سلطنة عمان ومملكة البحرين.. علاقات حضارية راسخة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
العلاقات العمانية - البحرينية هي علاقات ضاربة في جذور التاريخ وعند ذِكر حضارتَي مجان العمانية ودلمون البحرينية تقفز للذهن مسارات تلك العلاقات المميزة التي تتعدى العلاقات البروتوكولية بين الدول، حيث علاقات مسقط والمنامة تنطلق من روابط اجتماعية وأسرية وثقافية وفنية وتجارية على ضفاف الخليج العربي، كما أن علاقات البلدين والشعبين الشقيقين تعَد من العلاقات النموذجية التي تواصلت لقرون أساسها الاحترام والتقدير المتبادل والمحبة التي تجمع قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.
وتأتي زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى سلطنة عمان وهي زيارة دولة ولقاؤه المثمر مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتجسيد تلك الملحمة التاريخية من العلاقات الأخوية والتي ظلت ثابتة على مدى قرون منذ ظهور الحضارتين العريقتين وهما حضارتا مجان ودلمون واللتان كان لهما إسهام حضاري وإنساني وتجاري ليس فقط على صعيد المنطقة ولكن على صعيد الشرق العربي وشبه القارة الهندية حيث تجارة اللؤلؤ العريقة وتجارة التوابل من الهند والسفن التجارية التي تمخر عباب المحيط الهندي.
وعلى الصعيد العماني البحريني فإن المشهد الاجتماعي يظل هو الأقوى في ذاكرة الأجيال حيث إن التواصل الاجتماعي بين البلدين والشعبين الشقيقين يعَد من العوامل الأساسية التي نسجت ورسّخت تلك العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان ومملكة البحرين، ومن هنا تأتي زيارة ملك البحرين الشقيقة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى بلده الثاني سلطنة عمان ولقاؤه الأخوي مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتجسد وتعكس عمق الروابط الحضارية والاجتماعية والاقتصادية.
إن زيارة الدولة لملك مملكة البحرين الشقيقة تعَد على جانب من الأهمية من خلال لقاء قمة مسقط بين قائدي البلدين والوفود الرسمية من خلال عقد المزيد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على صعيد الاستثمار والتعليم والتقنية والثقافة، حيث إن هناك فرصا واعدة لمجالات التعاون المختلفة والدخول في شراكات اقتصادية مهمة من خلال الاستراتيجية التي ينفذها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- منذ تسلمه مقاليد الحكم في البلاد في الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠ وهو ترسيخ العلاقات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة حيث جاءت الزيارات السلطانية الأخيرة لتعزز تلك الشراكات والتعاون الاقتصادي لتحقيق المصالح المشتركة. ومن هنا فإن مملكة البحرين تعَد من الدول الخليجية التي تسعى قيادتها إلى ترسيخ مثل تلك الشراكات وهذا يعطي مؤشرا إيجابيا بأن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سوف تحقق نتائج إيجابية من خلال تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية وفي مجال الاستثمار والمجالات الأخرى بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.
إن العلاقات العمانية البحرينية هي علاقات تتجاوز العلاقات التقليدية حيث إن الروابط الحضارية والتاريخية التي تمت الإشارة لها تعطي زخما كبيرا لسمات حضارية وأخلاقية تميز الشعب العماني والشعب البحريني وهذا السلوك الإيجابي ينطلق من سمات حضارية تضرب بجذورها في التاريخ القديم والحديث، وعلى ضوء ذلك فإن الشعبين الشقيقين يتطلعان إلى مزيد من ترسيخ مصالح البلدين من خلال لقاء القيادتين والزيارات المتواصلة بين مسؤولي البلدين علاوة على ما تقوم به سفارتا البلدين من دفع للعلاقات وترسيخها في كل المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والإعلامية والاجتماعية، كما أن جمعية الصداقة العمانية البحرينية سجلت نشاطات جيدة خلال السنوات الأخيرة وهذا ملمح مهم من خلال العمل المجتمعي الذي يرسخ علاقات المجتمعات وتنشيط الحركة الفنية والتجارية والحضارية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
