مصر تنافس كبار صناع المفروشات والسجاد فى العالم
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تنطلق اليوم بمدينة فرانكفورت الألمانية فعاليات أكبر حدث عالمى فى صناعة المفروشات والوبريات والسجاد وهو معرض هايم تكستايل، الذى يحظى بمشاركة كل بلدان العالم المنتجة للمفروشات والوبريات والسجاد حيث يشارك فى المعرض نحو 3000 شركة من كافة أنحاء العالم ومن بينها مصر صاحبة التاريخ العريق فى إنتاج القطن وصناعة الغزل والنسيج قبل أن تتراجع مكانتها لتحتلها بلدان جنوب شرق آسيا لا سيما باكستان والهند وبنجلاديش، وهذه البلدان تستحوذ على أكبر حصة سوقية من حجم السوق العالمى ولا تقل حصتها عن 60و70% بينما لا تتعدى حصة مصر فى السوق العالمى وللأسف الشديد نحو 2%.
تشارك 20 شركة مصرية منتجة للمفروشات والوبريات والسجاد فى معرض هايم تكستايل وفقا لبيانات المجلس التصديرى للمفروشات والذى بذل جهودا كبيرة لتنظيم اشتراك الشركات المصرية فى هذا المعرض بعد قيام وزارة المالية بالتعاون مع وزارة التجارة والاستثمار بتخفيض المساندة التصديرية للشركات المصدرة، وكذلك خفض نسب المساندة الموجهة للمعارض الخارجية، وبرنامج الشحن الجوى. وتضم قائمة الشركات المصرية «المصرية للألياف» إفكو، ماك، ليو للسجاد، قزمان للغزل والنسيج والصباغة، إيجبشن كوتون هب، الشرقاوى للنسيج الحديث، المصرية الإيطالية للمفروشات والوبريات، كيتوتكس للصناعات النسيجية، نايل لينن جروب، النيل للصناعات النسيجية، الغنام للنسيج للنسيج والوبريات، البيت لصناعة المفروشات، مصر إسبانيا للبطاطين، إيجبت فان يانغ للمنسوجات، زهرة المحلة للنسيج والصباغة، فوطى تكس، قطن مور، العربية لنسيج النوفوتيه والوبريات وكل هذه الشركات برؤوس أموال مصرية خالصة ويعمل بها عشرات الآلاف من العمالة المصرية.
يذكر أنه بالنظر إلى أرقام التصدير سواء فى الغزل والمنسوجات، أو المفروشات والوبريات خلال الأربع سنوات الماضية سنجدها غير مرضية ولا تتناسب على الإطلاق وعراقة وتاريخ مصر فى إنتاج القطن، أو صناعة الغزل والنسيج بشكل عام، فوفقا للإحصائيات الصادرة عن المجلس التصديرى للمفروشات سنجد أن قطاع الغزل والمنسوجات لم ينجح على مدار الأربع سنوات الماضية تخطى رقم المليار ونصف المليار دولار فى التصدى.
يشار إلى أن أقصى رقم حققه القطاع كان عام 2023 حيث بلغت قيمة الصادرات مليارا و123 مليون دولار، وفى عام 2020 بلغت صادرات القطاع نحو 724 مليون دولار فى حين سجلت قيمة الواردات فى نفس العام 2020 نحو 2.9 مليار دولار ليكون هناك فجوة كبيرة جدا بين ما يصدره قطاع الغزل والمنسوجات وبين ما يستورده، والأمر فى صادرات قطاع المفروشات لا يختلف كثيرا عما هو حادث فى قطاع الغزل والمنسوجات حيث لم يستطع قطاع المفروشات تخطى رقم المليار دولار فى التصدير خلال الأربع سنوات الماضية وإن كان قطاع المفروشات يتمتع بميزة تفضليلية عن قطاع الغزل والمنسوجات وهى أن واردته أقل من صادرته.
وكان أكبر رقم للواردات قد تحقق عام 2020 حيث سجلت قيمة واردات المفروشات والوبريات نحو 206 ملايين دولار وهذه الأرقام الضعيفة لا تتحملها الشركات التابعة للقطاع الخاص وحدها بل تتحملها ومعها الحكومة التى لا تساند الشركات التى تحمل على عاتقها التصدير وجلب النقد الأجنبى للبلاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر مدينة فرانكفورت الألمانية
إقرأ أيضاً:
تنافس متسارع وأرباح متراجعة «قراءة في مستقبل الاتصالات العُمانية»
تثير التراجعات التي تسجلها أسهم شركات الاتصالات المدرجة ببورصة مسقط العديد من التساؤلات عن حجم التحديات التي تواجه الشركة العُمانية للاتصالات «عمانتل» والشركة العُمانية القطرية للاتصالات «أوريدو» خلال هذا العام في ظل النمو الذي يحققه قطاع الاتصالات محليًا وعالميًا وانعكاساته المتوقعة على الشركتين.
