بوابة الوفد:
2025-04-18@22:52:39 GMT

شعوب العصافير الملونة «١»

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

«البقاء للأقوى»، عبارة تتردد منذ بداية الخليقة وحتى الآن مروراً بتطور الأزمنة وتغيير التاريخ، وتفجر أشكال الحروب بجديد أسلحتها وتنوع مسبباتها، ولكن قد لا نمعن التفكير فى كيفية انتهاء هذا الأقوى نهايات بشعة، عندما نقرأ التاريخ نعلم أين ذهب كل طاغية وجبار عتى انتهك العدالة، اعتنق الظلم، دهس الرحمة والحق بلا رحمة فى إستراتيجيته الحياتية، وكيف كانت نهايات هؤلاء الجبابرة إذ أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر وأذل منهم الأعز مهما طالت بهم الحياة ومهما سطروا صفحات التاريخ الدامى بأرواح البشر من ضحايا استبدادهم وطغيانهم.

نقرأ التاريخ وندرك أن من صنعوا أو حاولوا صناعة عالم متوحش دموى لا إنسانى معتمدين على قوتهم وجبروتهم وجيوشهم وأسلحتهم، إنتهى بهم الأمر إلى أن أصبحوا هم أنفسهم ضحية هذا التوحش الذى صنعوه، وجاءت نهايتهم فى أبشع الصور، بالقتل الوحشى، بالإعدام، بالانتحار أو بأمراض بشعة أنهكت قوتهم وأذلت جبروتهم قبل أن تقضى عليهم، ولا يطول الانتقام الإلهى الجبابرة فقط، بل يمتد عقابه سبحانه وتعالى ليطول المحيط المجتمعى الذى أيد هذا الطاغية، وكل من تواطأ معه ولو بالصمت المريب، نعم ينتقم الله من الجبارين وبطانتهم وجنودهم ومن أموالهم ومن مدنهم التى عمروها على حساب خراب واستنزاف شعوب ودول أخرى، وينصف الشعوب المغلوبة على أمرها التى عانت من الظلم والاضطهاد ولو بعد حين، ففى التاريخ الحديث نرى موسولينى الفاشى الدموى الذى استخدم غاز الخردل فى تصفية من صنفهم أعداء مشروعه الفاشى، هتلر زعم أشهر تصفيات عرقية فى التاريخ، هوشى منه الزعيم الفيتنامى الشيوعى الذى قتل ربع مليون من الشعب بزعم أنهم معارضين له، يحيا خان الرئيس الباكستانى الذى أعلن الأحكام العرفية منذ توليه حكم بلده وأعلن حرباً على بنجلاديش وقتل فيها أكثر من ربع مليون شخص، بول بوت الكمبودى زعيم حركة الخمير الحمر الذى أباد أكثر من ٢٥% من شعب كمبوديا لمناهضتهم حركته، ليوبولد الثانى ملك بلجيكا الذى نفذ أبشع سياسات الاستعمار والقمع فى كنغوليا مما أدى لمقتل ١٥ مليون كنغولى، عيدى أمين الذى أباد عشرات الآلاف من الشعب الأوغندى، سوهارتو الرئيس الإندونيسى السابق الذى نفذ مذابح بشعة فى حربه على تيمور الشرقية، كثيرون هم، وجميعهم كانت نهاياتهم بشعة، ولا يزال الكثير من الطغاة على الساحة الأن على رأسهم نتنياهو بكل ما يواصل تنفيذه من حرب الإبادة ضد غزة وكل فلسطين.

