متابعة بتجــرد: ستغني الفنانة الأميركية كاري أندروود، يوم الإثنين 20 كانون الثاني (يناير)، في حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سيؤدي فيه اليمين الدستورية كرئيس جديد للولايات المتحدة، حسبما أكّد متحدث باسم لجنة التنصيب الرئاسية، أمس الإثنين، لموقع “بيبول”.

وبعدما تحفّظت على آرائها السياسية سنوات، قالت الحائزة على جائزة “أميركان أيدول” في بيان لمجلة “بيبول”: “أحبّ بلدنا، ويشرّفني أن يُطلب مني الغناء في حفل التنصيب وأن أكون جزءاً صغيراً من هذا الحدث التاريخي.

أشعر بالتواضع لتلبية هذا النداء في وقت يجب أن نجتمع فيه جميعاً بروح الوحدة والتطلّع إلى المستقبل”.

وفي مقابلة سابقة أجرتها معها صحيفة “ذا غارديان” عام 2019، قالت أندروود إنها تشعر بأن “المزيد من الناس يحاولون تحديد مكاني السياسي”.

وأضافت في ذلك الوقت: “أحاول أن أبقى بعيدة عن السياسة إن أمكن، على الأقلّ في العلن، لأنه لا أحد يربح. هذا جنون. يحاول الجميع تلخيص كلّ شيء ووضع قوس على كل شيء، وكأنه أبيض وأسود. والأمر ليس كذلك”.

ويعتقد البعض أن أغنيتها “الرصاصة” لعام 2018 كانت بمثابة تصريح سياسي: “يمكنك إلقاء اللوم على الكراهية أو إلقاء اللوم على الأسلحة، لكن ليس من المفترض أن تدفن الأمهات أبناءهن”. وفق ما تقول في المقطع الأول من الأغنية: “تركت ثقباً في قلبها ولم ينتهِ الأمر بعد، الرصاصة لا تزال مستمرّة”.

main 2025-01-14Bitajarod

المصدر: بتجرد

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (1)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

صوتي يصدح، يصرخ، يسرح في أكبر مسرح عرفه شارعنا، وبلدتنا، علم الجميع أنني أغني، وغنائي هذا تصحبه خطوات سريعة في الرقص، أغني كل أغاني الماضي والحاضر الجميل، وأغني لأفراح الآخرين مع عمتي ماتيلدا، لنا طرق كثيرة في الرقص، والغناء. إنه الفرح والسرح، الرقص المتواصل الذي لا يتوقف، لكن إن سألتموني كيف نبدأ بالفرح سأخبركم، إنني لا أتذكر جيدًا إلا ما نحضره قبل كل حفلة.

غرفة تبديل الملابس التي تخص مسرح الشارع المنير للغاية، تناولني عمتي بضع ملابس.

ماتيلدا: غيِّري يا فتاة، رائحتك كروائح رجال المنجم.

جوليتا: بل هو رائحة التبغ الذي تدخنينه يا عمة.

ماتيلدا: لستِ نجمة بعد، حتى تكوني سليطة اللسان. 

اذهبي وغيِّري!

لها دومًا أمور غريبة في إقناعي، أن أكون نجمة، رُبما الإهانة أكثر شيء يجعل من الإنسان يرغب في أن يسطع ويلمع، ويرفع نفسه الظمآنة للغنى بدل الفقر المُدقع.

إنه يُقرِف يُقزِّز الآخرين، فَقرُنا الذي نغني بعيدًا عنه، في أحياء أرقى في البلدة العريضة.. هكذا تقول عمتي أن الشهرة ليست صعبة في هذا المكان.

أحمر الشفاة، وصوت جميل، وشعر مستعار يناسب عمتي ووجهها المُجعَّد، وقلبها المرهق من الحياة، لكنها تخبرننا أن قلبها شاب وأنها جاهزة للوقوع في الغرام إن وجدت رجلًا أفضل لأن الحياة تأتي بالأفضل كل يوم، والأمس ليس مثل اليوم.

وهكذا خرجت أنا وشعري منسدل، وقلبي يخفق، وأنا اقترب من الميكرفون، وأردد كلماتٍ حلوة للسامعين، المخمورين الذين أشعرهم اللحن بالخدر، ووقعوا في غرامات متعددة لعالمنا الحي، الحي بالشعور الحقيقي، إنهم مُزيَّفون، بأغلفة عديدة تُغلِّف جُبنهم، وتُخفي وجدهم للعيش، بينما نحن نكون نحن، ولا ندّعي، ولا نرتوي إلّا من هذا اللحن.

الذي نغني به، ونشعر به، تقول عمتي.

ماتيلدا: فليحيا التوباكو، ومن اخترعه، بعد النبيذ طبعًا.

إن هذا التوباكو هو الإلهام بعينه.

تُردِّد عمتي هذا بعد أن ينتهي المساء، ويبدأ ليل الجرد والعد، فتعُد المبالغ التي جاءت في جيوب زوار المسرح الصغير.

جوليتا: كم يا عمتي؟

ماتيلدا: انتظري. ما زلت أعُد.

إنها تعُد ألف مرة، تخشى من الفئران أن تدخل فستانها وتتسلق إلى فمها وهي تُقبِّل الدولارات، والعملة المحلية، وتُقبِّل يديها وتشعر بالبركة لأول مرة.

جوليتا: ما هي البركة يا عمة؟

ماتيلدا: إنك البركة وصوتك يا ابنة أخي.

إنك تتمايلين، وتُحدثين العجب.

والشغب في قلوب الرجال.

تمايلي يا ابنة أخي، لنجني المال.

 

جوليتا: حقًا يا عمتي، ولماذا هنالك مغنيات أفضل مني؟

ماتيلدا: إنك نجمة يا جوليتا.

نجمة حقيقية دون غبار كَوْني حولك يا صغيرتي.

انظري للغُنج الذي تعيشينه كشابة.

انظري لهذا الشباب الذي يختبأ داخل جذعك.

جوليتا: يأتي النهار، ونسمع أمورًا كثيرة ليس لها علاقة بنا، هنالك شخص انتقل لمنطقتنا، هنالك شخص خرج من دائرة العائلة، وهناك من سافر هاجر وتركنا، كلها أخبار مُتناقَلة، مُتبادَلة بين الأفواه والشفاه الحلوة الرطبة الراغبة في تقبيل الحياة من جديد، والرقص والغناء.

كنت أفكر صباح اليوم هل سأكون نجمة مشهورة؟ أم سأكون إنسانة مغمورة داخل منجم آيل للسقوط، أو سأخرج كقطعة ذهب تود أن تلمع جيدًا، جيدًا أمام الجمهور الذي يرغب أن يدفع لفَنِنا، ويغرقنا بالنقود أنا وعمتي، ويصنع لنا غمامة من المال تغشي على أحلامنا القديمة، وستكون لنا أحلامٌ جديدة تناسب مسرحًا أكبر، وقطع ملابس أجمل، وقلوب راغبة في أن تنبض نبضًا حقيقيًا ليس إلّا.

مقالات مشابهة

  • لا يُخيفني.. الملاكمة الجزائرية إيمان خليف‌‎ ترد على انتقادات ترامب
  • مكالمة «بوتين وترامب» تتصدّر عناوين «الصحف الغربية».. ماذا قالت عنها؟
  • الحب في زمن التوباكو (1)
  • ماذا قالت الصحافة الغربية عن نتائج مكالمة بوتين وترامب المطولة؟
  • تنصيب ترامب يمهد الطريق لغوغل للاستحواذ على ويز الإسرائيلية
  • تنصيب قضاة جدد بإبتدائية العيون
  • صحافة عالمية: الحصار الإسرائيلي يقوض وقف إطلاق النار في غزة
  • صحف عالمية: قرارات ترامب العسكرية تثير مخاوف من تصعيد إقليمي والحوثيون يتحدونه
  • "العزاوي": المنطقة تتجه نحو تحولات نوعية كبيرة مع تنامي العنف والاضطراب السياسي
  • والتز: سياسة بايدن تجاه أوكرانيا كادت أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة