قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن إسرائيل مطالبة الآن بالتصرف بحكمة دبلوماسيا وعسكريا وعدم ترك الفرصة اللبنانية تفلت منها. وأضافت أنه على إسرائيل أن تجعل وقف إطلاق النار مع لبنان دائم الوجود.

وذكرت أن انتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيسا للبنان يشكل حدثا مهما بالنسبة للبنان وتطورا جيوسياسياً إيجابيا بالنسبة لإسرائيل، وهو يسلط الضوء على الحاجة إلى تحويل وقف إطلاق النار على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى ترتيب دائم.

 

وأفادت بأنه أصبح للبنان الآن زعيم بعد أكثر من عامين من المحاولات الفاشلة لانتخاب رئيس، مشيرة إلى أن عون يحظى بدعم الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا في المقام الأول وهو ينتمي إلى المؤسسة العسكرية المسؤولة عن الحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وهذه أخبار واعدة ولكن تحقيق إمكاناتها يعتمد أيضا على تصرفات إسرائيل.

وأشارت إلى أنه في العام الماضي وجهت إسرائيل ضربات عنيفة إلى حزب الله في لبنان، موضحة أن استخدام إسرائيل للقوة خلال خريف وصيف عام 2024 كانت سببا في دفع الجماعة إلى الموافقة في نوفمبر على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، والتخلي عن التزامها بمواصلة القتال طالما استمرت إسرائيل في قتال حماس في غزة.

كما مهد إضعاف حزب الله الطريق أمام الحملة الناجحة التي شنتها المعارضة السورية للإطاحة بنظام الأسد في دمشق، حليف حزب الله وإيران.

وبينت الصحيفة أن وقف إطلاق النار مع حزب الله هو أحد الإنجازات الدبلوماسية القليلة التي تمكنت إسرائيل من تأمينها منذ هجوم 7 تشرين الثاني الذي نفذته حماس.

وفي السياق، تقول "جيروزاليم بوست" إن مصلحة إسرائيل يجب أن تتمثل في جعل هذا الهدوء المؤقت في القتال دائم الحضور واغتنام الفرص التي يقدمها إضعاف حزب الله داخل السياسة الداخلية اللبنانية وإعادة تشكيل العلاقات الإسرائيلية اللبنانية تدريجيا. 

شكوك حول المستقبل
ويتابع المصدر ذاته قائلا: "لكن مع اقتراب فترة وقف إطلاق النار التي استمرت ستين يوما من نهايتها، تتزايد الشكوك حول التزام إسرائيل بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها وإنهاء القتال على الجبهة الشمالية".

وأوضح أنه ولتحقيق هذه الغاية، يتعين على إسرائيل أن تتصرف بحكمة على الجبهتين العسكرية والدبلوماسية على النحو الأمثل لخدمة أهدافها الاستراتيجية الطويلة الأجل.

ويرى معارضو حزب الله في لبنان أن هذه فرصة لتغيير ميزان القوى، وقد عملوا بنجاح على انتخاب رئيس جديد منذ بدء وقف إطلاق النار، ويرون في ذلك فرصة لإنشاء قيادة جديدة في لبنان تعارض حزب الله وتتحالف مع الغرب والدول العربية المعتدلة. 

وعلى الرغم من قوتها العسكرية، فإن نفوذ إسرائيل على السياسة الداخلية في لبنان محدود، وينبغي لها أن تتجنب الإجراءات التي تصورها وكأنها تحاول إملاء العمليات أو تعيين القادة هناك تماما كما فعلت في ثمانينيات القرن العشرين.

ومع ذلك، فإن تصرفات إسرائيل تخلق سياقا يؤثر على التطورات الداخلية في لبنان.

وذكر المصدر في السياق أنه يتعين على إسرائيل أن تتعلم من تجربة حرب لبنان الأولى عام 1982، خاصة وأن إنجازاتها العسكرية السريعة آنذاك تآكلت تدريجيا عندما واجهت الوضع الداخلي المعقد في لبنان. 