قبل دخول أوريدو سوق الاتصالات في سلطنة عُمان في عام 2005 تحت العلامة التجارية «النورس» كان القطاع حكرا على عمانتل وكانت أسعار خدمات الاتصالات مرتفعة للغاية، غير أن دخول النورس لقطاع الاتصالات أحدث تحولا جذريا في القطاع، وأدى التنافس بين الشركتين إلى إحداث نقلة نوعية في خدمات الاتصالات المقدمة من الشركتين مع تخفيض الأسعار بالتزامن مع التطور التقني العالمي، وبمرور السنوات ودخول مشغّلين جدد إلى القطاع سواء في مجال الهواتف أو في مجال خدمات الإنترنت شهد القطاع مزيدا من التنافس أدى إلى الضغط على أرباح الشركتين؛ في الوقت الذي يطالب فيه المستهلكون بمزيد من التخفيضات ومزيد من الخدمات المبتكرة وفي الوقت الذي تعمد فيه الشركات الأخرى غير المدرجة ببورصة مسقط إلى تقديم عروضٍ جديدة بشكل دائم.
هذا الواقع انعكس على سهمي الشركتين منذ مطلع العام الماضي، ففي عام 2024 تراجع سهم عمانتل 120 بيسة وأغلق بنهاية ديسمبر على 940 بيسة، وواصل تراجعه خلال العام الجاري لينهي تداولات مارس على 850 بيسة ووفقًا لذلك تراجعت القيمة السوقية للشركة من 705 ملايين ريال عُماني في ديسمبر 2024 إلى 637.5 مليون ريال عُماني بنهاية مارس الماضي مسجلة خسائر عند 67.5 مليون ريال عُماني، وسار سهم أوريدو في الاتجاه نفسه؛ فبعد تراجعه بنسبة 29.2 بالمائة العام الماضي من 325 بيسة إلى 230 بيسة سجّل العام الجاري تراجعًا جديدًا وأغلق بنهاية مارس على 174 بيسة وهبطت القيمة السوقية للشركة بنهاية الشهر الماضي إلى 113.2 مليون ريال عُماني مسجلة خسائر بـ36.4 مليون ريال عُماني عن مستواها في نهاية العام الماضي والبالغ 149.7 مليون ريال عُماني.
عندما نراجع الأداء المالي لعام 2024 نجد أن الشركتين سجلتا زيادة في صافي أرباحهما، فقد ارتفعت الأرباح الصافية على المستوى المحلي لعمانتل إلى 69.4 مليون ريال عُماني مقابل 68.1 مليون ريال عُماني في عام 2023، وارتفعت الأرباح الصافية لشركة أوريدو من 10.7 مليون ريال عُماني إلى 11.8 مليون ريال عُماني، كما سجلت الشركتان في العديد من المؤشرات المالية، غير أن هذه الزيادة لم تنعكس على سهمي الشركتين وهو ما يشير إلى حجم التحديات التي تواجه الشركتين في ظل التنافس الشديد في قطاع الاتصالات ليس من المشغّلين المحليين فقط وإنما أيضا من سوق الاتصالات العالمي.
في التقارير المالية التي قدّمتها عمانتل وأوريدو إلى مساهميهما أكدت الشركتان أن عام 2024 شهد العديد من النجاحات، فعلى سبيل المثال قالت عمانتل: إنها حققت خلال العام الماضي «تقدمًا كبيراً في مسيرة تحولها من شركة اتصالات إلى مجموعة متكاملة لتقديم حلول التكنولوجيا المبتكرة»، مشيرة إلى أنها تلعب دورا محوريا في مسيرة التحول الرقمي بسلطنة عُمان، وتسريع الانتقال نحو اقتصاد قائم على المعرفة، مؤكدة أن استثماراتها في شبكات الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي تُسهم في تحقيق الأهداف الوطنية لتوفير بنية أساسية رقمية عالمية المستوى وخدمات ذكية تلبي احتياجات الاقتصاد الرقمي المتطور، وقالت: إنها «تستثمر بشكل استراتيجي في الحلول السحابية والبنية الأساسية لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات والهيئات الحكومية، كما أنها تقود السوق من خلال مشروع السحابة الوطنية التي تم تطويرها بالشراكة مع شركة هواوي، وتقدم حلولا آمنة وعالية الأداء لإنشاء السحابة السيادية لتصبح المزود الوحيد المعتمد لخدمات السحابة السيادية في سلطنة عُمان».
وعلى المستوى الدولي، قالت عمانتل إن تحالفها مع مجموعة زين «أسهم في تأسيس زين عمانتل الدولية التي تعد من أكبر شركات البيع بالجملة في الشرق الأوسط وذلك بهدف الاستفادة من فرص الأعمال في 8 أسواق بالمنطقة».
