ولاية بافاريا تستكشف إمكانيات الاستثمار فى قلب قطاع التكنولوجيا المصرىوزير الاتصالات: تأهيل الشباب مفتاح جذب الاستثمارات التكنولوجية الألمانية

 

فى لقاء استراتيجى يحمل آفاقًا واعدة للتعاون الدولى، استقبل الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفدًا رفيع المستوى من اتحاد الصناعات بولاية بافاريا الألمانية فى مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

الاجتماع، الذى عُقد فى 13 يناير 2025، ركز على تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع تسليط الضوء على جذب الاستثمارات الألمانية وتطوير برامج التعهيد وبناء القدرات الرقمية للشباب المصرى.

 

استثمارات ألمانية تُعيد تشكيل المشهد الرقمى المصري

استعرض الدكتور عمرو طلعت خلال الاجتماع فرص التعاون بين البلدين، مؤكدًا أن العديد من الشركات الألمانية تمتلك مراكز تعهيد متميزة فى مصر تعتمد على الكفاءات المحلية الموهوبة لتصدير الخدمات الرقمية لعملائها حول العالم.

وأشار طلعت إلى تنوع الاستثمارات الألمانية فى مصر، التى تشمل مراكز الاتصال والخدمات الرقمية والتصميم وخدمات القيمة المضافة، موضحًا أن مصر تُولى أهمية خاصة لبناء القدرات البشرية فى مجالات التكنولوجيا الحديثة.

 وقال وزير الاتصالات: «الدولة حريصة على تأهيل الشباب المصرى بأحدث البرامج التدريبية ليصبحوا جاهزين لتلبية احتياجات السوق العالمى، بما فى ذلك السوق الألمانى الذى يعانى من نقص فى الكوادر المتخصصة».

 

بناء القدرات الرقمية: جسر للتعاون المشترك

أشار الدكتور عمرو طلعت إلى خطط الوزارة لتدريب نصف مليون شاب خلال العام المالى الحالى فى مجالات تكنولوجية متنوعة، مثل الأمن السيبرانى والذكاء الاصطناعى، مع توسيع نطاق التدريب ليشمل فئات مهنية جديدة كالأطباء والمحامين والمحاسبين. كما لفت إلى الدور المحورى الذى تلعبه جامعة مصر للمعلوماتية فى تقديم تعليم عالى الجودة فى التخصصات التكنولوجية الحديثة.

ودعا الوزير الشركات الألمانية إلى زيارة مصر للتعرف على الإمكانيات الكبيرة التى يمتلكها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أن مصر تقدم بيئة مواتية للاستثمار مع كوادر مؤهلة متعددة اللغات.

 

الإشادة بالكفاءات المصرية

أثنى الوفد الألمانى على الكفاءات المصرية فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مُشيرًا إلى أن ألمانيا، وخاصة ولاية بافاريا، تعانى من نقص كبير فى الكوادر المؤهلة، حيث يوجد ما يقرب من 500 إلى 600 شركة تكنولوجيا ألمانية تحتاج إلى دعم بشرى، وأكد الوفد أن هذا يمثل فرصة حقيقية للكوادر المصرية لتلبية هذا الطلب المتزايد.

وأوضح الوفد أن اقتصاد ولاية بافاريا يعتمد بشكل كبير على الشركات الصغيرة والمتوسطة، التى تمثل شريكًا مثاليًا للشركات المصرية فى تنفيذ مشروعات مشتركة، كما أشار إلى أن جمعية الصداقة العربية الألمانية تُعد منصة لتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومى والخاص.

اختُتم الاجتماع بتوجيه دعوات متبادلة لتعزيز التعاون، ودعا الوفد الألمانى الدكتور عمرو طلعت إلى زيارة ألمانيا لتنظيم لقاءات تجمع الشركات الصغيرة والمتوسطة من البلدين، كما أعرب عن تطلعه لإقامة شراكات استراتيجية تفتح آفاقًا جديدة للتعاون التكنولوجى والاقتصادى.