ويؤكد أنه يتعين على إسرائيل الآن أن تتجنب إلحاق الأذى أو تعطيل العمليات الداخلية في لبنان، وأن تعرب عن التزامها بتنفيذ وقف إطلاق النار بما في ذلك انسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي من جنوب لبنان، وأن تعلن عن رغبتها في السلام في المستقبل مع الدولة اللبنانية، وأن تستثمر دبلوماسيا في توسيع التنسيق وقنوات الاتصال مع لبنان بمساعدة الجهات الفاعلة الدولية مثل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج، وهذا أكثر أهمية في ضوء التغيرات الدراماتيكية التي تحدث في سوريا والتي من المرجح أن تشكل مستقبل المنطقة في السنوات المقبلة.

وفي ختام المقال شددت الصحيفة على أن "الاستخدام المفرط والمطول للقوة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان من شأنه أن يؤدي إلى انهيار وشيك لوقف إطلاق النار، وتأخير عودة سكان الشمال إلى منازلهم، وإلحاق المزيد من الأذى بجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وتعزيز قوة حزب الله، وزيادة العداء تجاه إسرائيل بين العناصر المعتدلة في لبنان، ومحو الإنجازات العسكرية المثيرة للإعجاب التي حققتها إسرائيل". (روسيا اليوم)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار على إسرائیل فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

في 5 مواقع .. إسرائيل تبقي على وجودها العسكري في جنوب لبنان

أعلن مسؤول إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية ستظل متمركزة في خمسة مواقع إستراتيجية جنوب لبنان، قرب الحدود، رغم انتهاء المهلة المحددة لانسحابها وفق اتفاق وقف إطلاق النار.  

ورفضت الحكومة اللبنانية أي تمديد إضافي للوجود العسكري الإسرائيلي، مؤكدة ضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى المواجهات مع حزب الله.  

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني، يوم الإثنين، إن المواقع الخمسة داخل الأراضي اللبنانية ستستخدم كمراكز مراقبة، مشيرًا إلى أنها تقع مقابل تجمعات سكانية إسرائيلية في الشمال، حيث لا يزال هناك نحو 60 ألف نازح.  

وأوضح أن هذا الإجراء مؤقت، وتمت الموافقة عليه من قبل اللجنة المشرفة على تنفيذ الهدنة بقيادة الولايات المتحدة، والتي سبق أن مددت وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع إضافية.  

وأكد شوشاني أن إسرائيل ملتزمة بتنفيذ الانسحاب "بشكل تدريجي وبطريقة تحفظ أمن مواطنيها".  

في وقت متأخر من مساء الإثنين، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي بدأ انسحابه من جنوب لبنان، مع الإبقاء على وجوده في خمسة مواقع فقط.  

في المقابل، أكدت وسائل إعلام لبنانية أن الجيش اللبناني دخل بلدتي ميس الجبل وبليدا، وأرسل آلياته العسكرية باتجاه مارون الراس ويارون بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من تلك المناطق.  

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، يوم الإثنين، ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، محذرًا من أن "لا يمكن الوثوق بالعدو الإسرائيلي".  

وأضاف أن المسؤولين اللبنانيين يواصلون العمل دبلوماسيًا لضمان انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.  

من جانبه، شدد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم على أنه "لا يمكن قبول أي أعذار لتأخير الانسحاب بعد الموعد المقرر الثلاثاء"، مؤكدًا أن الحزب يراقب التطورات عن كثب.  

يأتي هذا التطور في ظل حالة من التوتر الحذر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وسط مخاوف من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى انهيار وقف إطلاق النار وإعادة اندلاع المواجهات.
 

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي: الانسحاب الجزئي من لبنان "تحذير" لحزب الله وحماس
  • فرنسا ترفض "مواقع إسرائيل الخمسة" في لبنان
  • إسرائيل تركتب خطأ فادحاً في لبنان... تقرير يكشف التفاصيل
  • إسرائيل تعلن بدأ المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • وزير إسرائيليّ يتّهم دولة جديدة بدعم حزب الله.. ماذا قال أيضاً عن الإنسحاب من لبنان؟
  • الجيش اللبناني يدخل إلى بلدة العدسة.. ومسئول إسرائيلي: انتصار لحزب الله
  • انتهت مهلة الانسحاب.. هل تعود إسرائيل لحربها ضد جنوب لبنان؟
  • في 5 مواقع .. إسرائيل تبقي على وجودها العسكري في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن البقاء في 5 مواقع إستراتيجية جنوبي لبنان
  • الجيش الإسرائيلي: حزب الله أطلق 5 مسيرات تجاه إسرائيل منذ وقف إطلاق النار