الجبار تصنعه البطانة التى حوله، يصنعه خنوع الشعوب واستسلامهم وركوعهم، يصنعه تقاعس العالم واكتفاؤه بالمشاهدة حين يكون الجبار معتدياً على شعب دولة أخرى، وتخدع الدنيا الملوك والزعماء على عروشهم، فتزين لهم القوة والجبروت، توهمهم بالخلود لتتلقفهم الشياطين وتمعن فى تزيين الأمر لهم، خاصة عندما لا يعجل الله بعقابه لهم، فيعتقدون أنهم ملكوا الدنيا وما عليها ولا معاقب لهم، بل منهم بالطبع من ينسى الله أو لا يعتقد حتى فى وجوده حتى مع وجود ثواب وعقاب وجنة ونار. ونتساءل كثيراً لماذا يمهلهم الله ويرجئ عقابه لهم إلى حين، الإجابة منطقية وقد لا يقبلها البعض، بأن الله يمهل الطاغى لأمرين، إما أن يعود عن طغيانه ويعدل ويتوب ويصلح ما أفسده، وإما يزداد طغيانه حتى يعرفه العامة بعد الخاصة ويشهد على ظلمه العالم ليكون العقاب عظيماً، ويقول الله سبحانه وتعالى «وأملى لهم إن كيدى متين» أى يمهلهم ليكون العقاب مروعاً يهوى بهم من قمة عظمتهم وجبروتهم إلى أسفل السافلين فيأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ولا يفلتهم أبداً، ويقول سبحانه: «إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً» وهو عقاب لا يقتصر على الكافرين بل على كل من يطغى ويظلم الناس، وكل من يساند الطاغية أو يسكت عليه ولديه أى قدرة على التصدى له ولو بلسانه وقلبه كأضعف الإيمان.

وللحديث بقية.

 

 [email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد البقاء للأقوى

إقرأ أيضاً:

الاطلاع على الدورات الصيفية في مديريتي شعوب والثورة

 

الثورة نت/..

اطلع عضو مجلس الشورى محمد النصيري، وأمين عام المجلس علي عبد المغني، ووكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية جمال العلوي اليوم، على الدورات الصيفية في مركزي الفردوس وأحفاد بلاد في مديرية شعوب بأمانة العاصمة.

واستمعوا خلال الزيارة التي رافقهم فيها مسؤول التعبئة العامة في حي سعوان طاهر المغربي، ومدير مركز الفردوس إبراهيم المؤيد، ومدير عمليات اللجان بالمديرية عبد العزيز المخلافي، إلى عدد من مشاركات الطلاب عكست المعارف التي اكتسبوها في العلوم الدينية والمواد العلمية والأنشطة الثقافية والرياضية.

وأشار النصيري وعبد المغني إلى أهمية الدورات الصيفية في إعداد جيل متسلح بثقافة القرآن ومحصن من الحرب الناعمة الرامية إلى طمس الهوية الإيمانية ونشر الثقافات المغلوطة التي تستهدف الأجيال الصاعدة.

وأشادا بمستوى المشاركة والإقبال من قبل الطلاب، وبالجهود المبذولة من قبل القائمين عليها في تنمية قدرات النشء والشباب وإكسابهم العلوم والمعارف المستمدة من القرآن الكريم.

وتم خلال الزيارة تكريم الطلاب الفائزين بالمراكز الأولى في الماراثون الذي نظمه مركز أحفاد بلال.

كما اطلع عضو مجلس الشورى وأمين عام المجلس، على سير الأنشطة الصيفية في مركز أجيال القدس في مدرسة الشهيد حميد القديمي بمديرية الثورة.

واستمعا من مدير المركز حميد حاجب، إلى إيضاح حول العلوم والمعارف التي يتلقاها الطلاب في المركز في المجالات الفقهية والشرعية والنحو والصرف.

وأكد النصيري وعبد المغني، اهتمام القيادة بالدورات الصيفية لما لها من أهمية في تنوير النشء والشباب وحمايتهم من الحرب الناعمة التي تستهدف الهوية الايمانية للشعب اليمني.

مقالات مشابهة

  • رحاب الجمل تنضم إلى فريق عمل فيلم "إن غاب القط"
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس للرطانة القادمة
  • كلمات تصنع الوعي… ومسؤولية تصنع التاريخ
  • هل شرع من قبلنا مُلزم لنا؟ .. خالد الجندي يجيب
  • السيد القائد للشعب اليمني: أدعوكم بدعوة الله “انفروا خفافاً وثقالاً” اخرجوا كجزء من جهادكم استجابة لله سبحانه ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم
  • تفقد اختبارات الشهادة الأساسية بمديرية شعوب في أمانة العاصمة
  • تفقد اختبارات الشهادة الأساسية في مديرية شعوب
  • الصيصان الملونة.. خطر يتعرض له اطفالنا في العيد
  • الاطلاع على الدورات الصيفية في مديريتي شعوب والثورة
  • حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (2/2)