واستعرضت عمانتل في تقريرها العديد من خططها وبرامجها وتطلعاتها، مؤكدة أنها «تواصل الاستثمار لترسيخ مكانتها كشركة رائدة في سوق شديد التنافسية»، وقالت إنها: «اتخذت خطوات مهمة لتعزيز قدرات شبكتها الأساسية وحلول الاتصالات والأداء».
من جهتها قالت شركة أوريدو إنها أثبتت خلال عام 2024 قدرتها على الصمود وتحقيق أداء مستقر على الرغم من «زيادة المنافسة والتطور المستمر لمتطلبات الزبائن»، مضيفة: «على الرغم من هذه التحديات، تمكنّا من الحفاظ على حضور قوي في السوق من خلال تركيزنا الاستراتيجي على الاتصال والابتكار والحلول التي تضع الزبائن في المقدمة»، مشيرة في هذا الصدد إلى توسعة نطاق شبكة الجيل الخامس، وتطوير التطبيق الإلكتروني، وإطلاق «مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات والعروض الترويجية والمكافآت»، كما أشارت إلى جهودها في «تمكين الشركات من خلال خدمات قطاع الأعمال وتقنية المعلومات والاتصالات، وإقامة شراكات مع قادة القطاع مثل سيسكو وهواوي وهيكفيجن، لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات بحلول مُدارة وشاشات تفاعلية وحلول أجهزة متقدمة، بالإضافة إلى دورها في مشاريع التحول الرقمي وتقديم حلول اتصالات لعدد من المبادرات الرئيسية للقطاعين الحكومي والخاص مع التركيز على تمكين الابتكار والنمو من خلال إطلاق منصات إنترنت الأشياء للمرافق الذكية والمركبات المتصلة».
وعلى الرغم من هذا الحديث الإيجابي إلا أنه يبدو أن النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الاتصالات عالميا يحتاج إلى خطوات أكبر من قبل الشركتين للمحافظة على ريادتهما للقطاع، ولعله من المهم التركيز على مزيد من التحالفات المحلية والعالمية التي تعزز من إمكانيات الشركتين بما ينعكس إيجابا على أدائهما المالي، وقد لاحظنا أن السنوات الأخيرة شهدت عدم استقرار في الإدارة التنفيذية العليا لشركة أوريدو وفي اعتقادنا أن هذا يؤثر سلبا على خطط تطوير الشركة وتعزيز مكانتها التنافسية في قطاع الاتصالات، كما أن عمانتل التي قامت في عام 2017 بتملّك حصة تصل إلى 21.9 بالمائة في مجموعة زين الكويتية من خلال قروض مصرفية؛ عليها التركيز مستقبلا على الاستفادة بشكل أكبر من هذا التحالف بحيث تنعكس هذه الصفقة إيجابا على عمانتل من حيث زيادة الأرباح الصافية وتنويع إيرادات الشركة وتوسيع نطاق أعمالها وطرح منتجات مبتكرة ليس في السوق المحلية فقط وإنما أيضا في الأسواق التي تتواجد فيها مجموعة زين.
إن التطور التقني الذي يشهده قطاع الاتصالات عالميا يفرض العديد من التحديات على شركات الاتصالات العاملة في سلطنة عُمان سواء المدرجة ببورصة مسقط أو غير المدرجة في البورصة، وتشير التقارير إلى أن التطور المستمر في الذكاء الاصطناعي، وتوسعة شبكات الجيل الخامس، والاستعداد للجيل السادس، وتحديات الأمن السيبراني وحماية البيانات، وموثوقية شبكات الإنترنت المحلية، وتقديم خدمات تجوال عالمية بأسعار تنافسية تعد من أبرز التحديات التي تواجه شركات الاتصالات خلال العام الجاري، ولهذا فإن نجاح شركات الاتصالات خلال عام 2025 يعتمد كثيرا على قدرتها على المواءمة بين تحقيق تطلعات الزبائن والمساهمين من جهة والتحكم من جهة أخرى في التكلفة، كما أن نجاح الشركات يعتمد كثيرا على قدرتها على استقطاب المزيد من الزبائن، وتنويع استثماراتها، والدخول في شراكات محلية وعالمية، وتوسيع تغطية شبكات الاتصالات، وتطوير مهارات الموظفين في مجال التقنيات المتقدمة، والعمل على فهم تطلعات الزبائن. هذه العوامل تعتبر مهمة وحاسمة ومن شأنها تعزيز قدرات الشركات وتمكينها من المنافسة في عالم الاتصالات الذي يفاجئنا بتقنيات جديدة كل يوم.
محمد بن أحمد الشيزاوي كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية