فى ظل الاحتفاء بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم نحاول دائمًا أن نستعيد ذكرى العصر الذهبى للغناء فى مصر والعالم العربى على ضفاف حنجرة كوكب الشرق.
فى هذا التقرير نستعرض آخر حفلات كوكب الشرق التى أقيمت مساء الخميس 3 يناير 1973، على مسرح سينما قصر النيل بالقاهرة، هذا الحفل التاريخى جاء بعد 50 سنة من احتراف أم كلثوم الغناء مع مطلع عام 1923.
فى هذا الحفل كانت أم كلثوم تعانى من متاعب صحية شديدة وكانت تقبل 4 أسابيع فى 7 ديسمبر 1972، قد غنت «ليلة حب» لأول مرة.
الحفل كان من وصلتين الأولى غنت رائعة «ليلة حب» تأليف أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبدالوهاب، وهى أغنية غاية فى الإبداع، فى اللحن والموسيقى والعزف ربما لا يعلم الكثيرون أن عازف الأورج هانى مهنى كان يعزف على الأورج فى هذه الأغنية لأول مرة مع كوكب الشرق أم كلثوم.
للأسف هذا الحفل التاريخى لم يصور تليفزيونيًا لأسباب غير معلومة، الموسيقى كانت رائعة للغاية، صوت أم كلثوم كان مرهقًا للغاية ومع ذلك أبدعت فى غناء «ليلة حب» على مدى ساعتين فى هذا الحفل، ما أروعها حينما غنت الكوبليه الأخير بصوتها الرخيم المرهق «فى المكان ده يا حبيبى يا حبيبى ياما جينا وياما ضمتنا الأمانى.. فى المكان نفس المكان ياما طيرنا فى العلالى.. والليلادى جيت أنا وأنت وشوقي وقلبى والحنان.. جينا نستناه جينا نترجاه جينا نفرض بالأمل سكة خطاة، ومهما غبت عليه ضحتي بعد شوية اخد اديك فى ادية واحضن عينك فى عينية ونعيشها ليلة عمر.. عمرى كله عمر الدنيا».. وسط تصفيق حاد من الحضور انتهت الوصلة الأولى على خير.
ذهبت أم كلثوم إلى غرفتها للاستعداد للوصلة الثانية، حيث كان يرافقها زوجها الدكتور حسن الحفناوى كشف عليها واكتشف انها مريضة للغاية وطلب منها الاعتذار عن الوصلة الثانية والعودة فورًا للمنزل، لكنها رفضت بشدة وتحاملت على نفسها كثيرًا وصعدت للمسرح بمنتهى الشموخ لتغنى آخر أغنياتها على المسرح ويا له من ختام رائعة «القلب يعشق كل جميل»، كلمات الراحل الشاعر بيرم التونسى وألحان العملاق رياض السنباطى، وهى بحث أغنية نادرة فى روعتها تصف بكل روعة رحلة الحج إلى الأراضى المقدسة، وتعتبر هذه الأغنية من أروع ما غنت كوكب الشرق.
فى تلك الوصلة ظهر الإرهاق واضحًا تمامًا على كوكب الشرق ومع ذلك وقفت على المسرح لمدة ساعة تقريبًا أو ما يزيد لتكون آخر كلمات غنتها على المسرح.
«جينا على روضة هلة من الجنة فيها الأحبة تنول كل اللى تتمناه، فيها طرب وسرور، وفيها نور على نور، وكاس محبة تنول واللى شرب غنى وملايكة الرحمن جاية .... يا رب حبايبنا ينولوا ما نولنا، يارب يا رب توعدهم، يا رب يا رب وقفنا دعاني لبيته لحد باب بيته ولما تجلالى بالدمع ناجيته».
انفجر المسرح بالتصفيق مطالبًا كوكب الشرق بإعادة غناء هذا الكوبليه الرائع، لكنها أشارت بعدها للتوقف عن الغناء، انتهى الحفل الأخير وعادت لمنزلها وهى تعانى متاعب وآلام المرض وشعرت أنها لا تستطيع الغناء بعد ذلك على المسرح، يذكر أن أغنية «القلب يعشق» للمرة الثانية حيث غنتها لأول مرة فى فبراير 1972.
فى هذا الحفل كان عمر أم كلثوم قد تخطى 74 عامًا، لكنها كان لديها إصرار على الاستمرار فى الغناء مهما كانت التضحية بعد أيام قليلة كانت تستعد لغناء آخر أغنياتها «حكم علينا الهوى» تأليف عبدالوهاب محمد وألحان بليغ حمدى لكنها لم تغنها فى حفل عام بل غنتها فى استديو 35 بالإذاعة فى مارس 1973.
بعد ذلك اشتد عليها المرض وكانت تتمنى غناء لحن سيد مكاوى «أوقاتى بتحلو» لكنها لم تستطع، تمكن منها المرض لترحل عن دنيانا بمستشفى المعادى فى الرابعة والنصف عصر الاثنين 3 فبراير 1975.
رحلت كوكب الشرق بجسدها وبقى فنها خالدًا فى وجدان الملايين عبر الأجيال.
درس فى التضحية من أجل فن خالد يبقى عبر سنوات لا يعلمها إلا الله.. أم كلثوم تبقى جامعة فنية يجب أن يتعلم منها الأجيال المتعاقبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العصر الذهبى کوکب الشرق على المسرح هذا الحفل أم کلثوم فى هذا
إقرأ أيضاً:
مهرجان المسرح المدرسي العاشر يختتم فعالياته غدًا
"عمان": تُختتم غدًا فعاليات مهرجان المسرح المدرسي العاشر الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، تحت رعاية المكرم الدكتور يحيى بن منصور الوهيبي عضو مجلس الدولة، ليشهد حفل الختام الإعلان عن أسماء الفائزين بالمراكز الأولى على مستوى مديريات المحافظات التعليمية المشاركة.
حيث يُكرَّم خلال الحفل الفائزون في مسابقة العزف الفردي، وتُكرَّم المحافظات التعليمية التي أحرزت المراكز الأولى في مسابقة العرض المسرحي، وتشمل الجوائز المراكز الأولى في العروض المسرحية، والنصوص، والإخراج، والديكور، والإضاءة، والموسيقى، والمؤثرات الصوتية، والأزياء، والإكسسوارات، والمكياج، وكذلك جائزة أفضل ممثل دور أول وثانٍ، وأفضل ممثلة دور أول وثانٍ، إلى جانب ست جوائز تشجيعية للإجادة في التمثيل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما تُكرَّم المؤسسات الداعمة للمهرجان.
وشهد المهرجان عددًا من العروض المتنافسة التي بلغ عددها خمس مسرحيات، حملت في مضامينها أفكارًا متنوعة، ورسائل علمية وتربوية، شكّلت في مجملها إبداعًا طلابيًّا في المشاركة الفنية الفاعلة، وأثمرت نتاجًا لمواهب متميزة في مستويات التمثيل والأداء المسرحي الطلابي.
اللعبة الممنوعة..
وقدّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة صباح أمس مسرحية "اللعبة الممنوعة"، وذلك ضمن التنافس المسرحي للمهرجان، عرضت واقعًا مهمًّا من خلال فكرة المسرحية التي تفاعل مع أداء ممثليها الجمهور، حيث ناقش العرض مشكلة لعبة يلعبها الكثير من الطلبة في كل بيت عماني وعربي، تحتاج إلى التوجيه السديد والدائم للخروج من هذه اللعبة الخطيرة دون أضرار ومشاكل للأسنان بشكل خاص وللوقت والمذاكرة بشكل عام.
المسرحية من تأليف المعلمة أمل السابعية، وإخراج عبدالوهاب السلماني، وقدّم في ختام العرض ورقة تعقيبية المسرحي طاهر الحراصي، الذي أشاد بالنص المسرحي، مؤكدًا أن اختيار العنوان كان في غاية الذكاء، حيث يثير الفضول لمعرفة ماهية اللعبة الممنوعة، كما أشاد أيضًا بالتواصيف التي اختارتها الكاتبة في الأسماء المختارة للأسنان.
