقف النار في جنوب لبنان
  • العدو الصهيوني يستولي على عدد من المركبات غرب رام الله
  • رئيس بلدية رفح: العدو الصهيوني يهدد حياة المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة
  • دبابات العدو الصهيوني تطلق النار بكثافة على شرق خانيونس ووسط رفح
  • حماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار
  • العدو الصهيوني يواصل انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • العدو الصهيوني يواصل انتهاكاته لإتفاق وقف إطلاق النار في غزة