يرى تقرير -نشره "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات"- أن الاحتجاجات التي تشهدها منغوليا حاليا قد تكون محاولة أميركية لضرب المصالح الصينية والروسية في البلاد، وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال الكاتب فلاديمير ماليشيف في تقريره إن العاصمة أولان باتور شهدت احتجاجات جماهيرية بتنظيم حزب "تحالف الحرية" لمطالبة الحكومة بالاستقالة بسبب فشلها في حل مشاكل التلوث والضرائب والفقر والبطالة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: محور ترامب وماسك تهديد جديد للديمقراطيات وتحالفات الغربlist 2 of 2تايمز: رصد مسيّرات فوق قواعد جوية ألمانية يثير مخاوف من روسياend of list

وذكر أن الحكومة الائتلافية تضم أكبر حزبين في منغوليا وهما "الحزب الشعبي المنغولي" و"الاتحاد الديمقراطي" بالإضافة إلى حزب العمل.

واعتبر الكاتب أن الخطة الأميركية تقوم على تقسيم النخبة المنغولية، ومن ذلك تقسيم "الاتحاد الديمقراطي" الذي يعد ثاني أكبر حزب في البلاد إلى معسكرين: أحدهما موال لروسيا، ويقوده الرئيس السابق خالتاما باتولغا، والآخر موال للولايات المتحدة، بقيادة الرئيس السابق تساخياجين البجدورج.

وأشار أيضا لقول أليكسي تسيدينوف رئيس جمهورية بورياتيا عام 2023 إن "الولايات المتحدة تحاول تنفيذ انقلاب في منغوليا وفق السيناريو الأوكراني".

ثورة ملونة

ووفق الكاتب، هناك أطراف في الصين تعتقد أن الولايات المتحدة تعمل على تنفيذ "ثورة ملونة" بهدف صعود رئيس جديد موالٍ لها إلى سدة الحكم.

إعلان

وأشار إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي شهدتها البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد اختفاء إيرادات قدرها 1.8 مليار دولار من بيع 6.5 ملايين طن من الفحم المنغولي إلى الصين.

وأكد الكاتب أن عددا من المراقبين رجحوا حينها أن تكون الاحتجاجات مدبّرة من قوى خارجية، لا سيما في ظل سعي الولايات المتحدة إلى إيجاد طرق لاحتواء النفوذ الصيني والروسي بالمنطقة وإمكانية أن تتحول منغوليا إلى نقطة ارتكاز جديدة في تنفيذ هذه الإستراتيجية.

وفي هذا الإطار، جاءت جهود الولايات المتحدة للتأثير على أولان باتور من خلال توقيع عدة اتفاقيات ثنائية تتعلق بالأمن وإقامة "شراكة شاملة" بين البلدين في السنوات الأخيرة، وفق التقرير.

وحسب الكاتب، عبر حزب "تحالف الحرية" في المظاهرات الحالية عن استيائه من عدم إحراز الحكومة والبرلمان أي تقدم في حل المشاكل المتعلقة بالضرائب والرواتب، وأكد أنه لن يعقد اتفاقات أو حوارات مع الحكومة وستستمر "الاحتجاجات حتى تحقيق الهدف".

ولكنه لفت إلى أن الاقتصاد المنغولي -وفقا للبيانات الرسمية التي تقدمها الحكومة- يشهد تطورا إيجابيا، إذ سجل عام 2024 نموا بنسبة 5%، وبلغت الاحتياطيات النقدية 5.1 مليارات دولار، وتحسن التصنيف الائتماني للبلاد على المستوى الدولي.

كما رفعت الحكومة جميع أنواع المعاشات التي يقدمها صندوق التأمين الاجتماعي كل سنة ابتداء من 2018 وحتى 2023 بما يتماشى مع تغير تكاليف المعيشة، وأصبح الحد الأدنى للمعاش التقاعدي والمعاش العسكري حوالي 190 دولارا أميركيا.