إن المحادثات المهمة بين جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والوفود سوف تعزز مكانة تلك العلاقة الوثيقة وسوف تدفع بها إلى الأمام من خلال تعزيز آفاق التعاون المشترك في كل المجالات وأيضا التنسيق في كل ما يهم مصالح البلدين الشقيقين، خاصة وأن التاريخ وحضارتي البلدين يعززان أواصر المحبة، ويكرس النموذج العماني البحريني الذي يعَد من النماذج المشرّفة على صعيد العلاقات العربية العربية كما أن وجود سلطنة عمان ومملكة البحرين كأعضاء في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعزز من تلك المنظومة الحيوية والتي حققت انطلاقة لشراكات اقتصادية وتنسيق سياسي وتطور في المجالات المختلفة بين الدول الست في منطقة الخليج العربي. ومن هنا تأتي زيارة الدولة لملك مملكة البحرين الشقيقة لتضفي رونقا وتطورا مهما نحو انطلاقة في مجمل العلاقات العمانية البحرينية وعلى صعيد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
نرحب بضيف جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في بلده الثاني سلطنة عمان، وإلى مزيد من تحقيق التعاون العماني البحريني، بما يعزز مسار تلك العلاقات التاريخية والحضارية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البلدین والشعبین الشقیقین الملک حمد بن عیسى آل خلیفة مملکة البحرین سلطنة عمان على صعید من خلال
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تشارك في اجتماعات لجنة المرأة العربية
شاركت سلطنة عمان ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية عبر تقنية الاتصال المرئي في اجتماع الدورة الـ44 للجنة المرأة العربية بجامعة الدول العربية، الذي ترأسه دولة فلسطين.
وترأست معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار، وزيرة التنمية الاجتماعية، أعمال الاجتماع الذي يهدف إلى متابعة تنفيذ المواثيق والالتزامات الدولية في مجال تمكين المرأة، وتسليط الضوء على جهود سلطنة عمان في هذا المجال.
وقد تم خلال الاجتماع متابعة تنفيذ أجندة تنمية المرأة العربية للفترة 2023-2028، وكذلك أجندة المرأة والأمن والسلام، بالإضافة إلى تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا في المنطقة العربية.
كما تناول الاجتماع التعاون مع الجهات الدولية والإقليمية، وتعزيز الشراكات الثنائية في مجال تمكين المرأة.
وفي كلمتها، تحدثت معالي الوزيرة عن جهود سلطنة عمان في مجال تمكين المرأة، مشيرة إلى إعلان مسقط عاصمة للمرأة العربية لعام 2024 تحت شعار "نحو الإبداع والابتكار".
وقالت: إن سلطنة عمان، خلال ترؤسها الدورة الـ43 للجنة، عملت على تعزيز التكامل المؤسسي لإطلاق وتنفيذ مبادرات وبرامج تسهم في تعزيز دور المرأة في الإبداع والابتكار.
ومن بين هذه المبادرات، تدشين الهوية البصرية والإعلامية لإعلان مسقط عاصمة المرأة العربية، وتنفيذ ملتقى المبدعات العربيات الثالث بالتعاون مع ديوان أهل القلم في لبنان، وتكريم النساء العربيات في مجالي الإبداع والابتكار.
وأضافت معالي الوزيرة: إن سلطنة عمان دشنت أيضًا الفرقة الموسيقية النسائية العسكرية في أغسطس 2024، في خطوة تشجيعية لتمكين المرأة العمانية في المجال العسكري، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية لتطوير الكوادر المتخصصة في مجالي الذكاء الاصطناعي والابتكار، مثل مبادرة "صناع الرؤى"، كما أطلقت جائزة "أنتِ الطاقة" لتكريم الابتكارات التي حققتها المرأة العمانية في قطاع النفط والغاز، مع إبراز دورها في دعم الاستدامة والطاقة النظيفة.
وفي جانب آخر، استضافت سلطنة عمان الاجتماع رفيع المستوى حول التقدم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد ثلاثين عامًا في ديسمبر 2024.
وأكدت معالي الوزيرة على أهمية البيئة المحفزة للإبداع والابتكار في سلطنة عمان، التي حصلت على المرتبة الـ74 عالميًا في مؤشر الابتكار لعام 2024، حيث تقدمت ست مراتب في مدخلات الابتكار.
كما شاركت سلطنة عمان في الاجتماع العربي التحضيري للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة في دورته الـ69، مؤكدة التزامها بمبادئ حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، وحرصها على تحقيق المساواة بين الجنسين، مع استعراض المواضيع ذات الأولوية في أعمال الدورة الـ69 للجنة.