الخطب النبوية أرقى ما جاد به العقل البشري، لم تلق الاهتمام
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
20 أغسطس، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
د.رعدهادي جبارة
هل يستحق اختفاء 1000خطبة جمعة من خطب رسول الله ص الاهتمام والمتابعة والحرص؟
مجرد تساؤل نطرحه في ديباجةالقسم الثاني من بحثنا المتعلق بتراث الرسول الأكرم ص.
عندما نجد الشعوب في العالم حريصة على جمع خطب وبيانات زعمائها وقادتها وتوثيقها وطباعتها في كتب ومجلدات عديدة ونفيسة و نجد أن هناك مجموعة كتب تتضمن خطب و بيانات زعماء الشعوب فمن حقنا ان نستغرب لذلك .
فما بالنا نحن المسلمين لانهتم بخطب نبينا الأكرم ولا نوثقها بما يناسبها من الأهمية الفائقة والاحترام البالغ والتوثيق المناسب والحرص الكبير عليها بينما هي أرقى ما جاد به العقل البشري منذ بدء الخليقة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.
على أننا لا ينبغي أن ننسى جهود الشريف الرضي وابن ابي الحديد المعتزلي في جمع و تبويب وتصنيف تراث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في موسوعة نهج البلاغة في 20 مجلدا(أو أقل أو أكثر حسب الطبعات المختلفة) و من ضمنها الخطب و الرسائل والحكم القصار.
كما وصلت إلى أيدينا خطبة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء س وخطب الامام الحسين ع العديدة قبل و أثناء واقعة عاشوراء، و خطب السيدة زينب بنت علي ع واختها ام كلثوم، سواء في الكوفة أو الشام.
كما لاحظنا الاهتمام الفائق لإيران في جمع و توثيق وطباعةخطب الإمام الخميني بكتاب يقع في 21مجلداً نفيس الطبع أخضر الغلاف عنوانه(صحيفه امام) و خطب القائد الخامنئي في كتاب قمت بترجمته إلى اللغة العربية عنوانه (الحكومة في الاسلام) في العام 1995 طبعته دار الروضة للنشر في لبنان في 237 صفحة لأول مرة بغلاف ذهبي اللون،ثم أعيدت طباعته عدة مرات.وقبله ترجمت خُطب القائدين تحت عنوان (حديث الشمس ) عام 1992 و يقع في 269صفحة صدر في طهران.
لقدتعمدت إثارة موضوع خطب النبي ص في مقالي السابق تحت عنوان [حقا؛إنها خسارة كبرى للبشرية] لإلفات النظر الى غياب جزء كبير من تراث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في كتب السيرة و الصحاح ومؤلفات المؤرخين؛ (الشيعة والسنة على حد سواء) في مقابل حصولنا الآن بسهولة على المعلقات السبع (أو العشر) للزوزني و غيره من خطب و قصائد الأدباء والزعماء.
فهل زَهِد المسلمون بجمع خطب نبيهم و اهتموا كثيرا بغيره من الخطباء والشعراء؟ولماذا؟.
شخصيا أعتبر إهمال خطب النبي ص ورسائله إلى زعماء العالم المعاصرين له إهمالاً لامبرر له من معاصريه،بل جريمة ارتكبها الامويون بمنعهم كتابة الحديث النبوي(و حتى خطب الجمعة النبوية)وقيامهم بحرقها خلافاً لتعاليم القرآن وقوله عز وجل {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة – ١٢٨] وقوله تبارك وتعالى {وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} [الحشر – ٧] و قد حرمونا من تعاليم فذة و توجيهات سامية و معارف قويمة ونصائح رائعة وعلوم نيّرة لاتُقدَّر بثمن وتفوق في الأهمية كل ما عداها ،مما حرم الإنسانية من كل تلك المضامين السامية و المعارف الراقية في الخطب النبوية وهي تجسد نهج خاتم الأنبياء الذي هو خير وُلْدِ آدم منذ خلقته إلى يوم يبعثون.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ}
[سورةق – ٣٧]
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
غدا.. نظر محاكمة 5 متهمين بقضية خلية داعش حلوان
تنظر الدائرة الثانية إرهاب المنعقدة ببدر غدا السبت، محاكمة 5 متهمين في القضية رقم 14406 لسنة 2024، جنايات حلوان، لاتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية فى القضية المعروفة بخلية "داعش حلوان".
وجاء في أمر الإحالة أنه في عضون الفترة من عام 2018 وحتي 17 ديسمبر من عام 2022، المتهمان الأول والثاني، أسسا وتوليا قيادة جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن القومي، بأن أسسا وتوليا قيادة جماعة تدعو لتغير نظام الحكم بالقوة واستهداف المؤسسات العامة والاعتداء الأفراد.
ثانيا: المتهمون من الأول ومن الثالث حتي الخامس ارتكبوا جريمة من جرائم تمويل الإرهاب وكان التمويل لعمل إرهابي بأن جمعوا أمولا وسيارتين وهواتف محمولة وأمدوا بها الجماعة، كما جمعوا معلومات عن منشآت بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية.
ووجه للمتهمين استخدام الشبكة الدولية لتبادل الرسائل والتكليفات بين المنتمين لتلك الجماعة واستخدام تطبيقي الرسائل المؤمنين "تلجراف وكونفيرويشن"، بغرض تبادل الرسائل لتحقيق أغراض الجماعة الإرهابية.
مشاركة