وقال الحراصي حول النص: إنه مكتوب بلغة بسيطة، وبأسلوب درامي متصاعد، وهو نص موجَّه وتربوي يحمل قيمًا جميلة جدًّا تتعلّق بالثقة بالنفس، والتعاون، والتسامح، واتخاذ القرار، كما أن الشخصيات مكتوبة بطريقة مدروسة تمثل أي مجتمع أو حتى في داخل الطفل نفسه.
وأشاد الحراصي بالبُعد التربوي للنص، وما حمله من رسائل قيّمة تتناغم مع عالم الطفل، وتخاطب وجدانه بلغة مبسطة ومعبرة، تُسهم في ترسيخ مفاهيم سلوكية إيجابية بأسلوب فني مبتكر.
وتحدّث معقّب المسرحية عن توظيف المخرج لأدواته الجمالية وتبسيطها وتوجيهها للجمهور المستهدف، واعتماده على التشكيل الجمالي، ومثنيًا على فكرة الصراع التي تحدث في فم الطفل، وقال الحراصي: "بالحديث عن الإضاءة فقد كانت موفقة إلى حد كبير ولكن الارتفاع هو الذي حدَّ من توظيف الإضاءة".
كما وجّه شكرًا وإشادة بتوظيف الموسيقى الحية، وإشادة بأداء الموسيقيين المميز، كما أن اختيار الغناء والموسيقى كان في جوانب قوية تجذب الجمهور المستهدف، حيث تنوّعت الموسيقى المقدمة بين المقطوعات الطربية ذات التقاسيم الحزينة، إضافة إلى حضور النغمات الموسيقية المليئة بالجو الطفولي المعبر عن المتعة واللعب.
وأشار الحراصي إلى أن العرض المسرحي قد تفاوت بين النص المكتوب، والمعالجة الإخراجية التي شاهدها الجمهور على المسرح، حيث كان النص يشير إلى أن الصراع بين الحلويات (شخصيات شرسة في النص)، ولكنها في العرض شخصيات لطيفة، والأسنان هي من تحاصرها.
هاشتاق حياة واقعية
وقدّم طلبة المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار عرضًا مسرحيًّا بعنوان: "هاشتاق حياة واقعية"، تناول خطورة استخدام الشبكة العنكبوتية والذكاء الصناعي، لا سيما من قبل الأطفال، وما يتسبّب به من مشاكل لا تُحمد عقباها، حيث يشاهد "حيان" في منامه مواجهته لهذا الخطر، ويحلم بأن الذكاء الصناعي قد أغراه وخدعه بالتبادل؛ ليجد نفسه في مأزق وأمام رفض قوي من الذكاء الصناعي للتراجع عن فكرة التبادل هذه، فيبدأ هو ومريم بإرسال استغاثة من العالم الافتراضي، ليساعدهما الخال غسان، وهو موظف في قسم مكافحة الجريمة الإلكترونية، في التخلّص من سيطرة الذكاء الصناعي.
حملت المسرحية عددًا من الرسائل التربوية والتعليمية المختلفة، وضرورة الانتباه من قبل أولياء الأمور إلى خطورة الحرية المطلقة في استخدام الأبناء للشبكة المعلوماتية أو وسائل التقنية المتطورة، وعلّق على المسرحية الدكتور سعيد السيابي، الذي أشاد بالأداء المسرحي.
وقدّم صباح اليوم العرض المسرحي لطالبات مدرسة هيماء للتعليم الأساسي بعنوان: "أنا أستطيع"، وهو من تأليف رشدة بنت سالم الراشدية، وإخراج سكينة بنت محسن اللواتية، وركّز العرض على رسالة ملهمة مفادها أن النجاح طريق يصنعه الإنسان بنفسه، وأن الإيمان بالقدرات الشخصية هو المفتاح لتحقيق الطموحات، بشعار: "سُلّم نجاحك أنت من ترسمه، أطلق العنان لعقلك، نعم تستطيع، فقط ابدأ، فلا حدود للنجاح".
كما قدّم العرض الختامي العرض المسرحي "نافذة الغربة" لطلبة مديرية الداخلية التعليمية، تأليف وإخراج: مرهون بن علي بن مرهون الشريقي.