 

ولاية بافاريا: قلب الاقتصاد الألماني

ولاية بافاريا، ثانى أغنى ولاية فى ألمانيا، تُعد من أبرز المراكز الصناعية والاقتصادية فى أوروبا، حيث يبلغ ناتجها المحلى أكثر من 700 مليار يورو، زيارة الوفد الألمانى لمصر تأتى استكمالًا لزيارة رئيس وزراء الولاية فى أكتوبر الماضى، والتى شهدت بحث تعزيز التعاون فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى.

تُعد جمعية الصداقة العربية الألمانية، التى تأسست فى عام 2007، جسرًا للتواصل بين العالم العربى وألمانيا، وتسعى الجمعية لتعزيز التعاون فى مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والتعليم، ما يجعلها شريكًا مثاليًا لتطوير مشروعات مشتركة تخدم المصالح المتبادلة.

شارك فى الاجتماع ممثلون بارزون من الجانبين، من بينهم الدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومى للاتصالات، والدكتورة هبة صالح، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، والسفير خالد طه، مستشار الوزير للعلاقات الدولية، ومن الجانب الألمانى، حضر الدكتور أوتو ويوش، رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية، وبرترام بروساردت، الرئيس التنفيذى لاتحاد الصناعات بولاية بافاريا.

التعاون المصري-الألمانى فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يُبشر بمستقبل مشرق يعزز الابتكار الرقمى ويخلق فرص عمل جديدة، مع وجود رؤية مشتركة وإرادة قوية من الجانبين، تبدو الشراكة على أعتاب مرحلة جديدة من الإنجازات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر وألمانيا ولاية بافاريا وزير الاتصالات الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات الدکتور عمرو طلعت ولایة بافاریا فى مجالات

إقرأ أيضاً:

التحول لـ«الرقمنة».. محو الأمية التكنولوجية وتنمية مهارات الأمن السيبراني

تواصل الدولة جهود التحول إلى «الرقمنة»، حيث تعد من أبرز مستهدفات استراتيجية مصر الرقمية، التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما فى ذلك تمكين الشباب من الحصول على فرص عمل متميزة، وتأهيلهم لوظائف المستقبل، خاصةً أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لم يعد مقتصراً على التخصصات التكنولوجية فقط، ولكنه أصبح يتسع لجميع التخصصات وخريجى مختلف الخلفيات الأكاديمية والمهنية.

وبحسب وزارة الاتصالات، فقد تضاعفت أعداد وميزانية التدريب التقنى للوزارة من 4 آلاف متدرب، بميزانية 50 مليون جنيه، خلال العام المالى 2018/ 2019، إلى 400 ألف متدرب، بميزانية 1.7 مليار جنيه، فى عام 2023/ 2024، ومن المستهدف تدريب 500 ألف متدرب، بميزانية تبلغ 2 مليار جنيه، خلال العام المالى 2024/ 2025، حيث يجرى تنفيذ استراتيجية التدريب بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتعاون مع كبرى الشركات التكنولوجية العالمية، بهدف تمكين الشباب من الحصول على فرص للعمل فى مشروعات التحول الرقمى، لخدمة متطلبات السوق المحلى، أو العمل فى أحد مراكز التعهيد لتصدير الخدمات الرقمية، بالإضافة إلى تشجيع الشباب على ريادة الأعمال، وتعزيز قدراتهم التنافسية فى سوق العمل الحر العالمى.

وتستهدف الوزارة التوسع فى البرامج التدريبية التى تستهدف بناء أجيال «مصر الرقمية»، المقدمة بالمجان، لتمكين جميع الفئات العمرية لعصر الرقمنة، بدءاً من الصف الرابع الابتدائى، وصولاً إلى طلاب الجامعات والخريجين من مختلف الخلفيات الأكاديمية، وذلك من خلال تنمية مهاراتهم فى التخصصات الحديثة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل المحلى والعالمى.

وقال المهندس وليد الإنجباوى، المدير التنفيذى لمبادرتى «براعم مصر الرقمية»، و«أشبال مصر الرقمية» بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن البرنامج يشمل تدريب النشء من تلاميذ المدارس من الصف الرابع الابتدائى إلى الصف السادس الابتدائى على ثلاثة مستويات تدريبية، مستوى خاص بكل صف دراسى، فى مجالات مثل البرمجة، والذكاء الاصطناعى، وتطوير الألعاب الرقمية، من خلال مبادرة «براعم مصر الرقمية»، حيث تم تدريب نحو 60 ألف تلميذ وتلميذة منذ العام الماضى 2024، ويجرى تدريب نحو 40 ألف تلميذ وتلميذة من 27 محافظة.

وأضاف «الإنجباوى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن طلاب المدارس من الصف الأول الإعدادى وحتى الصف الثانى الثانوى يجرى تدريبهم على خمسة مستويات تدريبية فى مجالات مثل تطوير صفحات الويب، وعلوم البيانات، والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، والأنظمة المدمجة، والروبوتات، والفنون الرقمية، من خلال مبادرة «أشبال مصر الرقمية»، وقد تم تدريب نحو 48 ألف طالب وطالبة، ويجرى تدريب نحو 46 ألف طالب وطالبة من 27 محافظة.

من جانبه، أكد المهندس محمد دسوقى، المدير التنفيذى لمبادرة «بناة مصر»، أن المبادرة تستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين لإعدادهم للتنافس فى سوق العمل العالمى، فى تخصصات محددة، بالتعاون مع المنصات التعليمية العالمية والجامعات الدولية، لتنمية المهارات فى عدد من التخصصات، تشمل علوم البيانات، والحوسبة السحابية، وتحليل الأعمال، والتسويق، والفنون الرقمية، والأمن السيبرانى، وتطوير وتشغيل البرمجيات والتطبيقات، وذلك من خلال برنامج متكامل يشمل تدريباً عملياً معتمداً من شركات عالمية ومحلية، وبرنامجاً لتنمية المهارات القيادية والإدارية واللغوية.

وأشار الدكتور هشام فاروق، مستشار التطوير التكنولوجى، إلى أن تدريب الطلاب وخريجى الجامعات من مختلف التخصصات فى مجال التقنيات الحديثة، من خلال مبادرة «رواد مصر الرقمية»، بهدف تأهيلهم للالتحاق بوظائف مميزة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنها مجالات الذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، وتحليل الأعمال، والأمن السيبرانى، والفنون الرقمية، كما يتم توفير منح التدريب الصيفى للطلبة، والتدريب المكثف لمدة 4 أشهر، والتدريب الاحترافى لمدة 9 أشهر لشباب الخريجين فى أحدث التخصصات التكنولوجية، ومنها إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعى، وأمن المعلومات، والروبوت، والألعاب الإلكترونية، والتسويق الإلكترونى والتصميم.

وأضاف أنه تم توفير منصة للتعلُّم الرقمى، وهى منصة «مهارة تك»، بهدف إتاحة منح تدريبية مجانية معتمدة لكل الفئات العمرية فى عدد من التخصصات التكنولوجية الدقيقة باللغة العربية؛ ومنها الذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، ولغة البرمجة «بايثون»، بالإضافة إلى البرامج التى تستهدف تنمية مهارات العمل الحر، كذلك تدريب النشء بأعلى معايير الكفاءة والجودة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال مدارس (we) للتكنولوجيا التطبيقية، التى وصل عددها إلى 19 مدرسة فى 19 محافظة، طبقاً لخطة تستهدف إنشاء مدرسة بكل محافظة، حيث توفر المدارس بيئة تعليمية محفزة على الابتكار، من خلال مناهج معتمدة دولياً، وعلى أعلى مستوى فى تخصصى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تدريبات ميدانية، بخلاف برامج تدريبية فى قرى «حياة كريمة» للتثقيف الرقمى ومحو الأمية الرقمية، وتنمية المهارات الرقمية، بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى التمكين الاقتصادى الرقمى لأصحاب الحرف والمشروعات الصغيرة، من خلال تدريبهم على المهارات الرقمية اللازمة لتنمية مشروعاتهم، بالإضافة إلى البرامج التى تستهدف تنمية القدرات الرقمية للعاملين من المتخصصين وغير المتخصصين فى مجال تكنولوجيا المعلومات.