ويثير ذلك -حسب الكاتب- شكوك جهات من أن الاحتجاجات في منغوليا مدبر لها من أطراف خارجية.

النفوذ الصيني والروسي

وأوضح الكاتب أن الصين شريك تجاري رئيسي لمنغوليا في الوقت الحالي. ووفقا لبيان الهيئة الوطنية للإحصاء في منغوليا، بلغ حجم التجارة الثنائية مع الصين -من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول- 13 مليار دولار، وهو ما يمثل 72.3% من إجمالي حجم التجارة الخارجية.

إعلان

واعتبر أن العلاقات بين منغوليا وروسيا تتطور بشكل إيجابي، ففي عام 2022، أكد ديمتري فولفاتش نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي أن حجم التبادل التجاري المشترك بلغ 2.6 مليار دولار، وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة أولان باتور في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

وأكد الرئيس المنغولي أوخنانغين خورلسوخ -في الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى بكين- أن منغوليا "جسر" بين الصين وروسيا، معربا عن أمله في تطوير العلاقات مع بكين في مجالات الطاقة وغيرها، حسب موقع "سوهو" الإخباري الصيني.

مؤثرات أميركية

يرى الكاتب أن الولايات المتحدة تحاول جاهدة أن تحد من التقارب المنغولي مع روسيا والصين، وضمن هذه الجهود وقعت الحكومة المنغولية اتفاقية تعاون مع الناتو عام 2012، وقد حصلت أولان باتور بموجبها على صفة "شريك".

ونقل عن فلاديمير غرايفورونسكي رئيس قسم منغوليا في معهد دراسات الشرق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم قوله إن واشنطن تسعى من خلال تعزيز العلاقات مع أولان باتور لاحتواء النفوذ الصيني هناك، مضيفا أن الولايات المتحدة تعتبر منغوليا قاعدة لمراقبة الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى.

وحسب الكاتب، فإن عددا من الخبراء العسكريين يعتقدون أن أولان باتور سلّمت منظومتها الأمنية إلى واشنطن، مما منح الأخيرة الفرصة لممارسة أنشطة عسكرية وبيولوجية في هذه البلاد.

وباتت وزارة الدفاع الأميركية تسيطر على البنية التحتية التي أنشأها الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك المنشآت المخبرية، ويؤكد إيغور نيكولين عالم الأحياء الدقيقة -والعضو السابق بلجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية والكيميائية- أن جميع هذه المختبرات موجهة بالأساس ضد روسيا والصين وإيران.

وحسب صحيفة "بوليتيكو" يمكن أن تقلص الإمدادات من منغوليا من درجة اعتماد الولايات المتحدة على الموارد المعدنية القادمة من الصين، بعد أن فرضت الأخيرة قيودا على تصدير عناصرها الأرضية النادرة إلى واشنطن.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة أولان باتور فی منغولیا الکاتب أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يخاطر بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة مارقة

"أعتقد أن الرئيس المنتخب يمزح قليلاً"، هكذا علّق السفير الكندي في واشنطن على اقتراح دونالد ترامب الأول بأن تصبح كندا الولاية الـ51 للولايات المتحدة.

هذه "المزحة" المهددة، يقول الكاتب جدعون ريتشمان، هي إحدى وسائل ترامب المفضلة للتواصل. ولكن الرئيس المقبل تحدث مطولاً عن طموحه في ضم كندا إلى الولايات المتحدة، لدرجة أن السياسيين الكنديين بدأوا يأخذون هذه الطموحات على محمل الجد ويرفضونها علناً.
هل هي مزحة؟