وتعمل وزارة الاتصالات على توفير برنامج تدريب متخصص فى مجال إنشاء وتشغيل وصيانة شبكات الألياف الضوئية، ما يتيح للمتدربين من الشباب فرص عمل متميزة وواعدة فى هذا المجال، فى ضوء توجه الدولة نحو التحول الرقمى، وما يستلزمه من تطوير للبنية التحتية الرقمية، والتوسع فى تدريب الشباب على مهارات العمل كمهنيين مستقلين، لتمكينهم من الحصول على فرص عمل عن بُعد، عبر منصات العمل الحر للشركات، ليس فى مصر فقط، ولكن على المستويين الإقليمى والدولى.

كما يتم توفير مساحات للعمل للمهنيين المستقلين داخل مراكز «إبداع مصر الرقمية» فى مختلف المحافظات، حيث يتم تدريب الشباب على جميع مراحل الإبداع الرقمى، والمهارات التقنية والتسويقية، بالإضافة إلى احتضان الشركات الناشئة، والربط بين الشباب والمستثمرين وكبرى الشركات العالمية والمحلية العاملة فى مجالات دعم الإبداع وريادة الأعمال، عبر البرامج المقدمة من مراكز «إبداع مصر الرقمية» بالمحافظات، التى يتم تنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، لإتاحة التدريب على المهارات الرقمية، وإكساب المتدربين مهارات العمل الحر، بالإضافة إلى رعاية الإبداع التكنولوجى، ويبلغ عدد المراكز حتى الآن 23 مركزاً، ومن المستهدف الوصول إلى 27 مركزاً خلال العام الجارى.

كما يتم توفير تعليم متخصص من خلال «جامعة مصر للمعلوماتية»، التى تعد أول جامعة متخصصة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى أفريقيا، وتضم الجامعة 4 كليات، تشمل علوم الحاسب والمعلومات، والهندسة، وتكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم، وتحرص الجامعة على إقامة شراكات علمية وبحثية مع كبرى الجامعات الدولية المرموقة، ويحصل خريجو الجامعة على شهادة جامعة مصر للمعلوماتية، وشهادة أخرى من الجامعة الدولية الشريكة، بما يؤهلهم للحصول على فرص عمل فى العديد من المجالات.

مقالات مشابهة

  • رئيس «اتصالات النواب»: مبادرة رواد رقميون ركيزة في التحول الرقمي وزيادة فرصة الشباب للمشاركة بالأسواق العالمية (حوار)
  • التحول لـ«الرقمنة».. محو الأمية التكنولوجية وتنمية مهارات الأمن السيبراني
  • الكوادر التكنولوجية.. تأهيل 12 ألف شاب سنويا بتكلفة 3 مليارات جنيه
  • مجموعة stc تحقق إنجازًا عالميًا بتوطين برمجيات الشرائح الإلكترونية
  • شراكة بين «إيدج» و«إندرا» لتعزيز الاتصالات الآمنة
  • وزير الاتصالات يفتتح ورشة عمل حول تكنولوجيا الكم فى جامعة مصر للمعلوماتية
  • «دو» تُبرم شراكة لتمديد نطاق كابل «PEACE» إلى الإمارات
  • «الاتصالات» تطلق فعاليات تقييم جاهزية مصر للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع اليونسكو
  • الاتصالات تطلق فعاليات تقييم جاهزية مصر للذكاء الاصطناعي
  • مصر والأمم المتحدة.. شراكة راسخة لرسم مستقبل حفظ السلام العالمي