ويشير ريتشمان في مقاله بصحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن الكنديين يشعرون ببعض العزاء في أن ترامب استبعد غزو بلادهم، مهدداً بدلاً من ذلك باستخدام “القوة الاقتصادية”. ومع ذلك، رفض ترامب استبعاد استخدام القوة العسكرية لتحقيق طموحاته بـ"استعادة" قناة بنما والسيطرة على غرينلاند، التي تُعد منطقة تتمتع بالحكم الذاتي وتتبع الدنمارك.
ويتساءل الكاتب: "هل هي مزحة أخرى خفيفة الظل؟ المستشارة الألمانية ووزير الخارجية الفرنسي اعتبروا تهديدات ترامب جادة بما يكفي لتحذيره من أن غرينلاند مشمولة ببند الدفاع المشترك في الاتحاد الأوروبي. بمعنى آخر، قد يجد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نفسيهما، نظرياً، في حالة حرب بسبب غرينلاند".
أنصار ترامب والمتحمسون له يعاملون الموضوع كأنه نكتة ضخمة. فقد أعلنت صحيفة "نيويورك بوست" عن "مبدأ دونرو" الجديد، على غرار "مبدأ مونرو" في القرن التاسع عشر، مع إعادة تسمية غرينلاند بـ"أرضنا". وعلّق عضو الكونغرس الجمهوري براندون غيل مازحاً بأن الكنديين، والبنميين، وسكان غرينلاند يجب أن يشعروا بـ"الشرف" لفكرة أن يصبحوا أمريكيين.

Trump risks turning the US into a rogue state - Gideon Rachman https://t.co/6pM9hGpeu0

— FT Opinion (@ftopinion) January 13, 2025

لكن حقوق الدول الصغيرة ليست مزحة، بحسب الكاتب، فالاستيلاء القسري أو القهري على دولة من قبل جارة أكبر هو إنذار خطير في السياسة العالمية. فهو علامة على أن دولة مارقة باتت تتحرك. لهذا السبب أدرك التحالف الغربي أهمية دعم مقاومة أوكرانيا ضد روسيا. ولهذا أيضاً نظّم التحالف الدولي حملة لإخراج العراق من الكويت في أوائل التسعينيات.

حرب عالمية

كما يضيف الكاتب أن الهجمات على الدول الصغيرة كانت السبب وراء اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية. ففي عام 1914، عندما كان مجلس الوزراء البريطاني يتصارع حول ما إذا كان سيخوض حرباً مع ألمانيا، كتب ديفيد لويد جورج، الذي أصبح لاحقاً رئيس الوزراء، لزوجته: "لقد ناضلت من أجل السلام… لكنني وصلت إلى قناعة بأنه إذا تعرضت بلجيكا، الدولة الصغيرة، لهجوم من ألمانيا، فكل تقاليدي ستدفعني لدعم الحرب".
بريطانيا وفرنسا رفضتا بشكل مخزٍ حماية تشيكوسلوفاكيا من ألمانيا النازية في عام 1938. لكن خلال عام واحد فقط، أدركتا خطأهما وقدمتا ضماناً أمنياً لبولندا، الجارة الصغيرة التالية في قائمة ألمانيا. وكانت غزو بولندا الشرارة التي أشعلت الحرب.
أنصار ترامب يرفضون بغضب أي مقارنة بين خطابه وخطابات المعتدين من الماضي أو الحاضر. ويزعمون أن مطالبه تهدف فعلياً إلى تعزيز العالم الحر في مواجهة الصين الاستبدادية وربما روسيا أيضاً. وقد برر ترامب طموحاته التوسعية في كندا وغرينلاند وبنما بدواعي الأمن القومي.

هناك أيضاً من يجادل بأن تصريحات ترامب ليست سوى تكتيك تفاوضي. يقول مؤيدوه إنه يمارس ضغطاً على الدول الحليفة للقيام بما هو ضروري لصالح التحالف الغربي. علاوة على ذلك، يزعمون أن العديد من سكان غرينلاند الذين يبلغ عددهم 55 ألف نسمة يسعون إلى الاستقلال عن الدنمارك. وكذلك، أليس الكنديون قد تعبوا من النخب "المستيقظة" غير الكفؤة التي تدير بلادهم؟ يتساءل ريتشمان.

حجج ضعيفة

لكن هذه الحجج ضعيفة، مضيفا "من المشروع أن يحاول ترامب إقناع سكان غرينلاند بأنهم قد يكونون أفضل حالاً كأمريكيين. ولكن تهديده باستخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية هو أمر مشين. كما أن ادعاءاته بأن العديد من الكنديين يرغبون في الانضمام إلى الولايات المتحدة هي أوهام. فقد رفض 82% من الكنديين هذه الفكرة في استطلاع رأي حديث".
أما من منظور الاستراتيجية الكبرى، فإن تهديدات ترامب لغرينلاند وبنما وكندا هي هدية مطلقة لروسيا والصين. فإذا كان ترامب يمكنه الادعاء بأن السيطرة على غرينلاند أو قناة بنما ضرورة استراتيجية للولايات المتحدة، فلماذا يُعتبر من غير الشرعي أن يدعي بوتين أن السيطرة على أوكرانيا ضرورية لروسيا؟

Ontario Premier Doug Ford gave Donald Trump a "counteroffer" as the President-elect repeatedly calls Canada the "51st state" of America. "How about if we buy Alaska? And we'll throw in Minnesota." pic.twitter.com/uiMH5MlV25

— Newsweek (@Newsweek) January 7, 2025

يقول الكاتب: "لطالما حلمت روسيا والصين بتفكيك التحالف الغربي. وها هو ترامب يؤدي هذه المهمة نيابةً عنهما. فمنذ أسابيع قليلة فقط، كان من المستحيل أن يتصور الكرملين أن أكبر مجلة إخبارية في كندا ستصدر تقريراً بعنوان "لماذا لا تستطيع أمريكا غزو كندا". كما أن فكرة لجوء قادة أوروبيين إلى بند الدفاع المشترك في الاتحاد الأوروبي ضد الولايات المتحدة، وليس روسيا، كانت تبدو خيالاً. لكنها أصبحت اليوم حقيقة".

واختتم ريتشمان بالقول: "حتى لو لم ينفذ ترامب تهديداته أبداً، فقد ألحق بالفعل ضرراً هائلاً بمكانة أمريكا العالمية وبنظام تحالفاتها. وهو لم يتولَ منصبه بعد. وقد يبدو من غير المرجح أن يأمر ترامب بغزو غرينلاند. (تماماً كما كان من غير المرجح أن يحاول الانقلاب على نتائج الانتخابات). ومن المستبعد أكثر أن يتم إخضاع كندا للتخلي عن استقلالها. ولكن حقيقة أن الرئيس المقبل يمزق الأعراف الدولية هي كارثة بحد ذاتها. أي استهزاء بـ"مزاح" ترامب هو أمر في غير محله. ما نشهده الآن هو مأساة، وليس كوميديا".

مقالات مشابهة

  • مصالح ماسك في الصين تتضارب مع خطط ترامب في مواجهة بكين
  • الصين تناقش بيع تيك توك في الولايات المتحدة لإيلون ماسك
  • صقيع.. برودة شديدة وأمطار غزيرة وثلوج في هذه الولايات
  • بايدن: الصين لن تتفوق اقتصاديا على الولايات المتحدة.. وواشنطن ستقود تطور الاقتصاد العالمي
  • الصين تعارض قيود الولايات المتحدة على صادرات الذكاء الاصطناعي
  • بايدن: الصين لن تكون قادرة على تجاوز الولايات المتحدة اقتصاديًا
  • أكسيوس عن مصادر: الولايات المتحدة والوسطاء ينتظرون رد حماس على مسودة الاتفاق
  • ترامب يخاطر بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة مارقة
  • الثلوج تحاصر هذه الولايات.. طرقات مغلقة وصعوبة في السير